الوهابية في صف من ؟!!
25-08-2014, 04:15 PM
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعتبر كثيرون (الوهابية) امتدادا للنزعتين (التيمية) و(الحنبلية)، حتى صار هذا عند كثيرين من (المُسَلّمَات)، ومع هذا الاعتقاد نجد [كثيرا] من وهابية اليوم من زبائن الشيطان وزبانية الباطل تتشدق لحاهم العفنة بنْبز المقاومةَ الغزاوية ولمزها، ويَسِمُون المقاومةَ بميسم (الخروج) على (ولي الأمر) .. وتحت هذا الاسم التاريخي: (الخوارج) يحاول [كثيرون] من وهابية اليوم تصفية أغلى مكاسب الأمة والحيلولة دون أسنى تطلعاتها ..
ودون أن أدخل في جدل حول (الوهابية) ونفعها أو ضررها على الأمة أود التساؤل عن أمرين محدَّدين حولها:
- أولا: إذا كانت الوهابية (تيمية) التأثر فأين رصيدها من جهاد العدو مما كان عليه شيخ الإسلام (ابن تيمية) [رحمه الله] الذي جاهد (الفرنجة) و(التتار) بيده وبمشاركته الفعلية؟ وسلوا عنه سلطان التتار (قازان) وأشباهه ..
- ثانيا: إن كانت الوهابية (حنبلية) الانتماء فأين رصيدها من قول الحق عند (السلطان الجائر) اقتداءً بالإمام أحمد [عليه الرضوان] الذي استوطن السجون وعزفت على ظهره السياط لأنه قال لولي الأمر، لـ[أربعة خلفاء متتابعين: المأمون، المعتصم، الواثق، المتوكل] ..قال لهم : لا..
وحتى في قتال العدو الخارجي ورد عن الإمام أحمد أنه سامح الخليفة (المعتصم) على ما فعله به لسبب واحد:
لأنه قهر (الروم) العدو الكافر وأثخن فيهم ... فالإمام أحمد يقول أن الذي أذل الروم يستحق أن أسامحه على ما فعل بي، لأنه أساء إلى فرد وأحسن إلى أمة بكاملها .. ذلك هو الفقه الحنبلي .. لا فقه الرويبضات ..
ثم إن ابن تيمية نفسَه سُجن، بل مات مسجونا لأنه قال لولي الأمر: لا ..
هذه هي (الحنبلية) و(التيمية): مواجهة للباطل .. وقتال للعدو الخارجي .. وتحمل للسجن والأذى من أجل كلمة الحق؟ ..
فيا أيها الوهابيون:
{نبئوني بعلم إن كنتم صادقين} ..؟
هل كانت هناك مرة واحدة .. مرة واحدة على الأقل حاربت فيها الوهابية - منذ نشأتها - الأعداءَ الخارجيين للأمة؟ وأين؟ ومتى؟ أم أن كل حروبها إنما كانت داخل الأمة (فكريا وعسكريا)، بداية بالخروج على الخلافة العثمانية، وقتال المخالفين، ثم الاصطفاف دوما في صف بريطانيا (الدولة المنشئة) لها كما أنشأت الكيان الصهيوني، ثم في صف أمريكا (الدولة الحامية) لها كما تحمي الكيان الصهيوني سواء بسواء، والاصطفاف كذلك مع كل باطل إلى اليوم ... ؟
هل قاتلت الوهابية العدو الصهيوني .. العدو اللدود للإسلام؟ أين ومتى؟
هل ساهمت في رفع الضيم عن -المستضعفين - في الأرض وهي قادرة على ذلك لو أرادت؟
ثم هل طبقت الوهابية - التي يتبجح أهلها بدعوى تحكيم الكتاب والسنة - قوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..}؟
ترى لماذا لم يتم تطبيق هذه الآية منذ نشأة الوهابية، أم أن تطبيقها هو التسلح بأسلحة عبثية في وجه القريب لا الغريب .. وبصفقات هائلة لا تسمن ولا تغني من ضيم؟
وإن تعجب فعجب قولهم إذا سألتهم:
لم لا تحارب الوهابية الصهاينة وأشياعهم؟ فما يكون جوابهم إلا أن يقولوا:
إن الإمكانيات وموازين القوى لا تسمح بذلك، ويا له من تبرير يُضحك الثكْلَى، وأين كنتم طوال هذه العقود ؟ وأين ذهبت أموالكم (القارونية) وهي التي بوسعها شراء جيوش العالم كلها ومصانع السلاح في العالم بأسرها ؟
ثم ماذا بقي لكم من حجة وهؤلاء رجال (غزة) - وحدهم - طبقوا هذه الآية {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..} - رغم الحصار وصعوبة الإعداد - لذلك يُحاربون اليوم ..
إن الوهابيةَ تحارب المقاومة اليوم لأنها سحبت البساط من تحتها، وكذبت دعواها بالانتماء إلى الأمة والدفاع عنها وخدمتها ..وإنها - وهي التي لا رصيد لها من مقاومة العدو ولا من مقاومة الطغيان - لجديرة بأن تخجل أمام من زلزلوا الأرض تحت أقدام الطغاة .. وتحت أقدام العدو ...
وأخيرا.. وعودة إلى أول السطر:
أين وهابية اليوم من الميراثين: (الحنبلي التيمي)؟
اللهم إنا نَشْهد أنه ليس لهم من ذلك الميراث نصيب ..
لا بفرض ولا بتعصيب ..
