ببساطة لاننا في مجتمع ،كل يسرق على مستواه.
11-05-2010, 08:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أتمنى أن يكون جميع الإخوة بخير وسلامة .
السرقة .......هذه الكلمة التي نبغظها كلنا لانها صفة ذميمة تعلمنا من صغرنا أن المسلم يجب ان يترفع عنها بأخلاقه ومبادئه .
ولا أحد منا أكيد يحب أن يتعرض لها بأن يؤخد شيء يملكه خفية ولو كان ذا شأن بسيط أو قيمة قليلة فالأثر النفسي لها صعب .
وبما أننا موجودون في مجتمع تختلف طبقاته إختلاف المنشأ والتربية والمبدء فإن الخير موجود والشر يوازيه لكن الثاني يزعج أكيد .
وأكيد أن كل واحد منا قد واجه هذا السلوك وإن إختلف ،سواء في الأماكن الخاصة والملك الشخصي او حتى في الأماكن العامة .
لقد توجهت بعد التخرج مباشرة إلى قطاع كان آخر إهتماماتي لكن القدر ساقني له ،وهو قطاع التربية والتعليم ،دخلت هذا الميدان الصعب بروح النشاط والعزيمة لأنني أمضيت عقدي ويجب ان أخلص في عملي مهما كان .
كان مدير المؤسسة مثال في الإخلاص في العمل والنزاهة يقف على كل كبيرة وصغيرة ،يربي ، يوجه ويقيم .صدقوني أنه كان يشرف على المطعم الذي يتناول فيه التلاميذ وجبة الغذاء ،المهم انه كان ناجحا في كل شيء .إقتربت منه وكنت أساعده في ما يقوم به كان دائما يقول لي :
لتنجحي في عملك تذكري قوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم :(إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) الآية 72 من سورة الأحزاب.
كان يدخل إلى المطعم يراقب يجد ان الحليب المعد للأطفال والقهوة وحتى المأكولات الأخرى تضعها بعض العاملات وكن اغلبهن فتيات في مقتبل العمر وظروفهن لابأس بها ،كن يضعنها داخل اكياس معدة لهذا الغرض ،ثم يتوجه إلى الحجرة المعدة لعاملات النظافة يجد قارورات {الجافيل }و{الصابون} بعد أن يستخرج من أكياسه وأنواع المنظفات الأخرى مما يسهل إخفاؤها موجودة بين أغراضهن .
والغريب في الأمر أنهن يعتبرن ذلك حقا شرعيا لهن ؟
في إحدى المرات وأنا جالسة في عطلة نهاية الأسبوع بالبيت دقت طفلة الباب ففتحت لها قالت باللهجة العامية {تشري الجافيل }قلت لها أدخلي وكانت تضعه في قارورات العصير بسعة 2 لتر قلت بكم؟ قالت 100دينارللواحدة سألتها من أين أتيتم به قالت من المكان الفلاني وهو قطاع تابع للدولة.
مثل هذه النماذج التي تمتهن السرقة وتشغل أبناءا صغارا في هذا الميدان فتترسخ في أذهانهم ثقافة {كلش نورمال أسرق برك راها خالية خالية بيك ولا بلا بيك }.
ثم يتساءل الاولياء أو {السراق}عن أسباب تراجع مستوى أبنائهم الدراسي أو عن خسارة تجارتهم ،أو عن إصابة سيارتهم ،أو عن مرض خطير أصابهم فلم تنفعه أرقى المستشفيات .
تعرفون لماذا لأنهم يأكلون الحرام .
عن إبن عباس رضي الله عنهما قال :تليت هذه الآية عند النبي صلى الله عليه وسلم {ياأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا } فقام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ،فقال يارسول الله أدع الله ان يجعلني مستجاب الدعوة ، فقال عليه الصلاة والسلام {ياسعد اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ،والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه أربعين يوما ،وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار اولى به }
بالله عليكم هل سمعتم يوما ان اللحم المشوي يباع بالكيلوغرام وأن غبرة الحليب تباع ،وأن زيت السردين يباع ؟
نعم إنه هكذا عندمن تؤمنهم الدولة على مطاعم جامعاتنا بعد ان امنهم الله عليها .
مسؤولية من هذه ؟ هل الدولة مقصرة ؟هانحن نقف على سلوكيات أبسط الناس في المجتمع ثم لكم أن تصعدوا تدرج المناصب العليا إلى المؤسسات الإقتصادية ومراكز البريد والبنوك تمطر بها علينا وسائل الإعلام اليومية إنها فعلا مهازل .
صدقوني دولتنا ليست في حاجة إلى هيئات مراقبة فساد يقدر ماهي بحاجة إلى ظائر حية على كل المستويات .
ولا تتوقف السرقة عند الماديات فحسب فهذا الموظف الذي يلتحق بالوظيفة على 09.30 صباحا ربما تحتاج إلى مقابلة مسؤول ما ليمضي وثيقة مستعجلة تظطر للإنتظار لأنه قد يأتي وقد لا يأتي اليوم وقد يتأخر أسبوع فهو موظف ولا أحد يحاسبه .
هذا هو الضمير الذي يجب ان يعدل ،قد تقولون أننا لسنا في المدينة الفاضلة فهذا هو طبع البشر لكن أقول اننا بالغنا لذلك لن نرقى حتى نصلح حالنا وكل مسؤول على مستواه من القمة إلى الهرم .
تحياتي وتحية خالصة للذين يكدون ويجتهدون في سبيل الإخلاص أمام الله وأداء الواجب .