ردود حول ( شعب الجزائر مسلم ....).
11-03-2012, 01:30 PM
ردود على ( شعب الجزائر مسلم )
وآراء أخر.
تابعت باهتمام ما كتبه الإخوة في نقاشاتهم الحادة حول هويتنا الجزائرية في مواضيع مطروحة للنقاش في ركن (منتدى النقاش العلمي والفكري) لا حظت فيها جملة من الآراء التي تحتاج إلى رد وتوضيح ، وهو ايمان مني بأن القلق الهوياتي الملحوظ يمكن تجاوزه بالحوار الثقافي المسؤوول وليس بالإنغلاق المذموم ، فالناس لها حقوق يجب أن تسترد ، وما ضاع حق وراءه طالب ، وحاولت أن أرد في نقاط محددة لجوانب أثيرت مباشرة أو تلميحا ، واستحسنت أن تكون الردود على شكل مقال ليتيح للراغبين في النقاش مجالا رحبا دون الإخلال بقواعد ه السمحة مهما ادلهمت الدروب وانتكست الأمنيات ، فالحقائق لا يجب طمسها بالآراء وإنما بالحقائق مثلها ، ولكل مقام مقال .
°°°الأمازيغ في عمومهم لا ينبذون التنوع ، فهم في تاريخهم تعايشوا مع الوافد بقلته أوكثرته ، وتعلموا لغة الأقوام التي حلت ببلادهم ، فلو كانوا عنصريين لما تعلموا الفنيقية والرومانية والعربية والفرنسية ، وبها قارعوا من ناصبهم العداء ، والأمازيغ في تاريخهم الإسلامي قدموا خدمة جليلة للإسلام واللغة العربية ، والإسلام بلسانه العربي فقدا صفة القومية العربية منذ أن خرجا من تخوم شبه الجزيرة العربية نحو أرض الله الواسعة ، فأصبحا مكسبان لكل الأقوام ، وما يذكر بعض العربان بأن الإسلا م عربي والنبي عربي واللغة عربية أمر غير مستساغ ويعد من سقط المتاع ، وأتذكر هنا حادثة وقعت بليبيا كان أحد المحاضرين يتحدث عن جهود المسلمين في الذوذ عن دينهم ، فوصف صلاح الدين الأيوبي بالعربي ، فما كان من محمد الغزالي رحمه أن طالبه بالنزول باعتباره أساء للإسلام إساءة أولى هو أنه نسب كردي لغير نسبه ، وثانيا الإسلام لا يهتم بالأعراق ، فكل الناس عنده سواسية مقياس التمايز بينهم عند الله هو الإيمان وفقط ، فصلاح الدين الأيوبي و يوسف بن تاشفين حاربا لإعلاء كلمة الله والإسلام وليس لإعلاء مصطلح العروبة .
°°° الأمازيغية هي رد فعل طبيعي على تخمة العروبة .
قد يتساءل القاريء الكريم لماذا هذا المد الأمازيغي بعنفوانه ؟ ولماذا هذه المجادلات الحامية التي يعدها بعضنا فتنة ، أو مؤدية للفرقة ، ما يراه هؤلاء نفاق ... لأن الجروح لا تبرأ إلا بنبش ما تحتها من صديد ، فلا يمكن أن يستقيم حالنا وجزء كبير من ذوينا مهمشون في تاريخهم ولسانهم وإرثهم الثقافي بحمولته التراثية المتناغمة مع الدين الذي اعتنقوه .
°°°تناغمنا وتماهينا مع ( العروبة ) لغرض سياسي حتى لا نكون سببا في إضعاف الصف ، وكلما تنازلنا إلا وازداد طغيان العروبة حتى بلغ حد منع التسميات الأمازيغية وتداول اللساني في الساحات العامة ؟؟؟
°°°لا أدري ما قيمة الجهاد ؟؟ وما قيمة الإستقلال؟؟ إذا لم أشعر بقيمة إنيتي في بلدي ، وكيف سيكون موقفي من الذين يهينون هويتي وأصولي وأمجاد بلادي عبر التاريخ ،،، فكلما سمع بعضُنا بالأمازيغ إلا وشحذ (مديته) وفتح المعجم للبحث عن المفاهيم القدحية التي تسيء للأمازيغ بدأ من تسميتنا بالبربر ، والبرابرة ، وقبائل النغاس ، والطابور الخامس ، وأولاد فافا .، والبربريست ، ولا زالوا ويزالون يختلقون مشين الوصف للإذلال المخالف .
°°° بعضهم يقول بأننا أمازيغ ( لكن عربنا الإسلام ) ، مستشهدين بقول ابن باديس ، ومرددين لاراء قومية صاغها عثمان سعدي أ و أحمد بن نعمان والجابري ، وهم قوميون عرب مؤدلجون لا يؤتمن قولهم ، فهو مردود ، لأن الإسلام ماقتٌ للعنصريات الجاهلية فيها دون استثناء حتى للعروبية .
مفهموم العروبة زئبقي متعدد الفهوم .
°°° العروبة حربائية في مفهومها ، فإ ن كان ابن باديس صاغها بعفوية وصدق روية وفهم ثقافي لا سلالي ، فكثير من أبنائنا اليوم فهمُوها فهما إثنيا سلاليا دون النظر فيها ، فهي ثقافة أحيانا ، لكنها في الغالب تستخدم لإذلال وقتل الهوية الأصلية الأمازيغية .
°°° العرب في الجزائر وبلاد المغرب الكبير حققوا حلمهم الهوياتي بفضل جهودهم وجهود الأمازيغ الذين تماهوا معهم بسذاجة ، ومحقوا بفكرهم الشمولي كل تنوع لساني وثقافي ، فالعرب ابتلعوا كل شيء وجعلوه عربيا ، حتى طبونوميا المكان جعلوها عربية ، فغدت تكيروان هي القيروان ، و ثوبيرت هي بويرة ، وورجلان هي ورقلة زيت عرب ، كرموس عرب ، جاج اعرب ، سروال عرب... وغيرها كثير،ولم يفكروا يوما في حقوق الآخر من باب [أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك ] ، ما بال العرب لا يمدون يدهم للمسلمين أمثالهم في فهم الأمازيغية وجعلها لغة وطن ورسمية الى جانب العربية ؟ لماذا لغة المستدمر الفرنسي قائمة وتدرس لأبنائنا إجبارا ؟ ، وهي رسمية بقوة الفعل ، في حين أن الأمازيغية وضعوها وراء ظهورهم طالها النسيان ، فلولا الجداتُ لضاع لسانها إلى أبد الآبدين .
°°° يجب إعادة النظر في الدستور بمشموله ، وإحلال الحق في التعامل مع العناصر المكونة ( للهوية الجزائرية ) بعيدا عن المزايدة والإستئثار ، كلما أُدرجت العروبة دون مثيلاتها إلا وحدث الإنشقاق والخلاف ، فالواجب يدعو الى الإتفاق على مصطلحات شاملة لا تقصي أحدا ، من قبيل شمال افريقيا ، أو المغرب الكبير ، أو بلاد المغارب ، لأن الحرص الزائد على العروبة باعث على التشرذم والضياع ، فدول المشرق بالرغم من كونها عربية فهي صاغت مصطلح يجمعها على اساس منطق جغرافي وليس اثني ( مجلس التعاون الخليجي الذي سيتحول إلى اتحاد التعاون الخليجي ) .
°°° الأمازيغ مسلمون شغوفون بدراسة اللغة العربية ، فإبن معطي وابن اجروم ، وصاحب لسان العرب كلهم أمازيغ ، فهم ينظرون للعربية بأنها ملكية لهم ، لأنهم طوروها وابدعوا بها , وكما أن للعربية أعداء في المشرق فلها اعداؤها في المغرب ، فالناس على ما تريد وما تشتهي مذاهب في هذه الدنيا .
خلاصة القول أن العرب عندنا لايجب أن يكونوا شوفينيين بحيث لا تعكس المرآة إلا انفسهم ، فنحن كلنا مغارب مسلمون ، وحتى وإن أردنا أن نكون غربيين فلن نقبل ، ولو شئنا أن نكون عربا فعربان الخليج لن يقبلوا بنا ، فنحن مغاربة بقوة الأرض والتاريخ شئنا أم ابينا .
