تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية الأمير الجزائري
الأمير الجزائري
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • المشاركات : 796
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمير الجزائري will become famous soon enough
الصورة الرمزية الأمير الجزائري
الأمير الجزائري
عضو متميز
المؤامرة ... في كل مرة
28-04-2016, 06:29 PM
لاسباب كثيرة أهمها العجز الحضاري والفكري وعدم القدرة على استيعاب ما يحدث وعدم القبول بالواقع يعيش كثير من المسلمين على نظرية المؤامرة

المشهد الأول :
عبد الله بن سبأ ذلك الرجل الأسطورة (إم كان حقا موجود) جعل المسلمين يرددون تاريخه وينشرون صنائعه وكأنه ساحر او غير بشر
يؤلب الناس على الدين ويتنقل من العراق لمصر للشام للحجاز ينشر الشائعات و الأكاذيب و يوجه الثوار و يبرمج العقول و يتلاعب بها و يؤلب المسلمين على عثمان بن عفان و يحبك لوحده مؤامرة كونية لخلق فتنة بين المسلمين ستأكل الأخضر و اليابس ويشعل الحروب تلو الحروب ... و كأن الصحابة أطفال صغار يتفرجون على المشهد دون فهم حقيقة ما يجري , و يجتمع عندهم في المدينة حفنة من الصعاليك و الأوباش يحاصرون الخليفة و يقتلونه و هم مخدرون و مغيبون ... كل هذا من تخطيط و تنفيذ رجل واحد ... واحد فقط
المشهد الثاني
بقوم الخليفة عمر بن الخطاب بفتح بلاد فارس واطفاء نار كسرى وتدمير مملكة ساسان ونشر الاسلام بها وتصبح الفرس جزء من الحضارة الاسلامية ويشارك كثير منهم في بناء هذه الحضارة ولكن مع مرور الزمن تصبح بلاد فارس شوكة في خاصرة المسلمين ويسمى أهلها بالفرس الماجوس الذين جندوا أنفسهم ووهبوا حياتهم لتدمير الاسلام ويحذر المسلمون من مؤامرة كبيرة ومن كمشة من الشيعة تريد غزونا وأكلنا وكأننا بلا عقل وبلا دين وبلا تخطيط
المشهد الثالث
أمريكا والصهيونية والماسونية والهندوسية والبوذية والداعشية كلها حركات ومؤامرات خبيثة وجدت أصلا لضرب الاسلام ... اجنمع شملهم إلا علينا فصرنا كالفريسة للكلاب
فهم يعيشون لأجلنا ولا يفكرون إلا فينا وكل اشاراتهم تقصدنا وكل شعاراتهم تشير الينا وللماسونية دورفي تحريك كل خيوط السياسة و الاقتصاد و المال في العالم ... فأصبحت الماسونية الفاعل الأكبر الذي يحرك كل شيء من وراء الستار . تتلاعب بالصحافة و بقادة العالم و بالأسواق و تصنع الإرهاب وتغير الرؤساء وتختارهم منذ الصغر و تبرمج العقول و تحرك الأحداث كما تشاء و كأن العالم خشبة مسرح تحرك الماسونية كل الفاعلين فيه بعلمهم أو دون علمهم و بقية البشر مشاهدون مخدوعون ...


والحديث يطول
التعديل الأخير تم بواسطة الأمير الجزائري ; 28-04-2016 الساعة 06:31 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية وائل (جمال)
وائل (جمال)
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 23-12-2011
  • المشاركات : 6,140

  • القصة الشعبية 2 

  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • وائل (جمال) will become famous soon enoughوائل (جمال) will become famous soon enough
الصورة الرمزية وائل (جمال)
وائل (جمال)
مشرف سابق
رد: المؤامرة ... في كل مرة
28-04-2016, 09:47 PM
مسألة المؤامرة ليست بهذه السخافة،،لأن اهدافها اقتصادية بالدرجة الاولى،،فالوضع الحالي لسوريا خير دليل،انظر من يقرر مصير نظامها،وهو حال البلدان العربية،،صراعات غربية لمن يظفر بخيرات البلد.
لكن الطريف والمضحك حين يعلل بعضهم بالمآمرات لتبرير الفشل ،مثلها مثل ممن بتاجرون بالدين لقضايا سياسية .
[IMG][/IMG]
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية الأمير الجزائري
الأمير الجزائري
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • المشاركات : 796
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمير الجزائري will become famous soon enough
الصورة الرمزية الأمير الجزائري
الأمير الجزائري
عضو متميز
رد: المؤامرة ... في كل مرة
01-05-2016, 06:49 AM
شكل آخر من أشكال نظرية المؤامرة أو اللاثقة في كل شيئ
كتب أحدهم يقول


خطورة الامتحان لا تكمن في الغسالة و الشوفاج والمكواة،، ولكنها في اختيار عائلة "محمد" بالذات دونا عن عائلة "موسى" أو "ماسينيسا" مثلااااااا،،،،،،،، الرسالة واضحة،،، عائلة " محمد"، ليس لديها سكن و "جاهلة" و لم تعرف يوما الكهرباء/////////// رسالة بن غبريط واضحة لعائلة " محمد"،،،،،،،،،، واختيار اسم "محمد" لم يأت اعتباطا، ولكن لغاية في نفس "بنت" "يعقوب" !!! "
  • ملف العضو
  • معلومات
تأمل عقل
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,869
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • تأمل عقل will become famous soon enough
تأمل عقل
مشرف سابق
رد: المؤامرة ... في كل مرة
01-05-2016, 07:22 AM
القابلية ،البيئة ،فالمشكلة ليست في الآخر أي آخر بل في العقل الذي يكون مجرد تابع و صدى ’وتفسير كل حدث بالمؤامرة والتخطيط الخارجي ،وتحميل المسؤولية للآخر هو تعبير صريح عن الضعف والتهرب من تحمل المسؤولية وبالتالي بقاء الحال على ماهي أو تدحرجها الى أدنى،اشبه ذلك بمن يجرم ويعتدي ويسرق ويخون ثم يمسح كل ذلك بالشيطان ...وقد سالت أحدهم بهذا الصدد لماذا كان بناء العقيدة استمر مدة أطول من فترة التشريع؟كان قبل ذلك؟لماذ يكون التطعيم ضد مختلف الأمراض؟فليس اللوم على الجراثيم والفيروسات --التي كثيرا ماتكون مجرد أوهام من نسج الفرد ---بل اللوم على من ترك جسده دون رعاية صحية ونظافة تامة ,
في كل مجتمع يبرر كل فشله بالمؤامرة الخارجية فهو مجتمع الترواح في الزمان
  • ملف العضو
  • معلومات
mohamed yakon
زائر
  • المشاركات : n/a
mohamed yakon
زائر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية الأمير الجزائري
الأمير الجزائري
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • المشاركات : 796
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمير الجزائري will become famous soon enough
الصورة الرمزية الأمير الجزائري
الأمير الجزائري
عضو متميز
رد: المؤامرة ... في كل مرة
01-05-2016, 07:26 PM
شكرا لكم الاحوة : وائل جمال ... تأمل عقل ....mohamed yakon...
يبدو اننا متفقون على مبدأ أن نظرية المؤامرة تسكن عقولنا أكثر مما هي واقع
هناك أسباب كثيرة تجعلنا نقفز دائما عند كل هزيمة إلى البحث عن مشجاب لتعليق فشلنا ولأن الأخرين ذهبوا بعيدا وتركونا وليس لنا من مبرر حضاري أو ثقافي أو أخلاقي غير ابتكار الأوهام والخصوم الافتراضيين
شكرا مرة أخرى
  • ملف العضو
  • معلومات
mohamed yakon
زائر
  • المشاركات : n/a
mohamed yakon
زائر
رد: المؤامرة ... في كل مرة
03-05-2016, 08:34 AM
نظريات المؤامرة، قضاء وقدر العرب.


"أعطِ أي إنسان معلومات صحيحة ثم اتركه وشأنه. ربما تجعله مُعَرَّضاً للخطأ في رأيه لبعض الوقت ولكن فرصة الصواب سوف تظل في يده إلى الأبد. لكن أن تحجب المعلومات الصحيحة عن أي إنسان أو تقدمها إليه مشوهة أو ناقصة أو محشوة بالدعاية والزيف فإنها تدمر كل جهاز تفكيره وتنزل به إلى ما دون مستوى الإنسان". يقول آرثر سالزبورجر Arthur Salzburger مؤسس صحيفة نيويورك تايمز New York Times.

ما هو الجواب المتوقع عن أي سؤال حول ما مرّ بالعرب من محن أو ما تعصف بهم اليوم من تغييرات على مستويات عدة؟ قد يكون الجواب الموحد الذي يتفق عليه الكثيرون من العرب هو كلمة "مؤامرة" أو "مخطط". أصبحت سمة العقل العربي الإيمان بنظرية المؤامرة التي تريح العقل من عناء البحث عن الأسباب، وتغني المراقب عن نقد الذات، وتغذي الشعور بأننا ضحايا لأعداء متآمرين، لولاهم لكان وضعنا أفضل بكثير.

لا يحتاج من يطرح تفسيراته للآخرين بناء على تلك النظرية عادةً إلى عناء كبير لإثباتها، فالتدخلات الخارجية حتى وإن كانت ردود أفعال لأحداث محلية تغذي تلك النظرة وتريح العقل العربي من عناء النظر في المرآة وتشخيص المثالب.

لا يزال الكثيرون منا مثلاً يتحدثون بحماس عن "بروتوكولات حكماء صهيون" التي تعد بالنسبة لهم دليل المؤامرات لمن يريد أن يفهم حقيقة ما يحدث، وكيف أن التاريخ وحركة الشعوب وكل ما تكتنفه من متناقضات دينية واقتصادية واجتماعية وسياسية يمكن اختصارها في مجموعة من الخبثاء الذين جلسوا في إحدى الأقبية يوماً ما ليضعوا هذا المخطط الجهنمي للسيطرة على شعوب الأرض. هذه البروتوكولات على سبيل المثال، والتي يعود تاريخها إلى أوائل القرن العشرين ولا يعرف على وجه التحديد من هو كاتبها ظهرت منشورة بالكامل لأول مرة في كتاب "عظيم في حقير: عودة عدو المسيح وحكم الشيطان للعالم" للكاتب الديني الروسي سيرجي نيلوس Sergei Nilus عام 1905. منذ ترجمتها إلى العربية، أصبح الكثيرون يعتقدون بصحتها، ويعتبرونها دليلاً فعلياً على المؤامرة العالمية التي يقودها اليهود للسيطرة على العالم. ذلك رغم أنها أصبحت اليوم، مع ثبوت انتحالها وتزويرها، قديمة ولا يمكن تطبيقها بعد أكثر من مئة عام على تلفيقها. فكيف يمكن لأي جماعة اليوم، مهما بلغت من القوة والنفوذ، أن تسيطر على الإعلام العالمي في ظل التطور الهائل في وسائل الاتصال الحديثة؟

إن غض النظر عن الأسباب الفعلية لكل ما يحدث في حياتنا من تغيرات وإلصاقها بمؤامرة لا قبل لنا بمواجهتها من قبل شخصيات لم يثبت لنا على الإطلاق وجودها مثل ما يسمى بحكماء صهيون، يكبح قدرتنا على التحليل العلمي لما يحدث في حياتنا وبالتالي يمنعنا من التغيير أو الإصلاح الداخلي. في نهاية الأمر، المتآمر أقوى منا ونحن ضحاياه، لا حيلة لنا سوى التعلق بمزيد من النقمة والكراهية والتشويش الفكري، تخيم يوماً بعد يوم على علاقتنا بالآخر. إن قراءة علمية لتاريخ نيلوس، ناشر البروتوكولات المزعومة، توضح لنا الكثير عن تلك البروتوكولات وسبب ظهورها في تلك الحقبة الزمنية ومدى مصداقيتها.

لقد كتب مفكرون عرب معروفون كالدكتور عبد الوهاب المسيري والأستاذ يوسف زيدان في إثبات تزوير هذه الوثائق، بل وتأكيد أنها تؤدي إلى نتيجة معاكسة من ناحية بث اليأس في نفوس العرب وإلصاق صورة العنصرية بهم. رغم ذلك، يرفض البعض أن من شرنقة المؤامرة التي تعيق التفكير الحر المبني على الحقائق، لأن هذا لن يمنحهم راحة الإحساس بأنهم ضحايا وبأنهم يستحقون الشفقة.

مثال آخر من الماضي القريب هو أحداث سبتمبر 2001 التي هزت العالم وأطلقت حقبة جديدة من علاقة الغرب بالعالمين العربي والإسلامي، أقل ما يقال عنها أنها مشوبة بالحذر وعدم الثقة. لو تنقلت في العالم العربي سائلاً عن هذه الهجمات لدهشت من كم المؤمنين بنظرية أن الولايات المتحدة نفسها أو حليفتها إسرائيل هما من قاما بتلك الهجمات لتبرير حرب ضد الإسلام والعالم العربي.
من المعلومات المثيرة للاهتمام مقولة إن آلاف اليهود لم يذهبوا لعملهم في ذلك اليوم لأنه تم تبليغهم بتاريخ الهجمات. لا يفسر لنا القائلون بهذا كيف يمكن لآلاف البشر مهما بلغت درجة تكتمهم أن يمنعوا خبراً كهذا من الظهور. يبدو أن أصل ظهور هذه الرواية هو مقال لصحيفة جيروزاليم بوست Jerusalem Post الإسرائيلية التي تحدثت في 12 سبتمبر 2001 عن فقدان مئات اليهود في أحداث سبتمبر، وتلقفت بعض المواقع العربية هذا الخبر وتناقلته بصيغة "غياب متعمد" بناءً على نصائح أمنية إسرائيلية، ما يدعم تفسير المؤامرة. ولكن الأمر يتضح حين نقرأ ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال Wall Street Journal في مقال في الحادي عشر من أكتوبر 2001، من أن حوالي 1700، من مجمل 2749 ضحية هم مجموع ضحايا الحادي عشر من سبتمبر، كانوا قد أدرجوا دياناتهم في ملفات عملهم. وفي تحقيق لاحق أجرته النيويورك تايمز New York Times تمكنت الجريدة من جمع بيانات تظهر أن ما يقرب من 15% من الضحايا كانوا يهوداً. ويمكن لمن يريد التأكد أن يقرأ الأسماء ويرى الصور في هذا التحقيق التفاعلي الذي أجرته الصحيفة.

ولكن رغم كل تلك المعلومات، التي لم تصل ربما إلى القارئ العربي، ورغم اعتراف بن لادن بضلوعه في التخطيط لهذه الهجمات، فإن العقل العربي يظل صامداً في تبنيه لنظرية المؤامرة.

أما أحدث نظريات المؤامرة التي تطالعنا بها بعض الأقلام العربية، فهي "مخطط الربيع العربي" الذي يستند إلى نظرية "الفوضى الخلاقة" التي تبنتها إدارة بوش في سعيها لإحداث تغييرات جذرية في المنطقة العربية بدأتها بحرب العراق. بكلمات موجزة، يمكننا أن نتساءل ونحن نحاول أن نتبع أسلوباً مغايراً للتفكير التقليدي العربي: كيف يمكن لجهة، أياً كانت قوتها، أن تحطم سدوداً من الطغيان وتضمن أن تتمكن من التحكم في الأمواج الهادرة التي ستفيض منه؟ ثم ما هي المصلحة الحقيقية في إزالة أنظمة تتمتع بتحالفات قوية مع الغرب كنظامي مبارك وبن علي مثلاً، والمراهنة على المجهول الذي سيأتي بعدهما؟ إن التوصيف الذي أطلقته كوندوليزا رايس في حينها حين قالت في حديث للواشنطن بوست Washington Post عام 2005: "إن الوضع الحالي ليس مستقراً، وإن الفوضى التي تنتجها عملية التحول الديمقراطي في البداية هي فوضى خلاقة، ربما تنتج في النهاية وضعاً أفضل من الذي تعيشه حالياً"، هو توصيف ينطبق حتى على الثورة الفرنسية التي قامت قبل بضعة قرون واحتاجت لسنوات عديدة قبل أن ترسي معالم الديمقراطية. بالطبع، لا يوجد لدى مروجي نظرية مؤامرة الربيع العربي أية إجابة عن آليات التنفيذ التي يعتمدها الغرب في خلق تلك الثورات، أو في الفائدة التي جنتها الدول الغربية حتى الآن من هذه الفوضى. كما أن هناك تجاهلاً مخلاً بالحقائق لرغبات الشعوب، واحباطاتها ومعاناتها مع كم الفساد والديكتاتورية الهائلين اللذين ولدا ضغطاً متزايداً لم يحتج لأكثر من الراحل محمد بوعزيزي لينطلق من عقاله ويعصف بالعديد من الطغاة. نعم لقد تدخل الناتو في ليبيا، وتدخل الغرب في اليمن، ويتدخل الكل في سوريا الآن، ولكن هل كانت هذه التدخلات هي العامل الوحيد المؤثر في كل تلك الأحداث؟ وهل نعتقد حقيقة أننا شعوب غائبة عن الوعي ومسيّرة لدرجة أننا لا نقدر على الفعل، إلا إذا كان مخططاً ومدبراً ممن هو أقوى منا؟

لقد كانت سايكس-بيكو مؤامرة، وإجهاض حركة مصدق في إيران مؤامرة، وحرب عام 1956 على مصر مؤامرة، ولكن هذا لا يعني أن التاريخ عبارة عن مؤامرة ضخمة يقودها جبارون لا رادّ لهم. هناك فرقاً شاسعاً بين دول تعمل في السر والعلن للحفاظ على أمنها وتحقيق مصالحها الإستراتيجية وتسلك في سبيل ذلك كل السبل، بما فيها العمليات السرية حين تدعو الحاجة لها، وبين الاعتقاد بوجود مؤامرات لا تنتهي، موصولة عبر الأجيال وحتى من قبل أن تنشأ المشاكل الحالية في بلداننا. إن أخطاءنا السياسية، وتمزقنا الفكري والديني والطائفي، وانتشار ثقافة رفض الآخر، وتكفيره، وغيرها من الأمراض الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، تلعب دوراً أكبر بكثير من قدرة أية قوة خارجية على إحداث ضرر مماثل في بلداننا. إن التحدي الأكبر في مقاربة أي مرض أو حل أي مشكلة هو دقة التشخيص، فإن تمكنّا من فعل هذا بناء على تفكير صحي يستند إلى رؤية الواقع ومعطياته دون اللجوء إلى نظريات الأقبية المظلمة، حينها ستصبح إمكانية الحل أقرب إلى أيدينا من السابق.
  • ملف العضو
  • معلومات
إدريس الكرومي
زائر
  • المشاركات : n/a
إدريس الكرومي
زائر
رد: المؤامرة ... في كل مرة
16-05-2016, 08:42 AM
الأدلة الباهرة , في تفصيل تأصيل نظريَّة المؤامرة:

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا علىالظالمين، و الصلاة و السلام على نبيه الكريم , و على آله و صحبه و التابعين ,و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ,وبعد:
في البداية و حتى لا يُفهم كلامي بالخطأ , يجب أن نتفق على أنه لا يمكن أن نضع كل مصائبنا على مشجب المؤامرة , كما أنه لا يمكننا أن ننكر وجودها بالكلية, و ليكن الاعتماد على فهم هذا الموضوع مستمد من كتاب ربنا (هذا الرب العليم , الحكيم , خالق الخلق أجمعين , الذي يعلم السر و أخفى {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (14) سورة الملك.) و سنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم الذي يوحى إليه من ربه {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم ,إذا اتفقنا على هذا, سَهُل علينا التوصل إلى قول واحد, سديد و رشيد .
أما إن كان من بيننا من لا يرى الرجوع لقول الخالق قصد فهم و تصور المسائل الحادثة, و قصد الاستدلال و الاستشهاد بها في النقاشات , فليرجع في استدلاله و استشهاده إلى قول المخلُوقين , فإني و الله لا أملك له من أمره شيئا , غير أني أدعوا له بالهداية إلى طريق الحق (إن كان يؤمن بأن هنالك طريق حق و طريق باطل).

بابٌ كل مصيبة حلت و تحل بنا هي من عند أنفسنا:

أقول و بالله التوفيق قد قال ربنا في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه :{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَاكَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْيَرْجِعُونَ }[الروم:41]
فظهور الفساد في البر و البحر سببه بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيالنَّاسِ
ويقول ربنا تعالى شأنه:{وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواوَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً }[الكهف:59]فسبب هلاكهم كان بظلمهم .
ويقول تعالى لصحابة رسوله (صلى الله عليه وسلم) لما خالفوا أمره في أُحد، فحلبهم ما حل، قال الله لهم:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُممِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّاللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[آل عمران:165]، فالله تعالى يبين لهم لمااستفهموا مستنكرين كيف يحل بنا هذا ونحن أصحاب رسوله، بل وهو بين أظهرنا فيأتي الجواب الرباني:{ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ}.
و يقول جل شأنه: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}[الشورى:30]
إن مكة هي بلد الله الحرام، وإن الله تعالى قد أجاب نبيه إبراهيم الخليلعليه السلام بأن يجعل مكة بلداً آمنا، وأن يرزق أهلها من الثمرات لكن بشرط منآمن بالله ,فقال:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (126) سورة البقرة، وهذا البلد على حرمته، وعلو منزلته، قد عاقب الله أهله وأنزل فيهمقرآناً لما كذبوا نبيه فقال تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُمَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداًمِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَالْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }[النحل: 112].
إن الله قد وعد من آمن واتقى بالرزق والبركات قال تعال:{وَلَوْ أَنَّأَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَالسَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْيَكْسِبُونَ }[الأعراف: 96].
وقال تعالى عن بني إسرائيل:{وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَوَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْوَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْسَاء مَا يَعْمَلُونَ }[المائدة: 66].
والذي يتأمل في قانون السنن الإلهية يدرك ذلك جيدا, فإن سنن الله لا تحابي أحداً،ولا تجامله، بل تجري على ما أراده الله وقضاه.

بابٌ في إثبات نظرية المؤامرة:

لكن في المقابل لا يمكن أن ننفي نظرية المؤامرة من أعداء الإسلام على المسلمين سواء أكانوا شرقيين أو غربيين، وسواء أكانوا كفَّاراًأصليين أو مرتدين أو منافقين وهذا الصنف الأخير هو أكبر خطر ,لا يقل ضراوة عن خطر غير المسلمين, لأنهم من بني جلدتنا و يتكلمون بلساننا , و يشاركون في منتدياتنا ,و يعيشون معنا في بيوتنا من خلال وسائل الإعلام مثلا لدس سمومهم ( العالمانية, اللادينية , الكفرية)فإنَّهم لن يخلوَ من أن تكون لديهم خطط و مؤامرات و طرق علنيَّة و خفيَّةضدَّ الملَّة الإسلاميَّة، بل إنَّ ذلك أمر لازم وحتمي، وهو ما يؤكدهالدين الإسلامي بأنَّ هنالك صراعاً بين الحق والباطل، فمن المستحيل أن يسعى الباطلفي توسيع سلطانه عشوائيا من غير ما تخطيط في محاربته للإسلام والمجتمع المسلم و دونما مكائد، و مؤامرات خفيَّة و علنيَّة ,المهم أن نعترف بذلك، لأنَّني أحسستُ من بعضالأعضاء في المنتدى من خلال الموضوع المطروح للنقاش أنهم يُنكرون المؤامرة جملة و تفصيلا , لذلك رأيت أنه من الواجب علي توضيح الرؤية لهم و تبصيرهم بما قد يغيب عنهم , على ما يوافق كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم .

إنَّ العقيدة الإسلاميَّة الصحيحة وما يؤسس لها من كتاب ربنا وسنّةنبينا، هي خير مخرج لتحليل كثير من الظواهر الاجتماعية والسياسيَّةوالاقتصاديَّة، والجمع بين التحليل الشرعي والسياسي لا يتنافى البتة، ويستحيلأن تُخالف حقائق الواقع مفهوم ومنطوق القرآن وما ثبت من صحيح السنَّة النبويةالمطهَّرة, وشواهد القرآن الكريم تبيِّن هذا أشدَّ بيان فالقرآن يبيَّن أن أعداء المسلمين يتآمرون على المسلمين بالكيد و المكر , و يقتلونهم , و يذبحونهم, و يجرمون في حقهم و يفنون النفس و ينفقون النفيس في شق صف المسلمين , وإثارة الشقاق و في صد الناس بشتى الطرق و المكائد عن دينهم في كل زمان و في كل حين و إليك بعض الأدلة من القرآن التي لا يغفل عن إدراكها إلا مطموس الفطرة, مقفل القلب, أعمى البصر , فاقد البصيرة , يصدق عليه قول الله جل في علاه: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} (96-97) سورة يونس و قوله:{لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} (201) سورة الشعراء:

*أما مكرهم و كيدهم و شقاقهم :

فقد قال الله تعالى:{وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (54) سورة آل عمران
وقال:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (123) سورة الأنعام
وقال:{وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُون} (124) سورة الأنعام
وقال:{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (30) سورة الأنفال
وقال:{أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (33) سورة الرعد
وقال:{وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ} (42) سورة الرعد
وقال:{وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْوَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ } (46) سورة إبراهيم
وقال:{قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} (26) سورة النحل
وقال:{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} (45) سورة النحل
وقال:{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } (127) سورة النحل
وقال:{وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (50) سورة النمل
وقال:{فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ } (51) سورة النمل
وقال:{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ} (70) سورة النمل
وقال:{وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (33) سورة سبأ
وقال:{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } (10) سورة فاطر
وقال:{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْلَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ ۖفَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا *اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا } (42-43) سورة فاطر
وقال:{فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} (45) سورة غافر
وقال:{وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} (22) سورة نوح
وقال:{فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى} (60) سورة طـه
وقال:{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا* وَأَكِيدُ كَيْدًا} (15-16) سورة الطارق
وقال:{وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ} (89) سورة هود
وقال:{لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} (53) سورة الحـج
وقال:{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} (2) سورة ص
وقال:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} (52) سورة فصلت

*و أما عن عداوتهم و قتلهم و تنكيلهم بالمسلمين:

فقد قال الله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (217) سورة البقرة
و قال:{إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} (20) سورة الكهف
وقال:{كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} (8) سورة التوبة
وقال:{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (30) سورة الأنفال
وقال:{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} (61) سورة البقرة
وقال:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّوَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِمِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (21) سورة آل عمران
وقال:{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} (112) سورة آل عمران
وقال:{لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ} (70) سورة المائدة
وقال:{وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} (141) سورة الأعراف
وقال:{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (150) سورة الأعراف
وقال:{وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} (20) سورة القصص
وقال:{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} (68) سورة الأنبياء
وقال:{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } (24) سورة العنكبوت
{فَلَمَّا جَاءهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} (25) سورة غافر
وقال:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} (31) سورة الفرقان

* و أما عن صدهم عن الحق , و حسدهم ,و بغضهم و تمنيهم تكفير المسلمين:

فقد قال تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا} (61) سورة النساء
و قال:{الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ} (45) سورة الأعراف
و قال:{وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} (34) سورة الأنفال
و قال:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} (36) سورة الأنفال
و قال:{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (47) سورة الأنفال
و قال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (34) سورة التوبة
و قال:{الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} (19) سورة هود
و قال:{الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ} (3) سورة إبراهيم
و قال:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (25) سورة الحـج
و قال:{وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} (37) سورة الزخرف
و قال:{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} (57) سورة الزخرف
و قال:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ} (5) سورة المنافقون
و قال:{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (32) سورة التوبة
و قال:{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (8) سورة الصف
و قال:{هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (119) سورة آل عمران
و قال:{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (120) سورة البقرة
و قال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} (118) سورة آل عمران
و قال:{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (109) سورة البقرة
و قال:{وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} (89) سورة النساء
و قال: {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (105) سورة البقرة
و قال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (217) سورة البقرة
وفي هذا دلالة على فعل الصيرورة وأنَّ كلمة (ولا يزالون) تدل على الديمومة والاستمرار زمناً بعد زمن.
ليس غريباً كذلك أن يؤزَّ الشيطان الرجيم شياطين الإنس والجن في محاربةالأنبياء والمرسلين نبياً بعد نبي ورسولاً إثر رسول، ولهذا نجد الحق تباركوتعالى يقول: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } (112) سورة الأنعام
و قال الله تعالى مخبرا عن الشيطان:{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) } سورة الأعراف
وهل تتوقف العداوة عند حد معين أو تتوقف عند الأنبياء والمرسلين دون المؤمنين؟,كلاّ, فإنَّ أعداء الإسلام يتوارثون العداء لأهل الحق جيلاً بعد جيل،ويوصون أتباعهم بطريقة التعامل مع أولياء الرحمن بجميع الأساليب المؤذية لهمكما قال تعالى: {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} (53) سورة الذاريات , وعليه فإنَّ المكر والعداء وتفصيلالمؤامرات من أعداء المسلمين سيجري على قدم وساق، وبكل الطرق والأساليب ولو كانمع غير الأنبياء والمرسلين،
أبعد هذا كلَّه يمكن أن نقول بأنَّ أعداء الإسلام من غير المسلمين بشتَّىأصنافهم وألوانهم لا يعقدون مؤامرات على المسلمين، ولا تكون لهم طرق خفيةوعلنيَّة في النيل من المسلمين،
لقد أثبت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مكائد الكفَّار، وأنَّهم يتداعونعلى هذه الأمَّة بشكل متكامل وليس تداعي أمَّة لوحدها، فلقد وصفها تداعي الأممجمعاء، فيقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (يوشك الأمم أن تداعى عليكمكما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتميومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابةمنكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟قال : حب الدنيا وكراهية الموت) أخرجه أبو داود (4297) وسكت عنه، وجوَّد إسنادهابن باز في مجموع فتاويه (5 / 106) وصحَّحه الألباني في الصحيحة بمجموع طرقه .(958).

ولِمسلم، عنيسير بن جابر، قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجِِّيْريألاّ يا عبد الله بن مسعود! ‍ جاءَتِ السَّاعَةُ. قال: فَقَعَدَ وكانمتّكئاً. فقال: إنّ السّاعة لا تَقُومُ حتَّى لا يُقسم مِيْراثٌ. ولايُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ. ثمّ قال بيده: هكذا: (وَنَحَّاهَا نَحْو الشَّام)فقال: عَدوُّ يَجمعون لأهل الإسلام. أو يَجْمَع لَهُمُ الإسلام. قلت: الرّومَ تَعْنِي؟ قال نَعَم. قال: ويكون عند ذلكم الْقِتَالِ رِدَّةٌشَدِيْدَةٌ، فَيُشْتَرطُ الْمُسْلِمُون شُرْطَةً لِلْمَوتِ، لا تَرْجَعُإِلاّ غاليةً، فَيَقْتَتِلُون حتّى يُمْسُوا، فيبقى هؤلاء وهؤلاء، كلّغَيْرُ غَالِبٍ، وتَفْنِى الشُّرْطَةُ، فَإِذا كان يومُ الرَّابِعِ نَهَدَإِلَيْهُم بَقِيَّةُ أَهْلِ الإسلام، فَيَجْعَلُ الله الدّائرةَ عليهمفَيَقْتَتِلُون مَقْتَلَةً إمّا قال: لَم يُرَ مِثْلُها. وإمّا قال: لا يُرَى مِثْلُها، حتّى إنّ الطَّيْرَ لَتَمُرُّبِجَنَبَاتِهم، فما يُخَلِّفُهم حتّى يَخِرَّ مَيْتاً، فَيَتَعَادُبَنُو الأب كَانُوا مائة، فلا يَجِدُون بَقِي مِنْهُم إلاّ الرّجلُالْوَاحِدِ. فبأَي غَنيمةٍ يُفْرَحُ، أَو بِأَيِّ مِيْراثٍ يُقْسَمُ؟،فَبَيْنَمَا هُم كذلك إذ سَمِعُوا بِنَاسٍ هم أكثر من ذلك، فَجَاءَهُمالصّريخُ: إنّ الدّجّالُ قد خَالَفَهُم في ذَرَاريِّهم، فَيَرْفُضُونَما بِأَيْدِيهُم ويُقْبَلُون: فَيَبْعَثُون عَشْرَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً. قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنِّي لا أَعْرِفُ أَسْمَاءَهم وأَسْمَاءَ آبائهم، وأَلْوَانَ خُيولِهم. خَيْرُ فَوَارِسِ عَلَى ظَهْرِ الأرض يومئذٍ".
وَلَهُ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "لاتقومُ السّاعةُ حتّى تَنْزِلَ الرّومُ بِالأَعْمَاقِ، أو بِدَابِقٍ. فَيَخْرُجُ إِلَيهُم جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ مِن خِيَارِ أَهْلِ الأرضيومئذٍ؛ فإذا تَصَادَفُوا. قالتِ الرّومُخَلوا بَيْنَنَا وبَيْنَ الّذين سُبُوا مِناًّ نُقَاتُلُهُم: فَيَقُولُالْمُسْلِمُون: لا. والله! لا نُخَلِّي بَيْنَكُم وبَيْنَ إِخْوَانِنَا،فَيُقَاتِلُونَهم. فَيَنْهَزِم ثُلُثٌ لا يَتُوبُ الله عليهم أبَداً،ويُقْتَلُ ثُلُثُهُم أَفْضَلُ الشُّهَدَاء عند الله، ويَفْتَحُ الثُّلُثُ،لا يُفْتَنُون أبداً، فَيَفْتِحُون قُسْطَنْطِيْنِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُميَقْتَسِمُون الْغَنَائِمَ، قَد عَلَّقُوا سُيُوفَهُم بِالزَّيُتُون.إِذْ صَاحَ فيهم الشَّيْطَان: إنّ الْمَسيحَ قَد خَالَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ فَيَخْرُجُون؛ وذلك بَاطِلٌ.فَإِذَاجاءوا الشَّامَ خَرَجَ، فبينما هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَالصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصّلاةُ؛ فَنَزَلَ عِيسى بن مريم فأمّهم. فإذارآه عدوُّ الله، ذَابَ كما يَذُوبُالْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فلو تركه لانْذَابَ حتّى يَهْلِكَ. ولكن يَقْتله الله بِيَدِهِ. فَيُرِيهم دَمَهُ فِي حِرْبَتِه".

بابٌ أن كيد الكافرين لا يضر المؤمنين:

قال تعالى: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (120) سورة آل عمران
قال تعالى: {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} (18) سورة الأنفال
قال تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ} (46) سورة الطور
قال تعالى: {فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ} (98) سورة الصافات
قال تعالى: {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} (70) سورة الأنبياء
قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} (25) سورة غافر
قال تعالى: {أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ} (37) سورة غافر
قال تعالى: {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} (42) سورة الطور
قال تعالى: {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ} (2) سورة الفيل
قال تعالى: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (137) سورة البقرة
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} (36) سورة الأنفال
وقال:{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } (10) سورة فاطر
وقال:{فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} (45) سورة غافر
وقال:{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } (24) سورة العنكبوت
{فَلَمَّا جَاءهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} (25) سورة غافر
و قال:{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (32) سورة التوبة
و قال:{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (8) سورة الصف

بابٌ أنه ليس كل الكفار يتآمرون على المسلمين:

قال تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} (4) سورة التوبة
قال تعالى: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (9) سورة الممتحنة

باب إثبات نظرية المؤامرة تاريخيا:

قد يقول القائل مِمَّن ينكرون نظرية المؤامرة إنَّ الغرب السياسي كذلكلديهم خطط ومكائد ضدَّ غير الأمَّة الإسلاميَّة ولربما تقع بينهم حروب تأكلالأخضر واليابس، كما جرى منهم ضدَّ كوريا، أو الاتحاد السوفييتي سابقاً، فلماذايتحسَّس المسلمون حينما يرون أن هنالك خططاً من الغربيينضدَّهم، ما دام الحال كذلك يقع مع غير المسلمين؟
وفي ظاهر الأمر قد تكون هذه الحجَّة مقنعة لمن كان قاصر النظر، أو لمن ينظرنظرة عوراء غير شمولية أو صحيحة، ولكنَّه في واقع الأمر يجب أن نُذكِّر هؤلاءبأنَّ مكائد الكفار ضدَّ الديانة الإسلاميَّة مبسوط شرحها في مواضع لربما تنيفعن أكثر من مائة آية، ولا يعني أنَّ كل الكفَّار كذلك كما بينا آنفا، ولكنَّ الحديث دائر علىالجو العام والمحيط السياسي الكفري ضدَّ المسلمين منذ قديم الزمان وإلى الآن،فلا يفتأون عن معاداة الإسلام وأمَّته ووطنه.
والجواب أن يقال: صحيح أنَّه حصل بين أعداء الإسلام من غير المسلمين الكثير منالخلافات والمعارك، فقد حصل بين أمريكا والاتحاد السوفيتي حرب باردة، أو حصلخلاف كبير بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، أو نزاع شديد بين الدولالأوربيَّة كما حصل سابقاً، أو حروب طاحنة دمويَّة ومجازر شديدة النزيف كما حصلفي الحربين الأولى والثانية بين غير المسلمين أنفسهم، فقد يكون بينهم عداءومؤتمرات للمؤامرات، ولكنَّ هذا لا ينفي أن تكون لديهم عداءات خاصَّة كذلك معالمسلمين ملَّة وأمَّة، بل لا ينفي أن يتوحدوا بأجمعهم وقضهم وقضيضهم للنيل منالإسلام وثوابته وأهله وأوطانه، وهم يعتبرون أنَّ الدين الإسلامي هو الأخطر وهوالمارد أو الخطر الأخضر الذي سيجتاح المنطقة ويهددهم جميعاً !
فليس حرجاً من القول إذاً أن نثبت وجود مؤامرة من غير المسلمين،ولا نستطيع إنكار ما يقلع العين، فالأحداث مكشوفة وهنالكتقارير استراتيجية وميدانية وسياسية كلها تتحدث في طريقة التعامل مع الدولالإسلامية ولعلَّ من أبرزها (تقارير راند) وغيرها، وهنالك كثير من المنظماتالسرية والعلنية التي تحيك للدول الإسلامية السوء، وتنسج للتطويح بهذه الدولالإسلامية أو لاحتلالها، ولعلَّ خير ما يشهد لذلك حالة التدخلات الغربيةوالصهيونية في الدولة العثمانية واستغلال ضعفها وانهيار اقتصادها للتدخل فيشؤونها، ولا ننسى كذلك مؤتمر بال للصهيونية بسويسرا عام 1897م، وما خرج به منمقرَّرات، وكذلك المنظمات الخفية كالماسونية التي تعيث في الأرض فساداً بما لايمكن إنكاره.
ومن الذي يُنكر أنَّ دولة الكيان الصهيوني المغتصب التي تسمَّى بـ (إسرائيل زورا و بهتانا , فحاشى نبي الله اسرائيل "يعقوب"من دولتهم) لازالت رافعة فوق ظهر الكنيست علمها الذي يعطيها دلالة يوميَّة لكل من دخلالكنيست أنَّ (أرض إسرائيل من الفرات إلى النيل، ومن الأرز إلى أرض النخيل).
ومن الذي ينسى أنَّ أطماع يهود تتجاوز فلسطين المحتلة للوصول إلى المدنيةالنبويَّة وخيبر، وكم يحاولون ويرغبون أن يدخلوا إلى تلك المناطق، ولقد وقفترئيسة وزرائهم جولدا مائير قبل أربعين سنة على خليج العقبة في إيلات وقالت (وهيتستنشق الهواء): "إني أشم رائحة أجدادي في خيبر"!!
وحين سقطت القدس القديمة بأيديهم، وبعد أدائهم صلاة الشكر اليهودية عند حائطالبُراق قال قائدهم موشي ديان: "اليوم فُتح الطريق إلى بابل ويثرب، هذا يومبيوم خيبر، وتعالت هتافات النصر التي رددها اليهود المنتصرون: يا لثارات خيبر" .
وفي عام 1915 وأثناء الحرب العالمية الأولى دخلت بريطانيا في مفاوضات مع العربلتشجيعهم على التمرد على الإمبراطورية العثمانية مقابل إقامة دولة عربية موحدةفي المناطق العربية من الدول العثمانية، وقد سميت هذه المباحثات بمحادثات حسين - مكماهون، ولكن في الوقت نفسه التي كانت تجري فيه هذه المحادثات كانت بريطانياتجري محادثات سرية موازية مع فرنسا من جهة والحركة الصهيونية من جهة أخرى، وهيمفاوضات تمثل قمة التآمر، فمع فرنسا وقعت اتفاقية سايكس بيكو 1916 لتقسيمالمنطقة العربية إلى مناطق نفوذ بين الدولتين، ومع الحركة الصهيونية توجتالمفاوضات بوعد بلفور الذي أعطى اليهود وطناً في فلسطين، أما العرب الذينتحالفوا مع بريطانيا وفرسا فقد تحولوا إلى شعوب مُستَعمرَة.
ومن ينسى احتلال الكفار الصربيين والكروات للبوسنة والهرسك وما فعلوه بالمسلمينوما ساموهم به من سوء العذاب بمجازر بشعة لا ينساها من عايش أحداثها، واحتلالالصليبيين كذلك لكوسوفو، وتدمير الشيوعيين للبلقان في الشيشان والقوقاز وغيره،واحتلال أفغانستان على يد الروس والأمريكان، واحتلال الأمريكان والإثيوبيينللصومال، وحالة التدخل الغربي وإيقاع الحروب بين العراق وإيران، ودورهم كذلك فيتعزيز المشاكل بين الدول الإسلاميَّة.
ومن ينفى احتلالهم للعراق وتسليمها لمليشيات لا ترقب في مؤمن إلاَّ ولا ذمَّة،وما الحال ببعيدة في أوزباكستان وطاجاكستان وغيرها من بلاد الإسلام، ومؤامراتالتقسيم التي حصلت كما حصل في كشمير وفصلها عن الباكستان، وسنغافورة وفصلها عنماليزيا وجنوب السودان وفصله عن شماله حينما كان دولة كاملة لعقود متطاولة منالزمن.
وهذا أبلغ رد على ما يقوله ضيقوا الأفق، بأنَّ الأعداء من غير المسلمين قديتعادون وتحصل بينهم معارك، كما تحصل مع المسلمين، فإنَّ الواقع يُفيد أنَّه مااكتوت أمَّة ودولة من نيران الحروب الدامية والمعارك الضروس كما اكتوت أمَّةالإسلام، لأنَّ هذه الأمَّة المسلمة على دين الحق ((( هذا الحق الذي أصبح اليوم ممن ينتسبون زورا إلى الإسلام عندهم فيه ريب و شك , و يرون أن الحق و الباطل شيء نسبي لا يمكن لأحد أن ينسبه لنفسه و إني و الله لأعجب من أن في أرض الإسلام من يحتاج إلى أن نذكره بالآيات البينات الدالة على أن الإسلام دين الحق قال تعالى:{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) } سورة آل عمرانوقال:{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) } سورة آل عمران وقال:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) } سورة البينةوقال:{إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) } سورة الواقعةوقال: {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) } سورة الحاقة و قال:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (3) } سورة المائدةو قال:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) } سورة فصلتوقال:{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82) } سورة النساء))), إن الدين عند الله الاسلام وأمَّا أولئك فليس لهم دين ولو كانلهم دين فدينهم محرَّف، كما قال تعالى {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (109) سورة البقرة
وأزيد الشعر بيتاً فأقول: حتَّى لو حصل بين أعداء المسلمين اختلافات، فإنَّهملربما يؤجِّلونها لمصلحتهم العامة، بل ويتعاونون فيما بينهم للقضاء على هذهالأمَّة، ولست أزعم ذلك بدون بينة أو حجَّة، فإنَّ الباحث لو أراد أن يجمع مئاتالمقولات وعشرات الحوادث التي تؤكد ما قلته لاستطاع وبدون صعوبة.

