الاطفال يموتون جوعا في غزة
23-11-2008, 03:00 PM
الاطفال يموتون جوعا في غزة
مليون ونصف المليون فلسطيني يواجهون الموت جوعا بفعل الحصارين الاسرائيلي والعربي،ولا احد يتحرك، او يريد ان يتحرك، وكأن هؤلاء ليسوا عربا ومسلمين، بل ليسوا بشراعلى الاطلاق.
جون جينغ ممثل وكالة غوث اللاجئين في القطاع المحاصر يصرخ مناشداالضمائر الميتة عبر قناة 'الجزيرة' ويقول ان هناك 750 الف طفل فلسطيني على حافةالموت، لا يجدون الطعام ولا الدواء ولا حتى الحليب، ومع ذلك يدير العرب وجوههم الىالناحية الاخرى، لا يريدون ان يسمعوا، وبالتالي ان يتحركوا، حتى لا تغضب منهمالحكومة الاسرائيلية حليفتهم الجديدة.
السيدة كارين ابو زيد المسؤولة عن منظمةالاونروا تؤكد ان امراض فقر الدم وسوء التغذية متفشية في اوساط الاطفال في قطاعغزة، وان بعضهم اصبح يعاني من تشوهات خلقية، وقصر قامة اقل بكثير من المعدلاتالطبيعية للنمو، ومع ذلك نرى تعتيما اعلاميا عربيا متعمدا على هذهالمأساة.
السيدة ابو زيد، والسيد جينغ هما من الاجانب، فالاولى غير محجبة اومنقبة، والثاني حليق اللحية والشارب، اي انهما ليسا عضوين في حركة 'حماس' حتى يتماتهامهما بالانحياز او المبالغة، فهما يعكسان الواقع المخجل على الارض، ويطرقانابواب العالمين العربي والاسلامي، ومن بعدهما المجتمع الدولي، على امل ان تتحركالضمائر وتهرع لانقاذ الابرياء.
العرب، وللأسف الشديد، منخرطون هذه الايام فيحوار الاديان، ويريدون نيل الرضى الاسرائيلي بكل الاشكال، والسلطة الفلسطينية فيرام الله تتوسل السلام مع ايهود اولمرت وتسيبي ليفني، وتنشر اعلانات مدفوعة الثمنفي الصحف الاسرائيلية لشرح مبادرة السلام العربية، لا شرح الاوضاع المأساوية فيقطاع غزة، فيبدو ان القطاع وابناءه باتوا خارج دائرة همومهم ومسؤولياتهم، ويتعاملونمعهم كأنهم من كوكب آخر، ليست لهم علاقة بفلسطين او العرب او المسلمين، فليموتواجوعا وقهرا وبردا ومرضا.
كان امرا مؤسفا ان يذهب الرئيس محمود عباس، الذييقول انه رئيس لكل الفلسطينيين وليس لمربع سلطة رام الله، الى القدس المحتلة للقاءايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي، ويتبادل معه القبلات والابتسامات، وابناءالقطاع يتضورون جوعا، والكهرباء عنهم مقطوعة.
ليته استمع الى تلك السيدة التيصرخت بحسرة امام عدسات التلفزة ملخصة الوضع المخجل بكلمات بسيطة معبرة: لا ماء.. لاكهرباء.. لا خبز.. لا شموع.. لا شيء على الاطلاق.. ماذا تريدوننا ان نفعل، ولما كلهذا الظلم، ماذا فعلنا حتى نستحقه؟!
نعم أهل القطاع فعلوا.. فعلوا ما عجزت عنهالأمة العربية بأسرها.. فعلوا ما لم يفعله مليار ونصف المليار مسلم ينتشرون فيقارات العالم الخمس.. قاوموا الاحتلال، ورفضوا الذل والاهانات، وتصدوا للفجورالاسرائيلي بأجسادهم الطرية، وعزيمتهم الأقوى، وصمدوا في وجه كل أنواع الابتزازوالاستفزاز برجولة الصحابة والمؤمنين الأوائل.
اعرف جيداً معنى ان تفرغ مخازنوكالة غوث اللاجئين من الفول والعدس والأرز والسكر والدقيق، فهذا يعني الجوع لمئاتالآلاف من الأسر التي تحمل بطاقة التموين الصادرة عن الأونروا، فقد كنت أحد الذينعاشوا على هذه الاعانات حتى السابعة عشرة من عمري. فقد كنا ننتظر يوم توزيعالاعانات هذه على أحر من الجمر، لأنها ضمانة لإسكات جوع المعدة لعدة أيامقادمة.
أتعاطف كثيراً مع ذلك المواطن الفلسطيني البسيط، العاطل عن العملالذي يعيل أسرة من ثلاثة عشر طفلاً، بينهم اثنان من ذوي الاحتياجات الخاصة (معاقان) ولا يجد رغيف خبز لإطعام أطفاله، بينما صناديق السيادة العربية المستثمرة في أوروباوامريكا تطفح بآلاف المليارات من الدولارات.
لن يتحرك السيد عمرو موسى الذييتطلع إلى ضم اسرائيل إلى جامعته بعد قبولها مبادرة السلام العربية، ولن يتحركالرئيس المصري حسني مبارك الذي يشارك الاسرائيليين في إحكام الحصار على قطاع غزةبإغلاق معبر رفح، وتفجير أنفاق الكرامة التي تقوم بإيصال بعض الغذاء والدواء ولعبالأطفال للمحاصرين في القطاع. ولن يتحرك أيضاً خادم الحرمين الشريفين وحكومته لكييصرخ في وجه الرئيس جورج بوش، مطالباً بوقف هذه المأساة فوراً وإلا فعليه تحملالعواقب، وما أكثر الأوراق الحاسمة في يده، وأبرزها ورقة النفط واسعارهوانتاجه.
اسرائيل تتمادى في جرائمها، والغرب يصمت ولا يتحرك، لأن العرب لايتحركون، لأن العرب الرسميين، ولا أقول الشعوب الشريفة الكريمة المسحوقة، متواطئونلإبقاء الحصار وتشديده، على أمل ان تسقط سلطة 'حماس' التي يكرهونها جميعاً، فلا بأسمن تجويع وقتل مليون ونصف المليون فلسطيني بسبب هذه 'الحماس'.
توقعت انيتحرك هذا الغرب 'الحضاري' وهو يرى صور 'الصيصان' في مزارع الدواجن تُعدم لأنأصحابها لا يجدون العلف لها، ولا الوقود اللازم لتدفئتها، قلت ربما ان هذا العالمالذي يتحرك بأسره لنصرة كلب اعرج، او قطة مريضة، او بطة ملوثة بالنفط على شواطئالكويت، سيتحرك عندما يرى هذه الكتاكيت الصغيرة توضع في اكياس بلاستيكية تمهيدالحرقها، ولكنه غرب منافق، تتراجع كل قيم ومبادئ حقوق الانسان التي يتغنى بها عندماتكون اسرائيل هي الجلاد، والعرب هم الضحايا.
الشعب الفلسطيني سيصمد في مواجهةهذا 'الهولوكوست' العربي الاسرائيلي، وسيتجاوز محنة الحصار هذه، مثلما تجاوز محناًعديدة قبلها، وربما اخطر منها، لأنه شعب تعلم ان يمشي مرفوع الرأس، متحلياًبالايمان والصبر، ومتحديا جلاديه.
لا نملك الا ان نكتب، محاولين لفت الانظار الىهذا الظلم التاريخي، لعل بعض الدماء تتحرك في عروق عربية وعالمية تيبّست، وباتتعصية على الحركة والانتصار للضعفاء.
السيد جون جينغ ممثل الاونروا في قطاع غزةقال في ختام ندائه الذي اصدره من قلب القطاع المحاصر، إن ما يحصل هناك هو عار علىالبشرية، عار على المجتمع الدولي، ونضيف بأنه ايضا عار على كل الحكام العرب، دوناستثناء اي منهم.
عبد الباري عطوان –جريدة القدس العربي –
مليون ونصف المليون فلسطيني يواجهون الموت جوعا بفعل الحصارين الاسرائيلي والعربي،ولا احد يتحرك، او يريد ان يتحرك، وكأن هؤلاء ليسوا عربا ومسلمين، بل ليسوا بشراعلى الاطلاق.
جون جينغ ممثل وكالة غوث اللاجئين في القطاع المحاصر يصرخ مناشداالضمائر الميتة عبر قناة 'الجزيرة' ويقول ان هناك 750 الف طفل فلسطيني على حافةالموت، لا يجدون الطعام ولا الدواء ولا حتى الحليب، ومع ذلك يدير العرب وجوههم الىالناحية الاخرى، لا يريدون ان يسمعوا، وبالتالي ان يتحركوا، حتى لا تغضب منهمالحكومة الاسرائيلية حليفتهم الجديدة.
السيدة كارين ابو زيد المسؤولة عن منظمةالاونروا تؤكد ان امراض فقر الدم وسوء التغذية متفشية في اوساط الاطفال في قطاعغزة، وان بعضهم اصبح يعاني من تشوهات خلقية، وقصر قامة اقل بكثير من المعدلاتالطبيعية للنمو، ومع ذلك نرى تعتيما اعلاميا عربيا متعمدا على هذهالمأساة.
السيدة ابو زيد، والسيد جينغ هما من الاجانب، فالاولى غير محجبة اومنقبة، والثاني حليق اللحية والشارب، اي انهما ليسا عضوين في حركة 'حماس' حتى يتماتهامهما بالانحياز او المبالغة، فهما يعكسان الواقع المخجل على الارض، ويطرقانابواب العالمين العربي والاسلامي، ومن بعدهما المجتمع الدولي، على امل ان تتحركالضمائر وتهرع لانقاذ الابرياء.
العرب، وللأسف الشديد، منخرطون هذه الايام فيحوار الاديان، ويريدون نيل الرضى الاسرائيلي بكل الاشكال، والسلطة الفلسطينية فيرام الله تتوسل السلام مع ايهود اولمرت وتسيبي ليفني، وتنشر اعلانات مدفوعة الثمنفي الصحف الاسرائيلية لشرح مبادرة السلام العربية، لا شرح الاوضاع المأساوية فيقطاع غزة، فيبدو ان القطاع وابناءه باتوا خارج دائرة همومهم ومسؤولياتهم، ويتعاملونمعهم كأنهم من كوكب آخر، ليست لهم علاقة بفلسطين او العرب او المسلمين، فليموتواجوعا وقهرا وبردا ومرضا.
كان امرا مؤسفا ان يذهب الرئيس محمود عباس، الذييقول انه رئيس لكل الفلسطينيين وليس لمربع سلطة رام الله، الى القدس المحتلة للقاءايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي، ويتبادل معه القبلات والابتسامات، وابناءالقطاع يتضورون جوعا، والكهرباء عنهم مقطوعة.
ليته استمع الى تلك السيدة التيصرخت بحسرة امام عدسات التلفزة ملخصة الوضع المخجل بكلمات بسيطة معبرة: لا ماء.. لاكهرباء.. لا خبز.. لا شموع.. لا شيء على الاطلاق.. ماذا تريدوننا ان نفعل، ولما كلهذا الظلم، ماذا فعلنا حتى نستحقه؟!
نعم أهل القطاع فعلوا.. فعلوا ما عجزت عنهالأمة العربية بأسرها.. فعلوا ما لم يفعله مليار ونصف المليار مسلم ينتشرون فيقارات العالم الخمس.. قاوموا الاحتلال، ورفضوا الذل والاهانات، وتصدوا للفجورالاسرائيلي بأجسادهم الطرية، وعزيمتهم الأقوى، وصمدوا في وجه كل أنواع الابتزازوالاستفزاز برجولة الصحابة والمؤمنين الأوائل.
اعرف جيداً معنى ان تفرغ مخازنوكالة غوث اللاجئين من الفول والعدس والأرز والسكر والدقيق، فهذا يعني الجوع لمئاتالآلاف من الأسر التي تحمل بطاقة التموين الصادرة عن الأونروا، فقد كنت أحد الذينعاشوا على هذه الاعانات حتى السابعة عشرة من عمري. فقد كنا ننتظر يوم توزيعالاعانات هذه على أحر من الجمر، لأنها ضمانة لإسكات جوع المعدة لعدة أيامقادمة.
أتعاطف كثيراً مع ذلك المواطن الفلسطيني البسيط، العاطل عن العملالذي يعيل أسرة من ثلاثة عشر طفلاً، بينهم اثنان من ذوي الاحتياجات الخاصة (معاقان) ولا يجد رغيف خبز لإطعام أطفاله، بينما صناديق السيادة العربية المستثمرة في أوروباوامريكا تطفح بآلاف المليارات من الدولارات.
لن يتحرك السيد عمرو موسى الذييتطلع إلى ضم اسرائيل إلى جامعته بعد قبولها مبادرة السلام العربية، ولن يتحركالرئيس المصري حسني مبارك الذي يشارك الاسرائيليين في إحكام الحصار على قطاع غزةبإغلاق معبر رفح، وتفجير أنفاق الكرامة التي تقوم بإيصال بعض الغذاء والدواء ولعبالأطفال للمحاصرين في القطاع. ولن يتحرك أيضاً خادم الحرمين الشريفين وحكومته لكييصرخ في وجه الرئيس جورج بوش، مطالباً بوقف هذه المأساة فوراً وإلا فعليه تحملالعواقب، وما أكثر الأوراق الحاسمة في يده، وأبرزها ورقة النفط واسعارهوانتاجه.
اسرائيل تتمادى في جرائمها، والغرب يصمت ولا يتحرك، لأن العرب لايتحركون، لأن العرب الرسميين، ولا أقول الشعوب الشريفة الكريمة المسحوقة، متواطئونلإبقاء الحصار وتشديده، على أمل ان تسقط سلطة 'حماس' التي يكرهونها جميعاً، فلا بأسمن تجويع وقتل مليون ونصف المليون فلسطيني بسبب هذه 'الحماس'.
توقعت انيتحرك هذا الغرب 'الحضاري' وهو يرى صور 'الصيصان' في مزارع الدواجن تُعدم لأنأصحابها لا يجدون العلف لها، ولا الوقود اللازم لتدفئتها، قلت ربما ان هذا العالمالذي يتحرك بأسره لنصرة كلب اعرج، او قطة مريضة، او بطة ملوثة بالنفط على شواطئالكويت، سيتحرك عندما يرى هذه الكتاكيت الصغيرة توضع في اكياس بلاستيكية تمهيدالحرقها، ولكنه غرب منافق، تتراجع كل قيم ومبادئ حقوق الانسان التي يتغنى بها عندماتكون اسرائيل هي الجلاد، والعرب هم الضحايا.
الشعب الفلسطيني سيصمد في مواجهةهذا 'الهولوكوست' العربي الاسرائيلي، وسيتجاوز محنة الحصار هذه، مثلما تجاوز محناًعديدة قبلها، وربما اخطر منها، لأنه شعب تعلم ان يمشي مرفوع الرأس، متحلياًبالايمان والصبر، ومتحديا جلاديه.
لا نملك الا ان نكتب، محاولين لفت الانظار الىهذا الظلم التاريخي، لعل بعض الدماء تتحرك في عروق عربية وعالمية تيبّست، وباتتعصية على الحركة والانتصار للضعفاء.
السيد جون جينغ ممثل الاونروا في قطاع غزةقال في ختام ندائه الذي اصدره من قلب القطاع المحاصر، إن ما يحصل هناك هو عار علىالبشرية، عار على المجتمع الدولي، ونضيف بأنه ايضا عار على كل الحكام العرب، دوناستثناء اي منهم.
عبد الباري عطوان –جريدة القدس العربي –
من مواضيعي
0 إسرائيل تفتتح كنيساً يهودياً أسفل المسجد الأقصى
0 تخريج دفعة من شيوخ السلاطين بأشراف امريكي للأفتاء ضد الدولة الاسلامية
0 كيف يرى الرافضة تحرير الموصل
0 المجرم هادي العامري .
0 إسرائيل سمحت لإيران بالتدخل عسكريا في سوريا ضمن شروط والأخيرة وافقت
0 بسام جرارة - دولة الخلافة قديما -
0 تخريج دفعة من شيوخ السلاطين بأشراف امريكي للأفتاء ضد الدولة الاسلامية
0 كيف يرى الرافضة تحرير الموصل
0 المجرم هادي العامري .
0 إسرائيل سمحت لإيران بالتدخل عسكريا في سوريا ضمن شروط والأخيرة وافقت
0 بسام جرارة - دولة الخلافة قديما -











