خي تو * : قصة أخرى
28-03-2012, 09:56 PM
كانت صبية في قريتها البائسة تحلم بكل شيء لم يستطع أبوها تحقيقه لها من أكلات وثياب وسفر إلى المدينة الكبيرة و تعليم وغير ذلك .
كانت في سنتها السادسة وهي آخر سنة من المرحلة الإبتدائية ، وهذه فرصة ثمينة لتحقيق جزء من أحلامها بالإنتقال إلى المتوسطة هناك في مكان آخر غير قريتها وعالم آخر الذي حتما سيكون أفضل من عالمها الحالي الضيق والرتيب .
لم يعد أمام الصبية سوى الإهتمام بدراستها والإعتناء بجسدها الذي فاق بكثير سنها . ومساهمة من الوالد في إنجاح مسعى صغيرته البريء و المشروع توسل إلى معلمها الغريب عن القرية والذي لم يبلغ بعد العشرين من عمره بأن يوجهها ويراعيها عند المراجعة مقابل التكفل التام به .
ابدت التلميذة سعادتها بالأمر وأزداد مستوى استيعابها وفهمها للدروس ما أدى إلى ارتياح أفراد عائلتها ، لكن سرعان ما تبدلت الأحوال وتحولت غرفة المراجعة إلى ملتقى للسمر بأحاديث القلوب والعواطف بين المعلم وتلميذته . وفي يوم ليس كبقية الإيام وفي جلسة إستثنائية حدث شيء إستثنائي بين الإثنين .
خشي المعلم أن يتكون في أحشاء الصغيرة -التي اصبحت الطريق إليها سالكة- شيئ ما ، لكن خوفه تبدد مع مرور الوقت .
تحول حلم الصبية بتوجيه مركّز من المعلم إلى نسج الرباط المقدس الذي سيلف العش الحاضن لها تحت جناحه وما عادت تهمها الدروس ولا الإمتحانات ولا المتوسطة ولا المدينة التي تحتضنها.
رسبت التلميذة في آخر العام وخاب ظن الأسرة فيها وكانت تجيب كل من يسألها عن الأمر : و ماذا أفعل بالشهادة ؟ أنتم تعرفون مآل كل بنت ".
وسافر المعلم بعد إنتهاء الدراسة على أمل العودة ....وأنتظرت ..... وطال الإنتظار ...... ولما أيقنت أن لاعودة ، وأنها كانت مجرد نزوة عابرة ، تلبدت سماؤها ، وتقوقعت في صمت رهيب واتخذت لنفسها عادة حيرت أهل القرية كلهم . كانت تأخذ
نصلة " خنجر "صدئة وتشرع في شحذها وهي تردد " خي تو .... خي تو ...." ، و لم يفلح أفراد عائلتها وصديقاتها في معرفة مغزى هذه العبارة ، ولما انتشر ذلك بين الناس : أطلقوا عليها إسم "خي تو " .
ودارت عجلة الزمن و بلغت " خي تو " سن الكهولة وهي لا تزال على حالتها تلك . وفي يوم من الإيام تناهى إلى سمعها أن المعلم متواجد بالقرية في زيارة مجاملة لأحد أصدقائه بعد أن أحيل على التقاعد ، فأنطلقت كالسهم إلى داخل البيت وخرجت بنفس السرعة وهي تردد : "خي تو ، خي تو .." وتجري في الأزقة الضيقة والساحات حتى ترائى لها المعلم فأتجهت صوبه وهي تردد نفس العبارة فظن هذا الأخير أن أمرأة من نساء القرية أشتاقت لرؤيته ، ولما وصلت إليه ممرت كالبرق النصلة التي شحذتها سنين عددا على رقبته التي لم يبق فيها سالما شريان ولا وريد ثم عادت بنفس السرعة وهي تقول : يكفيني يا ربي ، يكفيني يا ربي " ولم تكد تصل عتبة الدار حتى سقطت من يدها النصلة وتكومت هي عليها مفارقة الحياة .
* خي تو : كلمة أمازيغية ( زناتية ) مركبة من خي و تو .
خي : ب
تو : هذه
بهذه أي سأخذ ثأري بهذه النصلة .
كانت في سنتها السادسة وهي آخر سنة من المرحلة الإبتدائية ، وهذه فرصة ثمينة لتحقيق جزء من أحلامها بالإنتقال إلى المتوسطة هناك في مكان آخر غير قريتها وعالم آخر الذي حتما سيكون أفضل من عالمها الحالي الضيق والرتيب .
لم يعد أمام الصبية سوى الإهتمام بدراستها والإعتناء بجسدها الذي فاق بكثير سنها . ومساهمة من الوالد في إنجاح مسعى صغيرته البريء و المشروع توسل إلى معلمها الغريب عن القرية والذي لم يبلغ بعد العشرين من عمره بأن يوجهها ويراعيها عند المراجعة مقابل التكفل التام به .
ابدت التلميذة سعادتها بالأمر وأزداد مستوى استيعابها وفهمها للدروس ما أدى إلى ارتياح أفراد عائلتها ، لكن سرعان ما تبدلت الأحوال وتحولت غرفة المراجعة إلى ملتقى للسمر بأحاديث القلوب والعواطف بين المعلم وتلميذته . وفي يوم ليس كبقية الإيام وفي جلسة إستثنائية حدث شيء إستثنائي بين الإثنين .
خشي المعلم أن يتكون في أحشاء الصغيرة -التي اصبحت الطريق إليها سالكة- شيئ ما ، لكن خوفه تبدد مع مرور الوقت .
تحول حلم الصبية بتوجيه مركّز من المعلم إلى نسج الرباط المقدس الذي سيلف العش الحاضن لها تحت جناحه وما عادت تهمها الدروس ولا الإمتحانات ولا المتوسطة ولا المدينة التي تحتضنها.
رسبت التلميذة في آخر العام وخاب ظن الأسرة فيها وكانت تجيب كل من يسألها عن الأمر : و ماذا أفعل بالشهادة ؟ أنتم تعرفون مآل كل بنت ".
وسافر المعلم بعد إنتهاء الدراسة على أمل العودة ....وأنتظرت ..... وطال الإنتظار ...... ولما أيقنت أن لاعودة ، وأنها كانت مجرد نزوة عابرة ، تلبدت سماؤها ، وتقوقعت في صمت رهيب واتخذت لنفسها عادة حيرت أهل القرية كلهم . كانت تأخذ
نصلة " خنجر "صدئة وتشرع في شحذها وهي تردد " خي تو .... خي تو ...." ، و لم يفلح أفراد عائلتها وصديقاتها في معرفة مغزى هذه العبارة ، ولما انتشر ذلك بين الناس : أطلقوا عليها إسم "خي تو " .
ودارت عجلة الزمن و بلغت " خي تو " سن الكهولة وهي لا تزال على حالتها تلك . وفي يوم من الإيام تناهى إلى سمعها أن المعلم متواجد بالقرية في زيارة مجاملة لأحد أصدقائه بعد أن أحيل على التقاعد ، فأنطلقت كالسهم إلى داخل البيت وخرجت بنفس السرعة وهي تردد : "خي تو ، خي تو .." وتجري في الأزقة الضيقة والساحات حتى ترائى لها المعلم فأتجهت صوبه وهي تردد نفس العبارة فظن هذا الأخير أن أمرأة من نساء القرية أشتاقت لرؤيته ، ولما وصلت إليه ممرت كالبرق النصلة التي شحذتها سنين عددا على رقبته التي لم يبق فيها سالما شريان ولا وريد ثم عادت بنفس السرعة وهي تقول : يكفيني يا ربي ، يكفيني يا ربي " ولم تكد تصل عتبة الدار حتى سقطت من يدها النصلة وتكومت هي عليها مفارقة الحياة .
* خي تو : كلمة أمازيغية ( زناتية ) مركبة من خي و تو .
خي : ب
تو : هذه
بهذه أي سأخذ ثأري بهذه النصلة .
من مواضيعي
0 تهنئة....
0 أزيدكم منهن واحدا
0 مع إنتاجهن دائما .....
0 الرحمة لهن والمغفرة
0 لغزان من عند قرينة جدتي رحمهما الله ....
0 دولة عربية ؟
0 أزيدكم منهن واحدا
0 مع إنتاجهن دائما .....
0 الرحمة لهن والمغفرة
0 لغزان من عند قرينة جدتي رحمهما الله ....
0 دولة عربية ؟
التعديل الأخير تم بواسطة masrour farah ; 30-03-2012 الساعة 11:08 PM













