الشيخ على بن حاج : صد الغارة الأمريكية على الأراضي الجزائر
21-10-2009, 09:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تقدمالهيئةالإعلامية
تقدمالهيئةالإعلامية
للشيخ علي بن حاج
الجزائر :
الأربعاء 2/11/1430 هـ
الموافق :21/10/2009 م
بيان: صد الغارة الأمريكية على الأراضي الجزائرية
الحمد الله القائل:"وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر" والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الذي:"أمرنا بعيادة المريض ونصرة المظلوم" وعلى آله وصحبه أجمعين.
* منذ أزيد من أسبوعين استنصرنا إخواننا المرابطون بالمسجد الأقصى لنصرتهم والوقوف معهم في صد الغارة على ثالث الحرمين الشريفين كما طالب بعض أولي الأمر من العلماء والدعاة وبعض قادة الفكر والسياسة من الشعوب الإسلامية بوقفة مساندة ومناصرة ليوم الجمعة 9/10/2009. وما إن عزمت بعض الشعوب ومنها الشعب الجزائري المسلم على تلبية ذلك النداء والخروج إلى الشارع للتظاهر وتنظيم مسيرات سلمية امتثالاً لقوله تعالى:"وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر" الأنفال 72 ولقوله عليه الصلاة والسلام:"من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على نصره أذله الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة" حتى سارعت قوات الأمن والقمع - بأمر من النظام السياسي المتعفن - إلى تطويق الشوارع وسدت جميع المنافذ من أجل منع أي مسيرة مساندة أو مناصرة ولكن هذه الشوارع تفتح على مصراعيها بل وتُزين أجمل زينة وتُعبَّد طرقاتها إذا كان الأمر يتعلق بمرور موكب رئيس الجمهورية أو شخصية رفيعة المستوى أو القيام بمسيرات لتأييد السلطة الحاكمة أو إقامة المهرجانات الراقصة الماجنة التي ينفق عليها من أموال الشعب بغير حساب وبغير رضاه كما أنها تفتح على مصراعيها لمناصرة الفريق الوطني لكرة القدم رغم ما يخلفه أنصار الفريق من قتل للأرواح وتحطيم للممتلكات العامة وهتك الأعراض والمس بالأخلاق العامة وسلب المارة وابتزاز الناس بالأسلحة البيضاء وإشاعة الفوضى. ولقد أصرت السلطة الفاسدة في الجزائر على غلق شوارع العاصمة يوم الجمعة من كل جانب بتاريخ 9/10/2009 وفتحها على مصراعيها يوم الأحد 11/10/2009 بعد فوز الفريق الوطني على رواندا والله المستعان.
* لقد كانت الجزائر في طليعة الدول العربية والإسلامية في الدفاع عن القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية ولم تتخل عن ذلك الدور حتى أثناء فترة الاستعمار الغاشم وخير من تولى الدفاع على القضية الفلسطينية أثناء فترة الاستعمار جمعية العلماء المسلمين فقد أبلت بلاء حسنا عزَّ نظيره وهي صفحة مشرقة لجمعية العلماء معتَّم عليها لأنها عالجت القضية علاجاً إسلامياً صادقاً يمتاز بالدقة وبعد النظر. أما بعد الاستقلال واصلت الجزائر مساندة القضية الفلسطينية من منظور قومي ثوري خاصة أيام الرؤساء الثلاث أحمد بن بلة والراحل هواري بومدين والشاذلي بن جديد فالرئيس الأول لم تطل مدة حكمه وتمَّ الانقلاب عليه ولكن رغم سجنه وإقامته الجبرية ظلت القضية الفلسطينية حية في وجدانه وفكره ونضاله السياسي إلى اليوم وأما الراحل بومدين فقد قدَّم الكثير لقضية فلسطين ولكن من منظور قومي ثوري وقد أعلن شعاره