تسجيل الدخول

الكثير منا لا يعرف روميو دالير، ولم يسمع به من قبل
روميو دالير هو جنرال كندي كان يشغل منصب قائد قوات الأمم المتحدة في رواندا في بداية التسعينات، حيث شهدت مرحلته إحتدام الصراع العرقي بين قبيلتي التوتسي والهوتو، أرسل هذا الجنرال تقاريره إلى مركز القيادة في الأمم المتحدة طالبا من مجلس الأمن السماح له بالتدخل عسكريا لوقف المجازر الجماعية التي كان يشاهدها، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، حيث أنه في تلك المرحلة لم تكن رواندا من أولويات الأمم المتحدة التي كانت مشغولة بالحرب على العراق، لم يكن في وسع هذا الجنرال إلا أن يخاطر بخروجه منفردا من ثكنة الأمم المتحدة في محاولات يائسة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح و الدفاع عن المستضعفين بسلاحه الخاص.
بعد إنتهاء المجازر التي راح ضحيتها نصف مليون شخص، رجع الجنرال إلى وطنه و قاد حملة شرسة ضد الولايات المتحدة و الأمم المتحدة متهما إياهما بالتقصير في رواندا،محملا الولايات المتحدة المسؤولية التاريخية و الأخلاقية و القانونية لما حدث في رواندا، حيث تهجم أكثر من مرة على المسؤولين الأمريكيين داخل المؤتمرات بدون أن يخشى لومة لائم ، وما شد إنتباهي إلى هذا الجنرال ، ذرفه للدموع أمام شاشات التلفاز و تصريحه أنه لن يسامح نفسه أبدا على تقصيره في رواندا، و أنه لا ينام الليل أبدا بسبب شعوره بالذنب و المسؤولية، وأنه يعالج لدى مصحة نفسية نتيجة هته المشاعر ( تستطيع أن تتابع هذه القصة على الجزيرة الوثائقية ) .
كل هذا دون أن ننسى أنه جنرال و يمتتثل للأوامر العسكرية وأنه لا ذنب له فيما حصل فهو مجرد موظف.
لقد استحضرت هذه القصة المؤثر لهذا الإنسان ذو القلب الحي ، وأنا أقرأ وصف البعض لحسان حطاب بأنه رجل شهم و شجاع، ...يا إلهي...، هذا الشخص كان المسؤول المباشر عن أكبر المجازر التي حدثت في التسعينات، تسبب في بكاء الكثيرين، وفي تيتيم الكثيرين، وعند استفادته من العفو لم نر منه أي ندم بل بالعكس هو ينتظر الفرصة حتما للإنخراط فيالحياة السياسية.
لو كان لحسان حطاب قلب حي كقلب ذلك الجنرال، لكان جُنَ نتيجة شعوره بالذنب.
أتمنى من حسان حطاب، أن يعترف بذنبه و يطلب العفو من الله، فإن مافعله لعظيم
و السلام عليكم

السلام عليكم -حقيقة لم اكن اعرف واقعة الجنرال هذا ولكن بما انك اسقطتها على الجزائر فأريد ان اسألك :
لو اتيتك بمثال الحروب الطاحنة التي عاشتها اوروبا خلال الحرب العالمية وكيف كانت وكيف اصبحت اليوم
الاينبغي ان نأخذ بهذا المثال (رغم ان الجرح حي) ولكن في مسعى للمصالحة الا يجب علينا ان نؤسس لمصالحة حقيقية في الجزائر وهناك شيء اخر قرأت الكثير من المشاركات تقول ان قانون المصالحة اتى بالسلم وان الكل كان يدخل بيته مع المغرب وهذا كلام صحيح ولاجدال فيه ولكن هل رجل الامن وابن الجيش يعيش هذا الامن اليوم
وانت شخصيا اليس لك قريب في سلك الامن او في الجيش او اخ او صديق الى متى تبقى الام ماسكة على قلبها طيلة(سنة ونصف) التي يلتحق بها ابنها بالجيش اما ان الاوان ليشعر الكل بالامن
ولديك مثال الجيش الايرلندي هل تفاوضت بريطانيا مع زعيم الشينفين ام لا
طبعا دون ان نعتبره شهما كما ذكرت
تحياتي

و عليكم السلام أخي، لا يستطيع أحد أن ينكر أن المصالحة هي الحل الوحيد للأزمة الجزائرية، وأنا لا أريد أن أدخل في في هذا الموضوع ، لكن المغزى هنا إنساني و أخلاقي أكثر مما هو سياسي، أستغرب أن أرى إنسانا كحسان حطاب يداه تلطختا بدماء البشر، ويتلقى صفات كصفة الشهامة، أظن أن حسان حطاب قد نال من المصالحة أكثر مما يستحق و أظن أن صفة الشجاعة و الشهامة أكثر بكثير مما يستحق.
كما يحز في نفسي أن أرى شخصا غريبا بمثل هذه المبادئ الإنسانية العالية، فيما لا نرى مثل هذا النموذج في ساستنا و مسؤولينا.

مسؤلينا(الا من رحم ربي لاوقت لديهم للانسانية) لديك مثلا جورج غالاوي وما يقوم به من اجل نصرة غزة بينما المسعول عندنا (راك عارف)
ويمكن انتى الفرق بيننا وبينهم في مضاهرات بلعين كل جمعة ترى الاجاني يتضاهرون ضد الجدار العازل والساسة في الاردن مثلا يشترون فاكهة بني صهيون
اخي نحن نعتمد على المجتمع المدني والشرفاء من ابناء هذا الوطن اما المسعول فتستطيع ان تكبر اربعا عليه
تحياتي