لماذا تقدّم الأخر، وتأخرنا نحن العرب؟
06-11-2012, 02:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.
آل " الشروق "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ بدايةِ ما اتفق ــ مجازًا ــ على تسميّته بالنهضة العربيةِ الحديثةِ.
وعندما بدأ تفتح العقل العربي على الآخر.
كان يرواد ذهن النخبة حلمًا. هو تقليص أو هدم الهوّة الفاصلة بين العرب، والشعوبِ المتحضرةِ في الغربِ
في أوان ذلك العصر.
حيث كانت هناك رغبة، وكان هناك طموحٌ. على عكس ما يُرى اليومُ من إحباط ٍ ويأس.
فالنخبة ُ العربية ُ اليوم على كثرتِها، بكلّ أطيافها الدينية منها والفكرية لم تعد مهتمة ًبما يجري من حولهِا.
وأصبحت وكأنها مقرّة ٌ بالعجز والاستسلام.
وهذا بعد التغيّرات والتحوُّلات العالمية التي أستجدت على الساحة بعدسقوط الإمبراطورية الاشتراكية أو ما يُعرف بالمعسكر الشرقي.
إذ أظهر لنا الانفتاحَ وكشف عن التأخرِ الكبير الذي يتخبط في العالم العربي وذلك في كل المجالات وعلى جميع الأصعدة.
مع العلم أن هذا التخبط ليس فقط في الدوّلِ العربية التي كانت تتبنى الاشتراكية كخيارٍ.
بل أنّ التأخر نراه حتى التي الدول العربية التي كانت تدعى أنها رأسمالية ًوموالية ً للغرب منذ البداية.
و بقي العربَ يستوردون ويستعيرون كل شيءٍ من العقل الغربي. فمن الأدواتِ إلى المناهج ِ والطرق. و قادهم العجز بالتأثير ولو قليلاً على التحوّلات في هذا العالم، بل بلغ بهم العجز الى حلّ القضايا التي تخصهم كعربٍ، وذلك حتى في المجتمع الواحد في داخل القطر نفسه.
فإذا عُدنا إلى الوراء بفكرنا نجد أنه كان حلمُ اللّحاقِ بالغرب ليس عربيًّا فقط، بل هو حلم ُ كل الأممِ الأخرى، التي ليست عربية، كاليابان وكوريا الجنوبية والبرازيل مثلاً.
اليابان التي استطاعت تقليص ردم هذه الهوّة ، بل أنها تفوّقت على الغرب في بعض المجالاتِ.
وهناك أيضًا بعض البلدان في طريق ذلك تحقيق ذلك الحلمِ كالصين والهند مثلا.
ألا يحقُّ للمرء لأن يتساءل:
لماذا نجح الآخر في ذلك التحدي ونقيس بذلك الياباني، وعجز العرب، بل توَقّفوا حتى عن ذلك الحلمِ، وماتت فيهم الرغبة، واستسلموا لليأس؟
مشكلة ٌ مستعصية ٌ وعويصةٌ أصبحت عقدة ًفي وعي الانسان العربي، فلا يكاد أن يتخلّصَ منها.
ومما زاد الطين بلّةً ...أن المؤسسة و الإيديولوجيات الدينية لمّا جاءتِ وطفحت على الساحة فعوض أن يكون خطابها :" ما يجب، وما لا يجب أخذه من الغرب"، راحت تنفرّ الناس عن كل ما هو غربي، وركّزت خطابها بمقارنة الاسلام ببعض التيارات الفكرية.
ولعمري أنها هي من انقصت من عظمة الاسلام. لأنّ الاسلام أشرف وأجل من أن يقارن بتيار فكري. بل وحتى الاديان السماوية ( اليهودية منها والنصرانية ) لا يمكن مقارنتها بالاسلام لأنه يتفوق عليها مجتمعة.
وأن الاسلام هو المهيمن على كل شيء.. ولنقرأ ما أتى بها كلام الله عن القرآن الكريم الذي هو كتاب الاسلام:
((ويوم نسيّرُ الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أَحدا وعرِضوا على ربِّك صفًّا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرّةٍ بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إِلا أَحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا)).
ومع ذلك بقي السجال عقيم يستنزفُ كثيرًا من الجهدِ. وبقيت الهوّة تزداد وتتعمق.
ليتنا نرنو بتمعنٍ إلى ربوع الوطن العربي.
فلا يوجدُ بلدٌ عربيٌّ واحدٌ يمكن أن يقالَ عنه :" أنه بلد صناعي أو متحضر .. ناهيك عن الزراعة التي تكون شبه معدومة رغم ما يزخر به الوطن العربي من سهولٍ غناء وأراضٍ صالحة للزراعة.
مع أنّ هناك شبه نجاحات لدول أخرى غير عربية (إسلامية) "كايران، وماليزيا، وتركيا"* مثلاً، حيث استطاعت تلك الدول الإسلامية الأخذ من الغرب بدون أن تمس بعض كيانها العقائدي وهويتها.
ومن المؤسف لهُ حقًّا، أن اليابانَ التي كانت بعثاتها التعليمية للغرب مواكبةً وموازية لبعثات العرب الثقافية في القرنين الماضيين.
ولنا أن ننظرَ إلى نهضة وتقدم اليابان ومقارنتها بـ "نهضة العرب" أن جاز لي تسمية ذلك بنهضة العرب.
ولو تيقّن أنّ اللحاقَ بالغرب ليس مستحيلاً ، وليس معناه الانسلاخ عن جذورنا وهويتنا أو الذوبان فيه ـ كما يردّدُه بعض المشايخ عن جهلٍ، أو عن قصدٍ ببعض الخبث ـــ إلاّ من رحم ربي ـــ فالغربُ اليوم يفرضُ على العربِ باسم العولمة كل شروطه..
فما على العرب إلاّ أن يتوقفوا من اجترار أخطائهم، ويجيبوا عن سؤالٍ واحدٍ بكل حزم ٍ وموضوعيةٍ:
كيف يكون مستقبلهم؟
وللإجابة عن ذلك السؤال.. على العرب ألاّ يفقدوا الثقة في شعوبهم.. لأنها ولدت من رحم الألم . ومن يعرف معنى الألم يدرك معنى التحدي كما قيل ويقال.
* حتى لا يذهب فكر البعض بعيدًا.. أننا ضربنا بالمثل لبعض الدول، فليس معنى هذا أننا على عقيدتهم، أو نوافقهم في ما يعتقدونه في افكارهم.
آل " الشروق "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ بدايةِ ما اتفق ــ مجازًا ــ على تسميّته بالنهضة العربيةِ الحديثةِ.
وعندما بدأ تفتح العقل العربي على الآخر.
كان يرواد ذهن النخبة حلمًا. هو تقليص أو هدم الهوّة الفاصلة بين العرب، والشعوبِ المتحضرةِ في الغربِ
في أوان ذلك العصر.
حيث كانت هناك رغبة، وكان هناك طموحٌ. على عكس ما يُرى اليومُ من إحباط ٍ ويأس.
فالنخبة ُ العربية ُ اليوم على كثرتِها، بكلّ أطيافها الدينية منها والفكرية لم تعد مهتمة ًبما يجري من حولهِا.
وأصبحت وكأنها مقرّة ٌ بالعجز والاستسلام.
وهذا بعد التغيّرات والتحوُّلات العالمية التي أستجدت على الساحة بعدسقوط الإمبراطورية الاشتراكية أو ما يُعرف بالمعسكر الشرقي.
إذ أظهر لنا الانفتاحَ وكشف عن التأخرِ الكبير الذي يتخبط في العالم العربي وذلك في كل المجالات وعلى جميع الأصعدة.
مع العلم أن هذا التخبط ليس فقط في الدوّلِ العربية التي كانت تتبنى الاشتراكية كخيارٍ.
بل أنّ التأخر نراه حتى التي الدول العربية التي كانت تدعى أنها رأسمالية ًوموالية ً للغرب منذ البداية.
و بقي العربَ يستوردون ويستعيرون كل شيءٍ من العقل الغربي. فمن الأدواتِ إلى المناهج ِ والطرق. و قادهم العجز بالتأثير ولو قليلاً على التحوّلات في هذا العالم، بل بلغ بهم العجز الى حلّ القضايا التي تخصهم كعربٍ، وذلك حتى في المجتمع الواحد في داخل القطر نفسه.
فإذا عُدنا إلى الوراء بفكرنا نجد أنه كان حلمُ اللّحاقِ بالغرب ليس عربيًّا فقط، بل هو حلم ُ كل الأممِ الأخرى، التي ليست عربية، كاليابان وكوريا الجنوبية والبرازيل مثلاً.
اليابان التي استطاعت تقليص ردم هذه الهوّة ، بل أنها تفوّقت على الغرب في بعض المجالاتِ.
وهناك أيضًا بعض البلدان في طريق ذلك تحقيق ذلك الحلمِ كالصين والهند مثلا.
ألا يحقُّ للمرء لأن يتساءل:
لماذا نجح الآخر في ذلك التحدي ونقيس بذلك الياباني، وعجز العرب، بل توَقّفوا حتى عن ذلك الحلمِ، وماتت فيهم الرغبة، واستسلموا لليأس؟
مشكلة ٌ مستعصية ٌ وعويصةٌ أصبحت عقدة ًفي وعي الانسان العربي، فلا يكاد أن يتخلّصَ منها.
ومما زاد الطين بلّةً ...أن المؤسسة و الإيديولوجيات الدينية لمّا جاءتِ وطفحت على الساحة فعوض أن يكون خطابها :" ما يجب، وما لا يجب أخذه من الغرب"، راحت تنفرّ الناس عن كل ما هو غربي، وركّزت خطابها بمقارنة الاسلام ببعض التيارات الفكرية.
ولعمري أنها هي من انقصت من عظمة الاسلام. لأنّ الاسلام أشرف وأجل من أن يقارن بتيار فكري. بل وحتى الاديان السماوية ( اليهودية منها والنصرانية ) لا يمكن مقارنتها بالاسلام لأنه يتفوق عليها مجتمعة.
وأن الاسلام هو المهيمن على كل شيء.. ولنقرأ ما أتى بها كلام الله عن القرآن الكريم الذي هو كتاب الاسلام:
((ويوم نسيّرُ الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أَحدا وعرِضوا على ربِّك صفًّا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرّةٍ بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إِلا أَحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا)).
ومع ذلك بقي السجال عقيم يستنزفُ كثيرًا من الجهدِ. وبقيت الهوّة تزداد وتتعمق.
ليتنا نرنو بتمعنٍ إلى ربوع الوطن العربي.
فلا يوجدُ بلدٌ عربيٌّ واحدٌ يمكن أن يقالَ عنه :" أنه بلد صناعي أو متحضر .. ناهيك عن الزراعة التي تكون شبه معدومة رغم ما يزخر به الوطن العربي من سهولٍ غناء وأراضٍ صالحة للزراعة.
مع أنّ هناك شبه نجاحات لدول أخرى غير عربية (إسلامية) "كايران، وماليزيا، وتركيا"* مثلاً، حيث استطاعت تلك الدول الإسلامية الأخذ من الغرب بدون أن تمس بعض كيانها العقائدي وهويتها.
ومن المؤسف لهُ حقًّا، أن اليابانَ التي كانت بعثاتها التعليمية للغرب مواكبةً وموازية لبعثات العرب الثقافية في القرنين الماضيين.
ولنا أن ننظرَ إلى نهضة وتقدم اليابان ومقارنتها بـ "نهضة العرب" أن جاز لي تسمية ذلك بنهضة العرب.
ولو تيقّن أنّ اللحاقَ بالغرب ليس مستحيلاً ، وليس معناه الانسلاخ عن جذورنا وهويتنا أو الذوبان فيه ـ كما يردّدُه بعض المشايخ عن جهلٍ، أو عن قصدٍ ببعض الخبث ـــ إلاّ من رحم ربي ـــ فالغربُ اليوم يفرضُ على العربِ باسم العولمة كل شروطه..
فما على العرب إلاّ أن يتوقفوا من اجترار أخطائهم، ويجيبوا عن سؤالٍ واحدٍ بكل حزم ٍ وموضوعيةٍ:
كيف يكون مستقبلهم؟
وللإجابة عن ذلك السؤال.. على العرب ألاّ يفقدوا الثقة في شعوبهم.. لأنها ولدت من رحم الألم . ومن يعرف معنى الألم يدرك معنى التحدي كما قيل ويقال.
* حتى لا يذهب فكر البعض بعيدًا.. أننا ضربنا بالمثل لبعض الدول، فليس معنى هذا أننا على عقيدتهم، أو نوافقهم في ما يعتقدونه في افكارهم.
من مواضيعي
0 من ثقب الروح كانت أمنية
0 هكذا قال: فولتير
0 وأرغم المعزَّى بالانتقال إلى المعزِّي
0 هل سيصبح " خاشقجي" " البوعزيزي " آخر؟
0 والقادم أقبح وألعن .. حتى خارج " مضارب العرب"
0 قال قائلهم" السيادة خط أحمر" فجاءه الرد من الذي " يحميه"
0 هكذا قال: فولتير
0 وأرغم المعزَّى بالانتقال إلى المعزِّي
0 هل سيصبح " خاشقجي" " البوعزيزي " آخر؟
0 والقادم أقبح وألعن .. حتى خارج " مضارب العرب"
0 قال قائلهم" السيادة خط أحمر" فجاءه الرد من الذي " يحميه"
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 06-11-2012 الساعة 05:13 PM








.gif)
.. وانظري ماذا احمل بيدي.