الشهير:"نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" وأصبح هذا الشعار حجر الزاوية في السياسة الخارجية كما تبنى معظم حركات التحرر في العالم حتى أطلق على الجزائر كعبة الثوار لكن أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل كانت تطلق عليها مكة الإرهاب ورغم أن الشعب الجزائري كان يعاني من شظف العيش وانعدام الحريات العامة خاصة الحرية السياسية للمعارضة كان الرئيس الراحل بومدين يجد دعماً ومساندة بشأن القضية الفلسطينية لأن الشعب الجزائري ذاق ويلات الاستعمار طيلة 130 سنة. أما في عهد الشاذلي بن جديد فيكفيه شرفاً أن الإعلان على الدولة الفلسطينية تمت في عُهدته ولكن المساندة لم تكن بحجم ما كان أيام الراحل بومدين.غير أنها لم تصل إلى الحالة المزرية التي وصلت إليها في العهدات الثلاث لبوتفليقة الذي افتتح عهدته الأولى بمصافحة مجرم الحرب الإرهابي إيهود باراك وأصبح كبار قادة المؤسسة العسكرية ينسقون مع الدوائر العسكرية والأمنية الأمريكية والأوروبية وحلف الناتو ولو كان بوتفليقة وفياً لماضيه الثوري ولما كان عليه الراحل بومدين لما سمح للوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني بالجلوس مع مجرم الحرب شاؤول مُفاز وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق وصاحب الجرائم الفظيعة في جنوب لبنان وفلسطين وغزة ولما سمح للأمين العام لوزارة الدفاع صنهاجي الذي رقاه مؤخراً 5 جويلية 2009 إلى رتبة لواء بالتنسيق الأمني والعسكري مع أمريكا والناتو ومجموعة 5+5 لاسيما ورئيس الجمهورية يعتبر دستورياً بنص المادة 77 من الدستور "هو القائد الأعلى للقوات المسلحة للجمهورية وهو الذي يقرر السياسة الخارجية للأمة ويوجهها" فهل يليق وطنياً أن يسمح رئيس الجمهورية لكبار جنرالات المؤسسة العسكرية وقادة الجيش الوطني الشعبي والذي من المفروض أن يكون سليل جيش التحرير بالجلوس على طاولة واحدة مع أمثال المجرم الإرهابي شاؤول مفاز أو إيهود باراك أو جنرالات أمريكا المجرمين من الذين استعمروا ودمروا العراق الذي ساند ثورة الجزائر أثناء الاستعمار الفرنسي الغاشم بمجرد كذبة لا أساس لها من الصحة فضلاً عن جرائمهم في أفغانستان وباكستان وهل يعقل أن يجلس قادة الجيش الوطني الشعبي المغلوب على أمره مع قادة الإدارة الأمريكية التي تقوم بحماية قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب كما فعلت يوم الجمعة 16/10/2009 عندما رفضت التصويت على تقرير غولد ستون وهددت باستخدام الفيتو في الأمم المتحدة وضغطت على نحو 8 دول لسحب تصويتها لصالح التقرير ليتناقص عدد المصوتين إلى25 دولة بعد أن كان 33 دولة قبل مطالبة السلطة العميلة بالتأجيل.
* لقد استقبل الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع مبعوثة البنتاغون ونائبة كتلة الدولة للدفاع للولايات المتحدة الأمريكية المكلفة بإفريقيا المدعوة فيكي هودليستون بتاريخ 19 أكتوبر 2009، والتي عقدت ندوة صحفية في السفارة الأمريكية وهي في حقيقة أمرها عبارة عن قاعدة عسكرية أمريكية على أرض الجزائر غير معلنة هذه السفارة التي أصبحت تتدخل في شؤون البلاد سياسياً واقتصادياً وثقافياً وأمنياً ولسنا الآن بصدد ذكر الوقائع والنماذج مما يدل على أن لها قوة ضغط على السلطة القائمة وهي بهذا الصنيع والتدخل الظاهر والخفي أصبحت تشكل خطراً على الأمن الوطني والسيادة الوطنية وهل يعقل أن تعقد هوديلستون مبعوثة البنتاغون ندوة صحفية وتتطرق إلى مواضيع خطيرة سياسية وأمنية ومخابراتية تشكل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للبلاد بينما الوزير المنتدب يلوذ بالصمت المطبق وتكتفي وزارة الدفاع بإصدار بيان لا يسمن ولا يغني من جوع قاصراً اللقاء على مجرد التعاون العسكري والتكنولوجي بينما هودليستون تطرقت إلى مواضيع كثيرة وإن كانت قد أخفت على الصحافة موضوعات أخرى ذات حساسية هامة تمت بين وزارة الدفاع وأمريكا بشكل سري للغاية، لقد تحدثت عن ضرورة التعاون على مكافحة الإرهاب ولكن لم تتحدث ما هو الإرهاب؟ وهل تقصد إرهاب الدولة الذي مارسه الوزير المنتدب عبد المالك قنايزية الذي كان قائد الأركان والذي ساهم مع مجموعة من الجنرالات بالانقلاب على الاختيار الشعبي عام 1992 وزجّ بحوالي 17 ألف إلى صحراء الجزائر واختطاف أزيد من 25 ألف لم يعثر لهم على أثر إلى يومنا هذا ليعيَّن بعد ذلك سفيراً بسويسرا لحماية وتسيير أموال الشعب التي هُرِّبت إلى البنوك الأجنبية.؟! وكان الواجب على بوتفليقة إحالة قنايزية وسائر الجنرالات الذين انقلبوا على اختيار الشعب إلى المحاكم العسكرية لخرقهم الدستور والقوانين المدنية والعسكرية أو إلى محاكمة مدنية يشهدها الشعب الجزائري برُمّته لأن ما أقدمت عليه المؤسسة العسكرية يومها يعتبر جريمة بكل المقاييس، انجر عليها مقتل أزيد من 250 ألف قتيل. وشكرت فيكي السلطات الجزائرية على دورها في مكافحة الإرهاب بالمغرب العربي وجنوب الصحراء وهل الجيش الوطني تحول إلى كلب حراسة لدى قادة البنتاغون وتتجاهل هوديلستون أن قنايزية هذا كان من المفروض قانوناً أن يكون وراء القضبان لا أن يكون محاوراً لها على طاولة وزارة الدفاع المختطفة من جنرالات خرجوا على الشرعية الدستورية والشعبية والثورية والوطنية ولتعلم فيكي والبنتاغون والإدارة الأمريكية أن الجزائر لن تكون عراقاً ثانية ولا أفغانستان ولا باكستان ولن يكون فيها كرزاي أو مالكي أو عباس الذين سخروا أنفسهم لخدمة مصالح الدول الإستكبارية على حساب مصالح شعوبهم وأن السلطة التي رضيت بالاستقواء بالعدو الخارجي والاستعانة بأسلحتهم على أبناءها في الداخل لا خير فيها لا في الدنيا ولا في الآخرة وأن الشعب الجزائري وقادة العلم والفكر والسياسة سوف يحبطون المناورات والصفقات السرية طال الزمان أم قصر. فالشعب الجزائري لا يقبل إلا بعلاقات سياسية واضحة وشفافة قائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة ومن طرف نظام سياسي يتمتع بالشرعية والمشروعية فلا يمكن للشعب الجزائري أن يقبل صفقات سياسية سرية مع قادة الأمريكان المجرمين أوقادة حلف الناتو المستكبرين في الأرض أوقادة الصهاينة الإرهابيين أوقادة دول 5+5 تارة باسم التعاون العسكري والتقني وتارة باسم مكافحة الإرهاب وتارة باسم تبادل الخبرات والتجارب وتارة باسم محاربة الجريمة العابرة للقارات وتارة باسم مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى آخر تلك الترهات من باب الضحك على الذقون وتضليل الشعوب والرأي العام فهل الإقدام على مثل هذه الصفقات تحت تلك العناوين الخادعة المضللة تعتبر هي الأخرى زلة من الزلات الشبيهة بمصافحة الإرهابي إيهود باراك؟َ!!!
* مما لا شك فيه دستورياً أن قادة المؤسسة العسكرية لا يُقدمون على مثل هذه الأمور إلا بإذن من رئيس الجمهورية لأنه هو القائد العام للقوات المسلحة من الناحية الدستورية الرسمية إلا إذا كانت وزارة الدفاع من جملة الخطوط الحمراء التي وُضعت له منذ العهدة الأولى إلى يومنا هذا ومعنى هذا أن وزارة الدفاع تعتبر مختطَفة من طرف ثلة من الجنرالات النافذين وأصحاب السلطة الفعلية في البلاد وفي هذه الحالة ما على رئيس الجمهورية إلا أن يصارح الأمة في خطاب عام للأمة أو يقدم الاستقالة لأن السياسة المنتهجة من طرف الرئيس تناقض نص اليمين الدستوري في المادة 76 والتي تنص "وفاء للتضحيات الكبرى ولأرواح شهدائنا الأبرار وقيم ثورة نوفمبر الخالدة..." فهل من الوفاء لتضحيات شهدائنا الأبرار وقيم ثورة أول نوفمبر الجلوس على طاولة مع من أيديهم ملطخة بدماء إخواننا في العراق وأفغانستان وباكستان وغزة وفلسطين وبيت المقدس؟! هل من قيم الثورة الجلوس مع الإرهابي شاؤول مفاز أو إيهود باراك؟! وهل من قيم الثورة منع المسيرات التي تناصر الإخوة في بيت المقدس وغزة وعموم فلسطين؟!! وهل من قيم ثورة نوفمبر فتح أبواب وزارة الدفاع لمبعوثة البنتاغون وهي معروفة بدفاعها المستميت على الكيان الصهيوني؟!!
* في الوقت الذي تفتح أبواب وزارة الدفاع الوطني لموفدة البنتاغون يتعرض حي من أحياء العاصمة - حي ديار الشمس الشعبي - إلى حملة مداهمات وقمع وحصار لأن سكان هذا الحي احتجوا على الحالة المزرية التي وصل إليها حيهم الشعبي العريق والذي ظل على حالته منذ أيام الاستعمار وكان الواجب على السلطات العليا في البلاد تسوية أوضاعهم الاجتماعية ولذلك نطالب العقلاء في السلطة إن بقي فيهم عقلاء إلى إطلاق سراح من ألقي عليهم القبض وعدم الاقتصار في حل مشاكل البلاد المتزايدة على القمع الأمني لأن السلطات الأمنية لا يمكن أن تقوم بمهام السلطات السياسية والاجتماعية والثقافية فتخلي السلطات السياسية عن دورها يعتبر جريمة في حق الشعب وفي حق قوات الأمن معاً فلا يليق في بلاد الشهداء والشهادة أن نرحب بقادة البنتاغون المجرمين وقمع شباب الجزائر الذين يعانون من الفقر والبطالة والمشاكل الاجتماعية المختلفة "ما لكم كيف تحكمون".
* وأخيراً نقول أننا نرفض الاستقواء بالخارج على الشعب والمعارضة باختلاف أنواعها لاسيما والسلطة تصر دائماً على عدم التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للجزائر غير أن واقع ما تقدم عليه السلطة يناقض قولها لأنها أصبحت تستعين بالخارج على أبناءها في الداخل وهي بهذا الصنيع الشنيع تكون قد فتحت الباب على مصراعيه لكل معارضيها في الداخل أو الخارج بتعريف العالم لجرائمها المختلفة التي ترتكبها بحق الشعب الجزائري على أكثر من صعيد.
* على العلماء والدعاة وقادة الفكر والساسة المخلصين والشخصيات الوطنية التاريخية وقادة الأحزاب السياسية المعتمدة على اختلاف توجهاتها التنبيه إلى الأخطار التي تقوم بها أمريكا على أرض الشهداء والشهادة والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ
بن حاج علي
الهيئة الإعلامية
للشيخ علي بن حاج
من مواضيعي
0 بيان للشيخ علي بن حاج :واجب التذكير بجريمة العربي بلخير
0 بيان للشيخ علي بن حاج: وجوب المجاوبة على من استعان على المسلمين بالدول الكافرة
0 بيان للشيخ علي بن حاج بعنوان : وجوب المجاوبة على من استعان على المسلمين بالدول ا
0 كلمة للشيخ على بن حاج :الصحراء الجزائرية مستعمرة أمريكية غير معلنة
0 كلمة للشيخ في جنازة شعيب ابن المرحوم حسان كعوان رحمهما الله
0 الشيخ علي بن حاج رجل سنة 2009
0 بيان للشيخ علي بن حاج: وجوب المجاوبة على من استعان على المسلمين بالدول الكافرة
0 بيان للشيخ علي بن حاج بعنوان : وجوب المجاوبة على من استعان على المسلمين بالدول ا
0 كلمة للشيخ على بن حاج :الصحراء الجزائرية مستعمرة أمريكية غير معلنة
0 كلمة للشيخ في جنازة شعيب ابن المرحوم حسان كعوان رحمهما الله
0 الشيخ علي بن حاج رجل سنة 2009