وكلنا يعرف ويتذكر حقيقة العداء المستمكن بين اليهود والنصارى والكثير منالحروب الدامية، والاختلافات الكثيرة، بيد أنَّهم اتفقوا فيما بينهم بل صارواحلفاء بغض النظر عن التسميات، وتآزروا فيما بينهم كما هو حاصل الآن بين أمريكاوإسرائيل.
ففي عام 1965 (عقد المجمع الفاتيكاني الثاني وهو الذي برؤوا فيه اليهود من قتلالمسيح، وفي هذا المجمع خططوا لثلاثة أشياء رئيسة والتنفيذ يتم الآن، وهذهالأشياء الثلاثة هي: اقتلاع اليسار واقتلاع الإسلام وتنصير العالم).
وكذلك لا ننسى تحالفات اليهود والهندوس ضدَّ المسلمين، مع اختلاف العقائدوتباينها، وتحالفات اليهود مع الروس والاختلافات المعمَّقة كذلك بينهم،والتحالفات التي جرت بين أمريكا والروس في حربهما للشيشان.

وما أكثر الأقوال التي تدل على ما قلناه في المؤامرات الخطيرة على أمَّةالإسلام، فالباحث البريطاني توماس إدوارد "لورنس العرب" والذي انضم الى مخابراتالجيش البريطاني عند إعلان الحرب العالمية الأولى، يقول في تقريره السري"سياسةمكة" الذي رفعه إلى المخابرات البريطانية, عام 1916:" أهدافنا الرئيسة: تفتيتالوحدة الإسلامية, ودحر الإمبراطورية العثمانية, وتدميرها, وإذا عرفنا كيفنعامل العرب, وهم الأقل وعياً للاستقرار من الأتراك، فسيبقون في دوامة الفوضىالسياسية, داخل دويلات صغيرة, حاقدة, ومتنافرة, غير قابلة للتماسك" وللأسف فقدنجحوا في ذلك!!
ويقول الكاتب الصليبي لورانس: (كنا من قبل نخاف من الخطر اليهودي والخطرالبلشفي ، اليهود والشيوعيون والبلاشفة لم يكونوا أعداءنا وإنما هم أصدقاؤناحلفاؤنا ولكن الخطر الأكبر الحقيقي ضدنا كامن في الإسلام في قدرته على التوسع ،فإن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الغربي.(
وقال الزعيم الصهيوني بن غوريون أول رئيس وزراء يهودي: (نحن لا نخشىالاشتراكية, ولا القوميات, ولا الديمقراطيات,في المنطقة, نحن فقط نخشىالإسلام,هذا المارد الذي نام طويلا, وبدأ يتململ من جديد).
ولقد قال أحد قادة الماسون: (كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية ما لا يفعلهألف مدفع ودبابة فأغرقوها، أي أمة محمد أغرقوها في حب المادة والشهوات).

ولهذا نجد الترويج للفساد الأخلاقي شائع عندهم، بل بفتاوى حاخاماتهم، فنجدمثلاً الحاخام (ريتشورون) يقول: ( شعبنا محافظ مؤمن ولكن علينا أن نشجعالانحلال في المجتمعات غير اليهودية فيعم الكفر والفساد وتضعف الروابط المتينةالتي تعتبر أهم مقومات الشعوب فيسهل علينا السيطرة عليها وتوجيهها كيفما نريد) .
من الذي ينسى دوائر ومراكز الأبحاث الغربيَّة، والشخصيات التي تقوم بأنواعوألوان من التخطيط الاستراتيجي ضدَّ الوطن الإسلامي، وما قام به جيميكارتر من تخصيص قسم خاص من (السي آي إيه) لدراسة تطور الحركات الإسلاميَّةوالواجب حيالها.
ومن الذي ينسى ما كان يقوله بريجنسكي من ضرورة عدم التقاء العرب والبرابرة معالصينيين ليتكون تحالف بينهم مناهض للولايات المتحدة الأمريكيَّة.
وهل يمكن أن ينسى ما كان يقوله هينري كيسينجر وغيره أنَّ أمريكا ليس لها حيالالوطن العربي حينما تراه هادئاً إلا تفجير مشكلة جديدة ينشغل بها عن مستقبلهوطموحاته.
وما أكثر مؤامرات الكثيرين من العلمانيين اللادينيين أو الليبراليين من أذنابالاحتلال، والذين يصح وصفهم بأنَّهم أهل نفاق، فكم يعقدون المؤامرات تلوالمؤامرات على المسلمين ، وصدقالله تعالى إذ يقول{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (4) سورة المنافقون.

* مؤامرات ذات أقسام
:
والمؤامرة أقسام فمنها مؤامرة فكرية يمكن أن نطلق عليها: (الغزو الفكري) وقدكتبوا دراسات وأبحاثاً بعنوان (عقول وقلوب ودولارات) وذلك لتشويه الحقائق وطمسمعالم الدين، ولن يستطيعوا .
ومؤامرة في التخويف من الإسلام ووصمه بكل قبيح والمعروفة بـ: (إسلام فوبيا،الإرهاب الإسلامي).
ومؤامرة عسكرية والمعروفة بـ:(الاحتلال العسكري المباشر.(
ومؤامرة اقتصادية والمعروفة بـ:(الضغوط والتدخلات الغربية في الشؤونالاقتصاديَّة).
ومؤامرة سياسيَّة والمعروفة بـ :( حق الفيتو).
ومؤامرة في تفتيت البلاد العربية والإسلاميَّة وتجزئتها أكثر فأكثر، وخلق جو منالفوضى والقلاقل فيها بأسماء مختلفة مثل (الشرق الأوسط الجديد) (الفوضىالخلاَّقة) (حديث التقسيم في البلاد الإسلامية).
ومؤامرة في صنع تحالفات اقتصاديَّة وسياسيَّة وأمميَّة، وحرمان الدول العربيَّةمن ذلك كما جرى من التحالف الذي كاد أن يقوده مع ثمان دولصناعيَّة كبرى، وذلك يدخل في ضمن مؤامرة (التلاعب بموازين القوى).

* إلى منكري المؤامرة :

لمن ينفي (المؤامرة) على الإطلاق فإنَّه يقال لهم: إما أن تنكروا نظريةالمؤامرة، وإما أن تقروا بها ؛ فإن كانت الثانية فالتحذير منها واجب، وإن كانتالأولى فلنحتكم للواقع المزري في الهجمة الشرسة ضدَّ الإسلام وأهله.

صحيح أنَّه من القصور الفكري، والانحراف المنهجي القول بأنَّ الخلل كلَّه فيأعداء المسلمين من الكفرة والمنافقين؛ بل في المجتمعات الإسلامية ما فيها منالتقصير والخلل الكبير؛ ومن ذلك ضعف العقيدة، وقصور الهمَّة، ودونيَّة الإرادةلتغيير ما في النفوس، والواقع المزري من مظاهر الضعف، وضعف التدين، وانفكاكالوحدة .... إلى غير ذلك من التقصير الكبير.
وعلى كل حال فإنَّه لا يمكن إنكار وجود المؤامرة التي تحبكها دول الكفر علىبلاد المسلمين، وفي المقابل فإنَّ لدى المسلمين ضعفاً وهزيمة نفسية وفكريةوعقائديَّة فلديهم كذلك أسباب خاصة في تردي اقتصادهم وتأخر دولهم واللحاق بحالةالذيلية والتبعية للغرب، وفي الغالب فإنَّ أسباب سقوط الدول تكمن في سببينخارجي وداخلي، وعليه فهنالك مؤامرة من الخارج ولكنها مؤطرة ومعروفة وهنالكأسباب من الداخل , ومع إيماني بمؤامرة أعداء المسلمين على المسلمين، فإني أعتقدأنَّ أسباب الضعف في داخل البلاد الإسلامية أكبر وأعظم من وجود المؤامرة , لأنه لو صدقنا مع الله لكفانا شرهم , كما بينته آنفا.
أود التنبيه كذلك إلى الرد على من يزعمون بأنَّ من أثبت وجود مؤامرة حقيقيَّةعلى بلاد الإسلام فإنَّه ينظر لواقعه بطريقة من ينتظر الزعيم التاريخي المخلص،أو المهدي المنتظر، ويبقى مسكوناً ببقعة الخوف والهلع، أو أنَّ من يثبت ذلكفكأنه يصب في مصب أهل الفشل واليأس والقنوط، فهذه العبارات يقولها من لميفهم طرائق التفكير لدى أغلب من يثبت المؤامرة، وبالعكس فلربما أن مناصري وجودالمؤامرة تعطيهم دفعة للأمام وانعكاسة على نفسياتهم لمناهضة مثل هذه المؤامراتومقاومتها ومجاهدتها بشتى الطرق والأساليب المناسبة.

* وللمبالغين في ( نظريَّة المؤامرة) ودفع الخطأ عن الذات : (من التخويف إلىالمواجهة):

الشعوب الاسلامية فيها خير كبير، ولن يضمحل أو يتضاءل الخير فيها بل إني علىقناعة أنَّها ستكون فعَّالة في خدمة مجتمعها ودينها وأمتها، وإن كنَّا قدأثبتنا وجود مؤامرة حقيقيَّة من أعداء الإسلام على المسلمين، فقد قال
الله عز وجل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}(آل عمران:110). و قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل أمتي مثل المطر، لا يدرى أوله خير أم آخره) و قال ( بشر أمتي بالنصر و الثناء و التمكين ، فمن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب) وقال: (بشر هذه الأمة بالتيسير والثناء والرفع).
و في المقابل عندنا الكثير من مظاهر التردي والضعف والتخلف والانقسام، ما يندى له الجبين،ومن الخطأ حينما نكتشف عيباً فينا أن نلقي اللوم على أعداء الإسلام فحسب وننسىأنفسنا الضعيفة أحياناً والأمَّارة بالسوء تارات، ونعتقد أنَّنا برآء وأنَّالمشكلة في غيرنا، ولا يمكن لنا أن نصف مثل هذه الاعتقادات إلاَّ بأنَّها تقفواطريقة الكسالى حينما يُعاتبون عن تقصيرهم في فعل شيء فيقومون بإلقاء عيبوهم علىغيرهم، ويسمَّى ذلك في علم النفس الحديث بـ (أسلوب الإسقاط) بإسقاط الأخطاء علىالآخرين وتحميلهم مسؤولية ما اقترفت أيدينا من أخطاء وخطايا أخفقنا من خلالهافي صناعة النهضة والتقدم لأمَّتنا المسلمة.

أخيرا أقول لمن يريد أن يرد علي بأني لن أرد على أحد لأني على يقين بأن من يقرأ الموضوع بإنصاف يجد الحق فيه ظاهرا بينا , و صلى الله وسلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم, سبحان ربك برب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.
التعديل الأخير تم بواسطة إدريس الكرومي ; 16-05-2016 الساعة 09:53 AM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 01:02 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى