سكري الحمل
23-07-2009, 01:15 PM
سكري الحمل

سكري الحمل هو أحد أنواع داء السكري، والذي ينشأ عند بعض الحوامل بسبب ضعف قدرة الجسم على حرق السكريات ومعالجتها بطريقة طبيعية تحافظ على مستوى طبيعي من الجلوكوز في الدم.
غالبًا يتم تشخيص سكري الحمل في الفترة ما بين الأسبوع الرابع والعشرين والثامن والعشرين من الحمل.
ويختلف سكري الحمل عن بقية أنواع السكري في أنه في أغلب الحالات يزول بعد الولادة وتعود المرأة إلى حالتها الصحية كما كانت قبل الحمل، بينما الأنواع الأخرى من السكري مثل النوع الأول المعتمد على الأنسولين والنوع الثاني يستمر مع المريض طوال حياته.

لماذا يحدث سكري الحمل ؟
مع تقدم الحمل ونمو المشيمة يتم إفراز مجموعة من المواد الطبيعية من الهرمونات وغيرها. بعض تلك المواد يؤدي إلى تقليل فعالية الأنسولين وقدرته على ضبط معدلات السكر في الدم. و هذا بالتالي يحفز البنكرياس – المصدر الوحيد لإفراز الأنسولين – على إنتاج المزيد من هذا الهرمون لضبط السكر في الحدود الطبيعية، وإذا لم يقم الجسم بهده المهمة أو لم يؤد المزيد من الأنسولين إلى ضبط السكر؛ فإن المرض ينشأ ويقال حينها أن الحامل مصابة بسكري الحمل.

ما هي الأعراض؟
كثير من النساء الحوامل يفاجأن حينما يعلمن بأنهن مصابات بسكري الحمل. و هذا يحصل لأنه لا يظهر على المرأة في الغالب أعراض خاصة بالمرض، وقلة من النساء من يلاحظن زيادة في شرب الماء وكثرة التبول وربما الجوع بسبب الارتفاع في معدلات السكر العالية في الدم.
تزيد فرصة إصابة الحامل بسكري الحمل في حالات معينة؛ فمنها الإصابة بسكري الحمل في مرات الحمل السابقة، ومنها وجود تاريخ عائلي لداء السكري وخاصة لدى الأقرباء من الدرجة الأولى، ومنها السمنة وزيادة الوزن، ومن العوامل أيضًا ولادة أطفال بأحجام كبيرة أو ارتفاع ضغط الدم عند الحمل أو حالات إجهاض أو ولادة أطفال ميتين في الماضي.
وأما العوامل التي تقلل من فرصة الإصابة بسكري الحمل فمنها:
- عمر الحامل حين يكون أقل من 25 سنة.
- غياب تاريخ عائلي لداء السكري.
- وزن الجسم حين يكون طبيعيًّا.
- معدلات طبيعية للسكر في الماضي.
- حمل طبيعي دون مضاعفات في الماضي.

كيف يتم التشخيص؟
حاليًا يتم فحص جميع النساء الحوامل لتشخيص أو استبعاد سكري الحمل وخاصة في الدول ذات الانتشار الكبير لداء السكري مثل السعودية، و هذا الأمر يتم بشكل روتيني ومعتمد في جميع عيادات الحوامل، ويتم فحص معدل السكر في الفترة ما بين الأسبوع 24 و 28 من الحمل، غير أن النساء اللاتي تزيد لديهن فرصة الإصابة بالمرض يتم فحصهن قبل ذلك بأسابيع.
ويتم فحص السكر في حالة الصيام و يعاد بعد ساعتين من تناول جرعة من الجلوكوز السائل.

ماذا يعنى إصابة الحامل بسكري الحمل ؟
أكثر النساء المصابات بسكري الحمل يتم مراقبة معدلات السكر لديهن، ولا يحتجن أكثر من نظام غدائي مناسب ويستمر الحمل بشكل طبيعي إلى أن يلدن دون مضاعفات، غير أن بقاء معدلات السكر مرتفعة يستدعي أنماطًا أخرى من المعالجة؛ فارتفاع السكر في الدم بشكل متواصل يؤدي إلى مضاعفات على صحة الحامل وعلى صحة جنينها.

فمن المضاعفات :
- زيادة احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع وزن الجنين وما يحمل من خطر عند الولادة من عسر الولادة واحتمال الإصابة بالخلع الولادي لتعذر مرور الوليد من قناة الولادة بشكل طبيعي لكبر حجمه، و إذا كان الحجم كبيرًا فربما يلزم توليده بالعملية القيصرية.
- بعيد الولادة قد يتعرض الوليد إلى هبوط في معدلات السكر في الدم أو معدل الكالسيوم أو الصفار أو مضاعفات ولادية أخرى.

إذًا كيف الطريق إلى العلاج ؟
إن الهدف الرئيس في علاج سكري الحمل هو ضبط معدل السكر في الحدود الطبيعية أو قريبًا منها طوال أشهر الحمل، و هذا يعني تقليل مضاعفات المرض إلى الحد الأدنى.
كما سبق فإن العلاج بدرجة أولية يكون من خلال العناية بالنمط الغذائي، وتناول وجبات متوازنة مناسبة لسكري الحمل. و إذا لم تفد هده الطريقة في العلاج فلابد حينها من استعمال حقن الأنسولين، لأن أقراص السكر لا تناسب الحامل لما لها من أثر ضار على الجنين، والأفضل حقن الأنسولين ويحقن مرتين إلى ثلاث مرات يوميًّا.

و ماذا بعد الولادة؟
في أغلب الحالات يزول سكري الحمل بمجرد وضع الحامل لجنينها، غير أن المرأة فيما بعد تكون عرضة لسكري الحمل في مرات حملها القادمة كما أن إصابتها بالنوع الثاني من السكري غير المرتبط بالحمل تزيد بنسبة 17 – 63 % في ظرف خمس سنوات إلى 16 سنة بعد ذلك، و أما الوليد فإنه يتعرض لاحتمال الإصابة بالبدانة في طفولته وعند البلوغ كما أن فرصة إصابته بالسكري فيما بعد تكون أكثر من غيره من المواليد.

هل يمكن منع سكري الحمل قبل وقوعه؟
نعم هذا ممكن بفضل الله ثم بالعناية بالوزن؛ فأكثر العوامل خطورة وأهمها في الوقاية هو بقاء وزن الجسم في الحدود الطبيعية، والحصول على وزن مثالي أمر ليس بالصعب، ولكنه يحتاج إلى صبر ومواظبة، وهو ينبني على ركنين أساسين هما: الوجبات الغذائية الصحية المعتدلة، والنشاط البدني المستمر. ويمكن معرفة الوزن الطبيعي لكل إنسان من خلال معادلة بسيطة هي حاصل ضرب مربع الطول بالمتر برقم 25
( إذا كان الطول 160 سم فالمعادلة كما يلي: 1,6 * 1،6 * 25 = 64 كجم).