اللهم أعز المقاومة .. واكبت أعداءها .. والمغتاظين منها إلى يوم الدين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من قلم الدكتور : محمد تاج الدين الطيبي
يعتبر كثيرون (الوهابية) امتدادا للنزعتين (التيمية) و(الحنبلية)، حتى صار هذا عند كثيرين من (المُسَلّمَات)، ومع هذا الاعتقاد نجد [كثيرا] من وهابية اليوم من زبائن الشيطان وزبانية الباطل تتشدق لحاهم العفنة بنْبز المقاومةَ الغزاوية ولمزها، ويَسِمُون المقاومةَ بميسم (الخروج) على (ولي الأمر) .. وتحت هذا الاسم التاريخي: (الخوارج) يحاول [كثيرون] من وهابية اليوم تصفية أغلى مكاسب الأمة والحيلولة دون أسنى تطلعاتها ..
ودون أن أدخل في جدل حول (الوهابية) ونفعها أو ضررها على الأمة أود التساؤل عن أمرين محدَّدين حولها:
- أولا: إذا كانت الوهابية (تيمية) التأثر فأين رصيدها من جهاد العدو مما كان عليه شيخ الإسلام (ابن تيمية) [رحمه الله] الذي جاهد (الفرنجة) و(التتار) بيده وبمشاركته الفعلية؟ وسلوا عنه سلطان التتار (قازان) وأشباهه ..
- ثانيا: إن كانت الوهابية (حنبلية) الانتماء فأين رصيدها من قول الحق عند (السلطان الجائر) اقتداءً بالإمام أحمد [عليه الرضوان] الذي استوطن السجون وعزفت على ظهره السياط لأنه قال لولي الأمر، لـ[أربعة خلفاء متتابعين: المأمون، المعتصم، الواثق، المتوكل] ..قال لهم : لا..
وحتى في قتال العدو الخارجي ورد عن الإمام أحمد أنه سامح الخليفة (المعتصم) على ما فعله به لسبب واحد:
لأنه قهر (الروم) العدو الكافر وأثخن فيهم ... فالإمام أحمد يقول أن الذي أذل الروم يستحق أن أسامحه على ما فعل بي، لأنه أساء إلى فرد وأحسن إلى أمة بكاملها .. ذلك هو الفقه الحنبلي .. لا فقه الرويبضات ..
ثم إن ابن تيمية نفسَه سُجن، بل مات مسجونا لأنه قال لولي الأمر: لا ..
هذه هي (الحنبلية) و(التيمية): مواجهة للباطل .. وقتال للعدو الخارجي .. وتحمل للسجن والأذى من أجل كلمة الحق؟ ..
فيا أيها الوهابيون:
{نبئوني بعلم إن كنتم صادقين} ..؟
هل كانت هناك مرة واحدة .. مرة واحدة على الأقل حاربت فيها الوهابية - منذ نشأتها - الأعداءَ الخارجيين للأمة؟ وأين؟ ومتى؟ أم أن كل حروبها إنما كانت داخل الأمة (فكريا وعسكريا)، بداية بالخروج على الخلافة العثمانية، وقتال المخالفين، ثم الاصطفاف دوما في صف بريطانيا (الدولة المنشئة) لها كما أنشأت الكيان الصهيوني، ثم في صف أمريكا (الدولة الحامية) لها كما تحمي الكيان الصهيوني سواء بسواء، والاصطفاف كذلك مع كل باطل إلى اليوم ... ؟
هل قاتلت الوهابية العدو الصهيوني .. العدو اللدود للإسلام؟ أين ومتى؟
هل ساهمت في رفع الضيم عن -المستضعفين - في الأرض وهي قادرة على ذلك لو أرادت؟
ثم هل طبقت الوهابية - التي يتبجح أهلها بدعوى تحكيم الكتاب والسنة - قوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..}؟
ترى لماذا لم يتم تطبيق هذه الآية منذ نشأة الوهابية، أم أن تطبيقها هو التسلح بأسلحة عبثية في وجه القريب لا الغريب .. وبصفقات هائلة لا تسمن ولا تغني من ضيم؟
وإن تعجب فعجب قولهم إذا سألتهم:
لم لا تحارب الوهابية الصهاينة وأشياعهم؟ فما يكون جوابهم إلا أن يقولوا:
إن الإمكانيات وموازين القوى لا تسمح بذلك، ويا له من تبرير يُضحك الثكْلَى، وأين كنتم طوال هذه العقود ؟ وأين ذهبت أموالكم (القارونية) وهي التي بوسعها شراء جيوش العالم كلها ومصانع السلاح في العالم بأسرها ؟
ثم ماذا بقي لكم من حجة وهؤلاء رجال (غزة) - وحدهم - طبقوا هذه الآية {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..} - رغم الحصار وصعوبة الإعداد - لذلك يُحاربون اليوم ..
إن الوهابيةَ تحارب المقاومة اليوم لأنها سحبت البساط من تحتها، وكذبت دعواها بالانتماء إلى الأمة والدفاع عنها وخدمتها ..وإنها - وهي التي لا رصيد لها من مقاومة العدو ولا من مقاومة الطغيان - لجديرة بأن تخجل أمام من زلزلوا الأرض تحت أقدام الطغاة .. وتحت أقدام العدو ...
وأخيرا.. وعودة إلى أول السطر:
أين وهابية اليوم من الميراثين: (الحنبلي التيمي)؟
اللهم إنا نَشْهد أنه ليس لهم من ذلك الميراث نصيب ..
لا بفرض ولا بتعصيب ..
اللهم أعز المقاومة .. واكبت أعداءها .. والمغتاظين منها إلى يوم الدين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من قلم الدكتور : محمد تاج الدين الطيبي
