حوار مع ملحد....
27-05-2009, 03:21 PM
حوار مع ملحد....
ذات صباح... ركبت سيارة أجرة.. و ما أن انطلقنا... إذ بأحد الركاب ممن عاش في الغرب
و تشبع بأفكارهم الإلحادية ... أخذ يتشدق بالكلام الذي يوحي عن طبيعة شخصيته الخالية
من القيم و الدين.. فجعل يثير غضب بقية الركاب و يستفزهم بأسئلة كافرة جاحدة.... قائلا.. :
لا إله لهذا الكون... الطبيعة هي من أنشأت الحياة... و الكائنات تطورت حسب ما تمليه لها بيئتها
لا وجود لحياة بعد الممات ( و قالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا و ما نحن بمبعوثين )
هل عاد أحد الأموات و أخبركم عن عالم آخر.. هيا أجيبوني و أقنعوني...
من عادتي أضبط نفسي و لا أ ُستفز بسرعة.... و فتحت مجال النقاش للركاب..... لكن لم يقتنع
لسبب أن كل من رد عليه كان يرد من مطلق ديني.. يستدل بآيات قرآنية و أحاديث نبوية...
و هذا الملحد لا يقتنع بهذه الردود بل يحتاج إلى أسلوب حسي و مادي و بالعقل...
و أخيرا قررت الرد.... فقلت له.... :
سأطرح عليك بعض الأسئلة ... فأجبني بصدق... قال... : تفضل ....
قلت ..: لو أنك تملك قصرا ... هل تقنع به أم تريد غيره أفضل منه.. ؟.. قال... :
أريد الأفضل.. طبعا... قلت ... : لو أنك تملك مدينة هل تتمنى أن تملك دولة.. ؟
قال ... : نعم .... قلت ... : لو تملك دولة ألا تريد أن تكون سيد العالم... قال .. : بلى..
قلت لو ملكت العالم و كوكب الأرض ... ألا ترغب أن تملك كوكبا ثاني... ؟ قال .. دائما
أطمع في المزيد... قلت إذا لو كان لبني آدم واد من الذهب لتمنى الثاني... ؟..
بمعنى أن غريزة التملك و الطمع في المزيد عند الإنسان أصيلة و لا حدود لها... لن نستغني عنها
و لن نشبعها أبدا.... قال ... : صدقت.... قلت ... احتفظ بهذه النقطة.....
سؤال آخر....
الطفل في بطن أمه يمر نموه بمراحل.. من نطفة إلى أن يصير جنينا مكتمل الخلقة..
( أرجل .. أيدي.. عيون... أذن.... فم.. إلخ).... فحسب ما ذكرته أن الطبيعة هي من تشكل
الكائن حسبما يلائمه فيها من أعضاء... فمن منطلق هذه الفكرة فالجنين في بطن أمه ... من المفروض
أن يكون على شكل كتلة لحم و عظم دون باقي الأعضاء... إذ أنه لا حاجة له لها في عالم الرحم الضيق
و المظلم... و من المفروض أن يولد كتلة من لحم يكتمل نموها مع الأيام فتتشكل باقي الأعضاء..
صح أم خطأ.... قال... : صحيح أنا معك..
قلت ... : إذا من خلق الجنين في الأحشاء ... سميها إن شئت الطبيعة كما تقول مهما أن الطبيعة لا تفكر...
أنا أسمي الخالق الله سبحانه... فقد علم أن عالم الجنين في بطن أمه ليس عالمه الأبدي بل سيخرج لعالم
آخر فزوده بتلك الأعضاء و هو لازال في الرحم .. ليستعملها في الحياة التي سيخرج لها...
قال .. : صدقت....
قلت ... : الآن سنقارن النقطة الأولى مع الثانية...
فكما أن الله أودع في الجنين ما لا يحتاج إليه في بطن أمه لأنه يعلم أنه ليس عالمه الأبدي..
بل سينتقل لعالم الحياة الدنيا....
كذلك أودع الله في الإنسان في الحياة الدنيا غريزة التملك و الطمع في المزيد بلا حدود..
مهما سعى في إشباعها لن يصل إلى حد معين و نهائي... بل هي مطلقة... لأنها لم تودع فيه
لتتشبع في الحياة الدنيا بل في الحياة الأخرى... حياة الآخرة... في الجنان...
ففيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر...
هناك فقط تتشبع و تحقق مطامعها و تستقر حيث الله الذي لا يعجزه شيء...
فطلب منه الركاب الرد على كلامي...
لكنه بهت و طأطأ رأسه و لم يرد و لا بكلمة.....
(و نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذاهو زاهق..)
أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت..
عيــ الروح ــون
لاتكن أصعب ما في الحياة و لا تكن أسهل ما فيها
و لكن كن أنت الحياة في أسمى معانيها
وجه البشاشة و جهنا....و الرفق منبعه هنا..
و على المحبة نحن هنا....فالمنتدى حب يا أحبائي..
من مواضيعي
0 < اليوم....... عيد ميلاد.... أجمل نجمات السماء....>
0 و سألت الأقصى....
0 أيا امرأة احتار قلمي في وصفها
0 آآآآآه يا مولاتي .....
0 أعشق البحر
0 موتك راحة...
0 و سألت الأقصى....
0 أيا امرأة احتار قلمي في وصفها
0 آآآآآه يا مولاتي .....
0 أعشق البحر
0 موتك راحة...
التعديل الأخير تم بواسطة عيون الروح ; 27-05-2009 الساعة 09:10 PM










