تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى القرآن الكريم

> أثر القرآن في تقوية الإحساس بالأخوة

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
أثر القرآن في تقوية الإحساس بالأخوة
08-01-2013, 07:06 PM
بسم الله الرحمان الرحيم




أثر القرآن في تقوية الإحساس بالأخوة





الاشتغال بفهـم القـرآن وتفسيره والتفقـه فيـه يرقق إحساس المسلـم ويقـوي شعـورهوينمـي فيه حب الآخرين بحيث يتألم لآلامهم، ويفـرح لفرحهم ويسعد لسعادتهم

.
ومن الأساليب القرآنية في التعبير عن هذا الإحساس أن جــعــل قـتـل الـرجــل لغيره قتلا لنفسه، وجعل إخراج الرجل من داره إخراجالنفسه، وجعل ظن السوء بالغير ظنا بنفسه، وجعل لمز الغير لمزالنفسه، والسلام على الغير سلاما على نفسه وكل ذلك ذكره القرآن. قال الله ـ تعالى ـ في سياق أخبار بني إسرائيل: ((وَإذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَـدُون ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنفـُـسَــكُـــمْ)) [البقرة: 84، 85].فجعل دم كل فرد من أفرادهم كأنه دم الآخر عينه حتى إذا سفكه كان كأنه قتل نفسه وانتحر ذاته

.
قال القرطبي: (ولما كانت ملتهم واحدة وأمرهم واحداً، وكانوا كالشخص الواحد جعل قتل بعضهم بعضاً وإخراج بعضهم بعضاً قتلاً لأنفسهم ونفياً لها)

ومثل هذا السياق قوله ـ تعالى ـ: ((فَاقْتُلُواً أََنفُسَكُمْ ((ومعناه: فليقتل بعضكم بعضاً بأن يقتل من لم يعبد العجل عابديه؛ فإن قتل المرء لأخيه كقتله لنفسه.



قـــال القرطبي: (وأجمعوا على أنه لم يؤمر كل واحد من عَبَدَة العجل بأن يقتل نفسه) ثم نقل عن الزهري قوله: (أن يقتل من لم يعبد العجل من عبد العجل)


وقــال الله ـ تعـالى ـ في سياق هذه الأمة: ((وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ)) [النساء: 29] أي: لا يقتل بعـضـكـم بعـضـاً، فجعل قتل الرجل لغيره قتلاً لنفسه


قال القرطبي: (أجمع أهل التأويل على أن المراد بـهــذه الآية النهي أن يقتل بعض الناس بعضاً، ثم لفظها يتناول أن يقتل الرجل نفسه بقصد مـنـه).

قـال الحافظ ابن كثير: (وهو الأشبه بالصواب)

قال الزمخشري: (شبّه الغير بالنفس لـشـدة اتصال الغير بالنفس في الأصل أو الدين؛ فإذا قتل المتصل به نسباً أو ديناً فكأنما قتل نفـسـه) وقال الحافظ ابن كثير) : إن أهل الملة الواحدة بمنزلة النفس الواحدة). وقد بـيـّـن الله أن مــن قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً، فقال:((كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأََرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً)) المائدة


ومـن تعـبـيـرات القرآن بالنفس وإرادة الأخ في الدين قوله ـ تعالى ـ: ((يَا أََيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أََنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتُمْ)) [المائدة: 105]
حكى الفخر الرازي مقالة لعبد الله بـن المبارك أنه قال: (هذه أوْكد آية في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه ـ سبحانه ـ قال: ((عَلَيْكُمْ أََنفُسَكُمْ)) يعني عليكم أهل دينكم، ولا يضركم من ضل من الكفار، بأن يـعـظ بعـضـكم بعضاً، ويُرغّب بعضكم بعضاً في الخيرات وينفره عن القبائح والسيئات) لأن المؤمنين إخوة في الدين. ومن تعبيرات القرآن بالنفس وإرادة الغير قوله ـ تعالى ـ:((فَإذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)) النوروالمعنى: فليسلم بعضكم على بعض، وهم أهل البيوت التي يدخلونها؛ لأنهم بمنزلة أنفسهم في شدة المحبة والمودة والألفة، ولأنهم منهم في الدين، فكأنهم حين يسلمون عليهم يسلمون على أنفسهم. وقد أنـكـر الشيخ ابن عاشور على من فهم من الآية أن الداخل يسلم على نفسه فقال: (ولقد عكف قوم عـلــى ظاهر هذا اللفظ وأهملوا دقيقه، فظنوا أن الداخل يسلم على نفسه إذا لم يجد أحداً، وهذا بعيد من أغراض التكليف والآداب)

وهذا هو المأثور عن سعيد بن جبيـر والحـسن البصري وقــتــادة والزهـري؛ حيث قالوا: (فليسلم بعضكم على بعض)
ومـن تعبـيـرات القرآن بالنفس وإرادة الأخ في الدين قوله ـ تعالى ـ: ((وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ)) [الحـجــرات: 11] والإنسان لا يلمز ولا يعيب نفسه، وإنما اللامز يلمز غيره إشارة إلى أن من عاب أخاه المسلم فكأنما عاب نفسه، فنزّل البعض الملموز منزلة نفس الإنسان لتقرير معنى الإحساس بالأخوة وتقوية الشعور بها

.
ومن تعبيرات الـقـــرآن عــن الـغـير بالنفس قوله ـ تعالى ـ: ((لَوْلا إذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً)) النور
المراد بأنفسهم هنا إخوانهم في الديـن والعـقـيـدة، والمـعنى: فهلاّ وقت أن سمعتم حديث الإفك هذا ظننتم بأنفسكم ـ أي: بإخوانكم وأخواتكم ـ ظـنـاً حسناً جميلاً؛ إذ لا يظن المرء بنفسه السوء، وفي هذا التعبير عن إخوانهم وأخواتهم في الـعـقـيـدة بأنفـسـهم أسمى ألوان الدعوة إلى غرس روح المحبة والمودة والإخاء والإحساس الصادق؛ حتى لـكـأن الذي يظن السوء بغيره إنما يظنه بنفسه

قال الرازي: (فجعل الله المؤمنين كالنفس الواحدة فيما يجري عليها من الأمور؛ فإذا جرى على أحدهم مكروه فكأنه جرى على جميعهم)
فهذا الأسلوب القرآني، وهذا الخطاب الرباني يؤكد معنى وحدة الأمة، ويُحدِث في النفس أثراً وإحساساً يبعثها على الامتثال؛ فالمسلم الذي يُربى على هذه المعاني، وهــذه الدقائق القرآنية، لا شك في أنها تؤثر فيه وتغرس في أعماقه هذا الإحساس وهذا الشعور.
ومـن تـدبـر هذا الأسلوب القرآني علم أنه لا قوام لهذه الأمة إلا بمثل هذا الشعور وهذا الإحساس، وشـعـور كل فرد من أفرادها بأن نفسه نفس الآخرين ودمه دمُ الآخرين، وظن السوء بهم ظنّ بنفـسـه، والسلام عليهم سلامٌ على نفسه، وعيبهم عيبٌ لنفسه؛ لا فرق في المحافظة على الــروح التي تجول في بدنه والدم الذي يجري في عروقه، وبين الأرواح والأبدان التي يحيا بها إخوانه قال ـ تعالى ـ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ)) [ النساء: 1] وقـال عليه الصلاة و السلام : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عـضــو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) وكل هذه المعاني كامنة في القرآن والتفسير يكشفها ويجلّيها








منقول
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: أثر القرآن في تقوية الإحساس بالأخوة
11-01-2013, 09:57 PM
وراه المسلم من كل هذا..
نحن مساكين في زماننا..
..
..
أحسن ما نقلت أختنا الكريمة
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
  • ملف العضو
  • معلومات
أم زيد
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 09-06-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 5,673
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • أم زيد is a jewel in the roughأم زيد is a jewel in the roughأم زيد is a jewel in the rough
أم زيد
مشرفة شرفية
رد: أثر القرآن في تقوية الإحساس بالأخوة
12-01-2013, 12:02 AM
رائع ما نقلتِ لنا يا حبيبة
القرآن يقوي عرى الأخوة
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا و قلوبكم جميعا.


عندما أرى حسرة أطفال مالي و حرائر سوريا في شوارعنا

أشكر الله ألف مرة على نعمة الأمن و الأمان في بلدي

اللهم أدمها نعمة و امنعها من الزّوال.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية arrij
arrij
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 02-11-2012
  • المشاركات : 112
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • arrij is on a distinguished road
الصورة الرمزية arrij
arrij
عضو فعال
رد: أثر القرآن في تقوية الإحساس بالأخوة
12-01-2013, 08:05 AM
(فجعل الله المؤمنين كالنفس الواحدة فيما يجري عليها من الأمور؛ فإذا جرى على أحدهم مكروه فكأنه جرى على جميعهم)
لا أدري لماذا أصبحنا نفتقد هذا في حياتنا

شكرا
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية نجوم الليل
نجوم الليل
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 11-01-2013
  • المشاركات : 87
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • نجوم الليل is on a distinguished road
الصورة الرمزية نجوم الليل
نجوم الليل
عضو نشيط
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أثر القرآن في تقوية الإحساس بالأخوة
12-01-2013, 06:57 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنالعياط مشاهدة المشاركة
وراه المسلم من كل هذا..
نحن مساكين في زماننا..
..
..
أحسن ما نقلت أختنا الكريمة
والزمان الذي نحن فيه مسكين ........بوجودنا فيه
شكرا عمو

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم زيد مشاهدة المشاركة
رائع ما نقلتِ لنا يا حبيبة
القرآن يقوي عرى الأخوة
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا و قلوبكم جميعا.
اميــــــــــــــن
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arrij مشاهدة المشاركة
(فجعل الله المؤمنين كالنفس الواحدة فيما يجري عليها من الأمور؛ فإذا جرى على أحدهم مكروه فكأنه جرى على جميعهم)
لا أدري لماذا أصبحنا نفتقد هذا في حياتنا

شكرا
من هجراننا لهذي القران يا أختي الكريمة فاصبحنا نتاخى باسم العروبة و الأمازيغية والجهوية و البترولية .........تسميات كثيرة ..كثيرة يا أختي
إدا رأيت القوم شتى فاعلمي أن قلوبهم اجتمعت على غير هذيه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجوم الليل مشاهدة المشاركة
نفعنا الله أختي الكريمة
اميــــــــن
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أثر القرآن في تقوية الإحساس بالأخوة
11-04-2014, 01:59 PM
مقال نشر في مجلة البيان العدد 133
أثر القرآن في تقوية الإحساس بالأخوة
د .أحمد بن شرشال
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: أثر القرآن في تقوية الإحساس بالأخوة
11-04-2014, 02:30 PM
كلنا اخوة في الإنسانية ... هذا ما يؤكده القرآن الكريم



هذه رسالة لكل البشر ، من كل الأديان والألوان واللغات والبلدان ، على الرغم أن هذا البحث يعتمد القرآن الكريم كمرجعية ، إلا أنه يهم كل إنسان لأنني سأحاول فيه إثبات حقيقة قرآنية هامة وهي أن البشر جميعا اخوة في الإنسانية ، وليس لمخلوق بشري أي فضل أو أفضلية على مخلوق آخر ، تجعله يتعالى أو يتكبر أو يدعي أنه أفضل من الآخرين ، بل يجب عليه أن يتعامل معهم كأخوة في الإنسانية يحترم حقوقهم ويحافظ عليها طالما لم يعتدوا عليه ، وطالما عاشوا وتعاملوا معه في سلم وسلام وأمن وأمان ، إذن لابد أن نعلم جميعا أن البشر أو الناس جميعا أخوة في الإنسانية بالإجبار وليس بالاختيار ، وأصلهم واحد من نفس واحدة مهما اختلفت ألوانهم و معتقداتهم و أجناسهم و أوطانهم فهم أخوة من أصل واحد ، وهذا الأمر لا خيار فيه للإنسان ، وأكرر ليس من حقي أو من حقك أن تعطي لنفسك أفضلية على أي مخلوق آخر لأننا اخوة في الإنسانية ، وأصلنا ومكوناتنا النفسية واحدة بمعنى أن البشر جميعا خلقوا من نفس واحدة ، يقول ربنا جل وعلا يؤكد أن الناس جميعا قد خُلِـقـُـوا من نفس واحدة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)النساء:1 ، ولأن الإنسان مخلوق مكون من نفس وجسد فإن جميع البشر أصلهم الجسدي واحد أيضا لأننا جميعا أبناء آدم وقد خُـلِقَ آدم من تراب يقول تعالى (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )آل عمران:59 ، ويقول تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ)الحج:5 ، وبما أن جميع البشر من نسل آدم عليه السلام ، فهم سواسية ومكوناتهم البنائية واحدة ، مهما كان التباين في شكل وأوصاف الجسد بين طويل وقصير وأسود وأبيض أو أصفر ، وبين بدين أو نحيف أو مفتول العضلات ، فكلها صفات لا دخل لنا فيها ، وهنا وجه الشبه قريب جدا بين جميع النباتات التي تخرج من الأرض مختلفة الألوان والأشكال والطعم واللون والرائحة ، وفي الأساس أصلها واحد وخلقت من تراب يقول تعالى(أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ)فاطر:27، وهناك آية محكمة جامعة تثبت أن جميع المخلوقات أصلها واحد وهي قوله تعالى(وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ)الأنبياء:30 ، ويزداد الأمر تشابها بين الإنسان والنبات في تشبيه قرآني رائع يبين خروج النبات واختراقه قشرة الأرض وبين إحياء الموتى وخروجهم من قبورهم يوم القيامة يقول تعالى(وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)الأعراف:57، والأدلة كثيرة تثبت وتؤكد أن المولى عز وجل خلقنا جميعا من تراب(الروم:20 ، فاطر:11 ، غافر:67) وسبحان الله فالإنسان يوم القيامة الذي ضلّ سعيه في الدنيا ومات كافرا يتمنى يوم القيامة أن يعود لأصله يقول تعالى(إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا)النبأ:40

هذه كانت مجرد مقدمة للدخول على بحث مفصل وتدبر لمعنى كلمة (أخ) واستخداماتها المختلفة في القرآن الكريم ، وبقراءة وتدبر جميع مشتقاتها وجدت الآتي:

ـــ لقد تكرر في القرآن الكريم استخدام هذه الكلمة (أخ) للتعبير عن علاقة الأخوة الحقيقية بين الأشقاء وغير الأشقاء كما جاء في قصة ابني آدم يقول تعالى(فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنْ الْخَاسِرِينَ ـ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ)المائدة:30 ، 31 ، وبنفس المعنى استخدمت لوصف العلاقة في قصة يوسف عليه السلام مع الأخ الشقيق في قوله تعالى((وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ)يوسف:69 ، 70 ، إذن البشر جميعا اخوة في الإنسانية سواء اتفقوا في العقيدة أو اختلفوا ، سواء كانوا أخوة أشقاء كما جاء في التعبير عن علاقة يوسف وشقيقه أو غير أشقاء كما جاء في التعبير عن علاقة يوسف بإخوته غير الأشقاء قبل إيمانهم به كنبي ، وخوف يعقوب عليه السلام من كيدهم ليوسف حين طلب منه ألا يقصص رؤياه عليهم يقول تعالى (قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ)يوسف:5 ، وفي هذا التوقيت كان اخوة يوسف غير الأشقاء غير مؤمنين بالله ، ولكن القرآن وصفهم بأنهم اخوة ليوسف النبي ، واستمر القرآن الكريم في وصفهم بأنهم اخوة يوسف في جميع أحداث القصة منذ تآمرهم عليه حين ألقوه في الجب ، وعودتهم لأبيهم بدونه ، ثم ذهابهم إلى مصر للحصول على الحنطة (القمح) وحين عرفهم يوسف ، ولم يتغير الوصف بعدما آمنوا بيوسف في آخر القصة فهم اخوته أيضا يقول تعالى(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)يوسف:100 ، والآيات في سورة يوسف كثيرة تبين استخدامات مختلفة بنفس المعنى (يوسف : 7 ، 8 ، 64 ،76 ،87 ، 89 ،90 ).

ـــ وقد تكرر في القرآن الكريم أيضا استعمال هذه المفردة (أخ)ومشتقاتها للتعبير عن علاقة الأخوة بين الأنبياء كما جاء في قصة موسى وهارون يقول تعالى(وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنْ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ)القصص:34 ، 35 ، وتكرر هذا في مواضع كثيرة في القرآن الكريم لوصف علاقة الأخوة بين الأنبياء موسى وهارون عليهما السلام ، وجاءت في معرض الحديث والقصص القرآني في جميع أحداث قصة موسى وهارون عليهما السلام في ( المائدة :25 ، الأعراف :111 ، 142 ،150 ، 151 ، طــه:30 ، يونس:87 ، القصص : 34 ، 35 ، مريم :53 ، المؤمنون : 45 ، الفرقان:35 ، الشعراء:36).

وكما جاءت هذه الكلمة التي تعبر عن علاقة إنسانية رائعة هي الأخوة بين الأشقاء وغير الأشقاء ، كأنها فرضا إلاهيا يجب تقديسه بين البشر ، فقد تكرر استخدام نفس الكلمة بنفس المعنى أيضا لتعبر عن العلاقة بين الأنبياء وأقوامهم من الكفار ، كما تكررت في القصص القرآني عن بعض الأنبياء ودعوة كل نبي لقومه أن يؤمنوا بالله ، فكان وصف القرآن للنبي بأنه (أخوهم) حتى لو كانوا كفارا وماتوا بكفرهم ودخلوا جهنم ، مثلا في قصة نوح عليه السلام يقول تعالى(كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ ) الشعراء:105 ، 106، في نهاية الآيات يتبين إصرار قوم نوح على الكفر ورفضهم دعوة نبي الله ، ولكن هذا لا يمنع أنهم أخوة في الإنسانية ، وقد تكرر هذا بوضوح أكثر في قصة نبي الله هود يقول تعالى (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ)الشعراء :124 ، وفي نهاية الحوار بينه وبين قومه يقول تعالى (فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ)الشعراء:139، رغم أنهم كذبوه وكان أكثرهم من الكفار إلا أن رب العزة جل وعلا جعل هود عليه السلام أخوهم ، وتكرر هذا في القرآن في قصص الأنبياء مثل صالح ، شعيب ، ولوط في القرآن الكريم (الشعراء:142، هود:61، العنكبوت:36 ، هود:84 ، الشعراء:161.

وأكثر من هذا فقد جاءت في موضع هام جدا يسرد عددا من الأقوام الذين كذبوا رسل الله واستحقوا الوعيد يوم القيامة ، وكان من ضمنهم اخوان لوط يقول تعالى(وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ)ق:13 ، 14.

هذا في علاقة كل نبي بقومه دون النظر لعقيدتهم ، كما جاء في القرآن الكريم استعمال نفس اللفظ لوصف علاقات إنسانية بين البشر دون التدخل في مسألة العقيدة ، فتارة تأتي في الحديث بين المنافقين والكفار وتصفهم أيضا بأنهم أخوة يقول تعالى (أَلَمْ تَرى إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)الحشر:11.

ودائما يكون التركيز على احترام الحقوق في التعامل بين الناس ، كما تكرر استعمال هذه الكلمة ومشتقاتها في القرآن الكريم للتعبير عن علاقات إنسانية مختلفة بين البشر أو لتبين تشريعات وأوامر إلهية وهذا يكون في الدنيا ، وكذلك منها ما يبين هذه العلاقة بين البشر في الآخرة وقت الحشر:

ـــ جاءت في معرض الحديث والأمر بغض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة للغرباء (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)النور:31

ـــ جاءت في آيات تبين المحرمات في الزواج(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمْ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنْ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمْ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمْ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً)النساء:23

ـــ جاءت تبين البيوت التي لا حرج على الإنسان في الآكل منها ومن ضمنها بيوت الاخوة(لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)النور:61

ـــ جاءت في حديث القرآن عن إظهار غريزة الطمع بين الناس حتى لو كانوا أخوة (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ)ص:23 ، وللتحذير من اتباع الظن والنهي عن التجسس والغيبة والنميمة وجعلها مثل أكل لحم الأخ ميتا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)الحجرات:12 ، كما جاءت في تحذير قرآني واضح للبشر وجعل المبذرين اخوانا للشياطين يقول تعالى(إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)الإسراء:27

ـــ جاءت في معرض فضح المعوقين والمتكاسلين الذين لم يصدقوا في إيمانهم برسالة خاتم النبيين ، وكانوا يعطلون اخوانهم من المؤمنين لكي يمنعوهم من الخروج مع رسول الله في معارك المسلمين ، ووصفهم القرآن بأنهم أشحة على الخير وأنهم لم يؤمنوا ولكن القرآن وصفهم بأنهم أخوة للمؤمنين يقول تعالى(قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً)الأحزاب:18.

ـــ جاءت تبين تشريع القصاص في القرآن وفي معرض هذا التشريع نجد وصف العلاقة بين طرفي القصاص بأنهم أخوة رغم وجود قضية دم بينهما توجب القصاص يقول تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)البقرة:178.

ـــ جاءت في دعوة إنسانية للبر مع اليتامى ومخالطتهم وجعلهم أخوة (فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)البقرة:220

ــــ ورغم كل هذا فإن الوضع يختلف تماما يوم القيامة حين يبحث كل إنسان عن نفسه وعن قضيته ويهرب من الجميع حتى لو كانوا أقرب الناس إليه مثل أبويه واخوته يقول تعالى (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ)عـبـس:34 ، (وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ)المعارج :12.

وبعد هذا العرض من الممكن أن يقول قائل إن الله جل وعلا قد فضل بعض الناس على بعض أقول له أن الله جل وعلا فضّل بعضنا على بعض في الرزق (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)النحل:71 ، وقد فضّل الله جل وعلا بعض الناس درجات ، ولكن هذه الأفضلية هي منحة لا يعلمها ولا يحكم فيها إلا الله وهي محل اختبار وابتلاء يقول تعالى(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)الأنعام:165، وفي آية عظيمة جدا يبين ربنا جل وعلا أنه سبحانه وتعالى قد اصطفى فئة من خلقه على العالمين يقول تعالى(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)آل عمران:33 ، 34 ، فلو كانت هناك أفضلية يجب الاعتراف بها فالأولى أن تكون لآدم ونوحا و وآل إبراهيم وآل عمران كما قال ربنا جل وعلا.

الخلاصة:

العلاقات التي يمارسها الإنسان في حياته نوعان:

النوع الأول: علاقة الإنسان بخالقه جل وعلا وهذه علاقة خاصة جدا وليس من حق أي مخلوق أن يتدخل فيها وهي حرية مطلقة بين كل إنسان وخالقه وحسابنا جميعا عند الله ، وطالما لا يضر الإنسان من حوله ولا يعتدي عليهم ولا يتدخل في شئونهم الخاصة فهم اخوة في الإنسانية وهذا كان حال الأنبياء عليهم السلام مع الناس من المؤمنين والكافرين والمشركين ، ودليل هذا أن ربنا جل وعلا أمر خاتم النبيين عليهم جميعا السلام بأن يُـجـيـر ويساعـد أي مشرك لو طلب منه المساعدة والأهم من هذا أن يشعـره بالأمان يقول تعالى(وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ)التوبة:6.

النوع الثاني: علاقة الإنسان بالإنسان ويكفى ما ذكرناه أعلاه في علاقة الأنبياء والمرسلين بأقوامهم حتى لو كانوا كفارا ، فقد وصفهم القرآن بأنهم اخوة ، لكن بكل أسف وأسى في هذه الأيام كل سلفي أو اخواني يطلق لحيته على الناس ويصنفهم ويعطيهم درجات ومراتب إيمانية وإنسانية ويفرق بين الناس ويقسمهم حسب هواه لدرجة أن بعضهم تطرف وفضّـل بنات ونساء الاخوان على بنات ونساء المسلمين ، وتناسوا جميعا أن أنبياء الله لم يفعلوا هذا لأنه لم يكن لهم أي سلطان على عباد الله.

أخيرا:

يأيها الإنسان المخلوق مثلنا من تراب ومن طين ما هي الميزة التي تراها في نفسك كي تفضل نفسك على غيرك.؟ ، إن الفطرة الإنسانية النقية في أبسط صورها تخلق جوا من المساواة والتسامح والمحبة والوئام وتبادل المنافع والخبرات بين الأفراد داخل المجتمع الواحد وكذلك بين المجتمعات المختلفة ، وهذا من وجهة نظري هو التطبيق العلمي لقوله تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)الحجرات: 13 ، وهذه دعوة صريحة وواضحة لتطبيق أبسط العلاقات الاجتماعية وهي الأخوة في الإنسانية.


رضا عبد الرحمن على
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 10:10 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى