نظام يتغذى بالكوارث والأزمات
20-10-2008, 06:40 PM
رئيس الحكومة وعندما سمع نداء أعيان المنطقة لأبنائهم بالتبرع حتى من الخارج، انتفض وقال إن الدولة لا تحتاج إلى مثل هذه المساعدات بل هي ممنوعة قانونا. عجبا والله، ملايين الدولارات تمول الإرهاب في الجبال منذ ستة عشر عاما ثم تعفو السلطات عن الإرهابيين وتعوّضهم، وعندما يتعلق الأمر بإغاثة المنكوبين الذين ابتلاهم الله بهذه الحكومة فإن القانون هو المانع. المتضررون من فيضانات حي باب الواد ومن زلزال بومرداس اللذين ضربا العاصمة قبل سنوات لم يستفد أغلبهم من الوعود الكاذبة للسلطة. فكيف يأمن سكان غرداية لها؟ هذه النكبات لا تهم المسؤولين في شيء. ومتابعةُ العواقب ليست من اختصاصهم فالأهم هي الصور الأولى التي يبثها التلفزيون الرسمي وحفلات الخطابة التي يقوم بها المسؤولون أمام البؤساء. المصيبة التي أضافتها السلطات إلى محنة المنكوبين هي إعلانها عن عزمها مقاضاة كل مواطن دفن جثة متعفنة وجدها في قبو منزله دون ترخيص في أحياء لم تدخلها السلطات من زمن الاستقلال. فعدد القتلى حسب وزير الداخلية لا يتعدى الخمسين وكل من يعلن غير ذلك عليه أن يتغاضى عن عشرات الجثث المتناثرة في واحات مدينته. فعملية الدفن تحتاج إلى فرق طبية تثبت هوية القتلى عن طريق تحليل الحمض النووي، هل هذه الفرق متوفرة؟ طبعا لا. إذن كلّ مُتضرر ساهم في إكرام جثة أخيه المسلم بدفنها سيُحول إلى مجرم يدخل السجن. وهذه الإجراءات التعسفية تستعملها السلطة للتغطية على عدم إعلانها الحصيلة الحقيقية للقتلى التي تعدت مئتين وخمسين شخصا إضافة إلى عشرات المفقودين.
مع هذه النكبة التي لم تشهدها المنطقة منذ قرن، طالعتنا بعض الأقلام المأجورة بتعليقات ومقالات لتزييف الحقائق. كالادعاء بأن الكوارث الطبيعية هي قضاء الله وقدره. هنا نتساءل ماذا عن برقيات الإنذار التي أرسلتها مصالح الأرصاد الجوية إلى السلطات المعنية التي تجاهلتها كلية؟ والبرقيات تحمل تحذيرات عاجلة من أمطار طوفانية تتهدد سكان المنطقة. هؤلاء السكان الذين استفاقوا من الصدمة وبحثوا في الأسباب فوجدوا أن السد الكبير الذي يحمي المنطقة انفجر وتركت مياهه التي سالت فجوة بعمق سبعة عشر مترا. تصوروا أن السكان ومنذ فيضانات عام واحد وتسعين وهم يبعثون برسائل احتجاج حول عدم صلاحية هذا السد العتيق إلى السلطات المعنية لكن دون جدوى.
لقد بات من الواضح أن النظام وهو يُحضّر لانتخابات رئاسية بداية العام المقبل سيحتاج إما لكوارث طبيعية أو لهجمات إرهابية لضمان التفاف الجماهير حوله وبالتالي تحصين نفسه من الانهيار، لأن حال السلم لن يساعده أبدا في تمديد فترة شيخوخته. هذا عدا عن محاولاته اليائسة في خلق أعداء وهميين في الخارج. فالمتصفح لمواقع الأنترنت يلحظ تصاعدا ملفتا لحدة الاتهامات والمسبات بين الأشقاء المغاربة والجزائريين. والموضة في الجزائر اليوم: إذا أردت أن تثبت وطنيتك فعليك أن تسب المغرب وتلعن نظامه وشعبه لأنه يتهدد أمن دولتنا المصونة. وبهذه المناسبة أحذر القراء من مغبة الانجرار وراء هذه الحملة الرخيصة. فأعداؤنا ليسوا في الخارج بل في الداخل. وهم النصابون والفاسدون الذين يعيشون على مأساتنا وينخرون مجتمعنا ويهددون تماسك الدولة الجزائرية.
سليمان بوصوفه
‘ كاتب من الجزائر مقيم في بريطانيا
‘ كاتب من الجزائر مقيم في بريطانيا
من مواضيعي
0 إذهب إلى الغرب و أخسر أولادك وزوجتك و عش شحاذا على أبواب المؤسسات الإجتماعية
0 من هو أفضل صحفي وكاتب جزائري؟
0 نظام يتغذى بالكوارث والأزمات
0 هل نحاسب على الزندقة أدونيس أم خليدة مسعودي؟
0 وكيل حزب الله في كندا يفتح النار على الكاتب الجزائري أنور مالك
0 انور مالك يفتح النار على سمير القنطار
0 من هو أفضل صحفي وكاتب جزائري؟
0 نظام يتغذى بالكوارث والأزمات
0 هل نحاسب على الزندقة أدونيس أم خليدة مسعودي؟
0 وكيل حزب الله في كندا يفتح النار على الكاتب الجزائري أنور مالك
0 انور مالك يفتح النار على سمير القنطار