تسجيل الدخول

إن قراءتي الأولية لنتائج الإنتخابات التشريعية في الجزائر التي جرت يوم 10 ماي 2012 ، تؤكد أن الشعب الجزائري صوت لصالح استقرار البلاد ، فقد أخذ العبرة مما يسمى بالربيع العربي في كل من ليبيا وسوريا واليمن و...و...و.. وكذا العشرية الحمراء التي عاشتها الجزائر في نهاية القرن الماضي ، فأكتسب حينها مناعة قوية ضد مختلف الفتن والنوازل ، أما الذين يتحدثون الآن عن ثورة الشارع فهم واهمون تماما، لأن قراءتهم للواقع الجزائري خاطئة وغير صحيحة ، فهي مستلهمة من ثقافة بائدة ملها الشعب وسئمها منذ أمد بعيد، ومستوحاة من واقع غير واقعه ومن شطحات ما أنزل الله بها من سلطان ، ولن يستطيع هؤلاء أبدا إقناع الشعب بهذه الخزعبلات في عصر التواصل الإجتماعي . خاصة ونحن في سنة 2012 ،لأن هذا الشعب الذي يتحدثون باسمه اليوم .هو نفسه الذي عاقبهم عن طريق الصندوق في 10 ماي الفارط.
و المستقرأ لواقع الشعب الجزائري بكل شرائحه يتأكد وبكل يقين بأن هذه النتائج تعكس حقا توجه الشعب ورغبته ، وأتحدى كل هؤلاء الذين يتحدثون عن التزوير ويزعمون أن الغالبية العظمى للشعب معهم ، أن يقنعوا هذا الشعب بالخروج للشارع للتنديد بالتزوير المزعوم..........وأنا متاكد تأكدا جازما لاريب ولاشك فيه ، أنهم لن يجدوا أحدا معهم ، إلا أقوالهم وكلامهم هنا وهناك والذي لايقنعون به إلا أنفسهم ، لأن رأي الشعب كان واضحا ورسالته كانت بليغة يوم 10 ماي 2012 . وما الإخفاق الكبير لأصحاب السبت السنة الماضية في الجزائر عنهم ببعيد .
وعليه أتمنى أن يفهم جميع الأطراف السياسية في الجزائر رسالة الشعب الجزائري الواضحة من خلال هذه الإنتخابات ، على أن تقرأ قراءة سليمة بعيدة عن كل طيش أو زيغان ، كما أتمنى أيضا من الأحزاب المنهزمة في تشريعيات 2012 خاصة الأحزاب التي تسمى بالإسلامية ، الإعتراف بهذه الهزيمة وبكل روح رياضية ، وتهنيء الأحزاب الفائزة ، كما فعل ساركوزي في فرنسا لما خسر الإنتخابات الرئاسية ، على أن تراجع ذاتها وتقيم نفسها ومردودها ، وتقف عند الأسباب الحقيقية لهذا الإخفاق البين والواضح ، بدلا من الغوغاء والهذيان والتخبط خبط عشواء ، (كالذي يتخبطه الشيطان من المس ، إثر صعقة 220 فولط ، كما عبر عنها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم)، وهذا حتى تصحح أخطاءها في الإستحقاقات القادمة ، بدلا من سياسة تغليط الذات و اتهام السلطة بالتزوير ، لأن السطو على الحقائق ، والبعد عن الموضوعية في التحليل ، وحصر أسباب الإخفاق كلها في التزوير المزعوم ، يجعل ثقة الشعب تهتز أكثر فأكثر ، ويوما بعد يوم ،فيكون الإخفاق تلو الإخفاق ، والفشل تلو الفشل . وأقول في الأخير إن زمن الكذب على الشعب الجزائري قد ولى . لذا أنصح بالصدق ثم الصدق ثم الصدق ، فإن التاريخ لايرحم .........فاعتبروا يا أولي الأبصار..

السلام عليكم
لقد أدمنت الكذب يا سيدي وليس من السهل أن أتخلى عنه فجأة ، تلزمني 50 سنة اخرى للتخلص منه دون أثار جانبية ( إذا قدر الله في العمر طبعا)

قد يتبادر إلى ذهن بعض القراء من خلال مقالي (تشريعيات 2012 في الجزائر قراءة ومواقف) أني أحد مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني ، وعليه أؤكد تأكيدا جازما أني لم أكن في أي وقت من الأوقات مناضلا في هذا الحزب ( بالرغم من إحترامي له )، كما أؤكد أيضا أنني لم أصوت لصالحه ، لافي تشريعيات 2012 ولا في الإستحقاقات السابقة .
أما ما كتبته اليوم فهو تعليق عن نتائج هذه التشريعيات بقناعة وصدق ، مع استنطاق للواقع من خلال الأرقام التي عكست فعلا التوجه العام للشعب الجزائري .
وأنا لم أتكلم باسم الشعب الجزائري كما يزعم البعض، لأنه حسب إعتقادي هو شعب ناضج وكامل الأهلية ، أعطى دروسا في الوطنية ودروسا أخرى في البطولة والتضحية عبر محطات عديدة من تاريخ الجزائر الحافل، حتى أصبح مضرب مثل في العالم العربي والإسلامي ، لذا فهو ليس في حاجة إلى من يعطيه دروسا في هذا المجال.
ويكفي الشعب الجزائري فخرا أنه الشعب الذي يصنع الحدث بنفسه ، ولا ينتظر توجيه أو تحريض من أي جهة كانت ، فأفكاره وأيديولوجياته محلية الصنع ، غير مقلدة ، أو مستوردة ، فهو شعب صعب المراص حنكته التجارب، ولن يقع أبدا في شباك الصيادين المتربصين به بسهولة...
فقد قال عنه الشيخ عبد الحميد بن باديس :
شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ *** وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـبْ
مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ *** أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ
أَوْ رَامَ إدمَــاجًــا لَــهُ *** رَامَ الـمُحَـال من الطَّـلَـبْ
.................................................. ...........
مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا *** فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحبْ
أوْ كَـــانَ يَبْغـي ذُلَّـنـَا *** فَلَهُ الـمـَهَـانَـةُ والـحَـرَبْ

اعجبتني ابو نهى ردك سليم و انت الصح يريدون تعكير فرحة الانتصار علينا بعدما انتصرنا على ابواق الفتن و الخريف الصهيوخليجي و الامريكي

الثورة المصرية و كل بريقها زال هههههههههههههههه تساوى اخواني مع احد الفلول يعني حنين الى نظان مبارك ارى ان الشعب المصري ظيع وقتا كبيرا في الفارغ

المتعارف عليه عالميا ، وعلى وجه الخصوص في الدول المتقدمة أن نسبة 43.14 في الإنتخابات التشريعية ، تعتبر نسبة جد مقبولة . وهي نسبة المشاركة في تشريعيات 10ماي 2012 بالجزائر .
لكن الغريب في الأمر أن ترى الأحزاب التي مجها الشعب ولفظها عن طريق الصندوق في العاشر من ماي الفارط ، وكذا بعض الأصوات التي لاتمثل إلا نفسها ، والتي عجزت أن تجر هذا الشعب إلى مايسمى الربيع العربي ، عفوا الدمار العربي ـ حيث أنها في كل مرة تصفع من طرف الشعب الجزائري صفعات قوية وموجعة ، يفقدون أثناءها صوابهم وتوازنهم ، إلا أنهم للأسف الشديد لاهم إعتبروا من الماضي ، ولاهم استوعبوا دروس الحاضر.
قلت الغريب أنه لأول مرة في تاريخ البشرية تظهر طائفة في الجزائر ، فكرت وقدرت وبعدما تأملت وتدبرت وصلت إلى إختراع عظيم ومبهر جدا ، لم يسبقها إليه أحد من العالمين ، ويتمثل هذا الإختراع الباهر : في كون البرلمان يجب أن يتشكل من الأصوات الغير معبر عنها سواء كانت أوراق بيضاء أوملغاة أومقاطعة ، و بناء على ذلك يتم إنشاء برلمان (شعبي) موازيا للبرلمان الرسمي المكون من الأصوات المعبر عنها .
والله إنها لسخافات وآراء وضيعة ومواقف شاذة ، وفلسفة غريبة في عالم السياسة.
لكن الحمد لله و المتعارف عليه في أصول الفقه ، أن الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه.
إذن ، فلنترك هؤلاء في هلوستهم و شطحاتهم يتكلمون ماشاؤوا ، لأنهم لن يقنعوا إلا أنفسهم .....
وفي الأخير أذكر الإخوة القراء أن الإنتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في المغرب الشقيق على سبيل المثال ، لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 45 بالمائة ، والتي فاز بها الإسلاميون كما هو معلوم، لم نسمع خلالها بمثل هذا اللغو والرفث ، لا من السلطات المغربية ولا من المعارضة .......
ولا أعلم أين كان حينها هؤلاء المغامرون المجهريون ؟