تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> التشخيص الأدق بين مختلف الأمراض :

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 70
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
التشخيص الأدق بين مختلف الأمراض :
01-09-2007, 02:49 PM
بسم الله
إنشاء عبد الحميد رميته , الجزائر
التشخيص الأدق بين الأمراض العضوية والأمراض النفسية وكذا السحر والعين والجن

أولا : تشخيص الأمراض العضوية أدق - عموما - من تشخيص الأمراض التي تعالج عن طريق الرقية أو الأمراض النفسية :
لأن التعامل في الأخيرتين هو عادة تعامل مع ما ليس ملموسا كالنفس أو العين والسحر والجن على خلاف الأمراض العضوية التي يتم التعامل فيها مع البدن أو الجسد الذي يقع مباشرة تحت الحواس , ومن هنا يقول الشيخ "مبارك الميلي"رحمه الله بأنه لا يجوز أخذ الأجرة على الرقية ( إلا بعد التأكد من حدوث الشفاء ) لأن تشخيص المرض تغلُبُ عليه النسبية ويغلب عليه الظن . والله أعلم .
ثانيا : ثم إن التشخيصَ القطعي – مع السحر والعين والجن , والأمراض النفسية - نادر :
وهذا مرتبط بالدرجة الأولى بطبيعة الأعراض التي تدل على السحر أو العين أو الجن وكذا بالتقاطع والاشتراك الموجودين بين السحر والعين والجن من جهة والأمراض النفسية من جهة أخرى . وأما الظني فيا ليته كان ظنيا , لأن التشخيص في الغالب ليس قطعيا ولا ظنيا بل إنه تشخيص مبني على الشكوك والأوهام . وأسباب هذه الجرأة الكبيرة من الرقاة على التشخيص البعيد جدا عن الواقع والحقيقة والصواب كثيرة يمكن أن يأتي على رأسها جملة أسباب :
1- جهل الراقي بالإسلام وبالرقية الشرعية وبالطب النفسي وب...الذي يجعله لا يفرق بين ما هو من مشكلات الحياة الطبيعية العادية وما هو راجع إلى السحر أو العين أو الجن وما سببه مرض نفسي.
2- طلب الراقي للشهرة الزائفة التي تجعله يتحرج من قول :"لا أدري" أو " لا أعلم".
3- ابتغاء الأجر المادي من وراء الرقية الذي يجعله ينظر إلى كل الناس على أنهم مرضى حتى يستفيد بأكبر فائدة مادية ممكنة بالكذب وبالزور والبهتان و...
4- جهل الناس الذي يجعلهم يصدقون الراقي في كل ما يقول ولو كان لا يملك أي دليل أو برهان على صحة زعمه أو تشخيصه.
ولو ذهبتُ أستعرض خطأ الرقاة في التشخيص حينا وأكاذيبهم أحيانا لكتبت الكثير والكثير, مما يجعلني أقول بأن السلطة في بلادنا لو كانت تحكم بالحق والعدل لحاربت هؤلاء الرقاة أولا بسبب أنهم يخدعون الناس بسهولة باسم الدين قبل أن تحارب المشعوذين والدجالين والسحرة والكهنة الذين يُعتبر أمرهم مكشوفا ومفضوحا أكثر .
ثالثا : ثم إن تحديد الأعراض المتعلقة بالأمراض الروحية بشكل عام وبمس الجن بشكل خاص يحتاج إلى مراس وخبرة عملية من قبل المعالج :
فالمعالج المتمرس الحاذق يستطيع بعد الدراسة العلمية الموضوعية والخبرة العملية أن يكون قريباً (وأؤكد على"قريبا"لأن التشخيص الدقيق غير مطلوب من الراقي لأنه بصفة عامة غير ممكن) من عملية التشخيص الخاصة بالمرض ، ليستطيع بعد ذلك أن يحدد- ولو على سبيل الظن الغالب لا اليقين- العلاج والدواء النافع بإذن الله تعالى.ويجب الحذر في هذا الجانب من تدخل أهل المريض لتحديد المشكلة وأصل معاناة المريض (بأن يفرضوا على الراقي أن يقول ما يقولون فيقول عن المريض بأنه مصاب بجن لأن الأهل قالوا كذلك! أو بأنه مسحور لأن عائلته مالت إلى ذلك! أو …) دون الممارسة العملية والخبرة في هذا الجانب.ويجب أن يكتفي الأهل بعرض الحالة المرضية على المعالج المتمرس الحاذق, وهو بعد ذلك الذي يستطيع وبناء على خبرته العلمية والعملية تحديد الداء - ولو ظنا غالبا -ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى.
ويجب على المريض أو أهله استشارة أهل العلم والدراية والخبرة ممن تمرسوا في الرقية الشرعية ودروبها ومسالكها ، والعمل بنصحهم وإرشاداتهم وتوجيهاتهم ، كما يجب الحذر من استشارة وسؤال الجهلة من مدعي الرقية دون علم ودراية ، قبل أي خوض في الأسباب والمسببات لتلك الأعراض التي ظهرت أو تظهر على المصاب .
رابعا : ومما يتصل بهذا الأمر أسأل : هل ظهور أعراض معينة ( يذكرها الرقاة فيما يكتبون أو فيما يقولون كأدلة على السحر أو العين أو الجن ) أثناء الرقية هو دوما دليل على السحر أو العين أو الجن ؟ .
والجواب : لا ثم لا !. نعم إذا ظهرت على المصاب أثناء الرقية أغلبية تلك الأعراض بدون أية أسباب ظاهرة فقد تدل دلالة ظنية على السحر أو العين أو الجن . لكن من خلال ممارستي للرقية خلال سنوات وسنوات تبين لي أن الكثير ممن تظهر عليهم تلك الأعراض أثناء الرقية لا يعانون من سحر ولا عين ولا جن,وإنما مشكلتهم هي مرض عضوي أو نفسي أو لا شيء (أي وهم فقط) .أما لماذا تظهر تلك الأعراض إذن أثناء الرقية فالجواب أنه يمكن أن يكون من وراء ذلك سبب من أسباب كثيرة أذكر منها سببين أساسيين :
1- أن المصاب يريد أو يخاف أن يكون مصابا بسحر أو عين أو جن وقد قرأ أو سمع من قبل عن هذه الأعراض فتحدث له البعض منها بدون قصد منه, فيبدو له ( أو للراقي الجاهل )عندئذ بأنه مسحور أو ...وهو في الحقيقة ليس كذلك.
2- أن الراقي قد يكون منحرفا وله صلة بالجن والشياطين,ومنه فهو حريص على المال أو الشهرة , فيعينه أحبابه من الشياطين على إظهار أعراض معينة على جسد المصاب (أو من يبدو بأنه مصاب) ليبدو بأنه مسحور أو مصاب بسحر أو معيون حتى تتاح الفرصة للراقي أن يأخذ ممن يرقيه كمية أكبر من المال أو أن يظهر بمظهر بطل الأبطال (!) .
خامسا : ثم أسأل : هل ظهور أعراض معينة أثناء الرقية مثل ثقل الرأس أو إحساس بالضعف العام أو ارتعاش أجزاء معينة من الجسد أو تصلب اليدين أو الرجلين أو... مهم وهو أمر أساسي أم أنه ليس مهما وأنه أمر ثانوي ؟.
والجوابُ هو :
1- أما بالنسبة للراقي فقد تكون لهذه الأعراض فقط بعض الأهمية لا في الشفاء ولكن من أجل المساعدة على تشخيص المرض. أقول بعض الأهمية ولا أقول كل الأهمية لأن المعروف –كما سبق أن قلت أكثر من مرة- أن تشخيص السحر أو العين أو الجن ظني وليس قطعيا.
2- أما بالنسبة للمريض (أو من يظن بأنه مريض وقد لا يكون مريضا في حقيقة أمره) فإنني أرى بأن ظهور هذه الأعراض أثناء الرقية أو قبلها أو بعدها لا أهمية له, وأميل إلى أن المهم عند المصاب بسحر أو عين أو جن أن يتجه أمره بعد الرقية إلى الشفاء سواء ظهر عليه شيء أثناء الرقية أو لم يظهر شيء.وأتعجب أحيانا لبعض الناس حين يحكي لي الواحد منهم بحماس كبير عما ظهر عليه أثناء الرقية من أعراض,ويقول:"عندما قرأ علي الشيخ وقع لي كذا وكذا .!!!. وينسى أن المهم والمقصود الأول من وراء الرقية هو الشفاء لا تلك الأعراض الشكلية.نسأل الله التعليم والشفاء .
سادسا : ثم أسأل : ماذا على الراقي إن لم يستطع أن يشخص داء المريض ؟.
والجواب : عليه أن يقول ببساطة " لا أدري" . إن عليه أن يحرص دوما حتى يكتسبَ ثقةَ الناس فيه على أن لا يقول لمريضٍ " أنت تحتاج إلى طبيبٍ " إلا إذا كان متأكدا من ذلك , وكذا على أن لا يقول لمريضٍ " أنت تلزمك رقية " إلا إذا كان متأكدا من ذلك , وكذا على أن لا يتحفظ أبدا من قول : "لا أعرف طبيعةَ مرضِ المريضِ" مهما أكثر من ذلك , إذا كانَ لا يقدر بالفعل على تشخيص مرضِ المريضِ .
نَعَـم الأفضلُ إخبارُ المريض في نهاية الرقية برأينا في نوع إصابته . فإذا كان المرضُ معالجته من اختصاص طبيب يُوجَّه المريضُ إلى طبيب أي طبيب أو إلى طبيب اختصاصي أو إلى طبيب معين اسمه " فلان " إذا كان الراقي يرى الكفاءة والإخلاص أكثر في هذا الطبيب بذاته أو بعينه . يستحب إعطاء رأينا في نوع الإصابة إن ظهر لنا رأي , أما إذا لم يظهر لنا رأي , فلا عيب في أن يقول أحدنا "لا أدري" , ومن قال : "لا أدري" فقد أجاب. والعيب ليس في أن نعلن بأننا لا نعلم , بل العيب في أننا لا نعلم ثم نقول بأننا نعلم , فنكذب على الله وعلى الناس .هذا مع ملاحظة أننا في الغالب لا نستطيع التشخيص الدقيق للسحر أو العين أو الجن لأن هذا التشخيص يغلب عليه الظن لا اليقين .
سابعا : ثم أسأل : هل هناك أعراض متشابهة بين الأمراض النفسية والأمراض الراجعة إلى سحر أوعين أو جن ؟ .
والجوابُ هو أن هذه يمكن اعتبارها حقيقة واقعية علمية مهمة جدا وبديهية للغاية , ولكن مع ذلك يجهلها للأسف الكثير ممّن يحترفون الرقية اليوم بسبب جهلهم أو غرورهم.هذه الحقيقة تتمثل في أن تشابه الأعراض المرضية لا يعني بالضرورة اتحاد أسبابها ، بل إنني أؤكد انطلاقا من تجربتي المتواضعة في مجال الرقية وكذا انطلاقا من قراءاتي في الطب النفسي وفي علم النفس أن أكثر من 75 % من مجموع الحالات التي تعرض على رقاة اليوم هي من أصل نفساني، أو اجتماعي،أو عضوي في درجة لاحقة.وقد تجتمع البعض من هذه الأسباب أو كلها في نفس الشخص وفي نفس الوقت أحيانا . أما السحر والعين والجن فعدد الإصابات بها أقل بكثير من العدد الذي يدعيه أو يزعمه الكثير من إخواننا الرقاة هدانا الله وإياهم.وعلى سبيل المثال إذا اشتكى شخص من آلام في رأسه وأجابه الراقي مباشرة "بك سحر أو عين أو جن!"فإن الراقي يقدم بذلك الدليل على جهله الفاضح وقد يدفع بهذا الجهل آخرين إلى الاستهزاء به أو حتى بالدين والعياذ بالله,وذلك لأن أسبابها كثيرة ومتعددة كما قلت في مسألة سابقة منها :
ا-قد يكون سببها نفسي,أي أن كثرة التفكير في شيء أو في أشياء قد يؤدي إلى ألم الرأس.
ب-وقد يكون سببه عضوي.
جـ- وقد تكون قلة النوم التي سببها ضيق في السكن مؤدية إلى ألم الرأس.و...
د-وقد تكون الآلام في النهاية علامة من علامات الإصابة بالسحر أو الجن خصوصا .
ثامنا : ثم أسأل بعد ذلك : هل يجوز للراقي أن يشخص المرض في نهاية الرقية ؟ .
أنا لا أستطيع أن أجزم بحرمة ذلك لسببين :
الأول أن الراقي قد يكون متأكدا في النادر من الأحيان من طبيعة مرض المريض ( سحر أو عين أو جن سواء من أعراض المرض أو من ملابسات الإصابة ) , فإذا شخَّص عندئذ يكون قد قال حقا وصدقا.
الثاني أن التحليل أو التحريم لا أقوله أنا بل يقوله الله والرسول صلى الله عليه وسلم ثم يقوله العلماء المجتهدون بناء على كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس أو …
ومع ذلك فإنني أميل كثيرا إلى أنه ينبغي على الراقي ألا يشخص ( أو على الأقل غالبا ) لأنه قد يوقع نفسه في إثم عظيم من خلال تشخيص من الصعب جدا تقديم الدليل القوي عليه,وقد يجر الناس في ويلات تشخيصه الخاطئ حينا والكاذب حينا آخر.إنه لا يوجد شخص ينزل عليه الوحي بعد النبي-ص-ليعلم السحر والعين والجن (وهي أمور خفية) بيقين . وعلى الراقي أن يقرأ فقط شيئاً من القرآن وكذا البعض من أحاديث رسول الله-ص-ويحسن الظن بأن بركة هذا الكلام ستؤثر بإذن الله في هذا الشخص المريض الطالب للرقية.وكل تشخيص (أو على الأقل أغلبه)جهل.وما أكثر من تضرر من زيارة الرقاة لا بسبب الرقية في حد ذاتها وإنما بسبب التشخيص الخاطئ أو الكاذب من الراقي.وفي العيادات النفسية عشرات بل مئات المتضررين من فكرة العين أو السحر أو خاصة"مس الجن "التي زرعها في نفوسهم رقاة جاهلون أو كاذبون.إن كل من قال لشخص بأنك ممسوس مثلا قد زعم أمراً عظيماً يمكن جدا أن يُسأل عنه يوم القيامة،ولا أظنه قادرا على الدفاع عن نفسه أمام العليم الخبير .
ومما يتصل بالتشخيص الجاهل لمرض المريض من طرف رقاة جاهلين بالإسلام والرقية , وآكلين لأموال الناس بالباطل :
يتبع
:...
التعديل الأخير تم بواسطة رميته ; 01-09-2007 الساعة 02:53 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 70
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: التشخيص الأدق بين مختلف الأمراض :
04-09-2007, 04:59 AM

س 1: هل من الحكمة أن ينصح الراقي المريضَ بالتوقف عن تناول المهدئات التي يكون الطبيب قد أعطاها للمريض من قبل ؟.
توقيف المهدئات المعطاة للمريض من طرف الطبيب الاختصاصي لا يجوز أن يتم من طرف الراقي إلا إذا ظهر له - بيقين- بأن مرض المريض ليس من اختصاص طبيب . والراقي إنكان علمه بسيطا وكان يأخذ المال على الرقية , فإنه قد يقول للمريض " بك سحر أو عينأو جن " بناء على تشخيص غير دقيق وبناء على رغبة في سرقة أكبر مبلغ ممكن من المال من جيب المريض .
ومع ذلك , فحتى وإن شك الراقي بأن المرض يحتاج إلى رقية لا إلى طبيب , ومال إلى أن الحل هو الرقية , فيجب أن يتم توقيف المهدئات عن المريض - إن كان ولا بد - بحذر :
ا -لأن المريض إذا أدمن عليها قد لا يكون من الحكمة أن يتوقف عن تناولها فجأة .
ب -ولأن الراقي قد لا يكون متأكدا من نتيجة تشخيصه للمرض , فيظن مثلا أن المريض مسحور أو مصاب بعين أو جن , وهو في حقيقة أمره مصاب بمرض نفسي أو عصبي يحتاج من أجل علاجه إلى تناول هذه المهدئات زيادة على الجلسات الخاصة مع الطبيب .
س2 :هل القيء بعد الرقية أو أثناءها هو وحده دليل قطعي على أن المريض مسحور ؟.
القيء بعد الرقية – وحده – ليس دليلا كافيا على أن المصاب مسحور , بل يمكن أن يكون سببُ ذلك عضويا أو نفسيا . والمُضحك أن أهلَ مريض (مصاب من مدة طويلة ) قالوالي مرة أن راقيا رقى أخاهم بالقرآن ( وكان ذلك بعد الانتهاء من الغذاء مباشرة حيث أكل المريض فوق ما يلزمُه) وأثناء الرقية قال الراقي للمريض:" أليست لك رغبة في القيء؟ " قال: " لا ", فضغط الراقي على بطنه ضغطا قويا من الأسفل متجها نحو الأعلى فتقيأ المريض , فقال الراقي بسرعة لأهل المريض : " أخوكم مسحور , وهذا الذي تقيأه الآن هو ما سُحِر به من زمان " , فابتسموا ولم يقولوا له شيئا . والحقيقة أنه ماتقيأ إلا تحت الضغط , وما تقيأ إلا ما أكله في غذائه قبل قليل كما أخبرني إخوته . ورقاةٌ من هذا النوع وممارساتٌ مثل هذه تسيء إلى الرقية وإلى الدين وإلى المتدينين أكثر مما تحسن , وهي سببٌ من أسباب نُفور بعض المثقفين من الرقية ومن الرقاة ومن المتدينين , وحتى من الدين ( خاصة عندنا في الجزائر الذي أصبح فيه أكثر من 50 % من الرقاة جاهلين جهلا مركبا - ولا يريدون أن يتعلموا- وسارقين سرقات مفضوحة -ولايريدون أن يقنعوا أو يهتدوا أو يتقوا ربهم -.
س 3 : ما هي الخواص المشتركة بين الأمراض النفسية والأمراض الراجعة إلى السحر أو العين أو الجن ؟ .
أنا أؤكد باستمرار وفي أكثر من مناسبة على جملة خواص مشتركة منها إثنتين مهمتان :
ا-إن أعراض السحر والعين والجن تتداخل إلى حد ما مع أعراض الأمراض النفسية.
ب-تشخيص هذه الأمراض وتلك يغلب عليه الظن لا اليقين . هذا مع ملاحظة أن السحر والعين والجن أغلبه يكون لأسباب خفية أكثر منها ظاهرة, بخلاف الأمراض النفسية فإن أكثريتها له أسباب ظاهرة أكثر منها خفية. ومثال بسيط على هذا الفرق:رجل أصبح بين عشية وضحاها يكره زوجته بدون أي سبب ظاهر.إنك تجده يقول لك:"والله ما رأيتُ وما سمعتُ منها إلا الخير , لكنني أصبحت أنفر منها ولا أرتاح إلاإذا كنت بعيدا عنها!".إن هذا الرجل يمكن جدا أن يكون مسحورا ويحتاج إلى رقية والطبيب لن ينفعه بشيء. أما المرأة التي رأت رجلا يعتدي جنسيا على طفلة صغيرة ذات 8 سنوات ثم تقدم للزواج منها رجال ورجال فرفضت وأصرت على الرفض على اعتبار أنها كرهت الرجال والزواج والجنس.إن هذه المرأة ينفعها بإذن الله طبيب أو خبير نفساني أما الرقية فأظن أنها لن تنفعها في شيء . والله أعلم.
س 4 : ما سبب العوج أو التشوه الذي يظهر في بعض الأحيان في بعض أجزاء جسم الإنسان كالوجه مثلا؟.
لقد صادفت في السنوات الماضية أشخاصا وقع لكل واحد منهم شيء من هذا , ومن ملابسات الإصابة التي أعرفها من المصاب أو من أهله أو... بعد طول الحديث والسؤال والجواب فهمت بأن سبب التشوه هو إصابة من الجن. رقيت المريضَ , ولاحظت غالبا بأن المريض يشفى بإذن الله في الحين أو بعد ساعات أو أيام قليلة جدا . ومع ذلك فإنني أشهد كذلك بأن أغلبية المصابين الذين عرضوا علي بسبب عوج من هذا النوع أو سمعت خبرهم كانوا يحتاجون إلى طبيب ولا يحتاجون إلى رقية . وكانوا يحتاجون مرة إلى طبيب عضوي ومرات أخرى إلى طبيب أخصائي في أمراض الطب النفسي والأعصاب . وأتأسف كثيرا بالمناسبة عندما أتذكر أن الكثير من إخواننا الرقاة هنا وهناك يقولون تقريبا لكل من يأتيهم "بك سحر"أو"بك عين" أو"بك جن" بلا دليل ولا برهان ,حتى ولو كان المرض عضويا أو عصبيا أو نفسيا 100 % . يفعلون ذلك ويقولون ما لا يعلمون ويكذبون على الله وعلى الناس إما بسبب الجهل وإما بسبب الهوى والطمع في المال أو الجاه.
س 5 : ما سبب الشلل الذي يصيب في بعض الأحيان البعض من أجزاء جسم الإنسان كالوجه مثلا أو اليد أو الرجل , والذي يكون في الغالب نصفيا؟ وهل تلزمه رقية أم عرض على طبيب ؟.
أظنبأن أغلبية المصابين بهذا النوع من الشلل يحتاجون إلى طبيب ولا يحتاجون إلى رقية. والحاجة إلى طبيب أخصائي في أمراض الطب النفسي والأعصاب أكثر عادة من الحاجة إلى طبيب عضوي.وأذكر بالمناسبة امرأة عجوزا أصيبت بهذا النوع من الشلل النصفي فيجزء من جسدها وعرضت على شبه راقي(!) فأخبرها بأنها مصابة بجني وبأنه لا يليق بأهلها أن يذهبوا بها إلى الطبيب أو إلى المستشفى لأن "صاحبنا"يرى التناقض بين زيارة الطبيب والرقية الشرعية !!!.وعندما اتصل بي أهلها طلبتُ منهم أن يذهبوا بها في الحين إلى المستشفى وحذرتهم من مغبة التأخر ,كما طمأنتهم إلى أن المستعجل هو العرض على الطبيب أما العلاج بالرقية فهو غير مستعجل, وأكدت لهم بأنه ليس هناك أي تناقض بإذن الله بين العرض على الطبيب والرقية.أُخذت المريضة إلى المستشفى وتبين بأنها بحاجة إلى دواء مستعجل ,وعندما حكى أهلُها قصة الراقي المزعوم للطبيب تأسف هذا الأخير وقال "الحمد لله الذي عرفنا بالإسلام قبل أن يعرفنا بالمسلمين ".
يتبع :...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 70
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
التشخيص الأدق بين مختلف الأمراض : 6 , ...8 :
05-09-2007, 06:32 AM
س 6 : هل صحيح أنمن علامات المصاب بجن أو بسحر أن لا يستطيع التحديق في عين الراقي طويلا ربما بسبب خوف الجن من الراقي ؟.

إن هذا الكلام فيه من الظن ما فيه كالجزء الأكبر من كلام الكثير من رقاة اليوم.نعم لقد ذكركتاب "دليل المعالجين" بأن بريقا زائداً وملحوظا يُرى في عيني المسحور, وأنه غالبا ماتجد المريض لا يستطيع تركيز النظر في عين الراقي وقت الرقية ولكنة يميل بالنظر إلى أعلى وإلى أسفل . وقال غيره بأن تلك الصفات تنطبق في الغالب على من به سحر مأكول أومشروب . وأظن أن هذه العلامة قد تظهر على عيني المصاب وقد لا تظهر , كما أن المريض قد تكون إصابته نفسية أو عضوية ( وليس به سحر أو عين أو جن ) ومع ذلك هو لا يستطيع أن يحدق في عيني الراقي لسبب أو آخر . وأنا بالمناسبة أنصح نفسي وأنصح إخواني الرقاة أن لا يجزموا بشيء إلا بناء على دليل أو يقين , وأن لا يحولوا الظن أو الشك أو الوهم إلى يقين . إن هذا مما ينفر الناس أو بعضهم من الرقية والرقاة بل حتى من الإسلام , فلننتبه جميعا ولنحذر .
س 7 : ما المقصود ب"التركيز" أثناء الرقية , وما الحكم فيه , أي في التشخيص بناء على تخيل المريض؟.

أولا : الطريقة ممارسة من طرف بعض الرقاة الجاهلين في الجزائر أو خارجها,حيث اعتاد أولئك الصنف من الرقاة طريقة ما هي من الدّين ولا العلم ولا العقل في شيء, إذا استثنينا قراءة القرآن والأذكار والأدعية التي تقرأ فيها . ويعمد أحدهم في هذه الطريقة إلى المريض فيأمره ( بعد استلقائه ) بإغماض عينيه أو يضع عليهما منديلا أو شيئامعينا ، ثم يضع يده على رأسه ويأمره بالاستماع إلى تلاوته لبعض الآيات مع ملاحظة ما قد يراه أثناء ذلك-أي وهو مغمض العينين-, وكلما تمثلت في مخيلة المريض بعض المشاهد أوقف الراقي تلاوتَه للإنصات إلى تفاصيلها, وحتى إذا لم ير المريضُ شيئا فإن الراقي يمكن أن يطلب منه أن يُري لنفسه شيئا, أي شيء شاء أم أبى!.ولقد أخبرني أكثر من مريض بأن الراقي قال له:"لا بد أن ترى بخيالك شيئا!",قال لي المريض:فقلت للراقي تحت الضغط:"أنا أرى كذا,وأنا في الحقيقة أكذب عليه".وبينما المريض مغمض العينين سارح الذهن، يأمره الراقي بالتركيز على شيء معين أو شبح أو جسم تخيله، فإن كان داخل البيت أمره مثلا بأخذه ووضعه داخل كوب من ماء قُـرئ فيه قرآن ، ثم يرى المريض-ولا أحد غيره- أنّ الشيء أو الشخص قد تبخّر وزال داخل الكأس أو احترق!.وقد يطلب الراقي من المريض أن يرمي ( أو يرمي هو ) ماء مرقيا على المكان الذي بدا للمريض أو له هو بأن الجن موجود به . وأما ما يتعلق بالطعام المأكول ، فيأمره الراقي بإخراجه عن طريق القيء داخل إناء , وذلك بعد سقيه كميات معتبرة من الماء المرقي ، والتي قد يضاف إليها كميّة من الملح أو الزيت أوالعطر مما يستحيل تمالك النفس عند شربها . فإذا خرجت بعض الإفرازات الغددية كالاصفرار أو غيره من جوف المريض ، دلّ ذلك عند الراقي على أنه من السحر وعلى أن الذي وضعه له هو فلانة التي رآها المريض بخياله! وبهذه الكيفية يزول مفعول السحر والمسّ الشيطاني في زعم هؤلاء الرقاة الجاهلين!!. وقد شاعت هذه الطريقة شيوعا واسعا حتى تكاد لا تدخل بيتا مرّ به راقٍ - خاصة في الجزائر- إلا أخبرك أهل المريض بأنه تعامل بها. وأذكر أن بعض النسوة عندما يلاحظن علي بأنني أقسم وقت الرقية إلى قسمين: قسم للحديث مع المريض (أو أهله أو من يمثله) وتقديم النصائح المناسبة له , وقسم للرقية التي تبدو لهن قصيرة وخاصة أنني لا أطلب فيها من المريض إغماض العينين , فيسألنني " لماذا لم تطلب منا إغماض العينين كما يفعل غيرك ؟!".
ثانيا : تعوّد بعض الرقاة على أن يطلبوا من المريض أن يُغمض عينيه أثناء الرقية وأن يبحث بخياله في المكان كذا أو كذا, فإذا بدا له بأنه يرى إنسانا أو حيوانا تحدث معه الراقي ليعرف حقيقة إصابة المريض بالتفصيل سواء كانت سحرا أو عينا أو جنا ثم ليُخلِّصَه منها بسهولة كما يتوهمُ الراقي أو المريض. ونصيحتي لهؤلاء الإخوة - وأنا أقول هذا عن تجربة - أن يتجنبوا هذه الطريقة ولا يلجئوا إليها أبدا للأسباب الآتية :
ا- أنه ليس هناك دليل على مشروعيتها, وإن كان ليس هناك دليل قطعي ( بنص صريح من كتاب أو سنة أو بإجماع ) كذلك على أنها ممنوعة شرعا. ومع ذلك لقد ذهب بعض العلماء المعاصرين إلى عدم مشروعيتها. جاء عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية التي يشرف عليها بن باز رحمه الله أن : "تخيلُ المريضِ للعائنِ (ومثله مثل الساحر أو الجن) أثناء القراءة عليه وأمر القارئ له بذلك هو عمل شيطاني لا يجوز , لأنه استعانة بالشياطين التي تظهر له في صورة الإنسي الذي أصابه . وهذا عمل مُحرَّمٌ لما ذُكر, ولأنه يسبب العداوة بين الناس, ويسبب نشر الخوف والرعب بين الناس, فيدخل في قوله تعالى " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن, فزادوهم رهقا)".
ب- لأن ما يبدو أثناء إغماض العينين قد يكون صحيحا 100 % وقد يكون كذبا ( ولا أقول خطأ) 100% , فلماذا نربط أنفسنا بأوهام لا يجوز الاعتماد عليها من أجل معرفة حقيقة ؟ مع العلم أن الدليل الشرعي على أن فلانا سحر مثلا هو إما اعتراف أو شاهدان .
جـ- لأنه قد تحدثُ عداوات بين المريض (أو أهله) وبين أحد الأقارب أو الجيران أو الأصهار أو..بسبب أن المريض رأى بخياله أثناء الرقية أن فلانا سحره أو أصابه بعين . ومن الممكن جدا أن أحد الشياطين كان يلعبُ بالمريض أثناء الرقية ويضحك عليه ويريه أوهاما في صور حقائق , ليُفسدَ ما بينه وبين الناس.
د- لأن الرقية الشرعية ليس من شروط صحتها , ولا من مستحباتها هذا الذي يفعله بعض الرقاة . والرقية الشرعية تؤتي ثمارَها بإذن الله بقدر ما تكون بسيطة وبعيدة عن التعقيد , مع وجوب موافقتها للشرع بطبيعة الحال , ومع إخلاص المريض والراقي لله , واعتبارهما الرقية سببا , وأما الشافي فهو الله وحده .
س 8 : ما الرأي في الرقاة الذين يعتمدون على الحلم أو على ما يراه المريض في منامه , من أجل تشخيص مرضه ؟ .

نسأل الله الهداية . إن هذه سيئة من سيئات بعض الرقاة للأسف الشديد . عوض أن يعتمد أحدهم على أعراض أخرى قطعية أو على الأقل تدل على الظن الغالب في أن المريض به كذا أو كذا , تجده يعتمد غالبا على الأحلام ( وليتَـه اعتمد على الرؤى ) التي لا ترقى حتى إلى أن تكون دليلا على شك أو على وهم . وجلّ هؤلاء الرقاة يسألون عن أحلام المريض , فإذا ذكر لهم المريضُ مثلا بأنه يرى ثعابينَ أو كلابا تقرضه بأنيابها ،كان ذلك دليلا كافيا عند هؤلاء للحكم على حالة المصاب بأنها من قبيل المس أو السحر, وإذا ذكر المريض بأنه رأى في المنام " عينا كبيرة " مثلا كان ذلك دليلا عند الراقي على أن المريض معيون !!! . وقد يرى المريض في حلمه مثلا أن فلانا من الناس سحره ، فيتبنى الراقي ذلك ويتلقاه وكأنه حقيقة ثابتة ، فيجاري المريض في ظنه أو شكه أو وسوسته . وقد يرى المريضُ في حلمهِ ما يُشبه الفيلمَ البوليسي فيربطُـه له الراقي الجاهلُ بالسحر أو العين أو الجن , بدون أي دليل ولا برهان ولا حجة ولا...
يتبع :...
التعديل الأخير تم بواسطة رميته ; 05-09-2007 الساعة 06:45 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 70
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
التشخيص الأدق بين مختلف الأمراض : 9 , 10 :
07-09-2007, 06:33 AM
س 9 : هل الأصل فيما يخبر به الجن الذين يصيبون الإنس هو الصدق أم أن الأصل هو الكذب ؟. وهل يستحسن في الرقية من الجن الاسترسال في الحوار مع الجني من أجل تشخيص المرض أم لا؟.

أولا : في الحوار مع الجني- أثناء الفترة التي يُغمى فيها على المريض- ( أو حتى بدون أن يُغمى على المريض ) لا يليق الاسترسال في سؤال الجني :
ا - حتى لا يصابَ الراقي بالغرور .
ب - وحتى لا يظن الجني أن الراقي قليل الخبرة فيرفضُ الخروج .
جـ - وحتى لايتعب المريضُ جسديا .
د - وحتى لا يُتهم الأبرياءُ بسبب الكذب الذي يمكن أن نسمعه من الجن (الذي يُعتبر كاذبا أصلا ما دام قد تعدَّى على الإنسي بطريقة أو بأخرى) حيث يَتهم "فلانة"من الإنس بأنها أصابت المريضَ بسحر أو يتهم "فلتانة" بأنها أصابت المريضَ بعين . وكم من بيوت خُرِّبت ومن أرحامٍ قُطعت بسب أكاذيب الشيطان وألاعيبه وجهل الراقي وسذاجته.
هـ - وحتى لا يُضَلَّل الراقي بسماعه لأخبار ( يخطئ الراقي حين يسأل الجنيَّ عنها ) الأصلُ فيها أنها كاذبة مثل أخبار الماضي والتاريخ , وأخبار عن عالم الجن والشياطين , ومعلومات عن الطب عموما وطب الأعشاب والطب النفسي خصوصا , وأخبار عن اليهود ومن شايعهم من أعداء الله ورسوله – ص - و… قلتُ : الأصل فيها أنها كاذبة حتى يثبت العكسُ من جهة أخرى , فإذا ثبت أنها صحيحة من دليل آخر مُصَحِّح , فإننا نكون قد عرفنا ما عرفنا من الدليل الآخر لا من كلام الجني , ويكون كلام الجني لا فائدة منه عندئذٍ فضلا عن أضراره المؤكدة .
و - وحتى لا يُضيِّع الراقي الوقتَ على نفسه وعلى المريض . وليس من شروط صحة الرقية أن تكون طويلة , بل بقدر ما تكون الرقية قصيرة وبسيطة - ساعة أو أكثر قليلا أو أقل قليلا - بقدر ما تكون بركتها أكبر . وإذا كان لا بد من الوقت الطويل نسبيا والمُخَصَّص للرقية , فليكن للسماع من المريض وطرح الأسئلة عليه ولتقديم النصح والتوجيه له ولقراءة القرآن الكريم أو الأدعية المأثورة عليه . والمصاب بالجن الذي لم نتمكن بالرقية الشرعية من تخليصه مما به من جن , يمكن أن يُنصح بقراءة سور معينة مثل البقرة وغيرها لمدة أيام أو أسابيع , لأن طول التزام المريض بقراءة القرآن مع الصلاة والذكر والدعاء والاستغفار و.. من شأنه أن يٌضْعِف من سلطان الجني على المريض بطريقة يمكن أن تكون أكثر فعالية من طريقة الحوار مع الجني وظن الراقي أنه تخلص منه وربما كان واهما في ذلك , أو أخذ العهد من الجني من أجل أن يغادر جسد المريض وأن لا يرجع إليه مرة أخرى وقد يكون الجني كاذبا فيخرج من جسد المريض الآن ويرجع بعد بضع دقائق أو بعد بضع سنوات .والطريقة الأولى عندي أحسن ولو تمت برقية بسيطة قد لا تزيد مدتها عن ساعة , مع وجوب متابعة حالة المريض في الأيام الموالية للرقية , وقد تتكرر بعد ذلك الرقية ولو مرة ثانية أوثالثة . هذه الطريقة أحسنُ عندي من رقية ربما استمرت أكثر من 5 أو 6 ساعات ( مُتعِبة للمريض وللراقي وأهله في نفس الوقت ) وقد يظنُّ المريض والراقي في نهايتها أنه تم التخلص من الجن وربما لم يكن الأمر كذلك.
ثانيا : إنني ومنذ سنوات أحرص أثناء الرقية لمصاب بجن على أن أرقيه بدون أن يتحدث الجن على لسانه , وإذا ما وقع وبدأ الجن ينطق على لسان المريض بدون قصد مني فإنني ألجأ عادة وبسرعة إلى فعل كذا أو قول كذا (مثل رمي بعض الماء المرقي في وجه المصاب ) مما من شأنه أن يُرجع لسان المريض إلى صاحبه الإنسي. لماذا ؟ الجواب أنني أحرص على أن لا أدع الشيطان يتكلم على لسان المريض بل أحرص بالعكس على طرده وإبعاده لأنه يمكن جدا أن يحصل من كلام الجني من الفتن الكثير لأنه كلام أغلبه باطل وكذب وافتراء واتهام للناس بالسحر وبالسبب في الإصابة بالعين بلا أدنى دليل ولا برهان , هذا فضلا عما في السماع من الجن من إضاعة للوقت. والملاحظ أن بعض الرقاة هداهم الله يتعمد سؤال الجن عن بعض حالات المرضى عنده ثم يأخذ بكلامه ويصدقه , فيتهم بريئا ويُمرض من ليس مريضا, وقد يعتبر المصاب بمرض عضوي أو نفسي مصابا بسحر أو عين أو جن . إن هدف الشياطين هو إثارة الفتن بين الناس وكذا التفريق وزرع الشجار بين الأقارب والجيران والأحباب . ومنه فلا يجوز الأخذ بكلام الشياطين نهائيا قطعا لدابر الفتن كلها ظاهرها وباطنها.

س10 :ما صحة الدعوى التي يتبناها بعض الرقاة بقولهم "لدينا جن صالح يعيننا في الرقية على التشخيص وعلى العلاج" ؟ .!

لم يُسخِّر الله الجنَّ إلا لسيدنا سليمان-ص- . وكلُّ من ادعى أن الجن مسخرون له - سواءكانوا مسلمين أم كانوا كفارا - فهو كاذب أو جاهل حتى ولو لم يقل صراحة بأن الجن مسخَّرٌ له . سواء قال هذا المدعي بأن الجن يُعينه بطريقة أو بأخرى أو يخبره بحقيقة إصابة المريض أو يخلِّص المريضَ مما به من سحر أو عين أو جن فإن كل ذلك حرام وباطل ومردود على من ادعى ذلك :
ا- لأن هذا المدعي ليس أفضل من رسول الله الذي هو أفضل خلق الله,ومع ذلك لم يسخر الله له الجن أبدا.
ب- ولأن الجن المتصل بالإنس ظالم وكاذب (حتى ولو صدق بين الحين والآخر ) , فكيف يُصَدَّق إذن – إذا كان كذلك – فيما يقول وفيما يبلِّغ للراقي عن طريق المريض ؟!.
جـ- ولأن المتصل بالجن-بطريقة أو بأخرى -يُعتبر مصابابالجن , ومن ثمَّ فهو يحتاج إلى من يداويه لا أن يُداويَ هو غيرَهُ ! .
د- ولأن الجن لن يُقدِّم للإنس خدمة مهما كانت بسيطة إلا بمقابل . والمقابل هو دوما معصيةُ الإنسي لله تعالى وكذا تسلطٌ للجني على بدن ونفس الإنسي.
يتبع :...
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 70
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
التشخيص الأدق بين مختلف الأمراض : 11 , 12 , 13 :
09-09-2007, 05:26 PM
س 11 : كيف نستطيع أن نفرق بين الأمراض العضوية ،والأمراض الروحية ؟.
هذا سؤال مهم جدا , لكن الجواب عنه فيه شيء من الظن وشيء من اليقين , أي أنه ليس كله يقينا :
1- الأمراض العضوية يتم الكشف عنها بواسطة الأطباء الإختصاصيين والأجهزة المتطورة والأشعة والتحاليل ونحوها،بينما لا يمكن بأي حال من الأحوال الكشف عن السحر أو العين أو الجن بتلك المكتشفات والمخترعات مهما بلغت من التطور والرقي.
2- الأعراض المتعلقة بالأمراض العضوية ثابتة ودقيقة ومضبوطة وتختلف باختلاف نوعية وطبيعة كل مرض من الأمراض التي قد تعتري الإنسان،بمعنى أن مرض السرطان مثلا له أعراضه الدالة عليه,وهذه الأعراض معروفة لذوي الاختصاص ويستطيعون في الغالب تشخيص المرض بناء عليها مع إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية وتصوير الأشعة وأمور أخرى يستخدمها الطب الحديث.وما قيل عن السرطان يقال مثله عن الأمراض المتنوعة الأخرى.وأما الأعراض المتعلقة بالسحر أو العين أو الجن فهي أعراض متقلبة من حين لآخر بمعنى أنها غير مستقرة, فتارة يشعر المريض بألم في الرأس وتارة أخرى يشعر بألم في المعدة،وقد يعتريه الخمول في بعض الأحيان أو القلق أو الضعف العام أو الأرق أو ..وهكذاوكل ذلك دون القدرة على تشخيص ذلك من قبل الأطباء المتخصصين أو القدرة على تحديد الأسباب الداعية لذلك.
3 - المصاب بأمراض عضوية لا يشعر بأية أعراض جانبية أثناء الرقية الشرعية أو بعدها،بينما صرعى الأرواح الخبيثة (أي المصابون بسحر أو عين أو جن) يشعرون بتلك المؤثرات كالصراخ والصداع والارتعاش ونحوهما.
4 - ظهور بعض الكدمات المائلة إلى الزرقة أو الخضرة الداكنة وفي أماكن متفرقة من الجسم بالنسبة للمصابين بسحر أو عين أو جن،ولا تظهر مثل تلك الكدمات بالنسبة للمصابين بالأمراض العضوية إلا لأسباب طبية معينة يتم تحديدها من قبل الأطباء.وتأتي الكدمات الحاصلة جراء الإصابة بأمراض النفس البشرية كالصرع (بسبب مس الجن) والسحر والعين,تأتي غالبا بشكل فجائي وتختفي كذلك بشكل فجائي.ومنه إن لم تشخص وتحدد أسباب تلك الكدمات من قبل الجهات المعنية بالطب فلا بد عندئذ من عرض الأمر على راق متمرس ليحكم بعد الدراسة والتحليل إن كانت الدواعي لمثل تلك الأعراض متعلقة بالصرع والسحر ونحوهما أم لا ؟.
س 12 : هل يمكن أن يؤدي السحر أو العين أو الجن إلى مرض عضوي ؟.
قال بعضهم"قد يؤدي السحر أو العين أو الجن إلى أمراض عضوية في بعض الأحيان ، وقالوا بأن الذي يميز تلك الأمراض أنها عارضة أي بمعنى أنها قد تختفي كلية في بعض الأحيان،وقد تعود أحيانا أخرى.ومثال ذلك أن تثبت التحاليل أن المريض يعاني من مرض السكر،وبعد أيام يتم الفحص مرة أخرى فيلاحظ اختفاء أعراض ذلك المرض بالكلية، شريطة أن لا تكون هناك أسباب طبية أدت إلى زوال تلك الأعراض".ومع ذلك فإنني أتحفظ قليلا على هذا الكلام وأقول بأنه من خلال تجربتي البسيطة في مجال ممارسة الرقية لحوالي 22 سنة ومن خلال مطالعاتي البسيطة في الدين والطب والرقية أرى بأن القول بأن المرض "الفلاني" ناتج حتما عن سحر أو عين أو جن قول يحتاج إلى دليل.نعم ليس لي دليل على بطلانه لكنني أظن أن من يقول به ليس لديه دليل على صحة ما يقول.
س 13 : هل الشخص المؤمن الطائع لله الذي لا يحب سماع القرآن, هل نفوره من سماع القرآن دليل على أنه مصاب بسحر أو عين أو جن ؟.
إذا كان الشخص منحرفا عن منهج الله وكره سماع القرآن فإن كراهيته تلك طبيعية وعادية كما مر بنا من قبل. أما إذا كان المرء مستقيما على أمر الله وكره في فترة معينة سماع القرآن فقد يكون السبب سحرا أو جنا,وقد يكون غير ذلك, ولا يجوز أبدا أن نعتبر السبب وحيدا.يمكن أن توجد أسباب أخرى غير السحر والجن وراء كراهية الشخص أو نفوره من سماع القرآن.ومن أمثلة ذلك فتاة (عمرها حوالي 22 سنة) عاشت سنوات طويلة مع جد لها بعيدا عن والديها وإخوتها, ولما مات جدها حزنت عليه حزنا شديدا.وفي أيام العزاء (الذي يطول عند كثير من الناس عندنا في الجزائر على خلاف ما يقول به الشرع الحنيف) سمعت القرآن في بيت جدها لأكثر من أسبوع بمعدل حوالي 8 ساعات كل يوم !!.وكان من نتيجة ذلك أنها تحولت إلى دار والديها وإخوتها وأصبحت تعاني من ظاهرة جديدة وغريبة ومزعجة تتمثل في نفورها من سماع القرآن مع أنها تقرأ وتستمتع بما تقرأ.وواضح هنا أن السبب في النفور من سماع القرآن نفسي ولا علاقة له بالسحر أو العين.
يتبع : ...
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 70
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
التشخيص الأدق بين مختلف الأمراض : تتمة الرسالة
12-09-2007, 06:46 PM
س 14 : هل يمكن أن يكون الراقي الجاهل سببا في إصابة المرء أو في زيادة مرضه بسبب تشخيصه الجاهل والكاذب والفوضوي ؟.
هذا ممكن جدا للأسف الشديد. إن أي مرض(عضوي أو نفسي أو سحر أو عين أو جن) له انعكاساته على نفس المريض, وربما نتج عن المرض شيء من الوساوس والشكوك (خاصة عند النساء) حول شفائه من هذا المرض الذي ألمَّ به.لذا فإن الواجب على الراقي أن يبعث روح الأمل في نفس المريض, وأن يُهوِّن عليه المرضَ ولا يُهوِّلهُ.لكن للأسف ما أكثر الرقاة الذين يأتيهم الشخص وليس به شيء فيخرج من عند الواحد منهم منهارا لأن الراقي أدخل في روعه بأن به شيئا.وقد يأتي المريض ومرضه بسيطٌ وسهلٌ شفاؤه, فيخرج من عند الراقي وهو يكاد يُجن لأن المُعالج بالقرآن أفهمه وبدون دليل بأن مصائب الدنيا كلها نزلت عليه (!) .
وأذكر بالمناسبة أن شابة (والذي ظهر لي فيما بعد, بعدَ طول الحديث معها وبعد أن رقيتها أنها مريضة نفسيا.وهذا هو الذي أكده أكثر من طبيب بعد ذلك.والمرض كان بسيطا لكن الراقي الجاهل عقَّدهُ) عمرها 20 سنة اشتكى أهلها من أنها تغضب وتثور لأتفه الأسباب,وتتكلم كثيرا,وتحب العزلة,وتسمع القرآن والدروس الدينية في البيت بصوت مرتفع يؤذي أهل البيت وكذا الجيران, وتقلق فوق اللزوم,وتريد أن تخرج من البيت لتذهب إلى أماكن مهجورة وخالية, ومن أنها عنيفة ومستعدة لتتشابك مع أي كان يعترض هوى من أهوائها,و...سألتها:"ما بك؟" فقالت والألم يعصر قلبها:"وكيف لا أكون كما قال لك أهلي,وقد ذهبت عند الراقي (فُلان) فأخبرني في نهاية الرقية بأن معسكرا كاملا من الجن يسكن في جسدي!".ثم أضافت قائلة:"وإذا كان الأمر كما قال بالفعل فما فائدة بقائي مقيمة مع الإنس؟!.إن السكن مع الجن أولى لي من السكن مع الإنس".نسأل الله الهداية لكل الرقاة.
س 15 : هل الأحلام المزعجة تدل دوما دلالة قطعية على مس من الجن ؟.
لا ظنية ولا قطعية !.ولقد مر الجواب على سؤال مثل هذا في أكثر من استشارة سابقة.ومع ذلك فإنني أضيف هنا بأن الأحلام المزعجة لا يجوز اعتبارها مشكلة تبحث عن حل (سواء عند طبيب عضوي أو نفسي أو عند راقي)إلا :
1-إذا تكررت لمدة طويلة.أما إذا كانت لا تأتي إلا في فترات متباعدة جدا فإنه لا يجوز أن تصبح مصدرا لأي قلق.
2-إذا كان الشخص مازال يعاني منها حتى الآن.أما إذا كان قد عانى منها في يوم من الأيام ثم تخلص منها بعد ذلك فلا يليق أن يشغل باله بها الآن .
والله أعلم بالصواب , وهو وحده الشافي أولا وأخيرا .
انتهت الرسالة والحمد لله.
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
أسئلة محرجة عن الأمراض الجنسية والرد عليها
بدون خجل معلومات مهمة
موسوعة الاغدية
أمراض تصيب الطفل و الوقاية منها
المقارنة:بين الطب النفسي والرقية الشرعية
الساعة الآن 05:40 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى