" الصّاعقــــــة ... " ... سعدي صبّاح ...
12-09-2007, 06:10 PM
" الصّاعقــــــة ... "
الأرض أجدبت وجفّت مياه الغدير ، ماتت الأعشاب، و انتحرت شجيرات الشيح، كلحت المراعي، حزن الشيخ الرّاعي ذلــك البدوي الفقير ، كم يعذّبه و هو يرى شويهاتـه الهزيلة تلملم أطراف الوادي متمدّدة تجتر ُّ بقايا الحلفاء اليابسة حالمة بأكـوام التبن و الشعير، فيعود كل مساء ليرمي بهيكله المتعب إزاء خيمته البالية، يرقب الأنواء و القمم العالية، علَّه يرى سحـابـــــة كخيمته في السَّواد تتهادى و تنساب قطراتها و تسري في كلِّ الأرجاء، تروي الثرى و تملأ المصبّات ماء غدير ، تبلّلُ بقايــا عشب يشكو لفحة الهجير ، و خلسة لفَّ السّواد كلَّ الفضاء في شغف، أبرقت السَّماء و سبَّح الرّعد بحمد ربه، الشيخ يبتهــج لزخّات المطر و يهرع للشياه قبل أن تتحول القطرات إلى شلال، يسوقها و يهشُّ عليها بالعصا يدخلها على غير عادتهـا في لمح البصر، ينقذها من المطر، لكن لم يكن في مقدوره إنقاذ وحيده من الصَّاعقة التي لا تلبث أن تسقط من السَّمـاء صحبة رعد شديد بعدما سئمت الاعتناق خلف مزنة بريئة ناقمة من طفل لا ذنب له، فأصابت مبتغاها حين صدمته و هــو محتم بشجيرة السِّدرة المجاورة و ببراءة يُشاطر الأرض عرسها بالمطر فدسَّته بركام رمادها ! وبعد الفاجعة حبس المطر و لكنّ دموع الفقير ظلت منهمرة و هو يخرج مصابه بمفرده جثة هامدة بل أشلاء تشمئزُّ لهـا النفوس و هو يلملمها بحسرة و أسى متمنّيا من خالقـه لو أجَّل الغيث إلى حين ... !!
انتهــى ...
القاصّ : سعدي صبّاح
[email protected]
WWW.SEBBAH.JEERAN.COM
" رِجَالُ حَارَتِنَا يَقْتُلُونَ نَوَارِسَ عَنْتَرَةْ
تَاهِمِينَ عَبْلَة بِالغِوَايَةْ ، ثُمَّ يُطْعِمُونَ
السَّنَابِلَ لِطُيُورِ دِيك الجِن فَهُمْ ضِدّ
العُذْرِية لأَنَّهَا تَسْمُو عَنْ نَزَوَاتِهِم ْ...!"
سعدي صبّـاح
* * * * * * *
www.sebbah.jeeran.com
[email protected]
تَاهِمِينَ عَبْلَة بِالغِوَايَةْ ، ثُمَّ يُطْعِمُونَ
السَّنَابِلَ لِطُيُورِ دِيك الجِن فَهُمْ ضِدّ
العُذْرِية لأَنَّهَا تَسْمُو عَنْ نَزَوَاتِهِم ْ...!"
سعدي صبّـاح
* * * * * * *
www.sebbah.jeeran.com
[email protected]