ماهية العراق الجديد
24-05-2007, 06:33 PM
مـــــــــــاهية " العراق الجــــــديد" ؟

لقد دأبت الإمبراطورية الإعلامية لقوى الاستعمار الجديد على تسويق مجموعة من الألفاظ والتعابير الكاذبة من خلال أبواقها المأجورة وأقلامها المأفونة على شاكلة ( محاربة الإرهاب ، المعتدلين العرب،العراق الجديد)، هذا اللفظ الأخير المختلق يوحي للوهلة الأولى بقفزة نوعية لهذا البلد من السيئ نحو الأحسن ،لكن الصور القاتمة التي تتناقلها وسائل الإعلام ليوميات التراجيديا العراقية لا تعبر عن هذا المدلول أبدا.
حكومة طائفية حاقدة عميلة فاشلة عاجزة عن توفير الأمن و الحماية لأفرادها ، نهب منظم لثروات البلاد وتحويل الأموال نحو البنوك العالمية، فساد مستشري في مختلف مفاصل الدوائر الحكومية، بطالة متزايدة، أجهزة مخابرات عالمية تصول وتجول في أرجاء البلاد شمالا وجنوبا، مجازر جماعية في حق المدنيين العزل بأعتى آلات الدمار، عشرات الجثث يعثر عليها يوميا وعليها آثار التعذيب المميت باستعمال أجهزة القطع الكهربائي،علماء وفقهاء يختطفون يعذبون وتلقى جثثهم على قارعة الطرقات وقرب المزابل العمومية، اقتحام للمساجد وعبث بمحتوياتها وحرق للمصاحف، انتهاك لحرمات البشر في محتشدات المحتل وأذنابه، قذائف تنهمر على رؤوس الطلبة في جامعاتهم والمصلين في مساجدهم موقعة فيهم القتلى والجرحى، شاحنات مفخخة بأطنان المتفجرات عابرة للمحافظات تحمل الفناء للمدنيين الأبرياء، اغتصاب للماجدات وعبث بشرفهن دون حسيب ولا رقيب، تهجير قسري للسكان من مساكنهم نحو المجهول والعراء، ميليشيات مأجورة تعيث في أرجاء البلاد فسادا خطفا وتعذيبا وتنكيلا وقتلا وحرقا على الهوية، حدود مستباحة من كل من هب ودب، تفتيت لأوصال الوطن وأعلام ترفع هنا ولغة تستبدل هناك، تفجير للمخابز والكنائس والمستشفيات والفنادق والمدارس والمساجد والمكتبات، تدمير حضارة بعمر آلاف السنين وطمس لحقبة مهمة من تاريخ البشرية جمعاء وتحويل البلاد إلى بركة من الدماء.إنها أمثلة على سبيل الذكر لا الحصر لماهية العراق الجديد الذي تتحدث عنه إدارة البيت الأبيض وكتاب المارينز الذين يسيرون في فلكها ، إنها مؤشرات لحقيقة الديمقراطية المجوقلة( المحمولة جوا) التي تسعى إدارة السطو المسلح إلى تعميمها على بعض دول المنطقة.
العراق القديم على علاته كان أحسن حالا من العراق الجديد على الأقل كانت نعمة الأمن مستتبة في ربوعه وهو ما يقر به كل من يحمل في عقله شيئ من المنطق وتبصر عيناه شيئ من الواقع الحالي في تلك الديار ،لا ننكر أن هناك جديدا في العراق الحالي وهو هذه المقاومة النوعية التي أقبرت المشروع الأمريكي في مهده بضرباتها الموجعة وصواريخها التي تسيطر على سماء البلاد ، الجديد في العراق هو هذه الأعمال البطولية التي دحرجت رؤوسا من الدرجة الكبيرة ومحاربين قدامى وكشفت الكثير من المتخاذلين والمتآمرين في السر والعلن وأصحاب الشطحات الفقهية ، وضربت الصناعة العسكرية الأمريكية في الصميم، الأكيد أن كثيرا من العراقيين يرددون اليوم بمرارة قول الشاعر:
رُبَّ يوم بكيت منه *** فلما صرت في غيره بكيت عليه

كتبـــــــــــه : جمــــاعي لخضر/ ولاية تندوف
[email protected]