تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
BOUCHENITFA AB
عضو جديد
  • تاريخ التسجيل : 10-06-2007
  • المشاركات : 2
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • BOUCHENITFA AB is on a distinguished road
BOUCHENITFA AB
عضو جديد
من يقف وراء تزييف التاريخ ؟
21-11-2007, 12:29 PM
من يقف وراء تزييف التاريخ ؟
لقد حظيت فترة من تاريخ الصحابة رضوان الله عليهم بحظ وافر من التدليس و التزييف و التحامل و كان أن أنطلق الكيد ضدهم أول ما أنطلق من المنافقين و اليهود ثم جاءت الفرق الضالة من خوارج و شيعة و مرجئة ...الخ حاولت كل على طريقتها الحط منهم ، و استمر التشويه حتى العصر الحديث حيث جاء المستشرقون وأذنابهم من العلمانيين و الشيوعيين و تحث غطاء البحوث الأكاديمية و البحث الموضوعي راحوا يتصيدون الروايات الشاذة للطعن في التاريخ الإسلامي و في الصحابة الكرام بل وفي الإسلام نفسه ، و استطاعوا فعلا تزييف الكثير من الأحداث و الطعن في الصحابة الكرام و تشويه سمعتهم و تصويرهم أحيانا كسياسيين معارضين أصحاب مكيدة و دهاء أحيانا و طغاة مستبدين بالسلطة أحيانا أخري و قد تلقف هذا التزوير و التزييف فئات من الأدباء و المؤرخين العرب فراحوا ينشرون و يروجون لهذا التزييف عن جهل أحيانا و عن مكيدة و تدبير في أحيان كثيرة .
و لا أدري في أي خانة أصنف ما قام به الكاتب عبد العالي رزاقي في مقاله:من يقف وراء الاغتيالات السياسية في الجزائر؟ في العدد رقم :2146 الصادر بتاريخ 12 نوفمبر 2007 ؟ و لو أنه لا يمكننا الإجابة على هذا السؤال الآن ، إلا أنه هناك أمرا حيرني و لم أجد له مبررا و لا تفسيرا و هو إقحامه لأحداث وقعت في صدر الدولة الإسلامية و للصحابة على وجه الخصوص، في موضوع خاص بالاغتيالات السياسية في الجزائر ، هل لأن الصحابة الكرام من الجزائر و لذلك ذكرهم ؟ أم أن الأحداث وقعت في الجزائر فمن المنطقي أن يتطرق لهم ؟ أم لغرض في نفس الأستاذ يريد أن يقضيه ؟!
و في انتظار أن يجيبنا الكاتب عبد العالي رزاقي عن هذا الأمر نورد بعض ما جاء قي المقالة و تحديدا ما ورد بخصوص الصحابة رضوان الله عليهم و محاولة تبيان الحقيقة بحول الله و تصحيح بعض الخطأ و التزييف الذي وقع فيه .
أولا: ما أورده بخصوص تسمم الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه حيث قال :( ...بحيث اغتيل أبو بكر الصديق بالسم حين أراد تحرير الإسلام من أدعياء النبوة أمثال مسيلمة الكذاب، و الأسود العنسي و طليحة من بني أسد ..) .
هدا الكلام الذي ساقه غير صحيح فالخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه لم يغتال و لم يسمم على اصح الروايات و إنما توفي على إثر حمى ألمت به و الدليل على ذلك ما رواه ابن سعد في طبقاته مِنْ طَرِيق الزُّهْرِيّ عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة " أَوَّل بَدْء مَرَض أَبِي بَكْر أَنَّهُ اِغْتَسَلَ يَوْم الِاثْنَيْنِ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَة ، وَكَانَ يَوْمًا بَارِدًا ، فَحُمَّ خَمْسَة عَشَر يَوْمًا ، وَمَاتَ مَسَاء لَيْلَة الثُّلَاثَاء لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَة سَنَة ثَلَاثَ عَشْرَةَ "(1) و يدعم هذه الرواية حديث آخر ورد في صحيح البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ " دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ فِي كَمْ كَفَّنْتُمْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ وَقَالَ لَهَا فِي أَيِّ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ قَالَ فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا قَالَتْ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ قَالَ أَرْجُو فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ فَنَظَرَ إِلَى ثَوْبٍ عَلَيْهِ كَانَ يُمَرَّضُ فِيهِ بِهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ فَقَالَ اغْسِلُوا ثَوْبِي هَذَا وَزِيدُوا عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ فَكَفِّنُونِي فِيهَا قُلْتُ إِنَّ هَذَا خَلَقٌ قَالَ إِنَّ الْحَيَّ أَحَقُّ بِالْجَدِيدِ مِنْ الْمَيِّتِ إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ فَلَمْ يُتَوَفَّ حَتَّى أَمْسَى مِنْ لَيْلَةِ الثُّلَاثَاءِ وَدُفِنَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ ".(2)
ففي كلا الروايتين لم يذكر شيء عن التسمم ، هذا من جهة و من جهة أخرى ماذا يقصد الكاتب بعبارة تحرير الإسلام هل أستعمر أو أختطف حتى يتم تحريره ؟ علما و أن مسيلمة الكذاب قد أدعى النبوة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم و ما قام به أبي بكر الصديق هو محاربة المرتدين باعتبارهم خارجين على الإسلام و ليس بسبب اختطافهم للإسلام أو خروجهم على الدولة أو القانون بدليل قوله رضي الله عنه معلقا على من جادله بشأنهم : " أينقص الدين وأنا حي .. ؟!" ولما قال له عمر رضي الله عنهما : " كيف تقاتلهم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله، فمن قال : لا إله إلا الله، فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه، وحسابه على الله ، فقال أبو بكر : والله لأقاتلنّ من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً لقاتلتهم على منعهم " .وهذا الخبر أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله(3)
ثانيا : ثم يقول: "و جاء بعده عمرو بن الخطاب ب"مشروع دولة إسلامية " و خلال عشر سنوات و نيف وضع أسس الاستقرار السياسي ، و لكن التآمر الخارجي ، دفع بالغلام المجوسي أبي لؤلؤة إلى الانتصار للفرس. و الحق يقال أن عمرو بن الخطاب لم يكن مقتنعا بحاشيته و لهذا اضطر إلى محور ما كتبه حتى لا يصل إلى الناس" انتهى
أخطأ الأستاذ في اسم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب عمرو ، و تكرر الخطأ ثلاث مرات في مقاله مما يستبعد معه الخطأ المطبعي ، و حادثة اغتيال عمر بن الخطاب رضي الله عنه معروفة لكن الشيء الجديد الذي أتى به الكاتب هو حكاية المؤامرة الخارجية و السؤال هو من هي الأطراف الخارجية هذه التي تآمرت على قتل عمر؟
و القصة باختصاركما وردت في كتب التاريخ أن المغيرة بن شعبة أمير الكوفة طلب من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يسمح لغلامه فيروز الذي يدعى (أبا لؤلؤة) بدخول المدينة للعمل فيها خدمة للمسلمين حيث هو رجل ماهر يجيد عدداً من الصناعات التي تفيد المجتمع وتخدم الدولة، فهو حداد ونقاش ونجار، فأذن له عمر. وكان أبو لؤلؤة خبيثاً ماكراً، يضمر حقداً، وينوي شراً، يحن إلى المجوسية ولا يستطيع إظهارها، وتأخذه العصبية ولا يمكنه إبداءها، فكان إذا نظر إلى السبي الصغار يأتي فيسمح رؤوسهم ويبكي، ويقول : أكل عمر كبدي. وكان أبو لؤلؤة يتحين الفرص، ويراقب عمر وانتقاله وأفعاله، ويبدو أنه قد وجد أن قتل الخليفة وقت الصلاة أكثر الأوقات مناسبة له، إذ يستطيع أن يأخذه على غفلة منه، ويغدر به دون مواجهة، وكان عمر رضي الله عنه إذا مر بين صفوف المصلين قال : استووا، حتى إذا لم ير فيها خللاً تقدم فكبر ودخل في الصلاة. فلما كانت صلاة فجر الثالث والعشرين من ذي الحجة في السنة الثالثة والعشرين من هجرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، وفعل عمر كعادته، فما هو إلا أن كبر حتى سمُع يقول : قتلني الكلب، وقد طعنه أبو لؤلؤة ست طعنات، وهرب بين الصفوف، وبيده سكين ذات طرفين لا يمر على أحد يميناً أو شمالاً إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم ما يزيد على النصف، فلما رأى عبد الرحمن بن عوف ذلك ألقى عليه برنساً له، وأحس أبو لؤلؤة أنه مأخوذ لا محالة، لذا فقد أقدم على الانتحار بالسكين ذاتها.
أما عن- حاشيته- كما يسميها الكاتب فهم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بصفة عامة لكن كان أكثر ما يستشير: عثمان بن عفان ، عبد الرحمن بن عوف ،سعد بن أبي وقاص ، الزبير بن العوام ، طلحة بن عبيدة الله وعلي بن أبي طالب رضوان الله عليهم و هؤلاء الستة هم حاشيته بتعبير الكاتب و هم الذين قال فيهم عمر بن الخطاب نفسه توفي الرسول صلى الله عليه و سلم و هو عنهم راضي و هم من بين العشرة المبشرين بالجنة فهل من المعقول أن لا يكونوا موضع ثقة منه و أن لا يكون مقتنعا بهم ؟ إن هذا الكلام لم يقله أحد من قبل و لا حتى المستشرقين المتعصبين ، فمن أين أتيت به ؟ ثم ما هو الكتاب الذي أضطر أن يمحوه حتى لا يطلع عليه أحد - و الذي بالفعل لم يضطلع أحد و لم يذكره أحد من المؤرخين - لكن يبدو أن الكاتب قد أطلع عليه لكن للأسف لم يطلعنا عليه .

ثالثا : يقول : " و جاءت الفتنة بعد تولي عثمان بن عفان الخلافة ، فقد قاد علي بن أبي طالب المعارضة ، و المفارقة أن رومان بن سرحان صديق محمد بن أبي بكر الذي اغتيل فيما بعد ، هو الذي قتل عثمان ..."
يصور الأستاذ هنا علي بن أبي طالب بقائد للمعارضة ضد عثمان و كأنه يرمي إلى أنه هو من كان يقف وراء الفتنة التي أدت إلى مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ، و هذا كذب و زور و افتراء عليه و قد روج هذه الأكاذيب قديما غلاة الشيعة و من سار على نهجهم في الطعن في الصحابة و تصويرهم على أنهم هم من قادوا الفتنة و المؤلبين عليها .
إن علي رضي الله عنه بريء من دم عثمان و موقفه أثناء الفتنة أحسن دليل على ذلك فقد أخرج ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق" أن عليا أرسل إلى عثمان فقال إن معي خمسمائة دارع ، فإذن لي فأمنعك من القوم ، فإنك لم تحدث شيئا يستحل به دمك، فقال له عثمان جزيت خيرا ، ما أحب أن يراق دم في سببي "(4) .و قد وقف بجانبه أثناء الحصار عندما منعوا الرعاع الثائرين الماء عن عثمان أرسل إليه قرب مملوءة ماء و جرح بسببها عدد من الموالي و الأكثر من هذا أنه أمر ولديه الحسن و الحسين رضي الله عنهما بحراسة عثمان كما أرسل كبار الصحابة أبنائهم دون استشارة عثمان منهم عبد الله بن الزبير و تبث في روايات صحيحة أن الحسن أصيب بجروح عندما هجم الرعاع على دار عثمان و ورد في مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح كذلك عندما وصل خبر مقتل عثمان قال علي لأبنائه و أبناء أخيه : "كيف قتل عثمان و أنتم على الباب ؟ و لطم الحسن ، و كان قد جرح وضرب صدر الحسين و شتم ابن الزبير و ابن طلحة و خرج غضبان على منزله وهو يقول : تبا لكم سائر الدهر ، اللهم إني أبرأ إليك من دمه أو مالأت على قتله" (5) بل إن الصحابة كلهم أبرياء من دم عثمان رضي الله عنه و قد أورد خليفة بن خياط في تاريخه أنه "قيل للحسن بن علي رضي الله عنهما : أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين أو الأنصار ؟ قال لا ، كانوا أعلاجا من أهل مصر" (6)

رابعا :أما عن مسألة اغتيال الحسن بن علي بن أبي طالب علي رضي الله عنهما أو بالأحرى تسميمه فكل الروايات التي وردت حول هذه الحادثة ضعيفة سواء الروايات التي تدعي أن معاوية –رضي الله عنه هو الذي دبر هذا الأمر أو يزيد ابنه . و يقول ابن تيمية في هذا الموضوع :" و أما قوله : معاوية سم الحسن ، فهذا مما ذكره بعض الناس ، و لم يثبت ذلك ببينة شرعية ، أو إقرار معتبر ، و لا نقل يجزم به ، و هذا مما لا يمكن العلم به ، فالقول به قول بلا علم "(7)و قال الذهبي في تاريخ الإسلام :" قلت هذا شيء لا يصح فمن الذي اطلع عليه "(8)و قال أبن كثير:روى بعضهم أن يزيد بن معاوية بعث إلى جعدة بنت الأشعث أن سمي الحسن و أنا أتزوجك بعده ففعلت ، فلما مات الحسن بعثت إليه فقال : إنا لا نرضك للحسن ، أفنرضاك لأنفسنا ؟ ثم يعلق ابن كثير و يقول : و عندي أن هذا ليس بصحيح ، و عدم صحته عن أبيه معاوية طريق الأولى و الأحرى " (9) و قال أبن خلدون : و ما نقل من أن معاوية دس إليه السم مع زوجته جعدة بنت الأشعث، فهو من أحاديث الشيعة ، حاشا لمعاوية من ذلك "(10)
و حتى بالنسبة لطلحة بن عبيد الله و ليس عبد الله كما ذكر الكاتب استشهد في واقعة الجمل أي مات في معركة و م يغتال .

إن الاعتماد على مجرد النقل من المصادر دون نقد ، أو تمحيص أمر لا تحمد عقباه، و الدليل الأخطاء الكثيرة التي وقع فيه كاتب المقال.
هذا وتعد كتب التاريخ والأدب أوسع باب دخل منه أعداء الإسلام للنيل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد ساعدهم في تنفيذ مآربهم ذلك الكم الهائل من الروايات الضعيفة والمكذوبة المنتشرة في المصادر التاريخية والأدبية عن عصر الصحابة - رضوان الله عليهم.
أما أن يكون الخطأ متعمدا و تصيد الروايات الضعيفة و المشبوهة و ترديد أراجيف و أكاذيب المستشرقين و أذنابهم مقصودا في ذاته و ذلك لغرض في نفس يعقوب فهذا شيء آخر .
إن الصحابة رضوان الله عليهم هم نقلة هذا الدين ، لدى فقد توجهت إليهم سهام الزنادقة في كل عصر للنيل منهم.
والنيل من الصحابة - رضوان الله عليهم – ليس مقصوداً لذاته فقط ، بل إن الهدف الأهم لدى الزنادقة هو النيل من الإسلام و من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن طريق الطعن في أصحابه – رضوان الله عليهم – وفي ذلك يقول مالك - رحمه الله: ( إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال : رجل سوء ، ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين)
إن مجتمع الصحابة – رضوان الله عليهم – وهو خير القرون كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وهو المجتمع الذي تخرج من مدرسة النبوة ، لذا فإن أحوال ذلك المجتمع ما هي إلا انعكاس لأخلاقيات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذين كانوا أول المخاطبين بقوله تعالى :" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله". و تشويه سمعتهم و الطعن فيهم بمثل المثالب التي أوردها الكاتب في مقاله و تصوير هذا العصر بعصر الاغتيالات و المؤامرات بين الصحابة أنفسهم للغرض منه القضاء علي النموذج العملي الناجح لتطبيق الإسلام, فمعلوم أن المبادئ لا تظهر صلاحيتها وتثبت جدواها إلا بالتطبيق العملي, فكم من فلسفات ومشاريع حينما تُقرأ تجدها رائعة, لكن عند التطبيق تفشل فشلا ذريعا مثل الشيوعية مثلا ، فحينما تشوه صورة التاريخ الإسلامي فمعناها عجز الإسلام عن النجاح في التطبيق ، وعدم قدرة المنهج الإسلامي والشريعة الإسلامية على النهوض بالأمم .
وهذه أساليب العلمانيين ، و من قبلهم المستشرقين كي يظل الإسلام مشروعًا نظريًا غير مطبق, ولذلك حينما يدعو الرأسماليون إلي مناهجهم يقدمون أمريكا نموذجا, وحينما يدعو الليبراليون والعلمانيون إلي مناهجهم يقدمون أوروبا نموذجا, وكان الشيوعيون يقدمون الاتحاد السوفيتي نموذجا, أما الإسلاميون فيقال لهم: إلى أي إسلام تدعون: إلي إسلام عثمان بن عفان الذي أعطي الضوء الأخضر لبني أمية فنهبوا مال الأمة وركبوا رقاب العباد, أم إلى إسلام الأمويين الذين هُدمت الكعبة في عهدهم واستبيحت المدينة وقتل الحسين,و اغتيل الحسن أم إلى إسلام العباسيين ومباذل هارون الرشيد, أم إلى إسلام الأتراك واستبدادهم وجهلهم, أم إلى إسلام المماليك وفظائعهم, أم إلى إسلام النميري, أم إلي إسلام الخميني ؟!.
إن هؤلاء القوم الذين يطعن فيهم الطاعنون عطروا التاريخ بسيرتهم و طرزوه بأعمالهم و فتوحاتهم و يكفيهم فضلا و شرفا أن الله قد حفظ القرآن بهم ، فهم رواته و حملته و مفسروه . و هم نشروا سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم و بلغوها فهدى الله بهم العباد و فتح لهم و بهم أقاصي البلاد .
عبد القادر بوشنيتفة
البريد الإلكتروني : [email protected]

هوامش
1- الطبقات الكبرى لابن سعد
2- صحيح البخاري (حديث رقم 1363)
3- صحيح البخاري (حديث رقم 1381 )
4- تاريخ دمشق ص 403
5- مصنف ان أبي شيبة (15/209)إسناده صحيح
6- عثمان بن عفان للصلابي ص 450

7- منهاج السنة النبوية 4/469
8- تاريخ الإسلام للذهبي ص 40
9- البداية و النهاية 8/43
10- تاريخ ابن خلدون2/527
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية محمد ايوب
محمد ايوب
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 12-05-2007
  • المشاركات : 4,202
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • محمد ايوب is on a distinguished road
الصورة الرمزية محمد ايوب
محمد ايوب
شروقي
رد: من يقف وراء تزييف التاريخ ؟
21-11-2007, 02:25 PM
بارك الله فيك اخي علي التوضيح
واعلم ان عبد العالي ارزقي كاتب سياسي وليس بباحث اسلامي ولا داعية اسلامي وقديما قيل
من تكلم في غير ميدانه اتي بالعجائب
ربي لا تجعلنا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا."
 
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
أكبر مكتبه .... لا تحرم نفسك الفائدة .. كل ما تحتاجه من كتب
بصائر لكل من يحب التاريخ
أمــــراء الظــلام
الساعة الآن 09:55 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى