" إقرأ ... ما أنا بقارئ " ! :
19-04-2009, 10:24 PM
بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
" إقرأ ... ما أنا بقارئ " ! :
كان مجنون يتبول – أكرمكم الله – في الطريق أو بركن من أركان الشارع , فجاءه شخص وقال له " إقرأ " , فظن المجنون أن جبريلا عليه الصلاة والسلام أتاه , فأجاب الآخرَ قائلا " ما أنا بقارئ "! .
قال له الرجل " قلتُ لك : إقرأ " , فأجاب " ما أنا بقارئ " .
فقال له الرجل , وهو يشير إليه بأصبعه إلى مكان ما " إقرأ " , فنظر المجنونُ إلى حيث يشير الرجلُ , فوجد لافتة مكتوب عليها " ممنوع البول هنا " !!!.
تعليق :
1-أنا في الحقيقة - ومنذ كنت صغيرا - ضد حكاية هذا النوع من النكت المتعلقة بالدين . أنا ضد حكايتها ولم تمت الحكاية بنية حسنة وبقصد حسن . إذا حكينا مثلا نكتة مثل هذه ولو بنية حسنة وقصد طيب , فإنني أخاف أننا عندما نقرأ سيرة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام ونصل إلى نزول الوحي عليه , عوض أن نخشع ونتأثر ويقوى إيماننا بالله تعالى و ... فإننا ربما تذكرنا هذه النكتة فنضحك أو نبتسم في موضوع لا يصلح معه الضحك أو الابتسام . إذن لماذا حكيتُ أنا الآن هذه النكتة ؟! .
والجواب : فقط من أجل ضرب المثال عن النكت المتعلقة بالدين والمتداولة عند الكثير من الناس والتي يستحسن الابتعاد عن حكايتها .
2- في نوفمبر وديسمبر 1982 م كنت في زنزانة ( داخل سجن ... , ولاية ... ) مع أربعة أشخاص آخرين ... عرضَ علي الإخوةُ الأربعة في الزنزانة أكثر من مرة لأصلي بهم جماعة , ولكنني كنتُ أرفض بقوة . وكان الذي يصلي بنا أحيانا هو الأخ عبد الله جاب الله وأحيانا أخرى هو الشيخ محمد السعيد رحمه الله . وفي يوم من الأيام حكى بعض الإخوة - في الصباح - نكتة متعلقة بآية من سورة البقرة , فنصحتُ الإخوة أن يبتعدوا عن حكاية مثل هذه النكت .
وفي المساء , وقبل العِشاء ألح علي الإخوة حتى غلبوني وصليتُ بهم العشاءَ صلاة جماعة .
ومن الصدف أو الاتفاقات التي لم أحبها أنني ما انتبهتُ إلى نفسي إلا وأنا أقرأُ في الصلاة نفسَ الآية التي ذُكرتْ النكتةُ في الصباحِ متعلقة بها . بدأتُ القراءة ثم انتبهت للأمر فأتممتُ الآية وركعتُ بسرعة . سمعتُ صوتَ من يريدُ أن يضحك يأتيني من شخصين هما ... و ....
ملاحظتان هامتان :
الأولى : من أحب أن يضحك غلبه الضحك ولم يضحك اختيارا , أي أنه لم يضحك من تلقاء نفسه وبإرادة منه , ومنه فلا لوم عليه بإذن الله من الناحية الشرعية .
الثانية : أنا ما قلتُ أبدا بأن ... و... , ما قلتُ أبدا بأنهما كانايضحكان من القرآن أو يستهزءان بالقرآن , إن هذا مستحيل ثم مستحيل . أنا قلتُ فقط بأنهما ضحكا عندما تذكرا نكتة متعلقة بالقرآن , وبالضبط بآية معينة من سورة البقرة .
وهذا يمكن أن يحدث لأي مسلم كان , ولا لوم على صاحبه بإذن الله من الناحية الشرعية .
أسرعتُ في الصلاة قليلا حتى لا أُحرج من يريدُ الضحكَ ولا أفسدَ عليه صلاته. ولكن ... قبيل أن أقول " السلام عليكم "بدأ الشخصان في الضحكِ . سلَّمتُ على اليمين وعلى اليسار , ثم استدرتُ إلى الأخوين الكريمين وقلت لهما " هيا أعيدا صلاتكما ... لأنها باطلة " , ولكنهمالم يقوما لإعادة الصلاة إلا بعد أن أكملا ضحكهما .
وبعد انتهائهما من الصلاة قلت لهما " أريتما صدق ما قلت لكما في الصباح , عندما حذرتكما من حكاية النكت التي لها صلة بالشرع , وخاصة بالقرآن أو بالسنة . ألم تريا ماذا وقع لنـا الآن ؟!!!؟.
ومنه فأنا دوما أقف ضد أية نكتة لها صلة بالقرآن أو بالسنة مهما حكاها الشخص بنية حسنة .
3- التبول في الطريق منهي عنه شرعا , وهو من أسباب عذاب القبر والعياذ بالله تعالى . عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مرَّ النبي عليه الصلاة والسلام بحائط من حيطان المدينة أو مكة ، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما ، فقال النبي " إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير " ، ثم قال " بلى ، كان أحدهما لا يستتر من بوله ، وكان الآخر يمشي بالنميمة " ، ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين ، فوضع على كل قبر منهما كسرة ، فقيل له : يا رسول الله لم فعلتَ هذا ؟ قال " لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا " ، أو قال " إلى أن ييبسا " رواه البخاري .
ما المراد بقول النبي " لا يستتر من بوله " ؟. ذهب بعض العلماء إلى أن المعنى " لا يستبرئ ولا يتنزه ولا يتوقّى ولا يتحفّظ من البول ، فيراه يقع على جسمه أو على ملابسه ولا يهتم ولا يلتفت إليه ".
وذهب آخرون إلى أن معنى " لا يستتر من بوله " يعني : لا يستر عورته حين يتبول , وقد يتبول في مكان عام حيث يراه الناس .
4- العقل نعمة كبيرة جدا فضل الله بها الإنسان على الحيوان وجعل الله بها وبغيرها الإنسانَ مخلوقا في أحسن تقويم . والعقل كغيره من النعم لا يعرف قيمتها تماما إلا من فقدها أو من رأى أمامه مجنونا فقد عقله . ومنه فالحمد لله ثم الحمد لله على نعمة العقل وعلى كل النعم ما نعرف منها وما لا نعرف . اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك .
5- للأسف سلوك هذا المجنون الذي يتمثل في البول في مكان مكتوب فيه " ممنوع البول هنا " هو سلوك الكثير الكثير من المسلمين " العقال " في عالم المسلمين اليوم المتخلف , الذي أصبح يضرب به المثال في التناقض والفوضى والبعد عن الدقة والنظام . لذلك ما أكثر ما نجد الناس اليوم يبولون في مكان ممنوع فيه البول , ويرمون أوساخهم ومهملاتهم وفضلات مطابخهم و ... في أماكن ممنوع فيها رمي أي شيء من ذلك , وهكذا ...
6- أنا أستحي – ومنذ كنتُ صغيرا - حتى أن أبصق - أكرمكم الله - في مكان عام أمام الناس ( وأما البول فهو أولى وأولى وأولى ) . ومنه فإذا أردتُ أن أبصقَ لسبب أو آخر , فإنني أبتعد كثيرا عمن يكون معي من الناس , أبتعد حيث لا يكاد يراني أحد منهم ثم أبصق , مع أنه يجوز لي – وبلا حرج شرعي – أن أبصق في منديلي أو ... ولو أمام أي كان من الناس .
7-هل يجوز للرجل البول من وقوف مع الابتعاد عن الناس ومع مراعاة قواعد النظافة ؟.
والجواب " نعم أجاز ذلك بعض العلماء , وإن كان البول من جلوس هو أفضل بالتأكيد وأدنى لتحقيق نظافة أكثر ".
والله وحده أعلم بالصواب .
عبد الحميد رميته , الجزائر
" إقرأ ... ما أنا بقارئ " ! :
كان مجنون يتبول – أكرمكم الله – في الطريق أو بركن من أركان الشارع , فجاءه شخص وقال له " إقرأ " , فظن المجنون أن جبريلا عليه الصلاة والسلام أتاه , فأجاب الآخرَ قائلا " ما أنا بقارئ "! .
قال له الرجل " قلتُ لك : إقرأ " , فأجاب " ما أنا بقارئ " .
فقال له الرجل , وهو يشير إليه بأصبعه إلى مكان ما " إقرأ " , فنظر المجنونُ إلى حيث يشير الرجلُ , فوجد لافتة مكتوب عليها " ممنوع البول هنا " !!!.
تعليق :
1-أنا في الحقيقة - ومنذ كنت صغيرا - ضد حكاية هذا النوع من النكت المتعلقة بالدين . أنا ضد حكايتها ولم تمت الحكاية بنية حسنة وبقصد حسن . إذا حكينا مثلا نكتة مثل هذه ولو بنية حسنة وقصد طيب , فإنني أخاف أننا عندما نقرأ سيرة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام ونصل إلى نزول الوحي عليه , عوض أن نخشع ونتأثر ويقوى إيماننا بالله تعالى و ... فإننا ربما تذكرنا هذه النكتة فنضحك أو نبتسم في موضوع لا يصلح معه الضحك أو الابتسام . إذن لماذا حكيتُ أنا الآن هذه النكتة ؟! .
والجواب : فقط من أجل ضرب المثال عن النكت المتعلقة بالدين والمتداولة عند الكثير من الناس والتي يستحسن الابتعاد عن حكايتها .
2- في نوفمبر وديسمبر 1982 م كنت في زنزانة ( داخل سجن ... , ولاية ... ) مع أربعة أشخاص آخرين ... عرضَ علي الإخوةُ الأربعة في الزنزانة أكثر من مرة لأصلي بهم جماعة , ولكنني كنتُ أرفض بقوة . وكان الذي يصلي بنا أحيانا هو الأخ عبد الله جاب الله وأحيانا أخرى هو الشيخ محمد السعيد رحمه الله . وفي يوم من الأيام حكى بعض الإخوة - في الصباح - نكتة متعلقة بآية من سورة البقرة , فنصحتُ الإخوة أن يبتعدوا عن حكاية مثل هذه النكت .
وفي المساء , وقبل العِشاء ألح علي الإخوة حتى غلبوني وصليتُ بهم العشاءَ صلاة جماعة .
ومن الصدف أو الاتفاقات التي لم أحبها أنني ما انتبهتُ إلى نفسي إلا وأنا أقرأُ في الصلاة نفسَ الآية التي ذُكرتْ النكتةُ في الصباحِ متعلقة بها . بدأتُ القراءة ثم انتبهت للأمر فأتممتُ الآية وركعتُ بسرعة . سمعتُ صوتَ من يريدُ أن يضحك يأتيني من شخصين هما ... و ....
ملاحظتان هامتان :
الأولى : من أحب أن يضحك غلبه الضحك ولم يضحك اختيارا , أي أنه لم يضحك من تلقاء نفسه وبإرادة منه , ومنه فلا لوم عليه بإذن الله من الناحية الشرعية .
الثانية : أنا ما قلتُ أبدا بأن ... و... , ما قلتُ أبدا بأنهما كانايضحكان من القرآن أو يستهزءان بالقرآن , إن هذا مستحيل ثم مستحيل . أنا قلتُ فقط بأنهما ضحكا عندما تذكرا نكتة متعلقة بالقرآن , وبالضبط بآية معينة من سورة البقرة .
وهذا يمكن أن يحدث لأي مسلم كان , ولا لوم على صاحبه بإذن الله من الناحية الشرعية .
أسرعتُ في الصلاة قليلا حتى لا أُحرج من يريدُ الضحكَ ولا أفسدَ عليه صلاته. ولكن ... قبيل أن أقول " السلام عليكم "بدأ الشخصان في الضحكِ . سلَّمتُ على اليمين وعلى اليسار , ثم استدرتُ إلى الأخوين الكريمين وقلت لهما " هيا أعيدا صلاتكما ... لأنها باطلة " , ولكنهمالم يقوما لإعادة الصلاة إلا بعد أن أكملا ضحكهما .
وبعد انتهائهما من الصلاة قلت لهما " أريتما صدق ما قلت لكما في الصباح , عندما حذرتكما من حكاية النكت التي لها صلة بالشرع , وخاصة بالقرآن أو بالسنة . ألم تريا ماذا وقع لنـا الآن ؟!!!؟.
ومنه فأنا دوما أقف ضد أية نكتة لها صلة بالقرآن أو بالسنة مهما حكاها الشخص بنية حسنة .
3- التبول في الطريق منهي عنه شرعا , وهو من أسباب عذاب القبر والعياذ بالله تعالى . عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مرَّ النبي عليه الصلاة والسلام بحائط من حيطان المدينة أو مكة ، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما ، فقال النبي " إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير " ، ثم قال " بلى ، كان أحدهما لا يستتر من بوله ، وكان الآخر يمشي بالنميمة " ، ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين ، فوضع على كل قبر منهما كسرة ، فقيل له : يا رسول الله لم فعلتَ هذا ؟ قال " لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا " ، أو قال " إلى أن ييبسا " رواه البخاري .
ما المراد بقول النبي " لا يستتر من بوله " ؟. ذهب بعض العلماء إلى أن المعنى " لا يستبرئ ولا يتنزه ولا يتوقّى ولا يتحفّظ من البول ، فيراه يقع على جسمه أو على ملابسه ولا يهتم ولا يلتفت إليه ".
وذهب آخرون إلى أن معنى " لا يستتر من بوله " يعني : لا يستر عورته حين يتبول , وقد يتبول في مكان عام حيث يراه الناس .
4- العقل نعمة كبيرة جدا فضل الله بها الإنسان على الحيوان وجعل الله بها وبغيرها الإنسانَ مخلوقا في أحسن تقويم . والعقل كغيره من النعم لا يعرف قيمتها تماما إلا من فقدها أو من رأى أمامه مجنونا فقد عقله . ومنه فالحمد لله ثم الحمد لله على نعمة العقل وعلى كل النعم ما نعرف منها وما لا نعرف . اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك .
5- للأسف سلوك هذا المجنون الذي يتمثل في البول في مكان مكتوب فيه " ممنوع البول هنا " هو سلوك الكثير الكثير من المسلمين " العقال " في عالم المسلمين اليوم المتخلف , الذي أصبح يضرب به المثال في التناقض والفوضى والبعد عن الدقة والنظام . لذلك ما أكثر ما نجد الناس اليوم يبولون في مكان ممنوع فيه البول , ويرمون أوساخهم ومهملاتهم وفضلات مطابخهم و ... في أماكن ممنوع فيها رمي أي شيء من ذلك , وهكذا ...
6- أنا أستحي – ومنذ كنتُ صغيرا - حتى أن أبصق - أكرمكم الله - في مكان عام أمام الناس ( وأما البول فهو أولى وأولى وأولى ) . ومنه فإذا أردتُ أن أبصقَ لسبب أو آخر , فإنني أبتعد كثيرا عمن يكون معي من الناس , أبتعد حيث لا يكاد يراني أحد منهم ثم أبصق , مع أنه يجوز لي – وبلا حرج شرعي – أن أبصق في منديلي أو ... ولو أمام أي كان من الناس .
7-هل يجوز للرجل البول من وقوف مع الابتعاد عن الناس ومع مراعاة قواعد النظافة ؟.
والجواب " نعم أجاز ذلك بعض العلماء , وإن كان البول من جلوس هو أفضل بالتأكيد وأدنى لتحقيق نظافة أكثر ".
والله وحده أعلم بالصواب .
اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة








