تيه الأمة الجزائرية: لعنة "الفيس"
03-08-2009, 08:37 PM
تيه الأمة الجزائرية:
لعنة "الفيس"
"ليست المشكلة في الوصول إلى القمة،
ولكن في البقاء عليها."
ولكن في البقاء عليها."
بالرغم من النكسات التي أصابت الأمة الجزائرية على مر تاريخها الحديث والمعاصر، إلا أنها لم تتقهقر إلى ما هي عليه اليوم. لن أعدد المظاهر التي تدل على سوء الحال، لأن السرقة والاختلاس مثلا صارا قاعدة والنزاهة ونظافة اليد صارتا استثناء، أما الفجور والدعارة فهي مظاهر الرقي الحضاري والعفة تخلف وتطرف، باختصار كما يقول المثل: "المليح ولى يتخبى والقبيح راهو ظاهر".
إن تيه الأمة الجزائرية اليوم، لا يختلف عن تيه "اليهود" أربعين سنة في صحراء سيناء. فاللعنة أصابت اليهود لما خالفوا أمر الله ورسوله وخانوا عهده وميثاقه وقتلوا أنبياءه، واللعنة التي حلت بأمتنا بعد مخالفتها أمر الله ليست جديدة، لكن الفرصة سنحت مع الصحوة الإسلامية المباركة للتوبة وتجديد العهد والميثاق فتكون العودة إلى جادة الطريق، وانساقت غالبية الأمة تعطي العهود والمواثيق هاتفة منادية:
"لا إله إلا الله محمد رسول الله، عليها نحيا وعليها نموت، وفي سبيلها نجاهد، وعليها نلقى الله"
فقد عاهدوا الله على إعلاء كلمته، بالجهاد في سبيلها، والحياة والموت عليها، فأين هؤلاء الذين عاهدوا الله؟
أغلبهم خانوا عهدهم مع الله، فلم يحيوا على الشهادتين ولم يجاهدوا في سبيلها، بل اختاروا الاستكانة و"المكالحة"، ولا نقصد هنا عتابهم على عدم المواجهة المباشرة، لأن ما لحق بهذه الأمة على أيدي أعدائها يشيب له الولدان وتنفطر له القلوب، وجرحها لا يزال ينزف في ظل الحقيقة المغيبة. لا نعاتب من حلق لحيته أو كف عن الجهر بآرائه اتقاء شر "الاعتقال والاختفاء القسري"، لكن العتاب يكون على من اتجه للمعسكر الآخر منقلبا على أمته، العتاب على من انخرط في المهازل السياسية التي تعددت مسمياتها من لقاءات للحوار والوفاق إلى انتخابات هي في الحقيقة "انتحاب" على "مذبح الحرية" وأخيرا "المكالحة"، العتاب على من تخلى عن المبادئ وأخضعها للمصالح، العتاب على قبل بالحكم الفاشي. العتاب حقيقة على من لم يتبن المقاطعة دستورا في مواجهة من انقلبوا على اختياره الحر، فكيف يعترف بمن داسوا على اختياره، بل داسوا عليه؟
فكيف يعترف بمن لم يعترفوا به؟، بل وسفهوا اختياره وفرضوا وصايتهم عليه بالحديد والنار، وساقوا الأمة إلى فتنة أتت على الأخضر واليابس أغرقتنا في حمام من الدماء. أليس من الأجدى بمن ينعقون كالغربان وينوحون محملين "الفيس" مسؤولية ما جرى، أن يسألوا أنفسهم عمن يكون هذا "الفيس"؟، ألم يكونوا منه؟، ستجدهم يحملون فلانا أو علانا الأوزار، من يكون هؤلاء؟ ألم تتبعوهم وتأتمروا بأمرهم؟ لماذا لم تقوموا أخطاءهم وترجعوهم إلى جادة الصواب أو تفارقوهم؟ وتختاروا لنفسكم سبيل الرشاد.
ربما حالكم يشبه حال قطيع الخراف الضالة التي أرسل لهم الله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وبالتالي لن يجدي معكم نصح أو إرشاد، لعلكم سلكتم مسلك الخراف الضالة في مطاردتها وظنها صلب نبي الله، وقالوا لسيدنا موسى عليه السلام قبلها: "اذهب أنت وربك"، فما أشبه حالكم بحالهم.
لا تغطوا واقع حالكم ولا تشتكوا: "يداك أوكتا وفوك نفخ"، إنها لعنة "الفيس"، وهي لن تبارحكم إلا بتجديد العهد وإخلاص النية.
فارس ب.
03/08/2009
03/08/2009
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة








