الحبّ منجـــاة.
31-07-2012, 11:20 AM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
" قال الذين إستكبرُوا إنّا بالذّي آمَنتُم بهِ كافِرون (76) فَعَقَرُوا الناقَةَ وعَتَوا عَن أمْرِ ربِّهِم وقَالُوا يا صَالحُ إئتِنا بما تَعِدُنا إن كُنتَ من المُرسَلِين (77) فأخَذَتْهُم الرَّجفةُ فأصبَحُوا في دارِهِم جاثِمِين(78) فتوّلى عنهُم وقالَ يا قومِ لقد أبلَغتُكُم رِسالةَ ربّي ونصحتُ لكُم ولكِن لا تُحبُّون الناصِحِين (79) -الأعراف-
تُخبرنا هذه الآيات التي تقصّ علينا هلاك قوم صالح، كيف أنّ عاطفةً كانت ستحول بينهم وبين المعصية والعذاب لو أنّهم تحلّوا بها وشعروها تجاه طاعة الله والدعوة إليها، وهي عاطفة الحبّ التي تأخذ بيد الإنسان إذا وجّهها للخير إلى ما فيه نجاته وفوزه وسعادته، فلو أنّ قوم صالح المُعذَّبين كانوا يحبّون النصيحة ما استكبروا و ما كفروا وما عتوا عن أمرهم ربّهم وما أصابهم العذاب وأخذتهم الرجفة،فحبّ الخير مما يدعو إلى فعله، وبغض الشرّ مما ينهى عن إقترافه، وإن لم يحبّ قومٌ ما ينبغي لهم أن يحبّوه ولم يبغضوا ما يجب عليهم أن يبغضوه، فقد حُرِمت أنفسهم موازينَها التي تأمر بالإحسان وتنهى عن السوء...
إننا كثيرا ما نحبّ ما هو أهلٌ لأن يُبغض، وقليلا ما نحبّ ما هو أجدر بنا أن نحبّ، فنزلّ ونظلّ وقد نظلم أنفسنا والعياذ بالله، ويطول بنا الأمد على حال غير الحال التي يرضاها لنا ربّنا الرحيم،فنشقى أسوأ الشقاء ونحن نبحث عن السعادة في غير محلّ البحث عنها، عندما نحبّ المعصية وما يضرُّنا ولا نحبّ الطاعة وما ينفعُنا...
استمع أخي الحبيب إلى هذه الأنشودة الرائعة لأبي خاطر:
http://ar.islamway.com/nasheed/2257
وأجبني لو سمحت...متى بُشّر صاحبُنا " سعد" بالسعد والنجاة؟ عندما كان كارها للنصيحة وهو يقول "دعني دعني" أم عندما أحبّها وانشرح لها قلبه وقال " بلى يا ليتني لبّيتُ صرخات الهداية" وأحبّ معها بعد ذلك التوبة وما أدراك ما التوبة وما حبُّها فقال "تبتُ أيا فرحتي" ؟...استمع للأنشودة جيّدا وانصت للتغيُّرات التي تطرأ على حوار " سعد " مع ناصحيه وعلى نغمات الأنشودة فلعلّ هذا يكون عونًا على إكتساب عاطفة حبّ الخير والطاعة والنصيحة والرجوع عن الخطأ إن شاء الله، فما أجملها من عاطفة تهدينا الرُشد وتسير بنا إلى النجاة...
نسأل الله الكريم أن يحبّب إلينا الإيمان ويزيّنه في قلوبنا، ويكرّه إلينا الكُفر والفسوق والعصيان.
{12/رمضان/1433ه}