اللغة العربية! الامازيغية والفرنسية
24-11-2009, 09:18 AM
اللغة العربية! الامازيغية والفرنسية
بن اسماعين زليخة خربوش
قرأت موضوع اللغة العربية الذي طرحه السيد الأصمعي للنقاش واطلعت على آراء المشاركين
وشاركت في النقاش وأود أن أرد على بعض الآراء التي لست متفقة معها....
الاقتباسات:
...متى ستدركون أنكم لستم عربا ؟ متى ستدافعون عن تاريخكم و شخصيتكم؟ متى ستدركون أنكم أمازيغ لستم عربا كما لستم فرنسيين؟ ..... تدافعون على العروبة و العربية أكثر من العرب أنفسهم...فاعتماد العربية و الفرنسية لا مبرر له إطلاقا...)انتهى الاقتباس
اعتماد اللغة العربية في الجزائر أمر ضروري ومبرر ولا خيار فيه !... اختارت الجزائر العربية لأنها مسالة كيان ووجود حضاري، وقد قالها أجدادنا العارفون :(شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب ) والجزائر رفضت كل لغات المحتلين: من وندال وبزنط ورمان وحتى الفرنسيين، لان الاحتلال جعل علاقته بالجزائر علاقة السيد بالعبد... أما علاقة الجزائر باللغة العربية علاقة عاطفية وعقلية... والأمة الجزائرية أمازيغية عربها الإسلام وعندما دخل الإسلام هذه الديار حمل معه اللغة العربية بقرآنها الذي يقول: (ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها)...ودخت العربية بوجودها العلمي والحضاري والمعرفي... وقد حمل القران قصص الإنسان وأخبار الأديان السابقة و الأمم البائدة ، منقحا مصححا مضيفا لها حسب المصلحة الإنسانية العامة، كما حمل معارف الشعوب وتجاربها... وأدركت الجزائر أن العربية هي الطريق الوحيد الذي يؤسس لمستقبل الجزائر وبقائها. لغة الجزائر قبل الإسلام لم تعبر إلا عن الفقر والاحتلال وماسي الحروب والحياة البسيطة... مثلها مثل لغة مصر القديمة و لغات العالم المنقرضة، تحتاج إلى ثلاثة أو أربعة قرون لتصل إلى مستوى اللغة العربية -لان اللغة كائن ينشا ويكبر ويتطور، ومراحل تطور اللغة تحتاج إلى زمان طويل وتجارب مكثفة -. واللغة العربية غنية بتجارب وعلوم الأمم السابقة وغنية بكتبها بعلومها ومشتقاتها وبلاغتها ونحوها وصرفها ، بخلاف لغة الجزائر القديمة التي تفتقر إلى شروط العلم والقواعد... ولضعف تطورها عجزت عن هضم الدخيل وتحويله إلى كيانها، ومن ثم نجدها ملقمة من عدة لغات مسيطرة شانها شان اللهجات المحلية ... بخلاف اللغة العربية التي استوعبت كل دخيل وطحنته بمعدتها العلمية الجيدة القوية وحولته إلى كيانها .
لماذا قبلت الجزائر الفتح الإسلامي والعربية من دون أي احتلال؟ لان الجيوش العربية ( وهم قلة من الذكور ) لم يأتوا للسطو وإذلال الشعب، وإنما لنشر الإسلام وتعاليمه الإنسانية ولمنح الحرية لكل الشعوب بمجرد دخولها في الإسلام - وإذا حدثت أخطاء من أفراد... فلا ينبغي أن نعمم الأمور- والإسلام والعربية دخلت بمقومات عالمية، بخلاف اليهودية التي لا تقبل أحدا إذا لم يولد يهوديا ...
ما كاد الإسلام يستقر في الجزائر حتى أصبح الجزائري إسلاميا من تلقاء نفسه... هو المدافع و الفاتح وهو الناشر للإسلام واللغة العربية، وتكونت الجيوش الإسلامية من الجزائريين ولعل خير دليل هو فاتح الأندلس القائد طارق بن زياد الامازييغي المولود في ندرومة.
تزاوجت الجيوش العربية من بنات الجزائر وتناسبوا وتناسلوا وتكاثرت الجيوش واختلطت الدماء الامازيغية بالدماء العربية وأصبحت جيوشا جزائرية أمازيغية عربها الإسلام ...
وبفضل هذا التزاوج والتناسب أصبح الشعب الجزائري عربيا مسلما، كما قرر ذلك ابن باديس ولا باس أن نضيف إلى شعارنا : شعب الجزائر امازيغي عربي مسلم جزائري، هذا هو الواقع ...
إن أجدادنا عندما اعتنقوا الإسلام وتبنوا اللغة العربية لم يكن ذلك بلادة... فهذه (كوبا ) مثلا تبنت اللغة الاسبانية ولم يرى أبناؤها في ذالك خطرا ... شانها شان اللغة العربية المشتركة التي ذابت في الشخصية الجزائرية... وحتى لو يتكلمها ملايين العرب فهي تحمل سمات الجزائر: لبست البرنوس والبنطلون والبلوزة القبائلية والتلمسانية وغيرها من شرق البلاد إلى غربها... وركبت الجياد والجمال وعبرت عن الشخصية الجزائرية القديمة والحديثة بعاداتها وتقاليدها وجبالها وقراها ومدنها .
وإذا عدنا إلى اللغة الفرنسية فلا نجد اللهجة المستعملة يوميا كلغة رموز الثورة الفرنسية أمثال (فكتوريجو وفولتير) وغيرهما ... ولا ننسي أن أصل اللغة الفرنسية هو اللاتينية... .وكذالك اللغة الانجليزية الرسمية تختلف تماما عن اللهجات المحلية .
وأجيب عن التساؤل :لماذا تبنى الشعب الجزائري اللغة العربية من دون اللغات ؟ أقول الجواب بسيط ، يقول التاريخ :إن سكان الجزائر قدموا من الشرق من اليمن أو غيرها... ، ولا نشك في ذلك، فما علينا إلا أن ننظر التشابه بين العباءات والبلوزات القبائلية... وتشابه العادات والتقاليد.
ومفكرنا الكبير (مولود قاسم) لم يكن مغفلا عندما اختار اللغة العربية الفصحى – مع انه يتقن سبع لغات عالمية بما فيها اللغة الامازيغية.
قال قائل:لماذا لا نستعمل الامازيغية أو نتبنى الفرنسية أو الانجليزية لأنها أكثر تطورا؟ أقول : إننا في عصر التكتل واللغة الامازيغية لا تخدم هذا الهدف ، نعم نعتز بها في تاريخنا أو في الاستعمال اليومي - مثلها مثل اللهجات المحلية -....
أما الفرنسية ترفضنا، و لها نظرة خاصة إلينا.... وسنبقى في نظرها (صال بيكو) حتى لو رضينا بالهم فالهم لا يرضى بنا ويظل شعبها يحكم بالرداءة على عاداتنا وتقاليدنا وحياتنا... وما علينا إلا أن ننظر إلى أبنائنا المتفوقين في جامعات فرنسا ومستشفياتها كيف يعاملون أثناء الدراسة وكيف أن الفرنسيين لا يستطيعون إخفاء عنصريتهم....
اقرأ كتاب ( نهاية التاريخ )مثلا... ولا أريد أن اذكر اسم صاحبه لانى أرى انه لا يستحق... صاحب هذا الكتاب اعتبرنا برابرة لا نستحق إلا الانقراض... وحسدنا على أننا أصبحنا نمتلك مذياعا لكل فرد بعد أن كانت قلة قليلة من العائلات تمتلك مذياعا واحدا لكل الأفراد... وذكر هذا الكاتب كل علماء الاجتماع في كتابه حتى الذين تتلمذوا على أفكارا بن خلدون ونظريته ومع ذلك لم يذكر هذا الباحث ابن خلدون حتى بسوء في كتابه الضخم؟... ولم يذكر من البلدان العربية والإسلامية إلا( إيران وتركيا....) طبعا لحاجة في نفس يعقوب ربما نتحدث عنها في موضوع أخر.
إن اللغة العربية المشتركة هي الوحيدة التي تجعل الجزائر تتكتل مع ملايين العرب... والتخلف الذي أصابها ليس في اللغة وإنما كامن فينا ورثناه عن عدة عوامل ألمت بنا عبر العصور... واسأل الذين تعلموا الانجليزية ونجحوا ولتحقوا ( بالنازا) فما عليك إلا أن تسال عن تقاليدهم و كيف يعاملون نساءهم وبناتهم؟.
لم يكن ابن باديس غبيا عندما صرخ : (شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب) وكانت تلك الصرخة هي النجم الذي قادنا إلى استرجاع بلادنا وحريتنا واستقلالنا وعلمنا وشخصيتنا ومكانتنا .
نعم لا يضرنا أن نتعلم اللغات المتطورة إذا أحسنا هضم فكرها وإضافة علومها إلى كياننا، لكن من غير المعقول أن نعود إلى الوراء و(الدونكشوطية) ، لنتعلم ،ما أكل عليه الدهر وشرب، من اللغات المنقرضة أو الميتة، .
ربنا زدنا علما وعملا بما علمتنا
من مواضيعي
0 الهُوية؟
0 أين أمتنا من النحل الياباني!
0 عدت با نوفمبر وعودك محمود!
0 الكفرة الفجرة؟
0 دعه يسقط!
0 الشهيد
0 أين أمتنا من النحل الياباني!
0 عدت با نوفمبر وعودك محمود!
0 الكفرة الفجرة؟
0 دعه يسقط!
0 الشهيد







