تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > المنتدى العام

> ابــنَ جارِنـــا !! إن تجتنبْـــــها تفلـــــحْ.

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
ناثر العطر
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 17-02-2014
  • المشاركات : 389
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • ناثر العطر is on a distinguished road
ناثر العطر
عضو فعال
ابــنَ جارِنـــا !! إن تجتنبْـــــها تفلـــــحْ.
10-03-2014, 05:59 PM
بيني وبين ابن جارنا

بلفتة عفوية مني ، لمحتُه ويده تلتفّ خلف ظهره محاولة أن تُخفيَ شيئا، وبلمح البصر عرفت أنه كان يريد إخفاء السيجارة التي كان يدخنها، ذلك أنه حاول حبس أنفاسه غير أن الدخان المنبعث قسرا مع هواء زفيره فضحه، ومع سعالٍ كاد أن يودّع بسببه الدنيا، نظر إليّ بعينين محمرّتين تغشاهما الدموع قائلا:

ـ الله غالب، حشيشة ولصقت فينا.

لم أفوّت الفرصة، توجهت صوبه، وقد تعمّدت أن أرسم على شفتيّ ابتسامةً عريضة حتى تسريَ الطمأنينةُ في نفسه كما يسريَ دفءُ أشعة الشمس في أوصال الذي يرتعد من شدّة البرد. دنوت منه وقلت:

ـ السلام عليكم ابن جارنا، مالي أراك متكئا على جدار الباب، لافّاً ساقيك على بعضهما، أَوَ تنتظر أحدا؟

سألته دون أن أزيل تلك الابتسامة عن شفتيّ، فردّ قائلا: << هي حالة البَطّال، الروتين يقتلنا، اليوم كالبارحة، والبارحة كاليوم الذي سبقه،، والعجلة تدور ونحن ندور معها وجيوبنا فارغة >>.

مع آخر كلمة قالها، عنّت لي فرصة الخوض في نصحه فقلت: << أراك تدخن سجائر فاخرة>>.
و في زهوٍ وإعجاب تخالطهما حمرةُ خجل مع هزة في الجسم والتفاتة إلى اليمين ثمّ إلى اليسار، ردّ: << لا، لا، هي سيجارة منحني إياها صديق لي مرّ من هنا، أردت أن أضيّع بها بعض الوقت >>.

ـ ولِمَ أخفيْتها، خلف ظهرك؟

ـ حياء منك.

ـ يعني أنت تقرّ أنّ ما تقوم به فعلا قبيحا يستوجب الحياء، هذا شيء جميل منك، فالحياء شعبة من شعب الإيمان، والحمد لله، هاهو جليّ على وجهك، ولكن ابن جارنا!! الحريّ بالمؤمن أن يستحي من الله قبل أن يستحي من خلقه

.
لا علينا ابن جارنا، تقول: أن جيوبك فارغة، لكني أراها غير ذلك، وأنت من يفرغها ويحاول القضاء على نفسه، وأنت الجاني وتريد أن تظهر في مظهر المجنيّ عليه، تعالى معي نغدو إلى المقهى، فأنا أريد التحدّث إليك.

حاول التملص مني، غير أنه مع شدّة إلحاحي و إصراري رضخ إلى الأمر الواقع، فاستسلم وتبعني:

دخلنا المقهى فاتخذنا لنا مكانا مناسبا، وطلب كل واحد منا مشروبا، وقبل أن تصل طلباتنا إلينا، بادرته بالحديث:

ـ اسمع ابن جارنا، أنت تعلم أن رابطة الجيرة أحيانا هي أحق بالمعاملة الحسنة من رابطة الأخوة، وإني أرى فيك الاثنتين معا، وعليه وجب عليّ نصحك وتعليمك خلاصة تجربتي علها تفيدك وتخرجك من مأزقك هذا الذي كنت ترى فيه نفسك ملكا و أنت تنفث دخان سيجارتك في الفضاء، في حين لو تمعنت قليلا لرأيت نفسك عبدا لتلك السيجارة الحقيرة التي تراها وسيلة ترفيه ولكنها آفةَ مآس وأحزان ودمار، ثم سألته:

ـ كم علبة تدخن في اليوم؟ وما هو ثمن العلبة الواحدة؟

أجاب: أدخن في اليوم علبة ونصف إلى علبتين، ثمن العلبة الواحدة 100دج.

ـ ومن أين لك بثمن شرائها؟

ـ أبي، أمّي، وأحيانا الأستاذة، المتزوجة،،، هذيك أختي لكبيرة، تعطيني مصروفا.

إذا أنت وجدت الأمر لقمة سائغة ولهذا لم تعره اهتماما، اسمعني جيّدا:

ـ أنت تعلم أن طول السيجارة 10سم، وبفرضية أنك تدخن في اليوم علبة ونصف فقط، ولا نقول علبتين، فهذا يعني أنك تدخن 30 سيجارة، وبعمليّة حسابية بسيطة، تجد نفسك تدخن سجائر بطول 30x10= 300سم يعني من السجائر يوميّا.

وبضرب 3مx30يوم= 90م يعني أنت تدخن ما يعادل طوله 90مترا شهريا، أمّا سنويا فأنت تدخن: 90مx12شهرا= 1080م يعني 1كم و80م.

وإذا استمرّ الأمر لمدّة 20سنة ستكون العملية 1.08كمx20سنة= 21.6كم من السجائر، هههههه مسافة سباق المراطون، فانظر إلى طول هذه المسافة من النيكوتين المترسب في مجاريك التنفسيّة وعلى جدران أوعيتك الدموية وتخيّل المعاناة التي ستنجر عن ذلك، فعليك أن تعتبر مما حدث لفلان وفلان، يا أخيّ أنت ابن عصرك، وتعلم أخطار التدخين فلمَ تصرّ على قتل نفسك.

فلنحسبها من منظور اقتصاديّ محض:

إذا كنت تدخن علبة ونصف في اليوم، ثمن العلبة 100دج فأنت تصرف يوميا 150دج من أجل التدخين دون حساب المصاريف الأخرى، أمّا شهريا: 150x30=4500دج وبحساب المبلغ سنويا 4500x12=54000دج أمّا إذا استمرّ الأمر معك لمدّة 20سنة فيصير المبلغ: 54000x20= 1080000 دج أو قراءة مئة وثمانية ملايين سنتيما وهو ثمن سيّارة من النوع المقبول جدا في أوساط مجتمعنا.

و لك أن تتخيّل رصيدك من الحسنات إن أقلعت عن التدخين وتصدّقتَ بقيمة ما تدخنه على الفقراء والمساكين خالصا لوجه الله، فالحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء.

أنظر أخيّ، وقع هذا معي، ففي أحد الأيّام كان الفصل شتاء والبرد قارسا، كانت الساعة حوالي الحادية عشر ليلا، وأنا أحضّر دروس اليوم الموالي، أدخلت يدي في جيبي فإذا بعلبة السجائر فارغة، شعرت بضيق شديد وكأن الأفق ضاق عليّ بما رحُب، هرعتُ إلى الطريق ووقفت على النّاصية أترقب مرور أيّ شخص يمدّني بسيجارة، مكثت مدّة حتى لاح لي شبح بشري كان صوت وقع أقدامه يصل إليّ، ولمّا اقترب مني اتضحت ملامحه، فكان أحد الذين ساءت أخلاقهم ومن عادتي ألا أوجّه له حتى التحية، فتردّدتُ في سؤاله، ولكن حاجتي إلى السيجارة ورغبتي فيها ألحا عليّ فسألته إن كانت لديه سيجارة، فناولني واحدة أحسستُ معها أنه طعنني بسكين كبيرة في مقتل، ومع ذلك أشعلتها، ونفثت منها عدّة نفثات ولم أنتبه إلاّ وأنا ألعنها، وأرميها أرضا و أدوسها تحت قدميّ، قائلا: من يتّبع وضيعا يبقى وضيعا فقد جعلتني في الحضيض الأسفل، والله لن أضعك في شفتيّ بعد اليوم.

كان ابن الجار يستمع إليّ متأدّبا مطرقا، فسألته أرأيت أن السيجارة جعلتني عبدا أستجيب لرغبتي، أطلب المدد من شخص لا أقبل حتى تحيته؟ لقد منحته ذلك اليوم فرصة المنّ عليّ، سيعتبر ذلك جميلا أسداه لي، وهو في الأصل إعانة على المنكر، أخيّ ! اجتنب هذه الآفة فو الله لو كانت تليق لشجعتك عليها، ثمّ سألته:

ـ أترضى أن تنفر منك زوجتك، وتقول: رائحتك مقزّزة؟



ــ فردّ: أنا مازلتُ صغيرا

ـ أنا أعلم ذلك، وما قلتُ هذا إلا لأني أعلم أن هناك من اشتكى منه، ثم أتبعتُ:

ولكنك ستتزوّج وستقول زوجتك هذا، وحتى إن لم تفعل فاحتراما منها لزوجها فقط وقبول الأذى منه، و لا يرضى حرّ أن يؤذي شريك حياته الذي يحمل همومه في الشدائد ويواسيه في أحزانه، فكن ذاك الزوج الذي تراه زوجته في أروع صوره مثلما يريد أن يراها في أروع صورها، ثمّ أردفت:

ـ أتقبل أن تنحنيَ لتقبّل صغيرك، فيردّك بيده، قائلا: أبي ! آذيتني،،، رائحة فمك كريهة؟ لا تستبعد هذا، وهو وارد جدّا.

عندها نظر فيّ وقال: إلاّ هذه، أقبل أن يصدّني أيّ شخص، أمّا أن يصدّني ولدي فلن أقبلها أبدا.

فقلت: تَأْمَنُ من هذا إن ابتعدت عن التدخين. فوعدني بذلك، ثمّ استأذن وانصرف.

منذ ذلك اليوم، أنا لا أراه إلا نادرا بحكم عملي الذي يشغل وقتي، وفي المرّات التي صادفته فيها لم أره يدخن، فلم أكن على يقين أنه أقلع عن تلك العادة، غير أن والدتي أخبرتني أن جارتنا ( أمّ المعني ) زارتنا منذ أيّام وأنها تشكرني وتدعو لي بصالح الدعاء على أني ساعدت ابنها على الإقلاع عن التدخين، و أنه حصل على عقد ما قبل التشغيل منذ أكثر من سنة، وهو يجمع المبلغ الذي كان ينفقه يوميا على علب السجائر في حصّالة ناويا إنفاقه في وجوه الخير بعدما ينمو المبلغ ويكبر. ( الولد أخبر أمّه القصة )

اللهم وفقنا إلى ما تحبه وترضاه

آميييييييين
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية سفانة
سفانة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 15-02-2014
  • المشاركات : 274
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • سفانة is on a distinguished road
الصورة الرمزية سفانة
سفانة
عضو فعال
بارك الله فيك
10-03-2014, 07:39 PM
(( يا علي لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس وخير لك من حمر النعم، وخير لك من الدنيا وما فيها ))
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 04:00 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى