الحكم الشرعي في والدي النبي الكريم ( من الفرزدقي )
11-11-2007, 11:04 PM
الحكم الشرعي في والدي النبي الكريم
و أقوال المذاهب في ذلك على مذهبين
مذهب المعتزلة ومن تابعهم في أن أهل الفترة غير ناجين ويجب عليهم الإيمان ولو لم تصلهم الدعوة ..
ومذهب الأشاعرة ومن وافقهم في أن أهل الفترة كلهم ناجون ما دام أنه لم يصلهم رسول مستدلين بقوله تعالى :
( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )
أي إن العذاب لا يكون إلا بعد بعث الرسول وإقامة الحجة ، وإلا فالله ألطف من أن يعذب عباده قبل أن يقيم عليهم الأدلة والحجج .
هذا مدخل إلى الجواب ،
والأدلة على كون والدي الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم من أهل التوحيد لا من أهل الشرك بل جميع آباءه صلى الله عليه وآله وسلم كذلك أدلة كثيرة نوجزها فيما يلي :
1- قوله تعالى حكاية عن سيدنا ابراهيم ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ) مما يدل على أن ذرية سيدنا ابراهيم مؤمنون .
2- وحديث الاصطفاء ( إن الله اصطفى من ولد ابراهيم إسماعيل ، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) رواه مسلم .
3- وحديث بعثت في خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت فيه ) . رواه البخاري .
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة جدا في تبيين أنه صلى الله عليه وآله وسلم مصطفى من خير القرون ، أفيظن أن الله يصطفيه من أناس كفار أو مشركين !!!
حاشاه ..
4- وما ورد في تفسير قوله تعالى ( الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ) أن نوره صلى الله عليه وآله وسلم تقلب من ساجد إلى ساجد ..
ويؤيده حديث ( لم يزل الله ينقلني من أصلاب طيبة إلى أرحام طاهرة )
إلى غير ذلك من الأدلة القاضية بنجاتهما رضي الله عنهما ..
- وأما الجواب عن الأحاديث التي ظاهرها عدم نجاتهما وأنهما كافران :
فلم يصح من هذه الأحاديث سوى حديث الاستغفار وهو في مسند أحمد ولفظه ( إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي واستأذنته في الاستغفار فلم يأذن لي ) .
وحديث في صحيح مسلم ( أنه صلى الله عليه وآله وسلم استأذن ربه في الاستغفار لأمه فلم يؤذن له )
وحديث أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أين أبي ؟ قال : في النار ، قال : فأين أبوك ؟، قال : حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار . أخرجه الحاكم .
وهذه الأحاديث أطال العلماء في الجواب عنها وقد ألف الإمام السيوطي خمس رسائل في إثبات نجاة الوالدين ،
وأحسن ما جاوبوا به عنها :
أنها وإن كانت صحيحة فقد عارضتها أدلة أقوى منها في عدم تعذيب أهل الفترة وعلى طهارة آباءه من الشرك والكفر ،
فوجب إلغاؤها أو تأويلها . على أنهما لم ينقل عنهما أنهما أشركا أو عبدا صنما أو دعوا إلى كفر بل الوارد عنهما التوحيد ..
ومن المعلوم أنه لابد للدليل الذي يحكم به على أحد أنه في الجنة أو النار أن يكون قطعيا ..
ولا يؤخد في ذلك بالظن ..
ومن الأجوبة عليها أن هذه الأحاديث منسوخة بقوله تعالى :
( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ..
إلى غير ذلك من الأجوبة التي أطال فيها الإمام السيوطي في رسالته :
( مسالك الحنفا في والدي المصطفى ) ..
وهناك أجوبة كثيرة عن هذا الموضوع تركتها خوف الإطالة ..
وأخيرا أختم بمسألة مهمة لها اتصال بالموضوع وهي :
أن الخوض في مثل هذه المسائل مما يجرح قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم خصوصا فيمن يتكلم بكفر والديه ولو كان يعتقد أنه على حق ..
لأن العرف جار أنه إذا ذكر أبو الشخص بما ينقصه تأذى ولده بذكر ذلك .
ولا ريب أن أذاه صلى الله عليه وآله وسلم كفر يقتل فاعله عند جمع كثير من العلماء ومعصية كبيرة جدا نسأل الله السلامة ..
وقد سئل القاضي أبوبكر بن العربي عن رجل قال : إن أبا النبي في النار ،
فأجابه بأنه ملعون لقوله تعالى : ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا عظيما ) ..
وكان عند عمر بن عبدالعزيز رجل يكتب له وكان مسلما وأبوه كافرا ، فقال للذي جاء به : لو كنت جئت به من أبناء المهاجرين ؟ ،
فقال الكاتب : قد كان أبو رسول الله … ( كافرا ) !!!
فغضب عمر غضبا شديدا وقال : اقطع لسانه ، اقطع يده ورجله ، اضرب عنقه ، ثم قال : لا تل لي شيئا ما بقيت ..
فهذه خلاصة مستعجلة في هذه المسألة ، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى رسائل الإمام السيوطي وهناك أجمع كتاب ألف فيها اسمه ( سَداد الدِين و سِداد الدَين في إثبات النجاة والدرجات للوالدين )
تأليف السيد محمد بن رسول البرزنجي الحسيني ..
و أقوال المذاهب في ذلك على مذهبين
مذهب المعتزلة ومن تابعهم في أن أهل الفترة غير ناجين ويجب عليهم الإيمان ولو لم تصلهم الدعوة ..
