القرآن الكريم
11-05-2008, 09:59 AM

إن القرآن كتاب اللَّهِ رب العالمين، وما أدراك ما كلام الله؟
نعم، القرآن كلام الله وحكمه المشتمل على نهيه وأمره، فهل قدر الناس هذا الكتاب حق قدره؟ بل هل قدروه كما يطلب منهم ويليق به وبهم؟ اللهم عفواً وغفراً.
القرآن حبل الله الممدود، وعهده المعهود، وظله العميم، وصراطه المستقيم، وحجته الكبرى، ومحجته الوضحى، هو الواضح سبيله، الراشد دليله، الذي من استضاء بمصابيحه أبصر ونجا، ومن أعرض عنها زل وهوى، إنه قرآن عجب، فضائله لا تعد ولا تحسب ولا تستقصى في ألف من الكتب، حجة الله وعهده، ووعيده ووعده، به يعلم الله الجاهل، ويعمل لله العاقل، وينتبه الساهي، ويتذكر اللاهي؛ بشير الثواب، ونذير العقاب، وشفاء الصدور، وجلاء الأمور، من فضائله أنه يقرأ دائباً، ويكتب ويمل فلا يمل؛ ما أهون الدنيا على من جعل القرآن إمامه، وتصور الموت أمامه، طوبى لمن جعل القرآن مصباح قلبه، ومفتاح لبه؛ كتاب وليس كمثله كتاب، فِيهِ خَبَرُ مَا قَبْلنا وَنَبَأُ مَا بَعْدَنا وَحُكْمُ مَا بَيْننا، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، لا تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ رَدٍّ، وَلا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، مَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إلَيْهِ هُدِيَ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ؛ هو كلام الله المبين، وحصنه الأمين، وحجته على العالمين، ورحمته للمؤمنين، ونوره الهادي بإذنه إلى المسلك السليم والصراط القويم، وهو معجزة نبيه الكريم محمد عليه أكمل الصلاة والتسليم، معجزة خالدة إلى يوم الدين، جعله الله شفاء للصدور من أمراض الشهوات والشبهات، وبياناً للبصائر من العمه، وهدى للسائر من الضلالات، وموعظة من الجهالات، ونوراً من الظلمات في الدنيا وعلى الصراط وعند الممات، وفرقاناً بين الحق والباطل والمباحات والمحرمات؛ فصل الله فيه سنة المتقين السعداء لتُسْلَك وبين فيه سبيل المجرمين الأشقياء لتترك؛ وهو كتاب كريم حكيم مَجيد مبارك، لا يهجره إلا خاسر ولا يعرض عنه إلا هالك؛ فيا سبحان الله ما أعظم فضل القرآن على الناس، وما أعظم حق القرآن على الناس، وما أشد تقصير الناس في حق القرآن؛ كم من وضيع بين الناس والقرآن رفعه، وخائف والقرآن منعه، وصائل ظالم والقرآن دفعه، وجبار طاغية والقرآن قمعه، ومتفرق والقرآن جمعه، وجبان قلبٍ والقرآن شجّعه، ووحيد والقرآن آنسه وشفعه، وسقيم والقرآن نفعه؛ ومعرض والقرآن أسمعه، ومنحرف والقرآن أرجعه؛ فسبحانك ما أعظم كتابك وما أجل وأعلى شأنه وأعظمه وأرفعه؛ إنه أسبغ رحمة وأكبر نعمة وأعظم منة تفضل الله بها على الناس، بل كل نعمة وسعادة تنال هذه الأمة في الدنيا والآخرة فسببها الاهتداء به ومتابعته، وكل شقاء وغم وضيق يقع عليها في الدنيا والآخرة فسببه هجره وإضاعته وترك التحاكم إليه وقلة الاعتماد عليه.
ولما كان القرآن الكريم هو كلام الله تبارك وتعالى الذي أنزله على أفضل رسله وخاتمهم واقتضت حكمته أن يكون هذا الكتاب آخر عهد الناس بالوحي، وأراد سبحانه أن يكون المعجزة الخالدة المحفوظة إلى يوم الدين فتحدى به الإنس والجن أجمعين وأنزله إلى أفضل أمة عقلاً وأفصحها قولاً وأصفاها نفساً وأرهفها حساً؛ لذلك كله كان في القرآن من الخصائص العظيمة الحكيمة ما يغلب الحاصر ويأبى على المستقصي ولا يسع الواقف على بعض ذلك إلا السجود لمنزل هذا الكتاب المجيد.
ولما كان حالنا مع القرآن ما ذكرناه، بل كما تعلمه وتراه، فإنه لا بد، لذلك، من أن يقوم العلماء بتعيين الداء ووصف الدواء، لا بد من تذكير العالم وإنذار الظالم وتعليم الجاهل وتنبيه الغافل وتبشير الراشد وتحذير المعاند؛ لا بد من تعظيم القرآن العظيم؛ والله المستعان
__________________
من مواضيعي
0 هل هنــــــــــاك إظطراب في محرك البحت قوقل؟
0 أخترقوووووووو إيمـــــــــــــايلي؟؟؟؟؟؟؟؟
0 ذكري زواج الغالية سعـــــــــــــــــــــاد
0 عيد ميـــــــــلادي اليوم.
0 عاجل أبحث عن سعر اللاب توب في الجزائر!!!!!
0 رائعون أنتم حقــــــا يا أعضــــاء وعضوات الشروق
0 أخترقوووووووو إيمـــــــــــــايلي؟؟؟؟؟؟؟؟
0 ذكري زواج الغالية سعـــــــــــــــــــــاد
0 عيد ميـــــــــلادي اليوم.
0 عاجل أبحث عن سعر اللاب توب في الجزائر!!!!!
0 رائعون أنتم حقــــــا يا أعضــــاء وعضوات الشروق










