حتى لو رحلت الثقافة ..
14-11-2007, 10:25 PM
خواطر ساخـرة
من عاصمة الثقافة العربية
هذي خواطر فاقرؤا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة : الخامسة
حتى لو رحلت الثقافة ..
راعي الثقافة لا يزال نائما .. لا .. للازعاج ..
الدكتور الشاعر حسين زيدان في ذمة الله . يرحل في صمت ..ودون ضجيج ..
بقلم : عبد الكريم قذيفة
زمن الغرائب والعجائب ..هو الزمن الذي نعيش ..زمن التناقضات ..زمن اللامبالاة .... في خضم ضجيج عاصمة الثقافة العربية ، في خضم الولائم التي لا تنتهي هنا وهناك ، ملتقيات ومهرجانات وندوات وأمسيات ..في خضم الركض نحو اقتسام الريع ..وفيغفلة من الكل ..يرحل شاعر ..
وفي عمق ضوضاء الحملات الانتخابية ، و السعي المسعور لافتكاك مرتبة ضمن القوائم الحزبية ..يترجل شاعر من على صهوة جواد الحياة ..ويمر الأمر هكذا في هدوء. وصمت مريب ، دون أدنى إشارة أو ذكر من أحد ، حتى واجب التعزية الذي تمليه الأخلاق في
درجتها الأدنى ، لم يتحقق على مستوى أية صحيفة ..
مالذي يحدث في هذا الوطن ؟
أين الاتحادات الأدبية والجمعيات الثقافية ، ومن يتشدقون يوميا بحقوق المبدع والفنان ؟ أين رجالات الثقافة وحماتها ورعاتها في هذا البلد المغلوب على أمره بيد أبنائه ؟عرفته سنة 1988 بباتنة ، حين كان موظفا بسيطا بدار الثقافة باتنة ، يخوض معترك الحياة و صراع الخبز اليومي ، كان خجولا جدا ، هادئا ، يقرأ نصوصه في صمتوهدوء كبيرين ، انظم إلى رابطة إبداع الأدبية ، وكان من كوكبة شعراء المقدمة فيهذه الرابطة حبه للحياة ، وحرصه على التعلم و تحسين وضعه الاجتماعي ، دفعه للعمل كأستاذ رياضيات لفترة ، قبل أن يحصل على الماجستير في الأدب ، و يحصل على وظيفة بجامعة أدرار في أقصى الجنوب ، وبذات الإرادة يعمل و يثابر في البحث ، ليتوج جهده بالحصول على شهادة الدكتوراه ، الشهادة التي شفعت له في العودة إلى مسقطرأسه وبيئته التي تربى فيها ..إلى باتنه..
التقيته خلال رحلته السابقة ثلاث مرات ، كنت في كل مرة أرتشف من معين لا ينضب ، من زلال حديثه وشعره ..رغم الهدوء والخجل الذين ظلا ملازمين له ..
لم يحدث أن زاحم حسين زيدان أحدا ..لم يحدث وأن جرى خلف منبر أو كرسي أوشهره
..كان زاهدا في كل ذلك ..ساعيا وراء قوت يومه ، مغتنما حياته لحظة بلحظه ..وكأنه يشعر في أعماقه أن أجله قريب ..و أنه مجرد ضيف خفيف على هذه الحياة ..
و في بسكرة حيث كنت أعمل ، فاجأني بعض الطلبة بدواوينه الشعرية ، وقدكانوا بصدد دراستها في مذكرة تخرجهم ، تصفحتها ، و أخذت منهم وعدا بأن يوافوني برقم هاتفه ..لكن ذلك لم يحدث ..
رحل إذا الشاعر حسين زيدان تاركا لنا مجموعة دواوين حملها هواجسه وآلامه وأحلامه ..ترك لنا : فضاء لموسم الإصرار ، اعتصام ، قصائد من الأوراس إلىالقدس ، شاهد الثلث الأخير ..
رحل شاهدا على الثلث الأخير من قرن مر ، من قرن الانكسارات والهزائمالعربية ..وشاهدا على كل محن الوطن في هذا الثلث..
رحل بعد أن صارع السرطان اللعين ، بعد أن فتك به المرض ، و نخر جسمه النحيل زمن الغرائب والعجائب لا أحد في باتنة ، ولا في رابطة إبداع ، ولا من أصدقائه المقربين تطوع لكتابة كلمة عنه ، عدا إشارة عابرة من الدكتور والشاعر يوسف وغليسي في إحدى الحصص التلفزيونية ........
ألهذا الحد يتنكر الأصدقاء والأهل والأحبة ؟
ألهذا الحد لا ينتبه زملاءه في الجامعة إلى غيابه ؟ وإلى ما عليهم القيام به ؟ أم أن الهملة الانتخابية أخذت عقول كل المحيطين به ، و أنستهم أنفسهم ؟؟
رحمك الله يا حسين ، و ارتح الآن غير أسف على وطن عشت حياتك تمجده وتتغنى به ،
وعلى قضية أخلصت لها حياتك ، حين كان الآخرون يبيعونها في السر والعلن ..
رحمك الله شاهدا وشهيدا ..وشاعرا ذا قيم وأخلاق نادرة ...
ولا ارتاحت أعين الراكضين وراء سراب دنياهم ..
--------------
هامش :
• رحل الشاعر مساء يوم الجمعة 02 نوفمبر 2007 .
• كل الشكر للصديق الشاعر طارق ثابت على تكرمه بإبلاغ الأصدقاء.ابن الأصيل يستسمحكم عذرا ..
فالمجال لا يحتاج الى تعليق ساخر ..
لأن العنوان الأحمر الكبير هنا يكفي وحده.
المهم انني طلبت من الصديق عبد الكريم نقل موضوعه اليكم ..
وعذرا لمنتديات أصوات الشمال على النقل .
وكبقية المعلقين على الموضوع أقول :
الموت حق .. ولا مفر لأي واحد منا ..
ترى هل كتب على المبدع الجزائري أن يكتب في صمت ؟..
ويرحل في صمت ؟ ..
وهل شعار عاصمة الثقافة مجرد ماركة عربية نستوردها ليقال
أن لدينا سلطات تهتم بالثقافة ؟
عار عليكم يا أهل الثقافة .. يامن نصبتم على رأس الثقافة التي
يعرفها المواطن الجزائري باسم السخافة ..
وهل صدق حتما ابن الأصيل في معلقته ؟ :
ثقافتنـا نتاج للسخافة
فيازمن الرداءة قد وعينــا
وأين ثقافة الأجيال منا ؟
رحمك الله يا حسين ..
وجزى الله خيرا أخينا قذيفة على التذكير ..
انا لله وانا اليه راجعون ..
سبحان الله .. والحمد لله ..
يارب أنت أعطيت ، وأخذت .
من عاصمة الثقافة العربية
هذي خواطر فاقرؤا
ما قد تيسر من خواطر
إني أريد بنشرها إظهار مأساة الجزائر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة : الخامسة
حتى لو رحلت الثقافة ..
راعي الثقافة لا يزال نائما .. لا .. للازعاج ..
الدكتور الشاعر حسين زيدان في ذمة الله . يرحل في صمت ..ودون ضجيج ..
بقلم : عبد الكريم قذيفة
زمن الغرائب والعجائب ..هو الزمن الذي نعيش ..زمن التناقضات ..زمن اللامبالاة .... في خضم ضجيج عاصمة الثقافة العربية ، في خضم الولائم التي لا تنتهي هنا وهناك ، ملتقيات ومهرجانات وندوات وأمسيات ..في خضم الركض نحو اقتسام الريع ..وفيغفلة من الكل ..يرحل شاعر ..
وفي عمق ضوضاء الحملات الانتخابية ، و السعي المسعور لافتكاك مرتبة ضمن القوائم الحزبية ..يترجل شاعر من على صهوة جواد الحياة ..ويمر الأمر هكذا في هدوء. وصمت مريب ، دون أدنى إشارة أو ذكر من أحد ، حتى واجب التعزية الذي تمليه الأخلاق في
درجتها الأدنى ، لم يتحقق على مستوى أية صحيفة ..
مالذي يحدث في هذا الوطن ؟
أين الاتحادات الأدبية والجمعيات الثقافية ، ومن يتشدقون يوميا بحقوق المبدع والفنان ؟ أين رجالات الثقافة وحماتها ورعاتها في هذا البلد المغلوب على أمره بيد أبنائه ؟عرفته سنة 1988 بباتنة ، حين كان موظفا بسيطا بدار الثقافة باتنة ، يخوض معترك الحياة و صراع الخبز اليومي ، كان خجولا جدا ، هادئا ، يقرأ نصوصه في صمتوهدوء كبيرين ، انظم إلى رابطة إبداع الأدبية ، وكان من كوكبة شعراء المقدمة فيهذه الرابطة حبه للحياة ، وحرصه على التعلم و تحسين وضعه الاجتماعي ، دفعه للعمل كأستاذ رياضيات لفترة ، قبل أن يحصل على الماجستير في الأدب ، و يحصل على وظيفة بجامعة أدرار في أقصى الجنوب ، وبذات الإرادة يعمل و يثابر في البحث ، ليتوج جهده بالحصول على شهادة الدكتوراه ، الشهادة التي شفعت له في العودة إلى مسقطرأسه وبيئته التي تربى فيها ..إلى باتنه..
التقيته خلال رحلته السابقة ثلاث مرات ، كنت في كل مرة أرتشف من معين لا ينضب ، من زلال حديثه وشعره ..رغم الهدوء والخجل الذين ظلا ملازمين له ..
لم يحدث أن زاحم حسين زيدان أحدا ..لم يحدث وأن جرى خلف منبر أو كرسي أوشهره
..كان زاهدا في كل ذلك ..ساعيا وراء قوت يومه ، مغتنما حياته لحظة بلحظه ..وكأنه يشعر في أعماقه أن أجله قريب ..و أنه مجرد ضيف خفيف على هذه الحياة ..
و في بسكرة حيث كنت أعمل ، فاجأني بعض الطلبة بدواوينه الشعرية ، وقدكانوا بصدد دراستها في مذكرة تخرجهم ، تصفحتها ، و أخذت منهم وعدا بأن يوافوني برقم هاتفه ..لكن ذلك لم يحدث ..
رحل إذا الشاعر حسين زيدان تاركا لنا مجموعة دواوين حملها هواجسه وآلامه وأحلامه ..ترك لنا : فضاء لموسم الإصرار ، اعتصام ، قصائد من الأوراس إلىالقدس ، شاهد الثلث الأخير ..
رحل شاهدا على الثلث الأخير من قرن مر ، من قرن الانكسارات والهزائمالعربية ..وشاهدا على كل محن الوطن في هذا الثلث..
رحل بعد أن صارع السرطان اللعين ، بعد أن فتك به المرض ، و نخر جسمه النحيل زمن الغرائب والعجائب لا أحد في باتنة ، ولا في رابطة إبداع ، ولا من أصدقائه المقربين تطوع لكتابة كلمة عنه ، عدا إشارة عابرة من الدكتور والشاعر يوسف وغليسي في إحدى الحصص التلفزيونية ........
ألهذا الحد يتنكر الأصدقاء والأهل والأحبة ؟
ألهذا الحد لا ينتبه زملاءه في الجامعة إلى غيابه ؟ وإلى ما عليهم القيام به ؟ أم أن الهملة الانتخابية أخذت عقول كل المحيطين به ، و أنستهم أنفسهم ؟؟
رحمك الله يا حسين ، و ارتح الآن غير أسف على وطن عشت حياتك تمجده وتتغنى به ،
وعلى قضية أخلصت لها حياتك ، حين كان الآخرون يبيعونها في السر والعلن ..
رحمك الله شاهدا وشهيدا ..وشاعرا ذا قيم وأخلاق نادرة ...
ولا ارتاحت أعين الراكضين وراء سراب دنياهم ..
--------------
هامش :
• رحل الشاعر مساء يوم الجمعة 02 نوفمبر 2007 .
• كل الشكر للصديق الشاعر طارق ثابت على تكرمه بإبلاغ الأصدقاء.ابن الأصيل يستسمحكم عذرا ..
فالمجال لا يحتاج الى تعليق ساخر ..
لأن العنوان الأحمر الكبير هنا يكفي وحده.
المهم انني طلبت من الصديق عبد الكريم نقل موضوعه اليكم ..
وعذرا لمنتديات أصوات الشمال على النقل .
وكبقية المعلقين على الموضوع أقول :
الموت حق .. ولا مفر لأي واحد منا ..
ترى هل كتب على المبدع الجزائري أن يكتب في صمت ؟..
ويرحل في صمت ؟ ..
وهل شعار عاصمة الثقافة مجرد ماركة عربية نستوردها ليقال
أن لدينا سلطات تهتم بالثقافة ؟
عار عليكم يا أهل الثقافة .. يامن نصبتم على رأس الثقافة التي
يعرفها المواطن الجزائري باسم السخافة ..
وهل صدق حتما ابن الأصيل في معلقته ؟ :
ثقافتنـا نتاج للسخافة
وتشويه لأعمدة الصحافة
قشور في الجرائد مرمياتوتلفزة ثقافتهـا الطرافة
ودور للثقافـــة نائمـاتلجـان.. واتحاد للخلافـة
فيازمن الرداءة قد وعينــا
بأنك ضيفنا نعم الضيافة
عدو الأمس وجهنا لنحنـوعلى قدميه تنتحر الأنافة
وأين ثقافة الأجيال منا ؟
نداء يا سلاطيـــن الثقافة
الا انقرضوا فلا شيء لديكموخير الحل..اختصروا المسافة
رحمك الله يا حسين ..
وجزى الله خيرا أخينا قذيفة على التذكير ..
انا لله وانا اليه راجعون ..
سبحان الله .. والحمد لله ..
يارب أنت أعطيت ، وأخذت .
كل سيبحر بحثا عن حقيقته
ما أوسع البحر لم ييأس من السفن
قد يلتقي الغر والمغرورفي زمن
فيه تساوى لباس العرس بالكفن
ما أوسع البحر لم ييأس من السفن
قد يلتقي الغر والمغرورفي زمن
فيه تساوى لباس العرس بالكفن
من مواضيعي
0 ليس القصف وحده الذي يذكرنا فلسطين
0 ملحمة غزة
0 أَعلَنتهَا صَرخَة يَا أُمُ فَانْتَفِضِي
0 لحظة يأس
0 الى السيد المشرف العام
0 شيء من المديح النبوي
0 ملحمة غزة
0 أَعلَنتهَا صَرخَة يَا أُمُ فَانْتَفِضِي
0 لحظة يأس
0 الى السيد المشرف العام
0 شيء من المديح النبوي
التعديل الأخير تم بواسطة روان علي شريف ; 15-11-2007 الساعة 08:17 PM










