دعنا نتكلم عن العالم الحقيقي
أكثر الناس مصداقية هم الفاعلون والناجحون
هل تأتمن سرك يا أخي محمد من يكثر في الناس جلبة "أنا الكتوم , أنا الأمين , أنا المؤتمن" أم تأتمن الذي تلمس في صمته سجن أسرار
ربما الأئمة والدعاة هم أكثر الناس تكلما ولكن أصدقهم من يطالب نفسه ويفعل قبل أن يطال غيره
وهنا تحضرني قصتين شهيرتين
حيث ذكروا أن الحسن رأى غلاما أسود يأكل من رغيف لقمة، ويطعم كلبا هناك لقمة، فقال له: ما حملك على هذا؟
فقال: إني أستحي منه أن آكل ولا أطعمه.
فقال له الحسن: لا تبرح من مكانك حتى آتيك، فذهب إلى سيده فاشتراه واشترى الحائط الذي هو فيه، فأعتقه وملّكه الحائط.
فقال الغلام: يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له.
أما القصة الثانية ألخصها كالآتي
فقد جاء مجموعة من العبيد إلى إمام مسموع الكلمة بين الناس وقاموا إليه يستحلفونه بدعوة سادتهم إلى عتقهم ومنحهم الإمام وعدا
وكل مرة ينتظر هؤلاء العبيد الإمام أن يدعو هؤلاء السادة ولكن الإمام لا يفعل فيزيد عجبهم وحيرتهم ولما دار الحول وفي إحدى المرات خطب الإمام في الناس يدعوهم لتحرير العبيد فقام كل السادة على الفور بتحرير عبيدهم
فجاء العبيد يشكرون الإمام ويلومونه في نفس الوقت على التأخير حيث قالوا له لو طالبتهم يوم وعدتنا لكنا أحرار منذ عام فقال لهم إني منذ وعدتكم أدخر كل مر مبلغا من المال ولما جمعت المبلغ الكافي اشتريت عبدا ثم حررته وبعدها طالبت الناس بتحريركم , فلا يمكنني أن اطالب غيري بما لم أطالب به نفسي
التعديل الأخير تم بواسطة سليم يلل ; 17-09-2014 الساعة 08:09 PM