لاحول ولا قوة بالله العظيم
اللهم لطفك و عفوك يا رب
اللهم انا نعوذ بك من غضبك
و بمعافاتك من عقوبهم
اللهم لا تعاملنا
بما فعل السفهاء منا
انك غفورك
اللهم انك تحب العفو فاعفوا عنا
ياحي يا قيوم
برحمتك استغيث
اصلح لي شاني كله و لا تكلني الى نفسي
طرفة عين
كما يقال الجبل لا يهزه الريح و هؤلاء المرتدين ليسوا سوى تنهيدة او تنفيسة من تنفيسات ابليس صداها لا يتعدى بضع سنتيمترا...فأين له ان يصل الى الجبل أو يهزه ؟؟؟
منطقة القبائل ستبقى شامخة شموخ جبالها مهما قيل فيها و ما يحاك ضدها
وراية الاسلام و التوحيد ستظل ترفرف عليها الى ان يرث الله الارض و ما عليها...
سنلتقي يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
في هذا الشهر قامت قوات الدرك بمداهمة مقهى يفتح أبوبه نهارا في إحدى قرى تيغزيت. و في عام 2011 قامت قوات الشرطة بمداهمة ورشة بناء و اقتياد مواطنين كانا يتناولان الفطور للعدالة، أحدهما صرح أنه مسيحي الديانة. فإن كان الإسلام ينص أن الله عز وجل يقول " كل عمل بني أدم له، إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به" فكيف لمصالح الأمن أن تمنح نفسها ما ليس من صلاحياتها من مساءلة و محاسبة من لم يؤدي فريضة من فرائض الإسلام الخمسة؟ فهذا التجمهر أتى للتنديد بهذه الممارسات التي تعتبر تدخلا في الحياة الشخصية للمواطنين شارك فيه قرابة 300 شخص قام بعض منهم بتناول الطعام نهار رمضان علانية. و التجمهر و اختلاف المذهب حقان من الحقوق التي يكفلها الدستور الجزائري و النصوص الدولية التي التزمت الجزائر بتطبيقها. مر التجمهر دون قمع من مصالح الأمن أو حدوث أي مناوشات مع الموطنين، فقد كان من الصائمين من شارك في التجمهر تعبيرا منهم عن مساندتهم لمبدأ حرية المعتقد وللقول أنه بالإمكان للمسلم التعايش جنبا لجنب مع من لا يشاركه لا الرأي و لا المعتقد. فبهذه المنطقة و منذ القدم استمتع الناس بحرية اختيار ما سيكونون عن قناعة. بالرغم من هذا إلا أن الحدث عرف تغطية إعلامية مكثفة و تلته العديد من التعاليق. فمن لم يكن يهتم لأمر ألاف الشباب الجزائري الذي يلقي بنفسه في عرض المتوسط بحثا عن الأمل لكنه يتحول لطعام للسمك، و لا لمئات الآلاف من الجزائرين الذين لا يجدون سريرا بالمستشفيات للعلاج بكرامة أو حتى يتوفون لعدم توفر قرص دواء، و لا للفضائح المتتالية من فساد و نهب و سلب لأموال الشعب من أطراف في أعلى هرم السلطة، و لا لوضعية المواطنين الذين بلغ بهم اليأس لتحويل أنفسهم إلى شعلة ملتهبة في الشوارع العامة أو في الإدارات. من كانوا ساكتين أمام كل هذا، خرجوا من سباتهم و علت أصواتهم للتنديد و استنكار قيام مواطنين بتناول أرغفة خبز و تجرع جرعات ماء نهار رمضان. فحتى وزير الشؤون الدينية اعتبر الأمر استفزازا. قد يكون هؤلاء المواطنون قد أفطروا في يوم من أيام رمضان، لكن ما يجب أن يعلمه كل من يرى هذا الفعل إهانة أو تعديا له، يجب أن يعلم أن مطاعم كبريات الفنادق بالجزائر تفتح أبوابها نهارا جهارا و ما تقدمه في حاناتها ومطاعمها ليس بساندويتشات بطاطا مقلية و مياه حنفية. بعض وسائل الإعلام الرسمية منها و غيرها ذهبت حتى للكذب –و الكذب حرام أشد منه في رمضان- فقالت أن منظمي التجمهر تبشيريون و تحدثت عن تناول مشروبات كحولية من طرف المشاركين، الكلام الذي لا أصل و لا أساس له من الصحة، فمنظمو التجمهر معروفون بانتمائهم لحركة قبائلية راديكالية و ما قيل عن تناول المشروبات الكحولية تكذبه الصور، فالعشرات من الذين أفطرا، لم يتناولوا سوى الماء، المشروبات الغازية أو ساندويشات و منهم من اكتفى بتدخين سيجارة. و بعض منها ذهبت لزرع الفتنة –و الفتنة أشد من القتل- بأن تهجمت على منطقة القبائل كاملة. صحافة لطالما لم تر و لم تسمع شيئا حينما كانت قوات الأمن تفرق المتظاهرين بمنطقة القبائل بإطلاق الرصاص الحي عليهم و لا حتى حين انعزلت قرى المنطقة عن العالم حينما غطتها الثلوج منذ عامين. كتب أحد المعارضين على حسابه في الفايس بوك وراء حاسوبه مع الأنترنيت ذي التدفق العالي –عكسنا نحن- ، كتب "في بلاد المسلمين تنتهك حرمة رمضان علنا". هذا الرجل الذي لجأ لبلاد الكفار فرنسا من هول ما عاناه في الجزائر نسي أنه في بلاد غير المسلمين التي يعيش فيها، تقبله الأخر بالرغم من اختلافه و سمح له ببناء مسجد و رفع أذان و حتى بالصلاة في الشارع إن لم يتسع المسجد. في هذا الوقت الذي لا نعرف فيه ما نحن، مجتمع مواطنين أم مجتمع متدينين علينا أن نتذكر مقولة مارتن لوثر "إن لم نتعلم العيش معا :إخوة فسوف نموت جميعا كأغبياء" اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن