يــا عجائـــــــــب القـــــــدر!
05-06-2014, 05:23 PM
يــا عجائـــــــــب القـــــــدر!
كان عمرُها طاقة أزهار تسمّى أيّاما.
و حانت ساعةُ ما لا يُفهم، ساعة كل شيء، وهي ساعة اللاّشيء في العقل الإنساني! فالتفتت العروس لأبيها تقول:{ لا تحزن يا أبي....} و لأمّها تقول: { لا تحزني.....}.
و تبسّمت للدّموع كأنّما تحاول أن تكلّمها هي أيضا، تقول لها: { لا تبكي....!} و أشفقت على أحيائها وهي تموت، فاستجمعت روحها ليبقى وجهها حيّا من أجلهم بضع دقائق! وقالت:{ سأغادركم مبتسمة فعيشوا مبتسمين، سأترك تذكاري بينكم تذكار عروس!....}.
ثمّ ذكرت الله و ذكّرتهم به، وقالت:{ أشهد أن لا إله إلا الله} وكرّرتها عشرا! وتلألأت روحها بالكلمة التي فيها نور السموات والأرض، ونطقت من حقيقة قلبها بالاسم الأعظم الذي يجعل النفس منيرة تتلألأ حتى وهي في أحزانها.
ثمّ استقبلت خالق الرّحمة في الآباء والأمّهات و في مثل إشارة وداع من مسافر انبعث به القطار، ألقت إليهم تحيّة من ابتسامتها و أسلمت الرّوح!
وماتت عذراء بعد ثلاث سنين، وأُنْزِلت إلى قبرها في نفس اليوم والساعة التي تم فيها العقد للزّوج عليها قبل ثلاث سنين.
يا عجائب القدر! أذاك لحن موسيقيّ لأنين استمرّ ثلاث سنوات، فجاء آخره موزونًا بأوّله في ضبط ودقّة؟.
أكانت تلك العذراء تحمل سرّا عظيما سيغيّر الدّنيا، فردّت الدنيا عليها يوم التهنئة والابتسام والزينة، فإذا هو يوم الولولة والدّموع والكفن؟
كان عمرها طاقة أزهار ينتسق فيه اليوم بعد اليوم كما تنبت الورقة الناعمة في الزهرة إلى ورقة ناعمة مثلها.
أيّام الصبا المرحة حتى في أحزانها وهمومها، إذ كان مجيئها من الزمن الذي خصّ بشباب القلب، تبدو الأشياء في مجاري أحكامها كالمسحورة، فإن كانت مفرحة جاءت حاملة فرحين، و إن كانت محزنة جاءت بنصف الحزن.
تلك الأيام التي تعمل فيها الطبيعة لشباب الجسم بقوى مختلفة: منها الشمس والهواء والحركة، ومنها الفرح والنسيان والأحلام !
وشبّتِ العذراء وأُفرغت في قالب الأنوثة الشمسي القمري، واكتسى وجهها ديباجة من الزهر الغض، وأودعتها الطبيعة سرّها النسائي الذي يجعل العذراء فنَّ جمال لأنها فنُّ حياة، وجعلتها تمثالا للظرف: و ما أعجب سحر الطبيعة عندما تجمّل العذراء بظرف كظرف الأطفال الذين ستلدهم من بعد! وأسبغت عليها معاني الرّقّة والحنان وجمال النفس، وما أكرم يد الطبيعة عندما تُمهر العذراء من الصفات مهرها الإنساني!
وخُطبت العذراء لزوجها، وعُقد له عليها في يوم من شهر ربيعي في ساعة مسائية.
وكانت السنوات الثلاث بعد الخطبة عمر قلبٍ يقطعه المرض، ينتظرون به العُرس، وينتظر بنفسه الرّمْس!و حانت ساعةُ ما لا يُفهم، ساعة كل شيء، وهي ساعة اللاّشيء في العقل الإنساني! فالتفتت العروس لأبيها تقول:{ لا تحزن يا أبي....} و لأمّها تقول: { لا تحزني.....}.
و تبسّمت للدّموع كأنّما تحاول أن تكلّمها هي أيضا، تقول لها: { لا تبكي....!} و أشفقت على أحيائها وهي تموت، فاستجمعت روحها ليبقى وجهها حيّا من أجلهم بضع دقائق! وقالت:{ سأغادركم مبتسمة فعيشوا مبتسمين، سأترك تذكاري بينكم تذكار عروس!....}.
ثمّ ذكرت الله و ذكّرتهم به، وقالت:{ أشهد أن لا إله إلا الله} وكرّرتها عشرا! وتلألأت روحها بالكلمة التي فيها نور السموات والأرض، ونطقت من حقيقة قلبها بالاسم الأعظم الذي يجعل النفس منيرة تتلألأ حتى وهي في أحزانها.
ثمّ استقبلت خالق الرّحمة في الآباء والأمّهات و في مثل إشارة وداع من مسافر انبعث به القطار، ألقت إليهم تحيّة من ابتسامتها و أسلمت الرّوح!
وماتت عذراء بعد ثلاث سنين، وأُنْزِلت إلى قبرها في نفس اليوم والساعة التي تم فيها العقد للزّوج عليها قبل ثلاث سنين.
يا عجائب القدر! أذاك لحن موسيقيّ لأنين استمرّ ثلاث سنوات، فجاء آخره موزونًا بأوّله في ضبط ودقّة؟.
أكانت تلك العذراء تحمل سرّا عظيما سيغيّر الدّنيا، فردّت الدنيا عليها يوم التهنئة والابتسام والزينة، فإذا هو يوم الولولة والدّموع والكفن؟
فيا لعجائب القدر!!!