آداب النّصيحة
04-03-2009, 02:14 PM
يُحكى أنّ الحسن والحسين مرَّا على شيخ يتوضّأ ولا يحسن الوضوء. فاتّفقا على أن ينصحا الرجل ويعلمّاه كيف يتوضّأ، ووقفا بجواره، وقالا له: يا عم، انظر أَيُّنا أحسن وضوءًا؟ ثمّ توضّأ كلّ منهما فإذا بالرّجل يرى أنّهما يحسنان الوضوء، فعلم أنّه هو الّذي لا يحسنه، فشكرهما على ما قدّماه له من نُصح دون تجريح.
***
النّصيحة دعامة من دعامات الإسلام. قال تعالى: {والعصر. إنّ الإنسان لفي خسر. إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصّبر} [العصر].
وقال صلّى الله عليه وسلّم: (الدّين النّصيحة). قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم) [متّفق عليه]. وعن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: بايعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على إقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، والنّصح لكلّ مسلم. [متّفق عليه].
وللنّصيحة جملة من الآداب، منها ما يتعلّق بالنّاصح، ومنها ما يتعلّق بالمنصوح.
آداب النّاصح:
الإخلاص: فلا يبغي النّاصح من نصحه إظهار رجاحة عقله، أو فضح المنصوح والتّشهير به، وإنّما يكون غرضه من النّصح الإصلاح، وابتغاء مرضاة الله.
الحكمة والموعظة الحسنة واللّين: فالكلمة الطّيّبة مفتاح القلوب، قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي أحسن} [_النحل: 125].
عدم كتمان النّصيحة: المسلم يعلم أنّ النّصيحة هي أحد الحقوق الّتي يجب أن يؤدّيها لإخوانه المسلمين، فالمؤمن مرآة أخيه، يقدّم له النّصيحة، ويخبره بعيوبه، ولا يكتم عنه ذلك. قال صلّى الله عليه وسلّم: (حقّ المسلم على المسلم ستّ).
قيل: ما هنّ يا رسول الله؟ قال: (إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبْه، وإذا استنصحك فانصحْ له، وإذا عطس فحمد فشمِّته، وإذا مرض فَعُدْه (فزُرْه) وإذا مات فاتبعه (أي سِرْ في جنازته) [مسلم].
أن تكون النّصيحة في السّر: المسلم لا يفضح المنصوح ولا يجرح مشاعره، وقد قيل: النّصيحة في الملأ (العلن) فضيحة.
وما أجمل قول الإمام الشافعي:
تَغَمَّدَني بنُصْحِــكَ فــي انفـــِرادِي
وجَنِّبْنِــي النّصيحــةَ فِــي الجَمَاعةْ
فـإنَّ النُّصْــحَ بَيـْـن النّــاسِ نـــوعٌ
مــن التـَّوْبيخ لا أَرْضَى اســتِمَـاعَه
وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا أراد أن ينصح أحد الحاضرين يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا، ما بال أحدكم يفعل كذا. وقيل: النّصح ثقيل فلا تجعلوه جبلا، ولا ترسلوه جدلا، والحقائق مُرّة فاستعينوا عليها بخفّة البيان.
الأمانة في النّصح: فلا يخدع المنصوح ولا يستهين بأمره، بل يبذل الجهد، ويعمل الفكر، قبل أن ينصح، وعليه بيان ما يراه من المفاسد إن وجد في ستر وأمانة.
آداب المنصوح:
أن يتقبّل النّصيحة بصدر رحب: وذلك دون ضجر أو ضيق أو تكبّر، وقد قيل: تقبّل النّصيحة بأي وجه، وأدِّها على أحسن وجه.
عدم الإصرار على الباطل: فالرجوع إلى الحقّ فضيلة والتمسّك بالباطل رذيلة، والمسلم يحذر أن يكون ممّن قال الله -تعالى- فيهم: {وإذا قيل له اتّق الله أخذته العزّة بالإثم فحسبه جهنّم ولبئس المهاد} [_البقرة: 206].
أخذ النّصح من المسلم العاقل: لأنّه يفيده بعقله وحكمته، كما أنّ المسلم يتجنّب نُصح الجاهل أو الفاسق؛ لأنّه يضرّه من حيث لا يحتسب. روي أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلم قال: (من أراد أمرًا فشاور فيه امرءًا مسلمًا، وَفَّقَهُ الله لأرشد أموره) [الطبراني].
شكر النّاصح: يجب على المنصوح أن يقدّم الشّكر لمن نصحه، فمن لا يشكر النّاس لا يشكر الله.
والله المستعان
***
النّصيحة دعامة من دعامات الإسلام. قال تعالى: {والعصر. إنّ الإنسان لفي خسر. إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصّبر} [العصر].
وقال صلّى الله عليه وسلّم: (الدّين النّصيحة). قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم) [متّفق عليه]. وعن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: بايعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على إقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، والنّصح لكلّ مسلم. [متّفق عليه].
وللنّصيحة جملة من الآداب، منها ما يتعلّق بالنّاصح، ومنها ما يتعلّق بالمنصوح.
آداب النّاصح:
الإخلاص: فلا يبغي النّاصح من نصحه إظهار رجاحة عقله، أو فضح المنصوح والتّشهير به، وإنّما يكون غرضه من النّصح الإصلاح، وابتغاء مرضاة الله.
الحكمة والموعظة الحسنة واللّين: فالكلمة الطّيّبة مفتاح القلوب، قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي أحسن} [_النحل: 125].
عدم كتمان النّصيحة: المسلم يعلم أنّ النّصيحة هي أحد الحقوق الّتي يجب أن يؤدّيها لإخوانه المسلمين، فالمؤمن مرآة أخيه، يقدّم له النّصيحة، ويخبره بعيوبه، ولا يكتم عنه ذلك. قال صلّى الله عليه وسلّم: (حقّ المسلم على المسلم ستّ).
قيل: ما هنّ يا رسول الله؟ قال: (إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبْه، وإذا استنصحك فانصحْ له، وإذا عطس فحمد فشمِّته، وإذا مرض فَعُدْه (فزُرْه) وإذا مات فاتبعه (أي سِرْ في جنازته) [مسلم].
أن تكون النّصيحة في السّر: المسلم لا يفضح المنصوح ولا يجرح مشاعره، وقد قيل: النّصيحة في الملأ (العلن) فضيحة.
وما أجمل قول الإمام الشافعي:
تَغَمَّدَني بنُصْحِــكَ فــي انفـــِرادِي
وجَنِّبْنِــي النّصيحــةَ فِــي الجَمَاعةْ
فـإنَّ النُّصْــحَ بَيـْـن النّــاسِ نـــوعٌ
مــن التـَّوْبيخ لا أَرْضَى اســتِمَـاعَه
وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا أراد أن ينصح أحد الحاضرين يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا، ما بال أحدكم يفعل كذا. وقيل: النّصح ثقيل فلا تجعلوه جبلا، ولا ترسلوه جدلا، والحقائق مُرّة فاستعينوا عليها بخفّة البيان.
الأمانة في النّصح: فلا يخدع المنصوح ولا يستهين بأمره، بل يبذل الجهد، ويعمل الفكر، قبل أن ينصح، وعليه بيان ما يراه من المفاسد إن وجد في ستر وأمانة.
آداب المنصوح:
أن يتقبّل النّصيحة بصدر رحب: وذلك دون ضجر أو ضيق أو تكبّر، وقد قيل: تقبّل النّصيحة بأي وجه، وأدِّها على أحسن وجه.
عدم الإصرار على الباطل: فالرجوع إلى الحقّ فضيلة والتمسّك بالباطل رذيلة، والمسلم يحذر أن يكون ممّن قال الله -تعالى- فيهم: {وإذا قيل له اتّق الله أخذته العزّة بالإثم فحسبه جهنّم ولبئس المهاد} [_البقرة: 206].
أخذ النّصح من المسلم العاقل: لأنّه يفيده بعقله وحكمته، كما أنّ المسلم يتجنّب نُصح الجاهل أو الفاسق؛ لأنّه يضرّه من حيث لا يحتسب. روي أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلم قال: (من أراد أمرًا فشاور فيه امرءًا مسلمًا، وَفَّقَهُ الله لأرشد أموره) [الطبراني].
شكر النّاصح: يجب على المنصوح أن يقدّم الشّكر لمن نصحه، فمن لا يشكر النّاس لا يشكر الله.
والله المستعان










