وقفة استقراء واسترسال في نصرة الدين بالمظاهر والاقوال
05-03-2014, 12:36 PM
خُلْقٌ، خلُقٌ جمَعها أخلاق، وتعني في اللغة الطبائع والعادات والطبيعة، وكذلك الدين والمروّة (المروءة)، وعند الحكماء وعلماء الأخلاق فإن (الخلق) صفة ثابتة أو هي الحالة الراسخة في النفس والتي تشكل العامل الأساس للممارسات الحسنة والسيئة.
واصطلاحا هي تلك الممارسات التي تصدر من الإنسان بعفوية وبسهولة وبدون تفكير مسبق أو تأمل وصعوبة حيث يطلق العلماء على هذه الصفات الراسخة والحالة القائمة (المَلَكة) وجمعها (الملكات)، ويعبّرون عن (الخُلق) بالملكة التي تصدر عنها الأفعال الخيرة والشريرة، وعندما يؤكد الحكماء في تعريف الخُلق على السهولة في التعبير بمعنى إلغاء العناء أو الصعوبة وعلى أنه يأتي بدون تأمل أو تفكير فمعنى ذلك أنهم يستثنون الصفات غير الراسخة والانفعالات الآنية عند الإنسان من تعريف (الخُلق) مثل غضب الإنسان الحليم فإنه ليس من الصفات الثابتة لديه، وثانياً فإن بعض السلوكيات والتصرفات التي تصدر من الإنسان بالضغط على نفسه وبصعوبة بالغة وبتفكير وتأمل مسبقين وإن كانت ثابتة لديه إلا أنها لا تصنف ضمن الأخلاق، ومثال ذلك عطاء البخلاء وعطاء الكرماء الذي يكون بقصد الشهرة أو كسب السمعة .
انطلاقا من التعريف اللغوي والاصطلاحي للاخلاق نقف وقفة تحليل واستقراء لاخطاء وجب تصحيحها نروم من ورائها الصلاح لانفسنا قبل غيرنا واثمار أي خطوة لنصرة ديننا باذن الله .
غالبا ما تبنى الانطباعات الايجابية الاولية عن الاشخاص المشامة فيهم مخايل الصلاح من خلال مواقفهم الظاهرة اقوالا كانت ام افعالا بحكم عجزنا عن الاطلاع على النوايا لكن الكثير منهم يمكن ان يسقط حكم الايجاب عنه اذا ما راينا ازدواجيته واضحة للعيان في مواقف شبيهة هنا يحق لنا العتب على هؤلاء بل ومن واجبنا تنبيههم خاصة اذا كانوا من فئة الحاملين على عواتقهم مسؤولية الدعوة الى الله! لان امتنا تطغو على احكامها العاطفة مما يجعل معظم افرادها يحكمون اجمالا على الشخص بالسلبية من خلال موقف تعامل منبوذ او اثنين دون الاخذ بعين الاعتبار ما يمكن ان يتصف به من ايجابيات فينكرون كل ما يصدر عنه حتى لو كان نطق بالشهادتين العظيمتين !
كثيرة في مجتمعنا هي الانتقادات و التهكمات من اشخاص يظهرون الكثير من الورع والتقوى هنداما وقولا لكنهم يفتقرون بالمقابل الى الكثير من السجايا الحميدة واخلاق المعاملات مع الناس ، ولما كانت العلاقات الانسانية مبنية على المعاملات والمواقف المباشرة كان من الطبيعي ان يسقط من عيون العامة الاشخاص الاكثر ظهورا بمظاهر التدين قولا وهنداما اكثر من غيره وكان حجة للكثير من المتهاونين والمقصرين في آداء واجباتهم الدينية للاستمرار في تهاونهم وتقصيرهم وربما زادوا عن ذلك بدرجات ومن هذا يمكن القول ان قسطا من الذنب يتحمله المناقضة تعاملاته قوله ومظهره مصداقا للقول الشائع الدين المعاملة .
فما اسهل ان يطبق المرء شرع ربه مظهرا وان يكثر القول باقواله تبارك وتعالى واقوال نبيه الكريم لكن ما اصعب ان يكتسب الفضائل المفتقر اليها كالكرم بشقيه كرم النفس وكرم الكف و الطيبة والثقة بالنفس وحب الخير لغيره كما يحبه لنفسه او يتخلص من الرذائل والسلبيات خاصة الجبلية منها او الموروثة او حتى المكتسبة والمتنامية معه منذ الصبا كالبخل والغيرة والحسد واللؤم والهمز قولا وفعلا ...
فطوبى لمن وفق في جهاد نفسه وأكسبها مكارم الاخلاق ونقاء السريرة فنصر بذلك دينه وكان خير قدوة يتضعضع امامها المكابر وخاب من اراد نصرة الدين بمظهره وكثرة ادعائه ولا بذل في سبيل تنقية كنهه وقهر عيوبه الاخلاقية ادنى جهد
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سأل :
(( أتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ ـ المفلس بالمفهوم العام: من لا درهم له, ولا دينار؛ لا يملك مالاً إطلاقاً ـ فقالوا: المفْلسُ فينا من لا درهم له, ولا متاع, فقال: إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة؛ بصلاة, وصيام, وزكاة، ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ ـ قبل أن يُقْضى ما عليه ـ أُخِذَ من خطاياهم؛ فطُرِحَتْ عليه، ثم يُطْرَحُ في النار)) أخرجه مسلم والترمذي عن أبي هريرة
وكتبت أماني أريس ...
اللهم ارزقنا حسن الخلق اللهم نعوذ بك من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا اللهم اللهم غلبنا على اهوائنا اللهم نعوذ بك من ان نكون سببا في ابتعاد غيرنا عن دينك وزيادة ضلاله اللهم نعوذ بك من الادعاء والنفاق
واصطلاحا هي تلك الممارسات التي تصدر من الإنسان بعفوية وبسهولة وبدون تفكير مسبق أو تأمل وصعوبة حيث يطلق العلماء على هذه الصفات الراسخة والحالة القائمة (المَلَكة) وجمعها (الملكات)، ويعبّرون عن (الخُلق) بالملكة التي تصدر عنها الأفعال الخيرة والشريرة، وعندما يؤكد الحكماء في تعريف الخُلق على السهولة في التعبير بمعنى إلغاء العناء أو الصعوبة وعلى أنه يأتي بدون تأمل أو تفكير فمعنى ذلك أنهم يستثنون الصفات غير الراسخة والانفعالات الآنية عند الإنسان من تعريف (الخُلق) مثل غضب الإنسان الحليم فإنه ليس من الصفات الثابتة لديه، وثانياً فإن بعض السلوكيات والتصرفات التي تصدر من الإنسان بالضغط على نفسه وبصعوبة بالغة وبتفكير وتأمل مسبقين وإن كانت ثابتة لديه إلا أنها لا تصنف ضمن الأخلاق، ومثال ذلك عطاء البخلاء وعطاء الكرماء الذي يكون بقصد الشهرة أو كسب السمعة .
انطلاقا من التعريف اللغوي والاصطلاحي للاخلاق نقف وقفة تحليل واستقراء لاخطاء وجب تصحيحها نروم من ورائها الصلاح لانفسنا قبل غيرنا واثمار أي خطوة لنصرة ديننا باذن الله .
غالبا ما تبنى الانطباعات الايجابية الاولية عن الاشخاص المشامة فيهم مخايل الصلاح من خلال مواقفهم الظاهرة اقوالا كانت ام افعالا بحكم عجزنا عن الاطلاع على النوايا لكن الكثير منهم يمكن ان يسقط حكم الايجاب عنه اذا ما راينا ازدواجيته واضحة للعيان في مواقف شبيهة هنا يحق لنا العتب على هؤلاء بل ومن واجبنا تنبيههم خاصة اذا كانوا من فئة الحاملين على عواتقهم مسؤولية الدعوة الى الله! لان امتنا تطغو على احكامها العاطفة مما يجعل معظم افرادها يحكمون اجمالا على الشخص بالسلبية من خلال موقف تعامل منبوذ او اثنين دون الاخذ بعين الاعتبار ما يمكن ان يتصف به من ايجابيات فينكرون كل ما يصدر عنه حتى لو كان نطق بالشهادتين العظيمتين !
كثيرة في مجتمعنا هي الانتقادات و التهكمات من اشخاص يظهرون الكثير من الورع والتقوى هنداما وقولا لكنهم يفتقرون بالمقابل الى الكثير من السجايا الحميدة واخلاق المعاملات مع الناس ، ولما كانت العلاقات الانسانية مبنية على المعاملات والمواقف المباشرة كان من الطبيعي ان يسقط من عيون العامة الاشخاص الاكثر ظهورا بمظاهر التدين قولا وهنداما اكثر من غيره وكان حجة للكثير من المتهاونين والمقصرين في آداء واجباتهم الدينية للاستمرار في تهاونهم وتقصيرهم وربما زادوا عن ذلك بدرجات ومن هذا يمكن القول ان قسطا من الذنب يتحمله المناقضة تعاملاته قوله ومظهره مصداقا للقول الشائع الدين المعاملة .
فما اسهل ان يطبق المرء شرع ربه مظهرا وان يكثر القول باقواله تبارك وتعالى واقوال نبيه الكريم لكن ما اصعب ان يكتسب الفضائل المفتقر اليها كالكرم بشقيه كرم النفس وكرم الكف و الطيبة والثقة بالنفس وحب الخير لغيره كما يحبه لنفسه او يتخلص من الرذائل والسلبيات خاصة الجبلية منها او الموروثة او حتى المكتسبة والمتنامية معه منذ الصبا كالبخل والغيرة والحسد واللؤم والهمز قولا وفعلا ...
فطوبى لمن وفق في جهاد نفسه وأكسبها مكارم الاخلاق ونقاء السريرة فنصر بذلك دينه وكان خير قدوة يتضعضع امامها المكابر وخاب من اراد نصرة الدين بمظهره وكثرة ادعائه ولا بذل في سبيل تنقية كنهه وقهر عيوبه الاخلاقية ادنى جهد
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سأل :
(( أتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ ـ المفلس بالمفهوم العام: من لا درهم له, ولا دينار؛ لا يملك مالاً إطلاقاً ـ فقالوا: المفْلسُ فينا من لا درهم له, ولا متاع, فقال: إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة؛ بصلاة, وصيام, وزكاة، ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ ـ قبل أن يُقْضى ما عليه ـ أُخِذَ من خطاياهم؛ فطُرِحَتْ عليه، ثم يُطْرَحُ في النار)) أخرجه مسلم والترمذي عن أبي هريرة
وكتبت أماني أريس ...
اللهم ارزقنا حسن الخلق اللهم نعوذ بك من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا اللهم اللهم غلبنا على اهوائنا اللهم نعوذ بك من ان نكون سببا في ابتعاد غيرنا عن دينك وزيادة ضلاله اللهم نعوذ بك من الادعاء والنفاق












