بيريس في مصر بمبادرة مغشوشة
21-11-2009, 05:04 PM
تعيش اسرائيل حالة من العزلة الدولية منذ صدور تقرير القاضي ريتشارد غولدستون الذي اتهمها بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة اثناء عدوانها الاخير، وزادت هذه العزلة بعد اصرار حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة على مواصلة عمليات الاستيطان في الاراضي العربية المحتلة، بما في ذلك القدس، ضاربة عرض الحائط بالاعتراضات الامريكية والاوروبية على هذه السياسات التي تعرقل عملية السلام وتدعم التطرف في المنطقة.
شمعون بيريس رئيس اسرائيل، والسياسي المخضرم، يريد كسر هذه العزلة عبر البوابة المصرية، مستغلا علاقاته الطيبة مع الرئيس المصري حسني مبارك، ولذلك يستعد حاليا لشد الرحال الى القاهرة وبصحبته ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي لعرض مبادرة سلام تنص على اقامة دولة فلسطينية مؤقتة على اجزاء من الضفة الغربية المحتلة مقابل اعتراف العرب والفلسطينيين بيهودية اسرائيل.
تحرك بيريس باراك هذا لم يجد آذانا صاغية عند أي من المسؤولين الفلسطينيين، بمن في ذلك انصار السلطة في رام الله، فقد أعلن ياسر عبدربه المستشار السياسي المقرب من الرئيس محمود عباس رفض هذه المبادرة، لانها تخلو، على حد قوله، من شرط وقف الاستيطان في الاراضي المحتلة، وقال ان السلطة مستمرة في جهودها للحصول على اعتراف من مجلس الامن الدولي بدولة فلسطينية مقامة على'حدود عام 1967.
surrenderاولها ان بيريس وباراك ليسا من اصحاب القرار في اسرائيل، فالاول رئيس دولة دون أي صلاحيات تنفيذية ومنصبه بروتوكولي شرفي. اما باراك فوزير دفاع يمثل حزبا منقسما، يحتل مرتبة رابعة في الكنيست، ومتهما بالانتهازية السياسية من قبل اعضاء حزبه يقدم مصالحه الشخصية على مصالح الحزب وايديولوجيته اليسارية المفترضة.
اما السبب الثاني الذي يحتم على مصر، رفض استقبال باراكsurrender فهو ورود اسمه الى جانب مسؤولين وضباط اسرائيليين بارتكاب جرائم الحرب اثناء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وذلك في تقرير غولدستون المقدم الى مركز حقوق الانسان الدولي وبتكليف منه.
باراك يجب ان يواجه الاعتقال في مصر ومواجهة محاكمة بتهم جرائم الحرب، clapمثله مثل تسيبي ليفني وزيرة خارجية اسرائيل السابقة، وزعيمة حزب كاديما، وغابي اشكنازي رئيس هيئة الاركان، باعتبار ان ارتكاب هذه الجرائم تم بأوامر مباشرة منهم، عندما كانوا وزراء ومسؤولين في حكومة 'كاديما' بزعامة ايهود اولمرت.
لا نعرف كيف سيكون موقف الحكومة المصرية من هذه المبادرة واصحابها، icon28وما اذا كانت ستستقبلهم كضيوف محترمين ام كمجرمي حرب، n_oولكن ما نعرفه ان الرئيس المصري حسني مبارك الذي استقبل نتنياهو مرتين رغم مواصلته للاستيطان في الاراضي المحتلة، والقدس خصوصا، لن يتردد في استقبال صديقيه القديمين بيريس وباراك، تحت ذريعة الاستماع الى ما لديهما من افكار.icon30icon30الرئيس مبارك تعرض لاهانة شخصية عندما خذله نتنياهو، ولم يف بوعده بالعمل على انجاح السيد فاروق حسني وزير الثقافة المصري، اثناء ترشحه لرئاسة منظمة اليونسكو، clapبل على العكس من ذلك لم يتدخل مطلقا، وبشكل جدي، لوقف الحملات التي شنها اصدقاء اسرائيل في اوروبا وامريكا ضد هذا الترشيح لان السيد حسني اعرب عن عزمه حرق كتب باللغة العبرية ورفض زيارة اسرائيل، وقاوم محاولات التطبيع الثقافي معها.
الاسلوب الأمثل للرد على هذه الاهانة هو في رفض استقبال اي مسؤولين اسرائيليين، n_oخاصة اذا كانت مهمتهم كسر الحصار عن حكومة يمينية اسرائيلية عنصرية، تضم وزير خارجية تهجم على الرئيس مبارك شخصيا، وهدد بقصف السد العالي واغراق مصر وشعبها.
القدس العربي

ترى هل سيتعرض موكب مسيو-بيريز للرشق بالحجارة وكيف سيتصرف نظام سوزان مع الزائر الحبيب