عنترة و المدير
29-07-2007, 01:21 PM
دخلت المكتب و أنا غاضب أشدّ الغضب……أخذت أصيح و أزمجر……لاعنا المدير و أعمامه و أخواله ……حتّى جدّ جدّ جدّه لم يسلم من الشتم و السب…و عبارات القذف و التجريح الّتي كنت أتفوه بها…هرع إلي زملائي و أخذوا يهدؤون من روعي…و يسألونني عن السبب الذي جعلني أثور و أفقد أعصابي…لم ألق أي بال لأسئلتهم ……حملت أغراضي ……و كل أوراقي التي كانت بالمكتب , أنزلتها و وضعتها بالسّيارة ثم عاودت الصّعود……الكلّ كان ينظر إليّ بدهشة و استغراب , كانوا يودّون معرفة السّبب الذي جعلني كالثّور الهائج…لاحظت ذلك , فتظاهرت أنني أكلّم نفسي …… ورفعت صوتي قليلا حتّى يسمعني كلّ الموظّفين …,كنت أودّ أن أخبرهم بطريقة غير مباشرة -وهذا ما فعلته حقّا - أنّني لست جبانا مثلهم … و أنني لا أخاف إلاّ من خالقي…و أن الأرزاق بيده سبحانه و تعالى…كما أنني أرفض منذ هته اللّحظة العمل عند صاحب هته الشّركة…فهو إنتهازي , يقوم بجمع الأموال على حسابنا ……نعم……نحن نعمل و نشقى و نسهر اللّيالي إرضاءا لحضرته…!!!!أما هو فلا يمنحنا شيئا ذا قيمة بالمقابل……بضع دنانير يقول أنها راتبنا الشهري, لو قدمتها لمتسوّل لأسمعك ما لا يرضيك……!!!!ضف إلى ذلك معاملته السّيئة لنا , إنه لا يحترم أحدا….و لا يعرف قدر نفسه , و……كفى , لم أعد أحتمل المزيد…سأصعد إليه و أفهمه أن عهد العبودية قد ولى منذ زمن, و أن لنا حقوقا يجب أن نعرفها , مثلما لنا واجبات حفظناها من كثرة ما ظلّ يردّدها على مسامعنا.
هممت بالخروج و ما كدت أفعل حتّى رنّ جرس الهاتف , حملت السّماعة …… تجمد الدم في عروقي…… رددت بسرعة تضاهي سرعة البرق…… " نعم سيّدي المدير……… إحتراماتي سيدي………حاضر , حاضر……سأذهب حالا إلى المدرسة الإبتدائية……لا , بالعكس……واجب علي أن أرافق أبناء حضرتكم…عذرا , فيجب ألا أتأخر…شكرا سيدي…"
وضعت السّماعة , خرجت من المبنى ثمّ ركبت السيارة متوجها إلى المدرسة الإبتدائية……لكن علي قبل ذلك أن أمر بالبيت كي أستبدل حاجياتي التي أحضرتها من المكتب بأخرى جديدة……كما أمرني أمس……مديري "حفظه الله "!!!!!!!!!!
ملاحظة : هته من مجموعة عنترة , نشرت بعضا منها في منتديات , شظايا أدبية , و رنيم , و ها أنا أنشرها هنا , و هذا تبيين لإزالة اللبس في حال ما قرأت في مكان آخر على الأنترنت... شكرا
هممت بالخروج و ما كدت أفعل حتّى رنّ جرس الهاتف , حملت السّماعة …… تجمد الدم في عروقي…… رددت بسرعة تضاهي سرعة البرق…… " نعم سيّدي المدير……… إحتراماتي سيدي………حاضر , حاضر……سأذهب حالا إلى المدرسة الإبتدائية……لا , بالعكس……واجب علي أن أرافق أبناء حضرتكم…عذرا , فيجب ألا أتأخر…شكرا سيدي…"
وضعت السّماعة , خرجت من المبنى ثمّ ركبت السيارة متوجها إلى المدرسة الإبتدائية……لكن علي قبل ذلك أن أمر بالبيت كي أستبدل حاجياتي التي أحضرتها من المكتب بأخرى جديدة……كما أمرني أمس……مديري "حفظه الله "!!!!!!!!!!
ملاحظة : هته من مجموعة عنترة , نشرت بعضا منها في منتديات , شظايا أدبية , و رنيم , و ها أنا أنشرها هنا , و هذا تبيين لإزالة اللبس في حال ما قرأت في مكان آخر على الأنترنت... شكرا
ما أقسى أن يحمل الإنسان حلما أثقل منه










