تسجيل الدخول

( يزعم الحكام ومثقفوهم العضويون وطائفة من المفكرين الدين لازالوا يعيشون على الإرث الفكري الروماني واليوناني يزعمون أن السيادة في الدولة الحديثة هي ملك للشعب وحده يفوضها كيفما شاء لممثلين يديرون الدولة باسمه ولفائدته ويزعمون أن الفرق بين الدولة الحديثة وما سبقها يترجمه الشعار (( من الشعب والى الشعب)).

وحيث لا نملك لا أنا ولا انتم أن نتهم هده الطائفة من الأدمغة المستنيرة با الكذب ولا نملك من الأدلة النظرية ما يفند هدا الشعار فإننا نقول ما قاله '' سان توما'' لن نصدق إلا ما نرى رأي العين وما نراه في الدولة الحديثة لا يغرينا على تقبل هده الكذبة فلقد بحثت مند أن بلغت الأهلية القانونية عن سهمي من السيادة في مؤسسات الدولة فلم اعثر على اثر لدولة هي فعلا " من الشعب والى الشعب " بل وقفت مثلكم علي حقيقة مدهشة وهي أن الناس يولدون أحرارا إلى أن تستعبدهم الدولة بمجرد تقييد أسمائهم وألقابهم بسجلات الحالة المدنية ولم تعرف البشرية استعبادا للفرد مثلما تستعبد الدولة الحديثة رعياها وقد لا تكون المقارنة مع النظام العبودي لصالح هده المواطنة المزيفة في دولة حديثة قد حولت المواطن إلى كيان رقمي لا تراه الدولة إلا كعنصر إحصائي تلتفت إليه في يوم واحد من السنة تبتز منه التفويض عبر مسارات انتخابية تزور عندنا بشتى الوسائل والطرق وفي المجتمعات الغربية الديمقراطية بالمال وليس من العبث أن نسال ماحاجة الناس إلى دولة تبتلع الأموال العامة بشراهة لتنفقها على مؤسسات همها الوحيد تطبيق الخناق على المواطن وتقمعه بقوانين وإجراءات تلزمه مالا يرضاه إلى أن يحين موعد الاقتراع القادم فأنت في نظر الإدارة إعرابي خشن غليظ القلب لا يتسع صدرك للإحاطة بنعم الدولة عليك وأنت قاصر عن فهم وإدراك أهمية وخطورة القوانين والإجراءات والأوامر والمراسيم التي أوحى بها هاروت وماروت للمشرعين لتنظيم حياتك وحماية أملاكك وعرضك وسلامتك. قد ينطلي هدا الكلام على الفئات المثقفة المهووسة بإدخال المواطن في قوالب تنظيمية صارمة لكن المواطن الذي يعالجه يوميا الإخطبوط الإداري البيروقراطي للدولة يعلم أن خصمه الأول بعد الشيطان هو الإدارة وانه ما من جريمة موصوفة في القوانين الجنائية إلا كانت الدولة ومؤسساتها أول من يأتيها وأولى جريمة وأعظمها على الإطلاق هدا السطو الموصوف علي السيادة والدي ينظم السطو على الممتلكات الجماعية والفردية ويحول سطح الأرض وباطنها من ملكية جماعية سخرها الله لكافة الناس من مناجم إلى ريوع تستبد بها الطائفة المستبدة بمقاليد الدولة .ولم نرى رئيسا من رئاسة الأمة وهو مثقل بالديون كما خرج منها الخليفة عمر ولم نسمع عن وزير ولا عن والي ولا حتى عن رئيس بلدية خرج من عهدة إلا وقد هبر هبره من المال العام وانتزع نصيبه من الكعكة ولم اسمع عن رجل اصدق من رئيس بلدية من الشرق الجزائري في عهد الحزب الواحد خطب في الناس بلسان صادق حيث قال إنما وليت عليكم ولم أكن أخيركم وقد اخدت نصيبي من ريع العهدة واني إن وليتموني عهدة ثانية وأنا على هدا الاستغناء التفت إلى مصالحكم بعد ان قضيت مصالحي . كان دلك في زمن دولة الحزب الواحد أما وقد صرنا في دولة الأحزاب ونظام التداول على الريوع فان المواطن لم يعد يحلم بالدولة الراعية لشؤونه بقدر ما بات يحلم بزوال الدولة بعد أن زال الرجال.)busted_redbusted_redbusted_redbusted_redbu sted_redbusted_red