ومذهب الأشاعرة ومن وافقهم في أن أهل الفترة كلهم ناجون ما دام أنه لم يصلهم رسول مستدلين بقوله تعالى :
( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )
أي إن العذاب لا يكون إلا بعد بعث الرسول وإقامة الحجة ، وإلا فالله ألطف من أن يعذب عباده قبل أن يقيم عليهم الأدلة والحجج .
هذا مدخل إلى الجواب ،
والأدلة على كون والدي الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم من أهل التوحيد لا من أهل الشرك بل جميع آباءه صلى الله عليه وآله وسلم كذلك أدلة كثيرة نوجزها فيما يلي :
1- قوله تعالى حكاية عن سيدنا ابراهيم ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ) مما يدل على أن ذرية سيدنا ابراهيم مؤمنون .
2- وحديث الاصطفاء ( إن الله اصطفى من ولد ابراهيم إسماعيل ، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) رواه مسلم .
3- وحديث بعثت في خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت فيه ) . رواه البخاري .
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة جدا في تبيين أنه صلى الله عليه وآله وسلم مصطفى من خير القرون ، أفيظن أن الله يصطفيه من أناس كفار أو مشركين !!!
حاشاه ..
4- وما ورد في تفسير قوله تعالى ( الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ) أن نوره صلى الله عليه وآله وسلم تقلب من ساجد إلى ساجد ..
ويؤيده حديث ( لم يزل الله ينقلني من أصلاب طيبة إلى أرحام طاهرة )
إلى غير ذلك من الأدلة القاضية بنجاتهما رضي الله عنهما ..
- وأما الجواب عن الأحاديث التي ظاهرها عدم نجاتهما وأنهما كافران :
فلم يصح من هذه الأحاديث سوى حديث الاستغفار وهو في مسند أحمد ولفظه ( إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي واستأذنته في الاستغفار فلم يأذن لي ) .
وحديث في صحيح مسلم ( أنه صلى الله عليه وآله وسلم استأذن ربه في الاستغفار لأمه فلم يؤذن له )
وحديث أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أين أبي ؟ قال : في النار ، قال : فأين أبوك ؟، قال : حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار . أخرجه الحاكم .
وهذه الأحاديث أطال العلماء في الجواب عنها وقد ألف الإمام السيوطي خمس رسائل في إثبات نجاة الوالدين ،
وأحسن ما جاوبوا به عنها :
أنها وإن كانت صحيحة فقد عارضتها أدلة أقوى منها في عدم تعذيب أهل الفترة وعلى طهارة آباءه من الشرك والكفر ،
فوجب إلغاؤها أو تأويلها . على أنهما لم ينقل عنهما أنهما أشركا أو عبدا صنما أو دعوا إلى كفر بل الوارد عنهما التوحيد ..
ومن المعلوم أنه لابد للدليل الذي يحكم به على أحد أنه في الجنة أو النار أن يكون قطعيا ..
ولا يؤخد في ذلك بالظن ..
ومن الأجوبة عليها أن هذه الأحاديث منسوخة بقوله تعالى :
( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ..
إلى غير ذلك من الأجوبة التي أطال فيها الإمام السيوطي في رسالته :
( مسالك الحنفا في والدي المصطفى ) ..
وهناك أجوبة كثيرة عن هذا الموضوع تركتها خوف الإطالة ..
وأخيرا أختم بمسألة مهمة لها اتصال بالموضوع وهي :
أن الخوض في مثل هذه المسائل مما يجرح قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم خصوصا فيمن يتكلم بكفر والديه ولو كان يعتقد أنه على حق ..
لأن العرف جار أنه إذا ذكر أبو الشخص بما ينقصه تأذى ولده بذكر ذلك .
ولا ريب أن أذاه صلى الله عليه وآله وسلم كفر يقتل فاعله عند جمع كثير من العلماء ومعصية كبيرة جدا نسأل الله السلامة ..
وقد سئل القاضي أبوبكر بن العربي عن رجل قال : إن أبا النبي في النار ،
فأجابه بأنه ملعون لقوله تعالى : ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا عظيما ) ..
وكان عند عمر بن عبدالعزيز رجل يكتب له وكان مسلما وأبوه كافرا ، فقال للذي جاء به : لو كنت جئت به من أبناء المهاجرين ؟ ،
فقال الكاتب : قد كان أبو رسول الله … ( كافرا ) !!!
فغضب عمر غضبا شديدا وقال : اقطع لسانه ، اقطع يده ورجله ، اضرب عنقه ، ثم قال : لا تل لي شيئا ما بقيت ..
فهذه خلاصة مستعجلة في هذه المسألة ، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى رسائل الإمام السيوطي وهناك أجمع كتاب ألف فيها اسمه ( سَداد الدِين و سِداد الدَين في إثبات النجاة والدرجات للوالدين )
تأليف السيد محمد بن رسول البرزنجي الحسيني ..

من مواضيعي
0 استفسار عن طريقة عرض المواضيع في الاقسام
0 بين من يتهم ببدعة المولد وبين من يرى سنية المولد
0 هل المشكلة من عندي ام من الموقع؟؟؟
0 كتاب اهل السنة والجماعة الأشاعرة شهادة علماء الامة وادلتهم
0 شكر ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ثم عتب
0 مُحاورات الفرزدقي (مُناظرات)
0 بين من يتهم ببدعة المولد وبين من يرى سنية المولد
0 هل المشكلة من عندي ام من الموقع؟؟؟
0 كتاب اهل السنة والجماعة الأشاعرة شهادة علماء الامة وادلتهم
0 شكر ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ثم عتب
0 مُحاورات الفرزدقي (مُناظرات)







