رد: إنه " السباق "
29-07-2013, 09:05 AM
يا نسيم الشوقِ ألا ترفرف إليهِ بالحنين، اخبرهُ أنّ العطرَ والطهرَلايزالان يعبقان ولو في غيابه .
أين هو؟!
ليته يعلم أنّ طيفهُ غافيًّا بين الترقوة و الجبين، وساكنًا في أهداب الشوق .
ألثم التياع ثم ألفظهُ نشوة أَملٍ، يرقص بهجةً على بقايا عطرٍ لعلهُ يعلم ما أكنّه له من الأشواق، وكيف سكنَ حبّه بالأعماق .
ومع ذلك فلا مفرّ لي سوى الانتظار، وما تخبئه الأقدار.
أين ذاهبة أنا؟ وكيف يكون أثيرُ ترحالي؟
فلِمَ أخطو أولى خطواتي؟
هل ألملمُ بها حاجاتي؟ ..
أم هل أبقى مطأطئة الرأس أتكَوَّر في دفئ معطفي؟.
وهل هناك لي خيارٌ؟ ما هو زادي؟ وما هي مؤونتي؟ فمتى أتخلّص من عنادي؟
اِنكسار أنفاسٍ وخذلان يسكنني حتى أصبح زنزانة افتقادي.
فهل اسكبُ دمعًا، عندما أمارسُ غيرتي؟
آهٍ! ما هي سوى حرقة تلفحني مع ذلك التيه .
أجد نفسي مسافرةً، وليس لي سوى روحي، وما ينبض في أعماقي
لا وجهةً توليني شطرها، ولا سفرًا يقودني إلاّ إلى حضنٍ يطوقني.
ولا أريد إلاّ حضنه .
كانَ ذلك أمام المدخل الرئيسي للجامعة ..
و"بريجيدا " وهي خارجة من كليتها بعد يومٍ مضنٍ من الدراسة . فإذا بها تلمح " علاء " هو بدوره خارجًا من كليّته.. فأسرعت نحوه، لعلها تقتربُ منه ..
وما إن بقي بينهما قاب قوسين من أن تلتحق به.. حتى رأت فتاةً كانت تنتظره أمام مدخل الجامعة، وبعد أن عانقته، تأبطها و سارا معًا و هما في مداعبةٍ ووئامٍ .
فتسمرت أرجل "بريجيدا" في الأرضِ، ثم اسودّت الدنيا في وجهِها .
ولم تجد مجالاً حتى للتفكير.. وهي التي كانت عازمةً على أن تفاتحه، وتفاجئهُ برغبتها في صداقةٍ معهُ .
وهي التي رتبت كل شيءٍ، لتستعجل الأمر.
ولكن الخطب قد أصماها و أعماها مما رأت، وما شهدت.
فأحسّت بتسارع خفقان في قلبها قد أزداد، وخارت قواها .
وأصبحت لا تقوى على المسير.. فجلست على الرصيف مشاء الله أن تجلس، حتى عادت إليها حالتها الطبيعية .
فتابعت طريقها إلى حال سبيلها.. ولكن حالتها ازدادت حيرة و ألمًا
عندها تأكدت " بريجيدا " أن ما بها من بحار تلك الحالة ما هو سوى كآبة حبٍّ وغرامٍ، لأن الحب يذيب لوعةً، ولكن كآبته تدعو للإشفاق في أكثر الأحيان.
إنّ عواطف الغرام تكتب في الأعين سطورًا لا تُخفى قراءتها على مَن يعرف ذلك الشعورِ.
فهي و إن كانت محرقة و موجعةً ، فإنّ لها نورًا يسطع فوق الجبين يلمحُه كل ناظرٍ .
قضت " بريجيدا" عطلة الأسبوع تفكّر في " علاء " و تلك الفتاة التي تأبطها.
وفي أول يومٍ من الأسبوع .. وفي طريقها إلى الجامعة، فإذا بها تسمع صوت " علاء " من خلفها يقول لها :
ـــ صباح الخير يا جميلتي.
ـــ دعني وشأني .. فلا حاجة لي بتحيّةٍ منك.
ـــ ماذا حدث ؟.. ألم نتفق أننا نطَلِّق الخصام والصدام ؟
ـــ قلتُ لك دعني وشأني.. اغرب عن وجهي.
ـــ ليتكِ تشرحين لي ماذا دهاني عندكِ ؟!
ـــ يظهر أنك تريد أن تستفزّني .. فإن لم تغرب عن وجهي سوف أشتكيك إلى ذلك الشرطي الواقف هناك.
ـــ ما دام الأمرُ هكذا .. معذرة ً.. ولكني كنتُ أتمنى أن نكونَ صديقين، هذا ما في الأمر.
ـــ لا أريد صداقة أحدٍ.
ـــ .........
ـــ على فكرة، لم أكن أعلم أنك تحبّ مصاحبة الفتيات الصغيرات
قالت ذلك وأسرعت في اتجاه كلية الطب التي تدرس بها
بينما واصل " علاء " طريقه باتجاه كلية العلوم والتكنولوجيا.
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 29-07-2013 الساعة 05:51 PM