هذا الذي شاهدته،،، وهو الذي أظنه
11-11-2010, 02:12 PM
بسم الله الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أسباب تخلفنا وتقهقرنا في هذا الزمان بعدنا عن ديننا، وعن اخلاق ديننا وعن تعاليم ديننا، فقد كنا خير أمة لما تمسكنا بهذا الدين العظيم، ثم أصبحنا أسفل سافلين لما ضعيناه، فضيعنا أنفسنا، اظن ان هذا هو السبب العام والرئيسي لتخلف المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله.
من الأسباب التي دعتني لكتابة هذا المقال ما رأيته من خلال محيطي، سواء في العمل أو في "الحومة" وفي كل مكان من في جزائرنا الحبيبة، هو سبُّ الشعب للحكومة، والتكلم فيها ووصفها بأنها هي سبب فقر الجزائريين، وسبب بؤسهم، و"الميزيرية" الاجتماعية إلى غير ذلك مما يعرفه الكل.
أقول هذا الكلام في "الدولة" جاء كرد فعل رافض للاحوال التي يعيشها الشعب، أنا شخصيا، أقول "كما تكونوا يولى عليكم"
فالمشكلة ليست مشكلة دولة، أو حكام، أو غير ذلك، لأن ما يعانيه الشعب ليس من نتاج الحكومة، بل هو نتاج ما فعلناه نحن بانفسنا
الآن دعنا من التعميم، نأخذ قضية من عدة قضايا نراها ونلمسها لمس اليد في حياتنا اليومية
أريد ان أتكلم عن قضية الاحترام، احترام الجزائري لأخيه الجزائري، احترام المسلم لأخيه المسلم
أصبحنا نرى احتقارا لبعضنا البعض
احتقارا حتى لذاتنا
حتى فقد البعض منا ثقته في نفسه، وأصبح يرى الغير من الكفار والملاحدة أحسن منه وهو مسلم، وواحد مثله على الإسلام والسنة خير من ملء الأرض من الآخر
المهم، أقول حتى لا أخرج من الموضوع، أين احترامنا لبعضنا البعض؟؟
إذا لم نحترم أنفسنا، وبعضنا، ونوقر كبيرنا، ونرحم صغيرنا؟؟؟ من ينظر إلينا؟
من يهتم بنا؟؟
تمشي في الطريق، تستحي أن تخرج مع أمك وأختك
تركب في النقل لا احترام، يراك صاحب النقل عشرة دنانير، ثم السباب والشتام لأنه يتأخر وينتظر "عشرات دنانير" أخرى
تذهب للإدارة، تنتظر وتنتظر في طوابير ولا كرامة
فصاحب النقل لا يحترم الإداري، والإداري لما يأتيه صاحب النقل يرد له الصاع صاعين، والإداري "يدير لاشان" من اجل شربة حلييب، والتاجر من يتكلم معه....
ودواليك....
ذهبت الأخلاق تخيل معي
تخيل معي لو كان كل منا يحترم اخاه ويقدره ويعماله كما لو يعامل نفيه
تخيل معي لو أنك استيقظت في الصباح الباكر، ذاهبا لعملك، تأتي إلى موقف الحافلة، تصعد، تجلس، تنطلق الحافلة، يلاقيك القابض بابتسامة
وصلت إلى عملك
تلاقي الناس بترحاب، وتعاملهم كما لو تعامل أحد معارفك
تقضي لهم حوائجهم، وتعينهم بلا واسطة ولا بيروقراطية
تخيل لو ان كلاً منا عمل عمل باتقان وبلا غش ولا خداع
أليس هذا ديننا؟ أليس هذا ما يحثنا عليه ديننا؟ "ابتسامة في وجه اخيك صدقة"، "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا"، "وتعين الرجل فتحمل متاعه على دابته صدقة"
ما أروع ديننا
رأيت أخي القارئ، أين المشكلة؟ المشكلة ليست في الحكومة ولا في الدولة ولا في الرئيس ولا في أي شيء
المشكلة فينا نحن
المشكلة في تعاملنا مع بعضنا البعض
أهنّا بعضنا بعض فأهاننَا غيرنا
قال القائل:
إنما الأمم الاخلاق ما بقيت *** فإن همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا
وقال الآخر:
نعيب زماننا والعيب فينا *** وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ *** ولو نطق الزمان لنا هجانا
أعتذر إخواني إن أطلت، ولكنها نفثة مصدور
وأسأل الله جل وعلا أن يصلح الاحوال، وأن يردنا إلى دينه ردا جيلا
فهذا الذي شاهدته، وهو الذي أظنه
المشكلة فينا وفي تعاملنا مع بعضنا البعض وليست في غيرنا
هذا رأيي فإن كان لكم رأي آخر فأهلا وسهلا
بارك الله فيكم ونفع بكم ووفقكم وإياي لما فيه الصلاح والخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته









