تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
محمد 14104359
زائر
  • المشاركات : n/a
محمد 14104359
زائر
فــوائــد مـخـتـارة
18-09-2014, 09:08 AM
بسم الله الرحمـن الرحيــم
فــوائــد مـخـتـارة من
مجمـوع الفـتــاوى
لا بن تيمية رحمه الله
بطـريقــة سؤال وجواب
الجزء الأول من المجلد ( 1 – 16 )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبــه أجمعين
أما بعد
ضمن مشروع فوائد مختارة من كتب العلماء بطريقة سؤال وجواب ـ فهذه فوائد
مختارة من مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بطريقة سؤال وجواب
وهذه الفوائد تتضمـن المجلدات من ( 1- 16 )
أسأل الله أن يرزقنا حسن النيات وصلاح الظاهر والباطن
وصلى الله على نبينا محمد
منقول من موقع المتقين
لمن أراد رفع الفوائد على شكل doc
هنا
http://www.almotaqeen.net/books/foaeed-ibntahemeyah.zip

1 } ما تفسير قوله تعالى ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمـة ) ؟
قال غير واحد من العلماء منهم يحيي بن أبي كثير وقتادة والشافعي وغيرهم [ الحكمة ] هي السنة ، لأن الله أمر أزواج نبيه أن يذكرن ما يتلى في بيوتهن من الكتاب والحكمة ، [ والكتاب ] القرآن . 1 / 6 .

2 } متى يكون الإنسان من أولياء الله ؟
من كان مخلصاً في أعمال الدين يعملها لله ، كان من أولياء الله المتقين ، أهل النعيم المتقين ، كما قال تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ) . 1 / 8 .

3 } ماذا قال سفيان بن عيينة والشافعي في أهل الحديث ؟
قال سفيان بن عيينة : لا تجد أحداً من أهل الحديث إلا وفي وجهه نضرة ، لدعوة النبي .
وقال الشافعي : إذا رأيت رجلاً من أهل الحديث فكأني رأيت رجلاً من أصحاب النبي . 1 / 11 .

4 } على ماذا يدل قوله تعالى في حق الكفار ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم ) ؟
عذاب الحجاب أعظم أنواع العذاب ، ولذة النظر إلى وجهه أعلى اللذات . 1 / 27 .

5 ] ما نتيجة من أحب شيئاً لغير الله ؟
كل من أحب شيئاً لغير الله فلا بد أن يضره محبوبه ، ويكون ذلك سبباً لعذابه ، ولهذا كان الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ، يمثل لأحدهم كنزه يوم القيامة شجاع أقرع يأخذ بلهزمتيه يقول : أنا كنزك أنا مالك . 1 / 28 .

6 } متى يكون العبد أقرب إلى الله وأعز له ؟
كلما كان العبد أذل لله وأعظم افتقاراً إليه وخضوعاً له : كان أقرب إليه ، وأعز له ، وأعظم لقدره ، فأسعد الخلق : أعظمهم عبودية لله . 1 / 39 .

7 } متى يكون الإنسان معظماً عند الخلق ؟
أعظم ما يكون العبد قدراً وحرمة عند الخلق : إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه .
كما قيل : احتج إلى من شئت تكن أسيره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، وأحسن إلى من شئت تكن أميره .
ومتى احتجت إليهم – ولو في شربة ماء – نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم ، وهذا من حكمة الله ورحمته ، ليكـون الدين كله لله ، ولا يشرك به شيئاً . 1 / 39 .
8 } ما السعادة في معاملة الخلق ؟
السعادة في معاملة الخلق : أن تعاملهم لله ، فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله ، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله ، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافتهم ، وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا منهم . 1 / 51 .

9 } ما الحكم لو طلب العبد من العباد عوضاً من دعاء أو ثناء ؟
من طلب من العباد العوض ثناء أو دعاء أو غير ذلك لم يكن محسناً إليهم لله . 1 / 54 .

10 } متى يكون الإنسان أقوى الناس ؟
من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله . 1 / 55 .

11 } ما معنى قوله تعالى ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه ) ؟
أي يخوفكم بأوليائه ، هذا هو الصواب الذي عليه الجمهور . 1 / 56 .

12 } ما رأيك بمن يقول : يا رب إني أخافك وأخاف من لا يخافك ؟
هذا كلام ساقط لا يجوز ، بل على العبد أن يخاف الله وحده ولا يخاف أحداً ، فإن من لا يخاف الله أذل من أن يُخَاف ، فإنه ظالم وهو من أولياء الشيطان ، فالخوف منه قد نهى الله عنه . 1 / 58 .

13 } على ماذا يدل أمر الله لنا أن نسأله الصراط المستقيم ، المغاير للمغضوب عليهم وللضالين ؟
لما أمرنا الله سبحانه : أن نسأله في كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، المغايرين للمغضوب عليهم وللضالين ، كان ذلك مما يبين أن العبد يُخاف عليه أن ينحرف إلى هذين الطريقين ، وقد وقع ذلك كما أخبر به النبي . 1 / 56 .

14 } ما معنى قول الفضيل : من عرف الناس استراح ؟
يريد – والله أعلم – أنهم لا ينفعون ولا يضرون . 1 / 93 .

15 } ما حكم من التفت إلى الأسباب ، وحكم من محاها ، وحكم من أعرض عنها ؟
الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل ، والإعراض عن الأسباب بالكليـة قدح في الشـرع . 1 / 131 .

16 } اذكر أقسام زيارة القبــور ؟
زيارة قبور المسلمين على قسمين :
فالزيارة الشرعية أن يكون مقصود الزائر الدعاء للميت .
وأما الزيارة البدعية فهي التي يقصد بها أن يطلب من الميت الحوائج ، أو يطلب منه الدعاء والشفاعة ، أو يقصد الدعاء عند قبره لظن القاصد أن ذلك أجوب للدعاء ، فالزيارة على هذه الوجوه كلها مبتدعة . 1 / 166 .

17 } ما صحة رواية [ لا يرقون ] في حديث السبعين الذين لا يكتوون ولا يتطيرون ؟
هو غلط ، فإن رقياهم لغيرهم ولأنفسهم حسنة ، وكان النبي يرقي نفسه وغيره ، ولم يكن يسترقي . 1 / 182 .

18 } ما صحة ما يروى أن الخليل لما ألقي في المنجنيق قال له جبريل : سل ، قال : حسبي من سؤالي علمه بحالي ؟
ليس له إسناد معروف وهو باطل . 1 / 183 .

19 } ما حكم أن يطلب شخص من آخر أن يدعو له ؟
وأما سؤال المخلوق المخلوق أن يقضي حاجة نفسه أو يدعو له فلم يؤمر به بخلاف سؤال العلم . 1 / 185 .
وقال رحمه الله في موضع آخر :
ومن قال لغيره من الناس : ادع لي – أو لنا – وقصده أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضاً بأمره ويفعل ذلك المأمور به كما يأمره بسائر فعل الخير فهو مقتد بالنبي .
وأما إن لم يكن مقصوده إلا طلب حاجته لم يقصد نفع ذلك والإحسان إليه ، فهذا ليس من المقتدين بالرسول المؤتمين به في ذلك ، بل هذا من السـؤال المرجـوح الذي تـركه إلى الرغـبـة إلى الله ورسـوله أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله . 1 / 193 .

20 } ما مفاسد سؤال المخلوقين ؟
سؤال المخلوقين فيه ثلاث مفاسد :
مفسدة الافتقار إلى غير الله وهي نوع من الشرك .
ومفسدة إيذاء المسؤول وهي نوع من ظلم الخلق .
وفيه ذل لغير الله وهو ظلم للنفس ، فهو مشتمل على أنواع الظلم الثلاثة . 1 / 190 .

21 } ما حكم دعاء الرسول عند قبره وطلب الشفاعة منه ؟
وأما دعاء الرسول وطلب الحوائـج منه وطلب شفاعته عند قبره أو بعد موته ، فهذا لم يفعله أحد من السلف ، ومعلوم أنه لو كان قصد الدعـاء عند القبر مشـروعاً لفعله الصحابة والتابعون ، وكذلك السـؤال به ، فكيف بدعائه وسؤاله بعد موته ؟ 1 / 233 .


22 } ما صحة الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي ؟
أحاديث زيارة قبره كلها ضعيفة لا يعتمد على شيء منها في الدين .
وأجود حديث فيها [ من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي ] فإن هذا كذبه ظاهر مخالف لدين المسلمين 1 / 234 .

23 } من أول من عرف أنه قسم الحديث ثلاثة أقسام : صحيح ، وحسن ، وضعيف ؟
هو أبو عيسى الترمذي في جامعه . 1 / 252 .

24 } ما رأيك بتصحيح الحاكم ؟
كان أهل العلم لا يعتمدون على مجرد تصحيح الحاكم ، وإن كان غالب ما يصححه فهو صحيح ، لكن هو في المصححين بمنزلة الثقة الذي يكثر لغطه .

25 } ما معنى قوله تعالى ( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) ؟
أي هو وحده حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين ، هذا هو الصواب الذي قاله جمهور السلف والخلف . 1 / 293 .

26 } ما حكم القيام للقادم ؟
لم تكن عادة السلف على عهد النبي وخلفائه الراشدين : أن يعتادوا القيام كلما يرونه عليه السلام ، كما يفعله كثير من الناس ، بل قد قال أنس بن مالك : لم يكن شخص أحب إليهم من النبي ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له ، لما يعلمون من كراهته لذلك ، ولكن ربما قاموا للقادم من مغيبه تلقياً له ، كما روي عن النبي أنه قام لعكرمة ، وقال للأنصار لما قدم سعد بن معاذ : قوموا إلى سيدكم ، وكان قد قدم ليحكم في بني قريظة لأنهم نزلوا على حكمه .
وأما القيام لمن يقدم من سفر ونحو ذلك تلقياً له فحسـن ، وإذا كان من عادة الناس إكرام الجائي بالقيام ولو ترك لا اعتقد أن ذلك لترك حقه أو قصد خفضه ولم يعلم العادة للموافقة للسنة فالأصلح أن يقام له ، لأن ذلك أصلح لذات البين ، وإزالة التباغض والشحنـاء . 1 / 374 .

27 } ما صحة ما يحكون عن عمر أنه قال ( كان النبي وأبو بكر إذا تخاطبا كنت كالزنجي بينهما ) ؟
هذا كذب باتفاق أهل المعرفـة . 2 / 216 .




28 } في قول أبي هريرة ( حفظت من رسول الله جرابين : أما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثتـه لقطعتم هذا الحلقوم ) ما المراد بالجراب الآخر ؟
الجراب الآخر لم يكن فيه شيء من علم الدين ، ومعرفة الله وتوحيده ، الذي يختص به أولياؤه ، بل كان في ذلك الجراب أحاديث الفتن التي تكون بين المسلمين ، فإن النبي أخبرهم بما سيكون من الفتن التي تكون بين المسلمين ومن الملاحم التي تكون بينهم وبين الكفار .
ولهذا لما كان مقتل عثمان وفتنة ابن الزبير ونحو ذلك : قال ابن عمر : لو أخبركم أبو هريرة أنكم تقتلون خليفتكم ، وتهدمون البيت وغير ذلك ، لقلتم كذب أبو هريرة ، فكان أبو هريرة يمتنع من التحديث بأحاديث الفتن قبل وقوعها ، لأن ذلك ما لا يحتمله رؤوس الناس وعوامهـم . 2 / 218 .

29 } هل يرى الله في الدنيا ؟
ثبت في صحيح مسلم عن النبي أنه قال ( واعلموا أن أحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت ) ولهذا اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن الله يرى في الآخرة ، وأنه لا يراه أحد في الدنيا بعينه . [ 231 ] .
وقال في موضع آخر :
وقد اتفق أئمة المسلمين على أن أحداً من المؤمنين لا يرى الله بعينه في الدنيا ، ولم يتنازعوا إلا في النبي خاصة مع أن جماهير الأئمة على أنه لم يره بعينه في الدنيا . 2 / 335 .

30 } هل القدر حجة في فعل المعاصي ؟
وليس في القدر حجة لابن آدم ولا عذر ، بل القدر يؤمن به ولا يحتج به ، والمحتج بالقدر فاسد العقل والدين ، متناقض ، فإن القدر إن كان حجة وعذراً : لزم أن لا يلام أحد ولا يعاقب ولا يقتص منه ، وحينئذ فهذا المحتج بالقدر يلزمه – إذا ظلم في نفسه وماله وعرضه وحرمته – أن لا ينتصر من الظالم ، ولا يغضب عليه ، ولا يذمه ، وهذا أمر ممتنع في الطبيعة .
ولو كان القدر حجة وعذراً : لم يكن إبليس مذموماً ولا معاقباً ، ولا فرعون وقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم من الكفار ، ولا كان جهاد الكفار جائزاً ، ولا إقامة الحدود جائزاً ، ولا قطع السارق ، ولا جلد الزاني ولا رجمه ، ولا قتل القاتل ولا عقوبة معتد بوجه من الوجوه .
وقال رحمه الله : وأما القدر : فإنه لا يحتج به أحد إلا عند اتباع هواه ، فإن فعل فعلاً محرماً بمجرد هواه وذوقه ووجده من غير أن يكون له علم بحسن الفعل ومصلحته استند إلى القدر ، كما قال المشركون : لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء .
فمن احتج بالقدر على ترك المأمور ، وجزع من حصول ما يكرهه من المقدور فقد عكس الإيمان والدين ، وصار من حزب الملحدين المنافقين ، وهذا حال المحتجين بالقدر .
فإن أحـدهم إذا أصابته مصيبة عظم جزعه وقل صبره ، فلا ينظر إلى القـدر ولا يسلم له ، وإذا أذنب ذنباً أخذ يحتج بالقدر . 2 / 326 .

31 } ما فائدة ذكر المسيح عيسى بنسبته إلى أمه كقوله تعالى ( إذ قال الله يا عيسى ابن مريم . .. ) بخلاف سائر الأنبياء ؟
في ذلك فائدتان :
إحداهما : بيان أنه مولود ، والله لم يولد .
والثانية : نسبته إلى مريم ، بأنه ابنها ليس هو ابن الله . 2 / 449.

32 } في قوله تعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) رد على أهل البدع ، كيف ذلك ؟
قوله تعالى ( ليس كمثله شيء ) رد للتشبيه والتمثيل ، وقوله ( وهو السميع العليم ) رد للإلحاد والتعطيل . 3 / 4 .

33 } ما رأيك في الآثار التي وردت في مساوىء الصحابة ؟
منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغيّر عن وجهه ، والصحيح منه هم فيه معذورون ، إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون ، وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثـم وصغائـره .
3 / 8 .

34 } من أذنب ثم تاب وندم ، مشابه لمن ؟
قد ذكر عن آدم أبي البشر أنه استـغفر ربه وتاب إليه ، فاجتباه ربه فتاب عليه وهداه ، فمن أذنب وتاب وندم فقد أشبه أباه ، ومن أشبـه أباه فما ظلم . 3 / 120 .

35 } ما معنى قولنا في تعريف القرآن : هو كلام الله منه بدأ وإليه يعود ؟
قوله منه بدأ : أي هم المتكلم به ، وهو الذي أنزله من لدنه .
وأما إليه يعود : فإنه يسرى به في آخر الزمان ، من المصاحف والصدور ، فلا يبقى منه كلمة ، ولا في المصاحف منه حرف

3 / 174 .

36 } هل يجوز تقبيل غير الركنيين اليمانيين ؟
اتفق العلماء على أنه لا يشرع تقبيل شيء من الأحجار ولا استلامه – إلا الركنان اليمانيان – حتى مقام إبراهيم الذي بمكة لا يقبل ولا يتمسح به . 3 / 274 .


37 } ما أول بدعة خرجت في الإسلام ؟
أول بدعة حدثت في الإسلام بدعة الخوارج والشيعة ، حدثتا في أثناء خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فعاقب الطائفتين ، أما الخوارج فقاتلوه فقتلهم ، وأما الشيعة فحرق غاليتهم بالنار . 3 / 379 .



38 } ما صحة حديث : سب أصحابي ذنب لا يغفر ؟
هذا الحديث كذب على رسول الله ، لم يروه أحد من أهل العلم ولا هو في شيء من كتب المسلمين المعتمدة ، وهو مخالف للقرآن ، لأن الله قال ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) هذا في حق من لم يتب ، وقال في حق التائبين ( قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) فثبت بكتاب الله وسنة رسوله أن كل من تاب تاب الله عليه . 3 / 290 .

39 } كيف يحصل اليقين :
وأما كيف يحصل اليقين فبثلاثة أشياء :
أحدها : تدبر القرآن .
والثاني : تدبر الآيات التي يحدثها الله في الأنفس والآيات التي تبين أنه حق .
الثالث : العمل بموجب العلم . 3 / 330 .

40 } من أحق الفرق أن تكون هي الفرقة الناجية ؟
أحـق الناس بأن تكـون هـي الفرقة الناجية أهـل الحديث والسنة ، الذين ليس لهـم متبوع يتعـصبون له إلا رسول الله . 3 / 347 .

41 } من أول من فارق الجماعة من أهل البدع ؟ ومتى كان أول خروجهم ؟
ولهذا كان أول من فارق جماعة المسلمين من أهل البدع [ الخوارج ] المارقــون ، وقد صح الحديث في الخوارج عن النبي من عشرة أوجـه .
وقد قاتلهم أصحاب النبي مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فلم يختلفوا في قتالهـم كما اختلفـوا في قتال الفتنة يوم الجمل وصفين إذ كانوا في ذلك ثلاثة أصناف : صنف قاتلوا مع هؤلاء ، وصنف قاتلوا مع هؤلاء ، وصنف أمسكوا عن القتال وقعـدوا ، وجاءت النصوص بترجيح هذه الحال .
وكان أولهم خرج على عهد رسول الله ، فلما رأى قسمة النبي قال : يا محمد اعدل فإنك لم تعدل ، فقال له النبي : لقد خبت وخسرت إن لم أعدل ، فقال له بعض أصحابه : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق ، فقال : إنه يخرج من ضئضىء هذا أقوام يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم .
فكان مبدأ البدع هو الطعن في السنة بالظن والهوى ، كما طعن إبليس في أمر ربه برأيه وهواه . 3 / 349 – 350 .

42 } اذكر شيئاً من معتقد الرافضة ؟
أصل قول الرافضة : أن النبي نص على علي نصاً قاطعاً للعذر ، وانه إمام معصوم ومن خالفه كفر ، وأن المهاجرين والأنصار كتموا النص وكفروا بالإمام المعصوم ، واتبعوا أهواءهم وبدلوا الدين وغيروا الشريعة وظلموا واعتدوا ، بل كفروا إلا نفراً قليلاً : إما بضعة عشر أو أكثر ، ثم يقولون : إن أبا بكر وعمر ونحوهما ما زالا منافقين ، وقد يقولون : بل آمنوا ثم كفروا .
وأكثرهم يكفر من خالف قولهم ويسمون أنفسهم المؤمنين ومن خالفهم كفاراً ، ويجعلون مدائن الإسلام التي لا تظهر فيها أقوالهم دار ردة أسوأ حالاً من مدائن المشركين والنصارى ، ولهذا يوالون اليهود والنصارى والمشركين على بعض جمهور المسلمين .
ومنهم ظهرت أمهات الزندقة والنفاق ، كزندقة القرامطة الباطنية وأمثالهم ، ولا ريب أنهم أبعد طوائف المبتدعـة عن الكتاب والسنـة ، ولهذا كانوا هم المشهورين عند العامة بالمخالفة للسنة ، فجمهور العامة لا تعرف ضد السني إلا الرافضي فإذا قال أحدهم : أنا سني فإنما معناه لست رافضياً .
ولا ريب أنهم شر من الخوارج ، لكن الخوارج كان لهم في مبدأ الإسلام سيف على أهل الجماعة ، وموالاتهم الكفار أعظم من سيوف الخوارج ، فإن القرامطة والإسماعيلية ونحوهم من أهل المحاربة لأهل الجماعة ، وهم منتسبون إليهم ، وأما الخوارج فهم معروفون بالصدق ، والروافض معروفون بالكذب ، والخوارج مرقوا من الإسلام وهؤلاء نابذوا الإسلام .
3 / 356 .
43 } ما صحة الأحاديث التي فيها أن محمداً رأى ربه ؟
كل حديث فيه : أن محمداً رأى ربه بعينه في الأرض ، فهو كذب باتفاق المسلمين وعلمائهم ، وهذا شيء لم يقله أحد من علماء المسلمين ولا رواه أحد منهم .
وقال رحمه الله : وكذلك كل من ادعى أنه رأى ربه بعينه قبل الموت فدعواه باطل باتفاق أهل السنة والجماعة ، لأنهم اتفقوا جميعهم على أن أحداً من المؤمنين لا يرى ربه بعيني رأسه حتى يموت . 3 / 386 – 389 .

44 } من أين كان المعراج ؟
والمعراج إنما كان من مكة باتفاق أهل العلم ، وبنص القرآن والسنة المتواترة ، كما قال تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) 3 / 387 .

45 } أيهم كان أقرب للحق من الآخر علي أم معاوية ؟
إن علي بن أبي طالب كان أفضل وأقرب إلى الحق من معاوية وممن قاتله معه ، لما ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري عن النبي أنه قال : تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين ؟ تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق ، وفي هذا الحديث دليل على أنه مع كل طائفة حق ، وأن علياً رضي الله عنه أقرب إلى الحق . 3 / 407 .

46 } ماذا تعرف عن يزيد بن معاوية ؟ وهل يجوز لعنه ؟
يزيد بن معاوية ولد في خلافة عثمان بن عفان ولم يدرك النبي ولا كان من الصحابة باتفاق العلماء ، ولا كان من المشهورين بالدين والصلاح ، وكان من شباب المسلمين ، ولا كان كافراً ولا زنديقاً ، وتولى بعد أبيه على كراهة من بعض المسلمين ورضا من بعضهم .
قال صالح بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي : إن قوماً يقولون إنهم يحبون يزيد ، قال : يا بني وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ؟ فقلت : يا أبت لماذا لا تلعنـه ؟ قال : يا بني ومتى رأيت أباك يلعن أحداً .
ولهذا كان الذي عليه معتقد أهل السنة وأئمة الأمة أنه لا يسب ولا يحب . 3 / 412 .

47 } هل هناك فضل للراد على أهل البدع ؟
الراد على أهل البدع مجاهد حتى كان يحي بن يحي يقول : الذب عن السنة أفضل من الجهاد . 4 / 13 .

48 } أيهم كان أحسن تعاهداً للصلوات خلفاء بني العباس ، أو خلقاء بني أمية ؟
وكان خلفاء بني العباس أحسن تعاهداً للصلوات في أوقاتها من بني أمية ، فإن أولئك كانوا كثيريّ الإضاعة لمواقيت الصلاة كما جاءت فيهم الأحاديث الصحيحة [ سيكون بعدي أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها ، فصلوا الصلاة لوقتها ، واجعلوا صلاتكم معهم نافلة ] . 4 / 20 .

49} لماذا اليهود يصرون على باطلهم ؟
لما في نفوسهم من الكبر والحسد والقسوة وغير ذلك من الأهواء . 4 / 30

50 } لماذا كان معلمي الناس الخير يستغفر له كل شيء ، وكاتموا العلم ملعونون ؟
معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر ، والله وملائكته يصلون على معلم الناس الخير ، لما في ذلك من عموم النفع لكل شيء ، وعكسه كاتموا العلم ، فإنهم يلعنهم الله ويلعنهـم اللاعنـون . 4 / 42 .

51 } ما حال الخارجين عن منهاج السلف عند موتهم ؟
وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك ، إما عند الموت وإما قبل الموت ، والحكايات في هذا كثيرة معروفة ، هذا أبو الحسن الأشعري نشأ في الاعتزال أربعين عاماً يناظر عليه ، ثم رجع عن ذلك وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم ، وكذلك أبو عبد الله بن عمر الرازي قال في كتابه الذي صنفه في أقسام اللذات : لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية ، فما رأيتها تشفي عليلاً ، ولا تروي غليلاً ، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن . 4 / 72 .

52 } ما المراد بأهل الحديث ؟
ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه وكتابته أو روايته ، بل نعني بهم : كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهراً وباطناً ، واتباعه ظاهراً وباطناً ، وكذلك أهل القرآن . 4 / 95 .


53 } ما رأيك بمن يقول : طريقة السلف أسلم ، وطريقة الخلف أعلم وأحكم ؟
وقال رحمه الله تعالى رداً على بعض الطوائف المبتدعة : وتارة يجعلون إخوانهم المتأخرين أحذق وأعلم من السلف ، ويقولون : طريقة السلف أسلم ، وطريقة هؤلاء أعلم وأحكم ، فيصفون إخوانهم بالفضيلة في العلم والبيان والتحقيق والعرفان ، والسلف بالنقص في ذلك والتقصير فيه أو الخطأ والجهل .
ولا ريب أن هذا شعبة من الرفض ، فإنه وإن لم يكن تكفيراً للسلف كما يقوله من يقول من الرافضة والخوارج ، ولا تفسيقاً لهم كما يقوله من يقول من المعتزلة والزيدية وغيرهم ، كان تجهيلاً لهم وتخطئة وتضليلاً ، ونسبة لهم إلى الذنوب والمعاصي وإن لم يكن فسقاً فزعْماً : أن أهل القرون المفضولة في الشريعة أعلم وأفضل من أهل القرون الفاضلة .
ومن المعلوم بالضرورة لمن تتبع الكتاب والسنة وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف : أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال والأقوال والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة ، أن خيرها القرن الأول ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، كما ثبت عن النبي من غير وجه ، وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة من علم وعمل وإيمان وعقل وديـن وبيان وعادة . 4 / 157 – 158 .

54 } سئل رحمه الله تعالى : عن الجان المؤمنين هل هم مخاطبون بفروع الشريعة ؟
فقال : فهم مأمورون بالفروع والأصول بحسبهم ، فإنهم ليسوا مماثلي الإنس في جنس التكليف بالأمر والنهي والتحليل والتحريم ، وهذا مما لم أعلم فيه نزاعاً بين المسلمين ، وكذلك لم يتنازعوا أن أهل الكفر والفسوق والعصيان منهم يستحقون العذاب بالنار كما يدخلها من الآدميين .
لكن تنازعوا في أهل الإيمان منهم ، فذهب الجمهور من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وأبي يوسف ومحمد ، إلى أنهم يدخلون الجنة ، وهل فيهم رسل أم ليس فيهم إلا النذر ؟ على قولين :
فقيل : فيهم رسل ، وقيل : الرسل من الإنس ، والجن فيهم النذر ، وهذا أشهر . 4 / 233 – 234 .

55 } ما المراد بالفطرة في قوله [ كل مولود يولد على الفطرة ] ؟
أما قوله : ( كل مولود يولد على الفطرة ) .
الصواب أنها فطرة الله التي فطر الناس عليها ، وهي فطرة الإسلام ، وهي الفطرة التي فطرهم عليها يوم قال : ] ألست بربكم قالوا بلى [ وهي السلامة من الاعتقادات الباطلة ، والقبول للعقائد الصحيحة . 4 / 245 .

56 } ما مصير أطفال المشركين في الآخرة ؟
ولهذا لما سئل رسول الله عمّن يموت من أطفال المشركين وهو صغير قال : ( الله أعلم بما كانوا عاملين ) أي الله أعلم من يؤمن منهم ومن يكفر لو بلغوا ثم أنه قد جاء في حديث إسناده مقارب عن أبي هريرة أن النبي قال : ( إذا كان يوم القيامة فإن الله يمتحنهم ويبعث إليهم رسولاً في عرصة القيامة ، فمن أجابه أدخله الجنة ، ومن عصاه أدخله النار ) فهنالك يظهر فيهم ما علمه الله سبحانه ، ويجزيهم على ما ظهر من العمل وهو إيمانهم وكفرهم ، لا على مجرد العمل .
وهذا أجود ما قيل في أطفال المشركين ، وعليه تتنزل جميع الأحاديث . 4 / 246 – 247 .
57 } هل الملائكة تموت كبقية الناس ؟
الذي عليه أكثر الناس ، أن جميع الناس يموتون حتى الملائكة وحتى عزرائيل ملك الموت . 4 / 259 .

58 } ما معنى قوله تعالى : وقيل من راق ؟
قيل : من راق يرقيها ، وقيل : من صاعد يصعد بها إلى الله ، والأول أظهر . 4 / 264 .

59 } ما رأيك بقول من يقول : أطفال الكفار يكونون خدم أهل الجنة ؟
وقد قال بعض الناس : إن أطفال الكفار يكونون خدم أهل الجنة ، ولا أصل لهذا القول . 4 / 279 .

60 } هل حكم ولد الزنا حكم والديه ؟
ولد الزنا إن آمن وعمل صالحاً دخل الجنة ، وإلا جوزي بعمله كما يجازى غيره ، والجزاء على الأعمال لا على النسب ، وإنما يذم ولد الزنا لأنه مظنة أن يعمل خبيثاً ، كما يقع كثير ، كما تحمد الأنساب الفاضلة لأنها مظنة عمل الخير ، فأما إذا ظهر العمل فالجزاء عليه ، وأكرم الخلق عند الله أتقاهم . 4 / 312 .

61 } هل في الجنة ليل ونهار ؟
الجنة ليس فيها شمس ولا قمر ، ولا ليل ولا نهار ، لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قبل العرش . 4 / 312 .

62 } هل صح عن النبي ( أن الله أحيا له أبويه حتى أسلما على يديه ثم مات بعد ذالك ؟
لم يصح ذلك عن أحدٍ من أهل الحديث بل أهل المعرفه متفقون على أن ذالك كذب مختلق , وليس ذلك في الكتب المعتمدة في الحديث لا في الصحيح ولا في السنن ولا في المسانيد ونحو ذلك من كتب الحديث المعروفة ولا ذكره أهل كتب المغازي والتفسير , وإن كانوا يروون الضعيف مع الصحيح , لأن ظهور كذب ذلك لا يخفى على متدين ، وإن هذا لو وقع لكان مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله . 4 / 324 .

63 } لماذا كان المسيح عيسى ابن مريم في السماء الثانية ؟
كان في السماء الثانية – مع أنه أفضل من يوسف وإدريس وهارون – لأنه يريد النزول إلى الأرض قبل يوم القيامة بخلاف غيره . 4 / 329 .




64 } وسئل عن صالحي آدم والملائكة ، أيهما أفضل ؟
فقال : بأن صالحي البشر أفضل باعتبار كمال النهاية ، والملائكة باعتبار البداية ، فإن الملائكة الآن في الرفيق الأعلى منزهين عما يلابسه بنوا آدم ، مستغرقون في عبادة الرب ، ولا شك أن هذه الأحوال الآن أكمل من أحوال البشر ، وأما يوم القيامة بعد دخول الجنة فيصير صالحي البشر أكمل من حال الملائكة . 4 / 343 .
وقد بحث المسألة رحمه الله بحثاً موسعاً مع الأدلة من صفحة 350 إلى صفحة 392 .

65 } وسئل عن آدم لما خلقه الله تعالى وأسجد له الملائكة ، هل سجد ملائكة السماء والأرض أم ملائكة الأرض خاصة ؟
بل أسجد له جميع الملائكة ، نطق بذلك القرآن الكريم في قوله تعالى : ] فسجد الملائكة كلهم أجمعون [ فهذه ثلاث صيغ مقررة للعموم وللاستقرار ، فإن قوله تعالى : ] الملائكة [ يقتضي جميع الملائكة ، الثاني : ] كلهم [ وهذا من أبلغ العموم الثالث : ] أجمعون [ وهذا توكيد العموم .
فمن قال إنه لم يسجد جميع الملائكة ، بل ملائكة الأرض فقد رد القرآن . 4 / 345 .

66 } ما هي الجنة التي أسكنها آدم هل هي جنة الخلد أم جنة أخرى ؟
والجنة التي سكنها آدم وزوجته عند سلف الأمة وأهل السنة والجماعة هي جنة الخلد ، ومن قال إنها جنة بالأرض بأرض الهند ، أو بأرض جدة أو غير ذلك فهو من المتفلسفة والملحدين أو من إخوانهم المتكلمين المبتدعين ، فإن هذا يقوله من يقوله من المتفلسفة والمعتزلة . 4 / 347 .

67 } وسئل عن خديجة وعائشة أيهما أفضل ؟
فأجاب : بأن سبق خديجة وتأثيرها في أول الإسلام ونصرها وقيامها في الدين لم تشركها فيه عائشة ولا غيرها من أمهات المؤمنين ، وتأثير عائشـة في آخر الإسـلام وحمل الدين وتبليغه إلى الأمة وإدراكها من العلم ما لم تشركها فيه خديجة ولا غيرها . 4 / 393 .

68 } أيهما أفضل نساء النبي أم العشرة المبشرين بالجنة ؟
وأما نساء النبي فلم يقل أنهن أفضل من العشرة إلا أبو محمد بن حزم ، وهو قول شاذ لم يسبقه إليه أحد ، وأنكره عليه من بلغه من أعيان العلماء ، ونصوص الكتاب والسنة تبطل هذا القول وحجته التي احتج لها فاسدة ، فإنه احتج على ذلك بأن المرأة مع زوجها في درجته في الجنة ودرجة النبي أعلى الدرجات فيكون أزواجه في درجته .
ثم قال رحمه الله تعالى بعدها : وبالجملة فهذا قول شاذ لم يسبق إليه أحد من السلف ، وأبو محمد مع كثرة علمه وتبحره وما يأتي به من الفوائد العظيمة ، له من الأقوال المنكرة الشاذة ما يعجب منه كما يعجب مما يأتي به من الأقوال الحسنة الفائقة ، وهذا كقوله أن مريم نبية ، وأن آسية نبية ، وأن أم موسى نبية ، وقد ذكر القاضي أبو بكر والقاضي أبو يعلى وأبو المعالي وغيرهم الإجماع على أنه ليس في النساء نبية ، والقرآن والسنة دلاّ على ذلك ، كما في قوله تعالى : ] وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى ... [ . 4 / 396 .

69 } هل يعرف للصديق قول مخالف للنص ؟
أما الصديق فإنه مع قيامه بأمور من العلم والفقه عجز عنها غيره – حتى بينها لهم – لم يحفظ له قول مخالف نصاً ، وهذا يدل على غاية البراعة ، وأما غيره فحفظت له أقوال كثيرة خالفت النص لكون تلك النصوص لم تبلغهـم . 4 / 403 .

70 } ما صحة حديث : وأقضاكم علي ؟
وأما حديث : ( وأقضاكم علي ) فلم يروه أحد من أهل الكتب الستة ، ولا المسانيد المشهورة ، ولا غيره بإسناد صحيح ولا ضعيف ، وإنما يروى من طريق من هو معروف بالكذب ، ولكن قال عمر بن الخطاب : ( أبي أقرؤنا وعلي أقضانا ) وهذا قاله بعد موت أبي بكر .
وأما حديث : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) فأضعف وأوهى ، ولهذا إنما يعد في الموضوعات المكذوبات ، وإن كان الترمذي قد رواه ، وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات ، وبين أنه موضوع من سائر طرقه . 4 / 408 .

71 } أيهما أفضل إسلاماً معاوية أم أبيه ؟
وكان معاوية أحســن إسلاماً من أبيه باتفاق أهــل العلم ، كما أن أخاه ( يزيد بن أبي سفيان ) كان أفضل منه ومن أبيه . 4 / 454 .

72 } ما الحكمة من عزل عمر لخالد بن الوليد وتولية أبو عبيدة ؟
لما توفي أبو بكر ولى عمر بن الخطاب أبا عبيدة أميراً على الجميع ، لأن عمر بن الخطاب كان شديداً في الله ، فولى أبا عبيدة لأنه كان ليناً ، وكان أبو بكر ليناً ، وخالد شديداً على الكفار فولى اللين الشديد ، وولى الشديد اللين ، ليعتدل الأمر ، وكلاهما فعل ما هو أحب إلى الله تعالى في حقه . 4 / 454 .

73 } من أول من أسلم من الرجال ومن النساء ومن الصبيان ؟
وأول من أسلم من الرجال الأحرار البالغين أبو بكر ، ومن الأحرار الصبيان علي ، ومن الموالي زيد بن حارثة ، ومن النساء خديجة أم المؤمنين ، وهذا باتفاق أهل العلم . 4 / 462 .

74 } هل يصلى على غير النبي منفرداً ؟
ذهب مالك والشافعي وطائفة من الحنابلة إلى أنه لا يصلى على غير النبي منفرداً ، كما روي عن ابن عباس أنه قال :
( لا أعلم الصلاة تنبغي على أحد إلا على النبي
) .
وذهب الإمام أحمد وأكثر أصحابه إلى أنه لا بأس بذلك ، لأن علي بن أبي طالب قال لعمر بن الخطاب : (صلى الله عليك) وهذا القول أصح وأولى ولكن إفراد واحد من الصحابة والقرابة ، كعلي أو غيره بالصلاة عليه دون غيره مضاهاة للنبي بحيث يجعل ذلك شعاراً معروفاً باسمه ، هذا هو البدعة . 4 / 496 .

75 } أين موضع قبر علي ؟
وقد تنازع العلماء في قبره [ أي علي ] والمعروف عند أهل العلم أنه دفن بقصر الإمارة بالكوفة ، وأنه أخفي قبره لئلا ينبشه الخوارج الذين كانوا يكفرونه ويستحلون قتله فإن الذي قتله واحد من الخوارج هو عبد الرحمن بن ملجم . 4 / 499 .

76 } ما رأيك بالمكان الموجود بجامع دمشق الذي يقال له سجن علي بن الحسين ؟
باطل لا أصل له . 4 / 506 .

77 } ما الراجح في مكان رأس الحسين بن علي ؟
والذي رجحه أهل العلم في موضع رأس الحسين بن علي هو ما ذكره الزبير بن بكار في كتاب [ أنساب قريش ] والزبير بن بكار هو من أعلم الناس وأوثقهم في مثل هذا ، ذكر أن الرأس حمل إلى المدينة النبوية ودفن هناك وهذا مناسب ، فإن هناك قبر أخيه الحسن ، وعم أبيه العباس ، وابنه علي وأمثالهم . 4 / 509 .
وقد اتفق العلماء كلهم على أن هذا المشهد الذي بقاهرة مصر الذي يقال له : مشهد الحسين ، باطل ليس فيه رأس الحسين ولا شيء منه .

78 } ما صحة حديث ( من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام ) ؟
فإن هذا الحديث ونحوه كذب مختلق باتفاق من يعرف علم الحديث ، وإن كان قد ذكره بعض أهل الحديث وقال : إنه صحيح وإسناده على شرط الصحيح ، فهذا من الغلط الذي لا ريب فيه كما هو مبين في غير هذا الموضع .
ولم يستحب أحد من أئمة السلف الاغتسال يوم عاشوراء ، ولا الكحل فيه ، ولا الخضاب وأمثال ذلك ، ولا ذكره أحد من علماء المسلمين الذي يقتدى بهم ويرجع إليهم في معرفة ما أمر الله به ونهى عنه ، ولا فعل رسول الله ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي . 4 / 513 .

79 } كثر الكذب في مواضع قبور الأنبياء ، اذكر بعض ذلك ؟ وما سبب هذا الاضطراب ؟
وليس الكذب في هذا المشهد وحده ، بل المشاهد المضافة إلى الأنبياء وغيرهم كذب ، مثل : القبر الذي يقال له قبر نوح قريب من بعلبك في سفح جبل لبنان ، ومثل القبر الذي في قبلي مسجد جامع دمشق الذي يقال له قبر هود فإنما هو قبر معاوية بن أبي سفيان ، ومثل القبر الذي في شرقي دمشق الذي يقال له قبر أبي بن كعب ، فإن أبياً لم يقدم دمشق باتفاق العلماء ، وكذلك ما يذكر في دمشق من قبر أزواج النبي وإنما توفين في المدينة المنورة ، وكذلك ما يذكر في مصر من قبر علي بن الحسين أو جعفر الصادق أو نحو ذلك ، وهو كذب باتفاق أهل العلم ، فإن علي بن الحسين وجعفر الصادق إنما توفيا في المدينة .
وسبب اضطراب أهل العلم بأمر القبور أن ضبط ذلك ليس من الدين ، فإن النبي قد نهى أن تتخذ القبور مساجد ، فلما لم يكن معرفة ذلك من الدين لم يجب ضبطه . 4 / 516 .

80 } من أول من ابتدع القول بالعصمة لعلي وبالنص عليه بالخلافة ؟
وأول من ابتدع القول بالعصمة لعلي وبالنص عليه بالخلافة ، هو رأس هؤلاء المنافقين عبد الله بن سبأ الذي كان يهودياً فأظهر الإسلام وأراد فساد دين الإسلام كما أفسد بولص دين النصارى . 4 / 518 .

81 } هل يجوز الطواف بغير الكعبة ؟
وقد اتفق المسلمون على أنه لا يشرع الطواف إلا بالبيت المعمور ، فلا يجوز الطواف بصخرة بيت المقدس ، ولا بحجرة النبي ، ولا بالقبة في جبل عرفات .
وكذلك اتفق المسلمون على أنه لا يشرع الاستلام ولا التقبيل إلا الركنين اليمانيين ، فالحجر الأسود يستلم ويقبل ، واليماني يستلم وقد قيل إنه يقبل وهو ضعيف ، وأما غير ذلك فلا يشرع استلامه ولا تقبيله كجوانب البيت والركنين الشاميين ومقام إبراهيم والصخرة والحجرة النبوية وسائر قبور الأنبياء والصالحين . 4 / 521 .

82 } هل تجوز الصلاة خلف المسلم المستـور ؟
وتجوز الصلاة خلف كل مسلم مستور باتفاق الأئمة وسائر أئمة المسلمين ، فمن قال : لا أصلي جمعة ولا جماعة إلا خلف من أعرف عقيدته في الباطن ، فهذا مبتدع مخالف للصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين الأربعة وغيرهم .
4 / 542 .

83 } من أول من حفظ عنه أنه قال : إن الله سبحانه ليس على العرش استوى ؟
أول من حفظ عنه أنه قال هذه المقالة في الإسلام – أعني أن الله سبحانه وتعالى ليس على العرش استوى ، وأن معنى استوى استولى – هو الجعد بن درهم وأخذها عنه الجهم بن صفوان ، وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه . 5 / 20 .

84 } لقد وصف الله نفسه بالمعية ، فما أقسام المعية ؟
المعية معيتان : عامـة ، وخاصــة .
فالأولى قوله تعالى [ وهو معكم أينما كنتم ] ، والثانية قوله تعالى [ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ] . 5 / 122

85 } اذكر أقوال الفرق في علو الله تعالى ؟
انقسم الناس في هذا المقام أربع فرق :
فالجهمية الذين يقولون : لا هو داخل العالم ولا خارج العالم ، ولا فوق ولا تحت ، لا يقولون بعلوه ولا بفوقيته .
وقسم ثان يقولون : إنه بذاته في كل مكان ، وهم يحتجون بنصوص [ المعية ] و [ القرب ] .
والثالث : قول من يقول : هو فوق العرش ، وهو في كل مكان .
الرابع : سلف الأمة وأئمتها ، أئمة أهل العلم والدين من شيوخ العلم والعبادة : فإنهم أثبتوا وآمنوا بجميع ما جاء به الكتاب والسنة من غير تحريف للكلم عن مواضعه ، أثبتوا أن الله فوق سمواته على عرشه ، بائن من خلقه وهم بائنون منه ، وهو أيضاً مع العباد عموماً بعلمه . 5 / 125 .

86 } ما رأيك بمن قال إن الله بذاته في كل مكان ؟
كل من قال : إن الله بذاته في كل مكان فهو مخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها ، مع مخالفته لما فطر الله عليه عباده ، ولصريح المعقول وللأدلة الكثيرة . 5 / 125 .

87 } هل إذا نزل الله في الثلث الأخير من الليل يخلو منه العرش أم لا ؟
قد ذكرنا في غير هذا الموضع ما قاله السلف في مثل ذلك : مثل حماد بن زيد ، وإسحاق بن راهوية وغيرهما : من أنه ينزل إلى سماء الدنيا ولا يخلو منه العرش ، وبينا أن هذا هو الصواب ، وإن كان طائفة ممن يدعي السنة يظن خلو العرش منه .
وطائفة تقف : لا تقول يخلو ولا لا يخلو .
والصواب ما قاله السلف : أنه ينزل ولا يخلو منه العرش . 5 / 131 .

88 } ما دليل من قال إن معنى [ الرحمن على العرش استوى ] أي استولى ؟ وما رأيك بهذا ؟
عمدتهم البيت المشهـــور :
ثم استــوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق .
ولم يثبت نقل صحيح أنه شعر عربي ، وكان غير واحد من أئمة اللغـة أنكروه ، وقالوا : إنه بيت مصنوع لا يعرف في اللغـة ، وقد علم أنه لو احتج بحديث رسول الله لاحتاج إلى صحته ، فكيف ببيت من الشعر لا يعرف اسناده ؟ 5 / 146 .

89 } ما الرد على من قال ( إن الله ينزل .... ) أي ينزل ملك من الملائكة ؟
هذا باطل من وجوه :
منها : أن الملائكة لا تزال تنزل بالليل والنهار إلى الأرض .
الوجه الثاني : أنه قال فيه [ من يسألني فأعطيه ؟ من يدعوني فأستجيب له ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ ] ، وهذه العبارة لا يجوز أن يقولها ملك عن الله . 5 / 371 .


90 } ما معنى التحول في قوله ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ؟
دلت هذه الكلمة العظيمة على أنه ليس للعالم العلوي والسفلي حركة وتحول من حال إلى حال ، ولا قدرة على ذلك إلا بالله ، ومن الناس من يفسر ذلك بمعنى خاص يقول : لا حول من معصيته إلا بعصمته ، ولا قوة على طاعته إلا بمعرفته .
والصواب الذي عليه الجمهور هو التفسير الأول ، وهو الذي يدل عليه اللفظ ، فإن الحول لا يختص بالحول عن المعصية ، وكذلك القوة لا تختص بالقوة على الطاعة ، بل لفظ الحول يعم كل تحول . 5 / 575 .

91 } لماذا اشتهر أن الإمام أحمد إمام أهل السنة ؟
وأحمد إنما اشتهر أنه إمام أهل السنة ، والصابر على المحنة ، لما ظهرت محن [ الجهمية ] الذين ينفون صفات الله تعالى ، ويقولون إن الله لا يرى في الآخرة ، وأن القرآن ليس هو كلام الله تعالى ، بل هو مخلوق من المخلوقات .... وأضلوا بعض ولاة الأمر ، فامتحنوا الناس بالرغبة والرهبة ، فمن الناس من أجابهم – رغبة – ومن الناس من أجابهم – رهبة – ومنهم من اختفى فلم يظهر لهم .
وصار من لم يجبهم قطعوا رزقه وعزلوه عن ولايته ، والمحنة مشهورة معروفة ، كانت في إمارة المأمون ، والمعتصم ، والواثق ، ثم رفعها المتوكل ، فثبت الإمام أحمد ، فلم يوافقهم على تعطيل صفات الله تعالى ، وناظرهم في العلم فقطعهم ، وعذبوه فصبر على عذابهم ، فجعله الله من الأئمة الذين يهدون بأمره ، كما قال تعالى [ وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ] .
فمن أعطي الصبر واليقين : جعله الله إماماً في الدين . 6 / 215 .

92 } بماذا استدل أهل السنة على أن كلام الله غير مخلوق ؟
وقد استدل أهل السنة كأحمد وغيره على أن كلام الله غير مخلوق بأنه استعاذ به ، فقال : [ من نزل منزلاً فقال : أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل منه ] . 6 / 230 .

93 } لماذا لا يجوز أن يراد بقوله تعالى ( لما خلقت بيديّ ) القدرة أو النعمة ؟
لأن القدرة صفة واحدة ، ولا يجوز أن يعبر بالاثنين عن الواحد .
ولا يجوز أن يراد به النعمة ، لأن نعم الله لا تحصى . 6 / 365 .

94 } هل أسماء الله محصورة ؟
الذي عليه جماهير المسلمين أن أسماء الله أكثر من تسعة وتسعين ، ويدل لذلك على ذلك قوله في الحديث الذي رواه أحمد في المسند [ اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ] ، فهذا يدل على أن لله فوق تسعة وتسعين يحصيها بعض المؤمنين . 6 / 381 .


95 } هل تعيين أسماء الله الحسنى الواردة في الحديث عند الترمذي ثابتة ؟
تعيينها ليس من كلام باتفاق أهل المعرفة بحديثه . 6 / 382 .

96 } ما صحة حديث [ الحجر الأسود يمين الله في الأرض ] ؟
روي عن النبيبإسناد لا يثبت ، والمشهور إنما هو عن ابن عباس . 6 / 397 .

97 } ما أخبر به ابن مسعود من قوله [ بكروا في الغدو في الدنيا إلى الجمعات ، فإن الله يبرز لأهل الجنة في كل يوم جمعة فيكون الناس منه في الدنو كغدوهم في الدنيا إلى الجمعة ] لماذا لا يمكن أن يكون أخذه عن أهل الكتاب ؟
هذا الذي أخبر به ابن مسعود أمر لا يعرفه إلا نبي أو من أخذه عن نبي ، فيعلم بذلك أن ابن مسعود أخذه عن النبي ، ولا يجوز أن يكون أخذه عن أهل الكتاب لأمور :
أحدها : أن الصحابة قد نهوا عن تصديق أهل الكتاب فيما يخبرونهم به ، فمن المحال أن يحدث ابن مسعود بما أخبر به اليهود على سبيل التعليم ويبني عليه حكماً .
الثاني : أن ابن مسعود – رضي الله عنه – خصوصاً كان من أشد الصحابة – رضوان الله عليهم – إنكاراً لمن يأخذ من أحاديث أهل الكتاب .
الثالث : أن الجمعة لم تشرع إلا لنا ، والتبكير فيها ليس إلا في شريعتنا ، فيبعد مثل أخذ هذا عن الأنبياء المتقدمين ، ويبعد أن اليهودي يحدث بمثل هذه الفضيلة لهذه الأمة ، وهم الموصوفون بكتمان العلم والبخل به وحسد هذه الأمة . 6 / 405 .

98 }أخبر النبي أن صلاة المرأة في بيتها أفضل إلا العيد أمر بخروجهن ، ما الحكمة ؟
أمرهن بالخروج للعيد ، لعله – والله أعلم – لأسباب :
أحدها : أنه في السنة مرتين بخلاف الجمعة والجماعة .
الثاني : أنه ليس له بدل خلاف الجمعة والجماعة فإن صلاتها في بيتها الظهر هو جمعتها .
الثالث : أنه خروج إلى الصحراء لذكر الله ، فهو شبيه بالحج من بعض الوجوه . 6 / 458 .

99 } اذكر بعض الأقوال في فضل الرهبة والخوف ؟
قال سهل بن عبد الله : ليس بين العبد وبين الله حجاب أغلظ من الدعوى ، ولا طريق إليه أقرب من الافتقار ، وأصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله
ويدل على ذلك قوله تعالى [ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون] فأخبر أن الهدى والرحمة للذين يرهبون الله .
ومما يدل على هذا المعنى قوله تعالى [ إنما يخشى الله من عباده العلماء ] والمعنى أنه لا يخشاه إلا عالم ، فقد أخبر الله أن كل من خشي الله فهو عالم . 7 / 20 .
100 } متى يسمى الإنسان عاقلاً ؟
لا يسمى عاقلاً إلا من عرف الخير فطلبه ، والشر فتركه ، ولهذا قال أصحاب النار [ لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ] وقال عن المنافقين [ تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ] ، ومن فعل ما يعلم أنه يضره فمثل هذا ما له عقل . 7 / 24 .

101 } اختلف العلماء في قوله تعالى [ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ] هل يكتب الملك جميع أقواله أم لا ، اذكر الخلاف والراجح ؟
قال مجاهد وغيره : يكتبان كل شيء حتى أنينه في مرضه .
وقال عكرمة : لا يكتبان إلا ما يؤجر عليه أو يؤزر .
والقرآن يدل على أنهما يكتبان الجميع ، فإنه قال [ ما يلفظ من قول ] نكرة في الشرط مؤكدة بحرف [ من ] فهذا يعم كل قوله . 7 / 49 .

102 } ما حكم من اتخذ الأحبار والرهبان يطيعهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال ؟
هؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً ، حيث أطاعـوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله يكونون على وجهين :
أحدهما : أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل ، فيعتقدون تحليل ما حرم الله ، وتحريم ما أحل الله اتباعاً لرؤسائهم ، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل ، فهذا كفر ، وقد جعله الله ورسوله شركاً – وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم – فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين ، واعتقد ما قاله ذلك ، دون ما قاله الله ورسوله مشركاً كمثل هؤلاء .
والثاني : أن يكونوا اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحلال وتحليل الحرام ثابتاً لكنهم أطاعوهم في معصية الله ، كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاص ، فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب . 7 / 70 .

103 } ما معنى قوله تعالى ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ) ؟
في الآية قولان :
قيل : يحبونهم كحب المؤمنين الله ، والذين آمنوا اشد حباً لله منهم لأوثانهم .
وقيل : يحبونهم كما يحبون الله ، والذين آمنوا اشد حباً لله منهم ، وهـذا هو الصواب . 7 / 188 .

104 } ما السبب في أن الإنسان قد يعرف أن الحق مع غيره ومع ذلك يجحده ولا يتبعه ؟
إن الإنسان قد يعرف أن الحق مع غيره ومع هذا يجحد ذلك لحسده إياه ، أو لطلب علوه عليه ، أو لهوى النفس ، ويحمله ذلك الهوى على أن يعتدي عليه ويرد ما يقول بكل طريق ، وهو في قلبه يعلم أن الحق معه ، وعامة من كذب الرسل علموا أن الحق معهم وأنهم صادقون ، لكن إما لحسدهم وإما لارادتهم العلو والرياسة ، وإما لحبهم دينهم الذي كانوا عليه وما يحصل لهم به من الأغراض كأموال ورياسة وصداقة أقوام وغير ذلك ، فيرون في اتباع الرسل ترك الأهواء المحبوبة إليهم أو حصول أمور مكروهة إليهم ، فيكذبونهم ويعادونهم فيكونون من أكفر الناس كإبليس وفرعون ، مع علمهم بأنهم على الباطل والرسل على الحق . 7 / 191 .

105 } هل المنافق الزنديق الذي يكتم زندقته يرث ويورث أم لا ؟
تنازع الفقهاء على قولين ، والصحيح أنه يرث ويورث وإن علم في الباطن أنه منافق ، كما كان الصحابة على عهد النبي ، لأن الميراث مبناه على الموالاة الظاهرة ، لا على المحبة التي في القلوب . 7 / 210 .

106 } لماذا أمر القارىء للقرآن بالاستعاذة ؟
الشيطان يريد بوساوسه أن يشغل القلب عن الانتفاع بالقرآن ، لأن قراءة القرآن على الوجه المأمور به تورث القلب الإيمان العظيم وتزيده يقيناً وطمأنينة وشفاء . 7 / 283 .


107 } أيهما أقوى إيماناً أبو بكر أو عمر ؟
لا ريب أن أبا بكر أقوى إيماناً من عمر ، وعمر أقوى عملاً منه كما قال ابن مسعود [ ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ] وقوة الإيمان أقوى وأكمل من قوة العمل . 7 / 342 .

108 } لماذا سمي الخوارج بالحرورية ، وبأهل النهروان ؟
يقال لهم [ الحرورية ] لأنهم خرجوا بمكان يقال له حروراء .
ويقال لهم [ أهل النهروان ] لأن علياً قاتلهم هناك . 7 / 481 .

109 } اذكر الأسباب العشرة التي تزول بها الذنوب عن العبد ؟
دلت نصوص الكتاب والسنة على أن عقوبة الذنوب تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب :
أحدها : التوبة ، وهذا متفق عليه بين المسلمين .
السبب الثاني : الاستغفــار .
السبب الثالث : الحسنات الماحية .
السبب الرابع : الدافـع للعقاب ، دعاء المؤمنين للمؤمن مثل صلاتهم على جنازته .
السبب الخامس : ما يعمل للميت من أعمال البر ، كالصدقة ونحوها .
السبب السادس : شفاعة النبي وغيره في أهل الذنوب يوم القيامة .
السبب السابع : المصائب التي يكفر الله بها الخطايا في الدنيا .
السبب الثامن : ما يحصل في القبر من الفتنة والضغطة والروعة .
السبب التاسع : أهوال يوم القيامة وكربها وشدائدها .
السبب العاشر : رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا سبب من العباد . 7 / 487 – 501 .

110 } اذكر حالات العبد مع المقدور ؟
العبد له في المقدور [ حالان ] حال قبل القدر ، وحال بعده .
فعليه قبل المقدور أن يستعين بالله ويتوكل عليه ويدعوه ، فإذا قدر المقدور بغير فعله فعليه أن يصبر عليه أو يرضى به ، وإن كان بفعله وهو نعمة حمد الله على ذلك ، وإن كان ذنباً استغفر إليه من ذلك . 8 / 76 .

111 } هل المنتقم من أسماء الله ؟
ليس [ المنتقم ] من أسماء الله الحسنى الثابتة عن النبي ، وإنما جاء في القرآن مقيداً كقوله تعالى [ إنا من المجرمين منتقمون ] ، والحديث الذي في عدد الأسماء الحسنى الذي يذكر فيه المنتقم فذكر في سياقه [ المنتقم البر التواب ] ليس هو عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبي . 8 / 96 .

112 } ما حكم من لم يؤمن بالقدر ، وحكم من احتج به ؟
القدر يؤمن به ولا يحتج به ، فمن لم يؤمن بالقدر ضارع المجوس ، ومن احتج به ضارع المشركين ، ومن أقر بالأمر والقدر وطعن في عدل الله وحكمته كان شبيهاً بإبليس ، فإن الله ذكر عنه أنه طعن في حكمته وعارضه برأيه وهواه . 8 / 114 .

113 }من أول من أنكر صفة المحبة لله ؟
أنكرت الجهمية ومن اتبعهم محبته ، وأول من أنكر ذلك الجعد بن درهم ، شيخ الجهم بن صفوان ، فضحى به خالد بن عبد الله القسري بواسط وقال : أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم ، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ، ولم يكلم موسى تكليماً ، تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيراً ، ثم نزل فذبحه . 8 / 142 .

114 } ما معنى قول علي [ لا يرجونَّ عبد إلا ربه ، ولا يخافنَّ إلا ذنبه ] ؟
هذا الكلام يؤثر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وهو من أحسن الكلام وأبلغه وأتمه ، فإن الرجاء يكون للخير والخوف يكون من الشر ، والعبد إنما يصيبه الشر بذنوبه كما قال تعالى [ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ] وإن سلط عليه مخلوق فما سلط عليه إلا بذنوبه ، فليخف الله وليتب من ذنوبه التي ناله بها ما ناله .
وأما كونه لا يخافه إلا ذنبه فلما علم من أنه لا تصيبه مصيبة إلا بذنوبه ، وهذا يعلم بآيات الآفاق والأنفس وبما أخبر في كتابه . 8 / 161 – 164 .

115 } ما المراد بالحسنة والسيئة في قوله تعالى [ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ] ؟
إن كثيراً من الناس يظن أن المراد بالحسنات والسيئات في هذه الآية الطاعات والمعاصي ، وإنما الحسنات والسيئات في هذه الآية النعم والمصائب كما في قوله تعالى [ وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ] . 8 / 161 .

116 } ما حكم الالتفات إلى الأسباب ، أو محوها ، أو أو الأعراض عنها ؟
الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل ، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع . 8 / 169 .

117 } ما أنفع الدعاء وأعظمـه ؟
أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة [ اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ] ، فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته ، فلم يصبه شر لا في الدنيا ولا في الآخرة . 8 / 216
وقال رحمه اله في موضع آخر : ورأس هذه الأدعية وأفضلها قوله [ اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ] فهذا الدعاء أفضل الأدعية وأوجبها على الخلق ، فإنه يجمع صلاح العبد في الدين والدنيا والآخرة . 8 / 330 .
118 } ما معنى قوله تعالى عن يوسف ( توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ) ؟
الصحيح من القـولين أنه لم يسأل الموت ولم يتمنه ، وإنما سأل أنه إذا مات يموت على الإسلام . 8 / 370 .

119 } هل الله يخلق ويأمر لحكمة ؟
الذي عليه جمهور المسلمين من السلف والخلف أن الله تعالى يخلق لحكمة ويأمر لحكمة وهذا مذهب أئمة الفقه والعلم .
8 / 377 .
120 } إلى كم قسم ينقسم الأجل ؟
الأجل أجلان : أجل مطلق يعلمه الله ، وأجل مقيد ، وبهذا يتبين معنى قول الرسول [ من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ] فإن الله أمر الملك أن يكتب له أجلاً وقال : إن وصل رحمه زده كذا وكذا ، والملك لا يعلم أيزداد أم لا ، لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر ، فإذا جاء ذلك لا يتقدم ولا يتأخـر . 8 / 517 .

121 } كم أنواع النفوس ؟
يقال النفوس ثلاثة أنواع وهي :
النفس الأمارة بالسوء : التي يغلب عليها اتباع هواها بفعل الذنوب والمعاصي .
النفس اللوامة : وهي التي تذنب وتتوب ، فعندها خير وشر ، لكن إذا فعلت الشر تابت وأنابت فتسمى لوامة لأنها تلوم صاحبها على الذنوب ولأنها تتلوم أي تتردد بين الخير والشر .
النفس المطمئنة : وهي التي تحب الخير والحسنات وتريده وتبغض الشر والسيئات وتكره ذلك ، وقد صار لها ذلك خلقاً وعادة وملكة ، فهذه صفات وأحوال لذات واحدة وإلا فالنفس التي لكل إنسان هي واحدة وهذا أمر يجده الإنسان مـن نفسـه . 9 / 294 .

122 } أيهم أحب لإبليس البدعة أم المعصية ؟ ولماذا ؟
قال أئمة الإسلام كسفيان الثوري وغيره أن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ، لأن البدعة لا يتاب منها ، والمعصية يتاب منها ، ومعنى قولهم إن البدعة لا يتاب منها : أن المبتدع الذي يتخذ ديناً لم يشرعه الله ولا رسوله قد زين له سوء عمله فرآه حسناً فهو لا يتوب ما دام يراه حسناً ، لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيء ليتوب منه . 10 / 9

123 } ما عاقبة من أعرض عن اتباع الحق ، وما جزاء من عمل بما علم ؟
من أعرض عن اتباع الحق الذي يعلمه تبعاً لهواه فإن ذلك يورثه الجهل والضلال حتى يعمى قلبه عن الحق الواضح كما قال تعالى [ فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ] .
ومن عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم كما قال تعالى [ والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ] . 10 / 10 .

124 } لماذا نهى الله عن الحزن ؟
لأنه لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه ، وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به .
وقد يقترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه فيكون محموداً من تلك الجهة لا من جهة الحزن ، كالحزين على مصيبة في دينه ، وعلى مصائب المسلمين عموماً فهذا يثاب على ما في قلبه من حب الخير وبغض الشر . 10 / 17 .

125 } عرف الزهد والورع ؟
الزهد المشروع : هو ترك الرغبة فيما لا ينفع في الدار الآخرة ، وهو فضول المباح التي لا يستعان بها على طاعة الله .
والورع المشروع : هو ترك ما قد يضر في الدار الآخرة ، وهو ترك المحرمات والشبهات . 10 / 21 .

126 } ما الذي يوجب الحمد على الضراء ؟
الحمد على الضراء يوجبه مشهدان :
أحدهما : علم العبد بأن الله سبحانه مستوجب لذلك ، مستحق له لنفسه ، فإنه أحسن كل شيء خلقه ، وأتقن كل شيء ، وهو العليم الحكيم الخبير الرحيم .
والثاني : علمه بأن اختيار الله لعبده المؤمن خير من اختياره لنفسه . 10 / 43 .

127 } وضح كيف أن المحبة مستلزمة للجهاد ؟
المحبة مستلزمة للجهاد ، لأن المحب يحب ما يحب محبوبه ، ويبغض ما يبغض محبوبه ، ويوالي من يواليه ، ويعادي من يعاديه ، ويرضى لرضاه ، ويغضب لغضبه ، وهؤلاء هم الذين يرضى الرب لرضاهم ويغضب لغضبهم ، إذ هم إنما يرضون لرضاه ويغضبون لما يغضب له . 10 / 58 .

128 } عرف الجنة ؟
الجنة : هي الدار الجامعة لكل نعيم ، وأعلى ما فيها النظر إلى وجه الله . 10 / 63 .

129 } على ما يدل قوله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ؟
بين سبحانه أن محبته توجب اتباع الرسول ، وأن اتباع الرسول يوجب محبة الله للعبد ، وهذه محبة امتحـن الله بها أهل دعوى محبة الله ، فإن هذا الباب تكثر فيه الدعاوى والاشتباه ، ولهذا يروى عن ذي النون المصري أنهم تكلموا في مسألة المحبة عنده فقال : اسكتوا عن هذه المسألة لئلا تسمعها النفوس فتدعيها . 10 / 81 .

130 } ما هو الحسد وما أنواعه ؟
الحسد هو البغض والكراهة لما يراه من حسن حال المحسود ، وهو نوعان :
أحدهما : كراهة للنعمة عليه مطلقاً ، فهذا هو الحسد المذموم .
والنوع الثاني : أن يكره فضل ذلك الشخص عليه ، فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه ، فهذا حسد ، وهو الذي سموه الغبطة .
فإن قيل : إذاً لم سمي حسداً وإنما أحب أن ينعم الله عليه ؟
قيل مبدأ هذا الحب هو نظره إلى إنعامه على الغير وكراهته أن يتفضل عليه ، ولولا وجود ذلك الغير لم يحب ذلك ، فلما كان مبدأ ذلك كراهته أن يتفضل عليه الغير كان حسداً .
وأما من أحب أن ينعم الله عليه مع عدم التفاته إلى أحوال الناس فهذا ليس عنده من الحسد شيء . 10 / 113 .

131 } ثبت أن عمر نافس أبا بكر بالإنفاق ، فأيهما أفضل حالاً ؟
ما فعله عمر من المنافسة والغبطة المباحة ، لكن حال الصديق رضي الله عنه أفضل منه وهو أنه خال من المنافسة مطلقاً لا ينظر إلى حال غيره . 10 / 117 .

132 } أيهما أعظم الصبر على المصائب الاختيارية أم المصائب السماوية التي تجري بدون اختيار العبد ؟
ابتلي يوسف بحسد إخوته له ، ثم إنهم ظلموه بتكلمهم في قتله وإلقائه في الجب وبيعه رقيقاً لمن ذهب به إلى بلاد الكفر ، ثم إن يوسف ابتلي بعد أن ظلم بمن يدعوه إلى الفاحشة ويراود عليها ويستعين عليه بمن يعينه على ذلك فاستعصم واختار السجن على الفاحشة ، وآثر عذاب الدنيا على سخط الله ، فكانت هذه أعظم في محنته ، وكان صبره هنا صبراً اختيارياً اقترن به التقوى ، بخلاف صبره على ظلمهم فإن ذلك كان من باب المصائب التي من لم يصبر عليها صبر الكرام سلا سلو البهائم ، والصبر الثاني أفضل الصبرين
وهكذا إذا أوذي المؤمن على إيمانه وطلب منه الكفر أو الفسوق أو العصيان ، وإن لم يفعل أوذي وعوقب ، فاختار الأذى والعقوبة على فراق دينه ، وقد أوذي النبي بأنواع من الأذى فكان يصبر صبراً اختيارياً ، فإنه إنما يؤذى لئلا يفعل ما يفعله باختياره .
فكان ما حصل للمؤمنين من الأذى والمصائب هو باختيارهم طاعة لله ورسوله ، لم يكن من المصائب السماوية التي تجري بدون اختيار العبد ، وهـذا أشرف النوعين ، وأهلها أعظم درجة – وإن كان صاحب المصائب يثاب على صبره ورضاه وتكفر عنه الذنوب بمصائبه – فإن هذا أصيب وأوذي باخـتياره طـاعـة لله يثاب على نفس المصائب ويكتب له بها عمل صالح .10 / 132 .

133 } هل الحسد مرض غالب على الناس أم لا ؟
الحسد مرض من أمراض النفس ، وهو مرض غالب فلا يخلص منه إلا قليل من الناس ، ولهذا يقال : ما خـلا جسد من حسد ، لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه ، وقد قيل للحسن البصري : أيحسد المؤمن ؟ فقال : ما أنساك إخوة يوسف لا أبا لك . 10 / 124 .

134 } في أي أصناف يقع الحسد كثيراً ؟
يقع كثيراً بين المتشاركين في رئاسة أو مال إذا أخذ بعضهم قسطاً من ذلك وفات الآخر ، ويكون بين النظراء لكراهة أحـدهما أن يفضل الآخر عليه كحسد إخـوة يوسف ، وكحسد ابني آدم أحـدهما لأخيه ، وكحـسد اليهود للمسلمين . 10 / 126 .

135 } ما تعريف العبادة ؟
هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة . 10 / 149 .

136 } ما معنى قوله تعالى ( يا أيها النبي حسبك الله ، ومن اتبعك من المؤمنين ) ؟
أي حسبك وحسب من اتبعك الله .
ومن ظن أن المعنى حسبك الله والمؤمنون معه فقد غلط غلطاً فاحشاً . 10 / 154 .



137 } ما أعظم أسباب العشق المحرم ؟
من أعظم أسباب هذا البلاء إعراض القلب عن الله ، فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك ، ولا ألذ ولا أطيب ، والإنسان لا يترك محبوباً إلا بمحبوب آخر يكون أحب إليه منه أو خوفاً من مكروه ، فالحب الفاسد إنما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح ، أو بالخوف من الضرر . 10 / 187 .

138 } ما سبب أن الحرص على المال والشرف سبب لفساد دين الإنسان وأنه لا ينقص عن فساد الذئبين الجائعين لزريبة الغنم ؟
بين أن الحرص على المال والشرف في فساد الدين لا ينقص عن فساد الذئبين الجائعين لزريبة الغنم ، وذلك بيّن ، فإن الدين السليم لا يكون فيه هذا الحرص ، وذلك أن القلب إذا ذاق حلاوة عبوديته لله ومحبته له لم يكن شيء أحب إليه من ذلك حتى يقدمه عليه ، وبذلك يصرف عن أهل الإخلاص لله السوء والفحشاء ، كما قال تعالى [ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ] . 10 / 215 .

139 } في قول الرسول r [ ما أتاك من هذا المال وأنت غير سائل ولا مشرف فخذه ] ما معنى : مشرف ، سائل ؟
المشرف : الذي يستشرف بقلبه ، والسائل الذي يسأل بلسانه . 10 / 259 .

140 } ما حكم من جـعل غير الرسول r شخصاً تجب طاعته في كل ما يأمر به وينهى عنه وإن خالف أمر الله ورسوله ؟
من جعل غير الرسول شخصاً تجب طاعته في كل ما يأمر به وينهى عنه وإن خالف أمر الله ورسوله فقد جعله نداً . 10 / 267 .

141 } ما سبب رفض أبو طالب للنطق بالشهادتين عند موته ؟
أبو طالب وإن كان عالماً بأن محمداً رسول الله وهو محب له ، فلم تكن محبته له لمحبته لله ، بل كان يحبه لأنه ابن أخيه فيحبه للقرابـة ، وإذا أحب ظهوره فلِمَا يحصل له بذلك من الشرف والرئاسة ، فأصل محبوبه هو الرئاسة ، فلهذا لما عرض عليه الشهادتين عند الموت ، رأى أن الإقرار بهما زوال دينه الذي يحبه ، فكان دينه أحب إليه من ابن أخيه فلم يقر بهما – فلو كان يحبه لأنه رسول الله كما كان يحبه أبو بكر ، وكما يحبه سائر المؤمنين به كعمر وعثمان وعلي وغيرهم لنطق بالشهادتين قطعاً – فكان حبه حباً مع الله لا لله ، ولهذا لم يقبل الله ما فعله من نصر الرسول ومؤازرته لأنه لم يعمله لله ، والله لا يقبل من العمل إلا ما أريد به وجهه . 10 / 273 .

142 } ما رأيك في قول بعض الناس من أنه من ولد على الإسلام فلم يكفر قط أفضل ممن كان كافراً فأسلم ؟
ليس بصواب ، بل الاعتبار بالعاقبة وأيهما كان أتقى لله في عاقبته كان أفضل ، فإنه من المعلوم أن السابقين الأولين من المهــاجرين والأنصار الذين آمـنــوا بالله ورسوله بعد كـفرهم هم أفضل ممن ولد على الإســلام من أولادهم وغير أولادهم . 10 / 300 .
143 } وضح أن ابتلاء الله لعباده المؤمنين وما ينزل بهم من الشدة والضر من النعم ؟
من تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن ينزل بهم الشدة والضر وما يلجئهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين ويرجونه لا يرجون أحداً سواه ، وتتعلق قلوبهم به لا بغيره ، فيحصل لهم من التوكل عليه والإنابة إليه ، وحلاوة الإيمان وذوق طعمه ، والبراءة من الشرك ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخوف أو الجدب ، أو حصول اليسر وزوال العسر في المعيشة فإن ذلك لذات بدنية ونعم دنيوية قد يحصل للكافر منها أعظم مما يحصل للمؤمن . 10 / 333 .

144 } لماذا لا يصاب الأنبياء بالجنون ؟
كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ينامون وليس فيهم مجنون ، والنبي يجوز عليه النوم والإغماء ، ولا يجوز عليه الجنون ، وكان نبينا r تنام عيناه ولا ينام قلبه وقد أغمي عليه في مرضه .
وأما الجنون فقد نزه الله أنبياءه عنه ، فإنه من أعظم نقائص الإنسان ، إذ كمال الإنسان بالعقل . 10 / 444 .

145 } ما رأيك بقول : الثواب على قدر المشقة ؟
ليس بمستقيم ، ولو قيل : الأجر على قدر منفعة العمل وفائدته لكان صحيحاً .
فأما كونه مشقاً فليس هو سبباً لفضل العمل ورجحانه ، ولكن قد يكون العمل الفاضل مشقاً ففضله لمعنى غير مشقته ، والصبر عليه مع المشقة يزيد ثوابه وأجره ، فيزداد الثواب بالمشقة كما أن من كان بعده عن البيت في الحج والعمرة أكثر ، يكون أجره أعظم من القريب ، كما قال النبي لعائشة في العمرة : أجرك على قدر نصبك .
فكثيراً ما يكثر الثواب على قدر المشقة والتعب ، لا لأن التعب والمشقة مقصود من العمل ، ولكن لأن العمل مستلزم للمشقة والتعب . 10 / 622 .
146 } من ماذا مشتق لفظ [ الصوفية ] ؟
قيل – وهو المعروف – أنه نسبة إلى لبس الصوف . 11 / 6

147 } ما رأيك بمن يقول أنه نسبة إلى أهل الصفة ؟
غلط ، لأنه لو كان كذلك لقيل : صُفِّيّ . 11 / 6 .

148 } ما رأيك بمن يقول إنه نسبة إلى الصف المقدم بين يدي الله ؟
هو أيضاً غلط ، فإنه لو كان كذلك لقيل : صَفِيّ . 11 / 6 .

149 } ما رأيك بمن يقول إنه نسبة إلى الصفوة من خلق الله ؟
غلط ، لأنه لو كان كذلك لقيل : صفوي . 11 / 6 .

150 } أيهما أفضل الفقير الصابر ، أم الغني الشاكر ؟
الصحيح أن أفضلهما أتقاهما . 11 / 21 .

151 } لماذا الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء ؟
لأنه لا حساب عليهم ، ثم الأغنياء يحاسبون ، فمن كانت حسناته أرجح من حسنات فقير ، كانت درجته أعلى ، وإن تأخر عنه في الدخول . 11 / 21 .

152 } ما هي الصفة التي ينسب إليها أهل الصفة من أصحاب النبي ؟
كانت في مؤخرة مسجد النبي في شمالي المسجد بالمدينة النبوية ، كان يأوي إليها من فقراء المسلمين من ليس له أهل ولا مكان يأوي إليه . 11 / 38 .

153 } ما صحة حديث [ ما من جماعة يجتمعون إلا وفيهم ولي لله ] ؟
هذا من الأكاذيب ليس في شيء من دواوين الإسلام . 11 / 60 .

154 } ما رأيك بمن يقول أن النبي آخى بين المهاجرين كما يقال : أنه آخى بين أبي بكر وعمر ؟
هذا كله باطل . 11 / 100 .

155 } ما رأيك بمن يقول : إن عمر تزوج امرأة أبي بكر ليعرف حاله في الباطن ؟
هذا كذب ، وعمر لم يتزوج امرأة أبي بكر ، بل تزوجها علي بن أبي طالب ، وكانت قبل أبي بكر عند جعفر ، وهي أسماء بنت عميس ، وكانت من عقلاء النساء . 11 / 110 .

156 } اذكر أقسام الناس من حيث الغنى والفقر ؟
الناس ثلاثة اصناف : غني : وهو من ملك ما يفضل عن حاجته ، وفقير : وهو من لا يقدر على تمام كفايته ، وقسم ثالث : وهو من يملك وفق كفايته .
ولهذا كان في أكابر الأنبياء والمرسلين والسابقين الأولين من كان غنياً : كإبراهيم الخليل ، وأيوب ، وداود وسليمان ، وعثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة والزبير وغيرهم .
وفيهم من كان فقيراً : كالمسيح عيسى بن مريم ، ويحيي بن زكريا ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي ذر الغفاري ونحوهم .
وقد كان فيهم من اجتمع له الأمران : الغنى تارة والفقر أخرى ، وأتى بإحسان الأغنياء وبصبر الفقراء ، كنبينا وأبي بكر وعمر . 11 / 125 .

157 } ما صحة ما يروى [ أن ابن عوف يدخل الجنة حبواً ] ؟
كلام موضوع لا أصل له . 11 / 128 .

158 } ما رأيك بالحديث الذي يروى [ أنه r قال في غزوة تبوك : رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ] ؟
لا أصل له ، ولم يروه أحد من أهل المعرفة بأقوال النبي r وأفعاله ، وجهاد الكفار من أعظم الأعمال ، بل هو أفضل ما تطوع به الإنسان . 11 / 197 .

159 } ما مراد النبي r بقوله [ سيكون في ثقيف كذاب ومبير ] ؟
الكذاب المختار بن أبي عبيد ، والمبير الحجاج بن يوسف . 11 / 238 .

160 } اذكر بعض كرامات الأولياء ؟
كرامات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جداً : مثل :
كانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين .
وكان سلمان الفارسي وأبو الدرداء يأكلان في صحفة فسبحت الصحفة أو سبح ما فيها .
وعباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله في ليلة مظلمة فأضاء لهما نور مثل طرف السوط فلما افترقا افترق الضوء معهما .
وخبيب بن عدي كان أسيراً عند المشركين بمكة شرفها الله ، وكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنب .
وخرجت أم أيمن مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت من العطش ، فلما كان وقت الفطر وكانت صائمة سمعت حساً على رأسها فرفعته فإذا دلو معلق فشربت منه حتى رويت وما عطشت بقية عمرها .
وسفينة مولى رسول الله أخبر الأسد بأنه رسول رسول الله فمشى معه الأسد حتى أوصله مقصده .
والبراء بن مالك كان إذا أقسم على الله تعالى أبر قسمه .
وخالد بن الوليد حاصر حصناً منيعاً فقالوا : لا نسلم حتى تشرب السم فشربه فلم يضره .
وسعد بن أبي وقاص كان مستجاب الدعوة ما دعا قط إلا استجيب له .
ولما عذبت [ الزبيرة ] على الإسلام ، فأبت إلا الإسلام وذهب بصرها ، قال المشركون : أصاب بصرها اللات والعزى قالت : كلا والله ، فرد الله عليها بصرها .
والعلاء بن الحضرمي كان عامل رسول الله على البحرين ، وكان يقول في دعائه : يا عليم ، يا حليم ، يا علي ، يا عظيم ، فيستجاب له ، ودعا الله لما اعترضهم البحر ولم يقدروا على المرور بخيولهم فمروا كلهم على الماء ما ابتلت سروج خيولهم .
وتغيب الحسن البصري عن الحجاج فدخلوا عليه ست مرات فدعا الله عز وجل فلم يروه ، ودعا على بعض الخوارج كان يؤذيه فخر ميتاً .
وصلة بن أشيم مات فرسه وهو في الغزو ، فقال : اللهم لا تجعل لمخلوق عليّ منة ودعا الله فأحيا له فرسه ، فلما وصل إلى بيته قال يا بني خذ سرج الفرس فإنه عارية ، فأخذ سرجه فمات الفرس . 11 / 276 – 280 .

161 } اذكر بعض كلام السلف في التحذير من مجالسة المردان ؟
قال فتح الموصلي : أدركت ثلاثين من الأبدال كلهم ينهاني عند مفارقتي إياه عن صحبة الأحداث .
وقال معروف الكرخي : كانوا ينهون عن ذلك .
وقال بعض التابعين : ما أنا على الشاب الناسك من سبع يجلس إليه بأخوف مني عليه من حدث يجلس إليه .
وقال سفيان الثوري وبشر الحافي : إن مع المرأة شيطاناً ومع الحدث شيطانين .
وقال بعضهم : ما سقط عبد من عين الله إلا ابتلاه الله بصحبة الأحداث . 11 / 545 .

162 } ما صحة ما يروى عن ابن عباس [ أن آدم نزل من الجنة ومعه خمسة أشياء من حديد : السندان والكلبتان والمنقعة والمطرقة والإبرة ] ؟
كذب لا يثبت . 12 / 252 .

163 } ما صحة حديث ابن عمر أن النبي قال [ إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض فأنزل الحديد والماء والنار والملح ] ؟
حديث موضوع مكذوب . 12 / 252 .

164 } ماذا يصنع بالمصحف العتيق الذي تخرق ؟
المصحف العتيق والذي تخرق ، وصار بحيث لا ينتفع به بالقراءة فيه ، فإنه يدفن في مكان يصان فيه ، كما أن كرامة بدن المؤمن دفنه في موضع يصان فيه . 12 / 599 .

165 } ما سبب ضلال الخوارج ؟
كانت البدع الأولى مثل [ بدعة الخوارج ] إنما هي من سوء فهمهم للقرآن ، لم يقصدوا معارضته لكن فهموا منه ما لم يدل عليه ، فظنوا أنه يوجب تكفير أرباب الذنوب ، إذ كان المؤمن هو البر التقي ، قالوا : فمن لم يكن براً تقياً فهو كافر وهو مخلد في النار . 13 / 30 .

166 } متى ظهر لفظ الرافضة ؟
أما لفظ الرافضة فهذا اللفظ أول ما ظهر في الإسلام ، لما خرج زيد بن علي بن الحسين في أوائل المائة الثانية في خلافة هشام بن عبد الملك ، واتبعه الشيعة ، فسئل عن أبي بكر وعمر فتولاهما وترحم عليهما ، فرفضه قوم فقال : رفضتموني رفضتموني فسموا الرافضة . 13 / 36 .

167 } متى حدثت بدعة القدريـة ؟
في آخر عصر الصحابة حدثت القدرية ، وأصل بدعتهم كانت من عجز عقولهم عن الإيمان بقدر الله . 13 / 36 .

168 } اذكر أسباب صرع الجني للإنسي ؟
صرع الجن للإنس هو لأسباب ثلاثة :
تارة يكون الجني يحب المصروع فيصرعه ليتمتع به ، وهذا الصرع يكون أرفق من غيره وأسهل .
وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم ، أو صب عليهم ماء حاراً ، أو يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى ، وهذا أشد الصرع ، وكثيراً ما يقتلون المصروع .
وتارة يكون بطريق العبث به كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل . 13 / 82 .

169 } هل كفار الجن يدخلون النار ؟ وهل مؤمنيهم يدخلون الجنة ؟
كفار الجن يدخلون النار بالنصوص وإجماع المسلمين .
وأما مؤمنوهم ففيهم قولان وأكثر العلماء على أنهم يثابون أيضاً ويدخلون الجنة . 13 / 86 .

170 } هل الخلاف بين السلف في التفسير قليل أو كثير ؟
الخلاف بين السلف في التفسير قليل ، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير ، وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد . 13 / 333 .

171 } ما هي أصول المعتزلة الخمسة ؟
وأصولهم خمسة : يسمونها التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وإنفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
لكن معنى التوحيد عندهم يتضمن نفي الصفات .
ومعنى العدل عندهم يتضمن التكذيب بالقدر .
وأما المنزلة بين المنزلتين : فهي عندهم أن الفاسق لا يسمى مؤمناً بوجه من الوجوه كما لا يسمى كافراً فنزلوه بين منزلتين .
وإنفاذ الوعيد : عندهم معناه أن فساق الملة مخلدون في النار لا يخرجون منها بشفاعة ولا غير ذلك كما تقوله الخوارج .
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتضمن عندهم جواز الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف . 13 / 386 – 387 .

172 } أيهما أفضل كثرة الركوع والسجود أو طول القيام ؟
الصحيح أنهما سواء ، القيام فيه أفضل الأذكار ، والسجود أفضل الأعمال فاعتدلا ، ولهذا كانت صلاة رسول الله معتدلة . 14 / 6 .


173 } لماذا كانت حاجة العبد لسؤال الهداية أعظم من حاجته إلى الرزق والنصر ؟
حاجة العبد إلى سؤال هذه الهداية ضرورية في سعادته ونجاته وفلاحه ، بخلاف حاجته إلى الرزق والنصر ، فإن الله يرزقه ، فإذا انقطع رزقه مات ، والموت لا بد منه ، فإذا كان من أهل الهدى به كان سعيداً قبل الموت وبعده ، وكان الموت موصلاً إلى السعادة الأبدية ، وكذلك النصر إذا قدر أنه غلب حتى قتل فإنه يموت شهيداً وكان القتل من تمام النعمة ، فتبين أن الحاجة إلى الهدى أعظم من الحاجة إلى النصر والرزق ، بل لا نسبة بينهما ، لأنه إذا هدي كان من المتقين [ ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ] وكان ممن ينصر الله ورسوله ومن نصر الله نصره الله ، وكان من جند الله وهم الغالبـون ، ولهذا كان هذا الدعاء هو المفروض . 14 / 39 .

174 } هل المنافق لا بد أن يظهر في قوله وفعله ما يدل على نفاقه وما أضمره ؟
المنافق لا بد أن يظهر في قوله وفعله ما يدل على نفاقه وما أضمره ، كما قال عثمان بن عفان : ما أسر أحد سريرة إلا أظهـرها الله على صفحات وجـهه وفلتات لسـانه ، وقد قال تعالى عن المنافقين [ ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ] . 14 / 110 .

175 } هل النفوس إذا سمعت ما تشتهيه تتحرك إليه وتفعله ؟
الإنسان متى رأى أو سمع أو تخيل من يفعل ما يشتهيه كان ذلك داعياً له إلى الفعل ، والنساء متى رأين البهائم تنزوا الذكور منها على الإناث ملن إلى الباءة والمجامعة ، والرجل إذا سمع من يفعل مع المردان والنساء أو رأى ذلك أو تخيله في نفسه دعاه ذلك إلى الفعل ، وإذا ذكر الإنسان طعاماً اشتهاه ومال إليه ، وإن وصف له ما يشتهيه من لباس أو امرأة أو مسكن أو غير ذلك مالت نفسه إليه ، والغريب عن وطنه متى ذكر بالوطن حن إليه .
فكلما كان في نفس الإنسان محبته إذا تصوره تحركت المحبة والطلب إلى ذلك المحبوب المطلوب .
ولهذا تتحرك النفوس إلى الحج إذا ذكر الحجاز . 14 / 209 .
176 } اذكر بعض الدلائل على أن الحسنات من الله والسيئات من النفس ؟
الأول : أن النعم تقع بلا كسب .
الثاني : أن عمل الحسنات إحسان من الله إلى عبده ، وإذا تدبرت هذا شكرت الله فزادك ، وإذا علمت أن الشر لا يحصل إلا من نفسك تبت فزال .
الثالث : أن الحسنة تضاعـف .
الرابع : أن الحسنة يحبها الله ويرضاها ، فيحب أن ينعم ويحب أن يطاع .
الخامس : أن الحسنة مضافة إليه ، لأنه أحسن بها بكل اعتبار ، وأما السيئة فما قدرها إلا لحكمة . 14 / 222 .

177 } ما المراد بقوله تعالى [ لا يملكون منه خطاباً ] ؟
لم بذكر استثاء فإن أحداً لا يملك من الله خطاباً مطلقاً .
وقال بعضهم : هؤلاء هم الكفار .والصحيح قول الجمهور والسلف : أن هذا عام . 14 / 397 .
178 } هل يعذب الله أحداً من غير أن يبعث له رسول ؟
لا يعذب الله بالنار أحداً إلا بعد أن يبعث إليه رسولاً ، فمن لم تبلغه دعوة رسول إليه كالصغير والمجنون ، والميت في الفترة المحضة فهذا يمتحن في الآخرة كما جاءت بذلك بعض الآثار . 14 / 477 .

179 } اذكر بعض الفوائد من قوله تعالى [ لا يضركم من ضل إذا اهتديتـم ] ؟
أن لا يخاف المؤمن من الكفار والمنافقين فإنهم لن يضروه إذا كان مهتدياً .
أن لا يحزن عليهم ولا يجزع عليهم ، فإن معاصيهم لا تضره إذا اهتدى ، والحزن على ما لا يضر عبث .
أن لا يركن إليهم ولا يمد عينه إلى ما أتـوه من السلطان والمال والشهوات .
أن لا يعتدي على أهل المعاصي بزيادة على المشروع في بغضهم أو ذمهم . 14 / 480 .

180 } لماذا كان قول إبليس [ أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ] حجة باطلة ؟
لأنه عارض النص بالقياس ، ويظهر فسادها بالعقل من وجوه خمسة :
أحدها : أنه ادعى أن النار خير من الطين ، وهذا قد يمنع ، فإن الطين فيه السكينة والوقار والاستقرار ، وفي النار الخفة والحدة والطيش .
الثاني : أنه وإن كانت النار خيراً من الطين فلا يجب أن يكون المخلوق من الأفضل أفضل .
الثالث : أنه وإن كان مخلوقاً من طين فقد حصل له بنفخ الروح المقدسة فيه ما شرف فيه .
الرابع : أنه مخلوق بيدي الله تعالى .
الخامس : أنه لو فرض بأنه أفضل فقد يقال : إكرام الأفضل للمفضول ليس بمستنكر . 15 / 5 – 6 .

181 } ما المراد بالسمع في قول إبراهيم [ إن ربي لسميع الدعاء ] ؟
المراد بالسمع ههنا السمع الخاص ، وهو سمع الإجابة والقبول ، لا السمع العام ، لأنه سميع لكل مسموع . 15 / 14 .

182 } ما المراد بقول زكريا [ ولم أكن بدعائك ربي شقياً ] ؟
قد قيل : أنه دعاء المسألة ، والمعنى : أنك عودتني إجابتك ، ولم تشقني بالرد والحرمان ، فهو توسل إليه سبحانه وتعالى بما سلف من إجابته وإحسانه . 15 / 14 .

183 } في إخفاء الدعاء فوائـد ، اذكرها ؟
أحدها : أنه أعظم إيماناً ، لأن صاحبه يعلم أن الله يسمع الدعاء الخفي .
وثانيها : أنه أعظم في الأدب والتعظيم ، لأن الملوك لا ترفع الأصوات عندهم .
وثالثها : أنه أبلغ في التضرع والخشوع الذي هو روح الدعاء ولبه ومقصوده .
ورابعها : أنه أبلغ في الإخلاص .
وخامسها : أنه أبلغ في جمعية القلب على الذلة في الدعاء ، فإن رفع الصوت يفرقه .
وسادسها : أنه دال على قرب صاحبه للقريب ، لا مسألة نداء البعيد للبعيد .
وسابعها : أنه أدعى إلى دوام الطلب والسؤال ، فإن اللسان لا يمل ، والجوارح لا تتعب .
وثامنها : أن إخفاء الدعاء أبعد له من القواطع والمشوشات .
وتاسعها : أن أعظم النعمة الإقبال والتعبد ، ولكل نعمة حاسد على قدرها دقت أو جلت ، ولا نعمة أعظم من هذه النعمـة ، فإن أنفس الحاسدين متعلقة بها ، وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد ، وكم من صاحب قلب وجمعية وحال مع الله تعالى قد تحدث بها وأخبر بها فسلبه إياها الأغيار ، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظ السر مع الله تعالى ولا يطلع عليه أحد . 15 / 18 .

184 } اذكر بعض الأمثلة على الاعتداء في الدعاء ؟
الإعتداء في الدعاء تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات ، وتارة يسأل ما لا يفعله الله مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة ، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية من الحاجة إلى الطعام والشراب ، ويسأله بأن يطلعه على غيبه أو أن يجعله من المعصومين ، أو يهب له ولداً من غير زوجة ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله . 15 / 22 .

185 } لماذا اختص أهل الإحسان بالرحمة [ إن رحمة الله قريب من المحسنين ] ؟
إنما اختص أهل الإحسان بقرب الرحمة ، لأنها إحسان من الله عز وجل أرحم الراحمين ، وإحسانه تبارك وتعالى إنما يكون لأهل الإحسان ، لأن الجزاء من جنس العمل ، وكلما أحسنوا بأعمالهم أحسن إليهم برحمته . 15 / 27 .

186 } ما المراد بالعذاب في قوله تعالى [ إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليما ] ؟
قد يكون العذاب من عنده ، وقد يكون بأيدي العباد ، فإذا ترك الناس الجهاد في سبيل الله فقد يبتليهم بأن يوقع بينهم العداوة والبغضاء حتى تقع بينهم الفتنـة كما هو الواقع ، فإن الناس إذا اشتغلوا بالجهاد في سبيل الله جمع الله قلوبهم وألف بينهم ، وجعل بأسهم على عدو الله وعدوهم ، وإذا لم ينفروا في سبيل الله عذبهم الله بأن يلبسهم شيعاً ويذيق بعضهم بأس بعض . 15 / 44 .

187 } متى يضر الذنب صاحبه ؟
الذنب الذي يضر صاحبه هو ما لم يحصل منه توبة ، فأما ما حصل منه توبة فقد يكون صاحبه بعد التوبة أفضل منه قبل الخطيئة ، كما قال بعض السلف : كان داود بعد التوبة أحسن منه حـالاً قبل الخطيئة ، ولو كانت التوبة من الكفر والكبائر ، فإن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار هم خيار الخليقة بعد الأنبياء وإنما صاروا كذلك بتوبتهم مما كانوا عليه من الكفر والذنوب ، ولم يكن ما تقدم قبل التوبة نقصاً وعيباً ، بل لما تابوا من ذلك وعملوا الصالحات كانوا أعظم إيماناً وأقوى عبادة وطاعة ممن جاء بعدهم . 15 / 54 .

188 } ما المراد بربه في قول يوسف لما قالت له امرأة العزيز [ هيت لك ، قال معاذ الله ، إنه ربي أحسن مثواي ] ؟
المراد بربه في أصح القولين هنا سيده ، وهو زوجها الذي اشتراه من مصر . 15 / 111 .

189 } ما المراد بقوله تعالى [ فأنساه الشيطان ذكر ربه ] ؟
قيل : أنسى يوسف ذكر ربه لما قال [ اذكرني عند ربك ] .
وقيل : بل الشيطان أنسى الذي نجا منهما ذكر ربه ، وهذا هو الصواب ، لأن يوسف لم ينس ذكر ربه ، بل كان ذاكراً لربه ، وقد دعاهما قبل تعبير الرؤيا إلى الإيمان بربه . 15 / 113 .

190 } اذكر بعض العبر من قول يوسف [ رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ] ؟
فيه عبرتان :
احداهما : اختيار السجن والبلاء على الذنوب والمعاصي .
والثانية : طلب سؤال الله ودعائه أن يثبت القلب على دينه ويصرفه إلى طاعته ، وإلا فإذا لم يثبت القلب وإلا صبا إلى الآمرين بالذنوب وصار من الجاهلين . 15 / 130 .

191 } اذكر أقسام النظر إلى المردان ؟
النظر إلى المردان ثلاثة أقسام :
أحدها : ما تقترن به الشهوة ، فهو محرم بالاتفاق .
والثاني : ما يجزم أنه لا شهوة معه كنظر الرجل الورع إلى ابنه الحسن وابنته الحسنة فهذا لا يقترن به شهوة إلا أن يكون الرجل من أفجر الناس ومتى اقترنت به الشهوة حرم .
وإنما وقع النزاع في القسم الثالث من النظر وهو النظر إليه بغير شهوة ، لكن مع خوف ثورانها ، ففيه وجهان في مذهب أحمد وأصحهما وهو المحكي عن نص الشافعي وغيره أنه لا يجوز . 15 / 417 ، 418 .

192 } } ما المراد بالسماع في قوله تعالى [ ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ] ؟
لم يرد به مجرد إسماع الصوت لوجهين :
أحدهما : أن هذا السماع لا بد منه ولا تقوم الحجة على المدعوين إلا به .
والثاني : أنه وحده لا ينفع ، فإنه قد حصل لجميع الكفار الذين استمعوا القرآن وكفروا به . 16 / 10 .
} هل تقبل توبة القاتل ؟
الجمهور على أنها مقبولة .
وقال ابن عباس : لا تقبل ، وحديث قاتل التسعة والتسعين في الصحيحين دليل على قبول توبته . 16 / 25 .

} ما معنى قوله تعالى [ يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ] ؟
قد قيل إنها تقول [ هل من مزيد ] أي ليس فيّ محتمل للزيادة .
والصحيح أنها تقول [ هل من مزيد ] على سبيل الطلب ، أي هل من زيادة تزاد فيّ . 16 / 46 .

} ما معنى قوله تعالى [ والسماء وما بناها ] ؟
قيل : أن [ ما ] مصدرية ، والتقدير : والسماء وبنا الله إياها .
والقول الثاني : أنها موصولة ، والتقدير : الذي بناها . 16 / 227 .

} ما أول ما أنزل من القرآن ؟
أول ما أنزل من القرآن [ اقرأ باسم ربك ] عند جماهير العلماء ، وقد قيل : يا أيها المدثر ، ؤوي ذلك عن جابر .
والأول أصـح . 16 / 254 .

} ما المراد بقوله تعالى [ ثم رددناه أسفل سافلين ] ؟
في قوله أسفل سافلين قولان :
قيل : الهرم .
وقيل : العذاب بعد الموت ، وهذا الذي دلت عليه الآية قطعاً .
وأما القول الأول ففيه نظر ، فإنه ليس كل من سوى المؤمنين يهرم فيرد إلى أسفل سافلين ، بل كثير من الكفار يموت قبل الهرم ، وكثير من المؤمنين يهرم . 16 / 279 .

} في قول الرسول r لأبي بن كعب [ إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن ] ما المراد بهذه القراءة ؟
قوله [ أن أقرأ عليك ] أي قراءة تبليغ وإسماع وتلقين ، ليس هي قراءة تلقين وتصحيح كما يقرأ المتعلم على المعلم ، فإن هذا قد ظنه بعضهم ، وجعلوا هذا من باب التواضع ، وليس هذا بشيء .
ولكن قراءته على أبي بن كعب كما كان يقرأ القرآن على الإنس والجن ، فقد قرأ على الجن القرآن ، وكان إذا خرج إلى الناس يدعوهم إلى الإسلام يقرأ عليهم القرآن ، ويقرأه على الناس في الصلاة وغير الصلاة . 16 / 481 .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية arrij
arrij
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 02-11-2012
  • المشاركات : 112
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • arrij is on a distinguished road
الصورة الرمزية arrij
arrij
عضو فعال
رد: فــوائــد مـخـتـارة
16-11-2014, 05:41 PM
جزاك الله خيرا
استفدت كثيرا من هدا المتصفح
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: فــوائــد مـخـتـارة
17-11-2014, 01:28 PM
ما السبب في أن الإنسان قد يعرف أن الحق مع غيره ومع ذلك يجحده ولا يتبعه ؟
إن الإنسان قد يعرف أن الحق مع غيره ومع هذا يجحد ذلك لحسده إياه ، أو لطلب علوه عليه ، أو لهوى النفس ، ويحمله ذلك الهوى على أن يعتدي عليه ويرد ما يقول بكل طريق ، وهو في قلبه يعلم أن الحق معه ، وعامة من كذب الرسل علموا أن الحق معهم وأنهم صادقون ، لكن إما لحسدهم وإما لارادتهم العلو والرياسة ، وإما لحبهم دينهم الذي كانوا عليه وما يحصل لهم به من الأغراض كأموال ورياسة وصداقة أقوام وغير ذلك فيرون في اتباع الرسل ترك الأهواء المحبوبة إليهم أو حصول أمور مكروهة إليهم ، فيكذبونهم ويعادونهم فيكونون من أكفر الناس كإبليس وفرعون ، مع علمهم بأنهم على الباطل والرسل على الحق

سبحان الله لا إله إلا هو كل واحد فينا لديه ريح من هذه الأشياء و الله المستعان
اللهم إني أعوذ بك من غلبة الهوى
بارك الله فيك الأخ محمد و نرجوا لك عودة قريبة بحول الله
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 01:07 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى