الأكوان المتوازية و خلود الوعي
15-02-2018, 06:36 PM
صدر مؤخرا في الولايات المتحدة كتاب يحمل العنوان التالي:
"الحياة و الوعي هي المفاتيح لفهم طبيعة العالم-How Life and Consciousness Are the Keys to Understanding the Nature of the Universe“".
أثار الكتاب ضجة كبرى في المحافل الاجتماعية و العلمية، كونه توصل إلى نتيجة مؤداها أن الموت مجرد خدعة و أن الحياة لا تنتهي بالموت بل هي خالدة. مؤلف الكتاب هو العالم اللامع (روبرت لانزا- Robert Lanza) يعتبر من أهم الأطباء المعاصرين في مجال الطب الإحيائي ( regenerative medicine) و هو ذو شهرة عالمية من خلال أبحاثه على الخلايا الجذعية، إضافة إلى تجاربه الناجحة في استنساخ أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض. لكن ما يميزه حقا بالإضافة إلى ماذكر أعلاه هو تبحره في مجالات الفيزياء و ميكانيك الكم و علوم الفضاء، هذا التنوع في الخلفية العلمية للبروفسور لانزا أدى إلى مساهمته الكبرى في ولادة العلم الجديد المعروف باسم المركزية الأحيائية (Biocentrism)، و التي تعتبر الحياة محور العالم الطبيعي. خلاصة ما توصل إليه لانزا في كتابه المذكورأن الموت وهم يراود أفكار الناس لاعتقادهم أن وجودهم مرتهن بوجود أجسادهم، و أن وعيهم سينتهي عندما تفنى هذه الأجساد، لكن الحقيقة أن الوعي موجود خارج نطاق الزمان و المكان، و لعله من الجائز القول أننا كبشر نقبع داخل الزمان و المكان كما تقبع السلحفاة متخفية تحت درعها. أما الوعي فيمكن أن يكون في كل مكان، داخل الجسد و خارجه، الأمر الذي يتوافق تماما مع المفاهيم الأساسية لميكانيك الكم في أن الجسيم الكمومي يمكن أن يتواجد في كل مكان، و أن الحدث يمكن أن يقع بأكثر من طريقة في أكوان متوازية في آن واحد بحيث يموت الجسم و الوعي في أحد هذه الأكوان ليظهرا في كون آخر، و قد تتكرر هذه العملية باستمرار..
هذه النظرية لقيت و تلقى تأييدا ليس من العامة الذين يرجون حياة أخرى بعد الموت و حسب بل من كثير من المفكرين و العلماء المرموقين. لقد كان كاتب الخيال العلمي (H.G.Wells)، أول من ألمح إلى هذه الفكرة في روايته (برزخ بين عالمين-The door in the wall)، كما طُرحت الفكرة من جديد في حلة جديدة مطوّرة في أحد المشاريع في جامعة برينستون-انكلترا، و وضع العالم (أندري ليندي- Andrei Linde) من جامعة ستانفورد-الولايات المتحدة في الثمانينيات من القرن الماضي نظرية الأكوان المتعددة التي تقول بأن الكون الطبيعي بمجمله يتكون من أكوان أخرى منعزله تماما عن بعضها و موجودة في الآن نفسه بالتوازي معا ...
فقد تكون أنت نفسك تقرأ هذا المقال في عالمنا هذا في حين أنك تشاهد التلفاز في عالم آخر يوازيه. أما السبب في تعدد خيارات الأحداث الناتجة عن أفعال معينة فهو نحن أنفسنا: إن كل قرار نتخذه يخرج إلى العالم و معه عدة نتائج تظهر كل نتيجة منها في عالم مستقل عن الآخر و يوازيه.
"الحياة و الوعي هي المفاتيح لفهم طبيعة العالم-How Life and Consciousness Are the Keys to Understanding the Nature of the Universe“".
أثار الكتاب ضجة كبرى في المحافل الاجتماعية و العلمية، كونه توصل إلى نتيجة مؤداها أن الموت مجرد خدعة و أن الحياة لا تنتهي بالموت بل هي خالدة. مؤلف الكتاب هو العالم اللامع (روبرت لانزا- Robert Lanza) يعتبر من أهم الأطباء المعاصرين في مجال الطب الإحيائي ( regenerative medicine) و هو ذو شهرة عالمية من خلال أبحاثه على الخلايا الجذعية، إضافة إلى تجاربه الناجحة في استنساخ أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض. لكن ما يميزه حقا بالإضافة إلى ماذكر أعلاه هو تبحره في مجالات الفيزياء و ميكانيك الكم و علوم الفضاء، هذا التنوع في الخلفية العلمية للبروفسور لانزا أدى إلى مساهمته الكبرى في ولادة العلم الجديد المعروف باسم المركزية الأحيائية (Biocentrism)، و التي تعتبر الحياة محور العالم الطبيعي. خلاصة ما توصل إليه لانزا في كتابه المذكورأن الموت وهم يراود أفكار الناس لاعتقادهم أن وجودهم مرتهن بوجود أجسادهم، و أن وعيهم سينتهي عندما تفنى هذه الأجساد، لكن الحقيقة أن الوعي موجود خارج نطاق الزمان و المكان، و لعله من الجائز القول أننا كبشر نقبع داخل الزمان و المكان كما تقبع السلحفاة متخفية تحت درعها. أما الوعي فيمكن أن يكون في كل مكان، داخل الجسد و خارجه، الأمر الذي يتوافق تماما مع المفاهيم الأساسية لميكانيك الكم في أن الجسيم الكمومي يمكن أن يتواجد في كل مكان، و أن الحدث يمكن أن يقع بأكثر من طريقة في أكوان متوازية في آن واحد بحيث يموت الجسم و الوعي في أحد هذه الأكوان ليظهرا في كون آخر، و قد تتكرر هذه العملية باستمرار..
هذه النظرية لقيت و تلقى تأييدا ليس من العامة الذين يرجون حياة أخرى بعد الموت و حسب بل من كثير من المفكرين و العلماء المرموقين. لقد كان كاتب الخيال العلمي (H.G.Wells)، أول من ألمح إلى هذه الفكرة في روايته (برزخ بين عالمين-The door in the wall)، كما طُرحت الفكرة من جديد في حلة جديدة مطوّرة في أحد المشاريع في جامعة برينستون-انكلترا، و وضع العالم (أندري ليندي- Andrei Linde) من جامعة ستانفورد-الولايات المتحدة في الثمانينيات من القرن الماضي نظرية الأكوان المتعددة التي تقول بأن الكون الطبيعي بمجمله يتكون من أكوان أخرى منعزله تماما عن بعضها و موجودة في الآن نفسه بالتوازي معا ...
فقد تكون أنت نفسك تقرأ هذا المقال في عالمنا هذا في حين أنك تشاهد التلفاز في عالم آخر يوازيه. أما السبب في تعدد خيارات الأحداث الناتجة عن أفعال معينة فهو نحن أنفسنا: إن كل قرار نتخذه يخرج إلى العالم و معه عدة نتائج تظهر كل نتيجة منها في عالم مستقل عن الآخر و يوازيه.
هذه النظرية تلقى اليوم سندا لها في المعلومات التي سجلها مرقاب بلانك الفضائي (Planck space telescope)، فباستعمال المعلومات التي أمكن للعلماء تحصيلها من خلال هذا المرقاب عن الانفجار العظيم الذي آذن ببداية الكون الذي نحن فيه، قاموا بوضع خارطة هي الأكثر أهمية للنشاط الإشعاعي المتخلف عن الانفجار حيث تبين وجود ممرات و ثقوب سوداء و عدم تجانس في توزع النشاط الإشعاعي عزوها إلى وجود أكوان مجاورة.
وهكذا سيجد الوعي كثيرا من العوالم التي يمكن أن ينتقل إليها بعد الموت ... لكن ماهو الوعي؟
بحسب جمهرة من العلماء فإن الدماغ البشري هو كمبيوتر كمومي نموذجي، أما الروح أو الوعي فهي ببساطة المعلومات المخزونة بشكل كمومي في الدماغ، و التي تنتقل لتندمج مع عالمنا هذا إلى الأبد بعد موت الجسد، أما البروفسور لا نزا فيقف موقفا مختلفا من بقية العلماء في اعتقاده أن الروح تنتقل إلى عالم آخر بعد موت الجسد و تبقى خالدة إلى الأبد، يؤيده في ذلك العالم الرياضي المتميز (روجر بنروز- Roger Penrose) من جامعة أوكسفورد في إنكلترا، و يعمل الاثنان على نظرية ثورية جديدة لتفسير طبيعة الوعي تقوم على أن كموميات الوعي تقع في خلايا عصبونية بروتينينة في الدماغ (protein-based microtubules)، ساهمت هذه الخلايا عندما كانت الخلية الحية في بداية نشأتها في حفظ و نقل المعلومات المتعلقة ببنية الخلية البدائية و تطورها.
نتساءل أخيرا: هل ما تقدمنا به آنفا لا يعدو كونه نوع من الخيال العلمي أو التوهم الافتراضي، أم أن له رصيد في الواقع؟
لعل مقالي المعنون ب : "خبرات الاقتراب من الموت" في هذا المنتدى، يلقي بعض الضوء على ذلك.
من مواضيعي
0 الوعي و الوجود
0 هل تعقل القلوب؟
0 الكون المستتر في الظلام
0 تحسين العقل
0 هل تتمتع الجمادات بالوعي؟
0 قصة خلق العالم في ستة أيام
0 هل تعقل القلوب؟
0 الكون المستتر في الظلام
0 تحسين العقل
0 هل تتمتع الجمادات بالوعي؟
0 قصة خلق العالم في ستة أيام
التعديل الأخير تم بواسطة طارق زينة ; 20-09-2021 الساعة 05:02 PM