شامبليون و الهيروغليفية .
21-10-2014, 02:57 AM
شامبليون...... والخط الهيروغليفي .
شامبليون ومجال بحثه
بالرغم من قصر الوقت ،و التعب الذي ألم بي ، من كثرة التحديق ، أوالوقوف أمام المعروضات الجالبة للإنتباه ، غير أن استراحتي فوق (الكنبات ) المنتشرة على طول الأروقة يسرت لي فرص استرجاع اللياقة لمواصلة مشوار الزيارة لهذا المتحف الكبير ، ففضولي لمعرفة المزيد من الحقائق أمر لا يقاوم !
واصلت السير عبر أجنحة وممرات آثار ( مصر الفرعونية) وأسرتني لوحات (الخط الهيروغليفي ) التي تجمع حولها طلابُ العلم القادمين من أصقاع الدنيا ، أمام تلك اللوحات المشبعة بالرمزية التي لم أفهم منها شيئا سوى ما يقدمه دليل المتحف الإلكتروني ، فالكل هنا منشغل بفهم معاني تلك الصور والرموز الهيروغليفية ، وكثيرا ما تناهى إلى سمعي أسماء مختلفة تلوكها ألسن الزوار يبدوا أن لها علاقة بهذا الخط ، منها ( حملة نابليون على مصر ، حجرالرشيد ، وشامبليون ) ، معزوفة بأسماء ثلاثة يجب التوقف عندها لفهم لغز الخط الهيروغليفي المقدس .
صورة توضح نوذج الخط الهيروغليفي .
°°° قبل القرن التاسع عشرالميلادي ، لم نكن نعرف شيئا عن تاريخ مصر القديمة ، فقد كانت من الحضارات التي سادت ثم بادت ، بقي رمسها كشاهد ، وذهب خبرها في طي الكتمان ... إلا ما ورد في قصص القرآن الكريم في عهدي النبيين موسى و يوسف عليهما السلام ، أو ما تناقلته بعض المرويات المبهمة في كتاب العراقي ( ابن وحشية ) الموسوم ب ( شوق المستهام فى معرفة رموز الأقلام) ، ويبدوا أن ( الأديان الإبراهيمية ) قد ضيقت على اللغات القديمة و أفقدتها وعيها بأن جعلتها لغات الكفر والكفار .
قبل القرن التاسع عشر إذا..... كنا نجهل أخبار ما قد مضى عن قدامى المصريين ، فحتى أسماء فراعنتهم لا نعرف عنهم شيئا ؟؟؟ ، فلا نعرف تحتمس الأول ، ولا كليوباترا ، ........ ولا نعرف شيئا عن خفايا الأهرام وأبو الهول ، ولا شيء حتى عن الكرنك ولا عن مقبرة توت غنج أمون ...... ولا عن التقويم الفرعوني ، وتاريخ الأسر الفرعونية العريض ......، كل ذلك ( كان مجهولا ) تماما ولم تنشر صحائفه إلا بمجهود المستشرقين الذين اعتنوا بآثار مصر المكتشفة تصنيفا وترميما و قراءة ، ولعل من أكثر الفاعلين في قراءتها وفهمهما هو العالم ( شامبليون ) .
فمن هو شامبليون ؟ , وما علاقته بمصر ؟، وكيف استطاع قراءة الخط الهيروغليفي؟ ،
وما التأثيرات المترتبة عن فك طلاسم هذا الخط المقدس والعجيب ؟
°°°شامبليون العبقري ...........
اسمه الكامل [Jean-François Champollion ] عندما احتل نابليون مصرسنة 1798 كان عمره ثمان سنوات ( 8 ) ، ظهرت لديه علامات النبوغ مبكرا ، فقد تفوق على أترابه في دراسة اللغات القديمة ، فكان ضليعا في اللغات القديمة ( العربية و الكلدانية و السريانية اللاتينية و العبرية ).وأتقن فيما بعد اللغة القبطية تحت إشراف أخيه الأكبر ،
استفاد ( شامبليون) من تجارب الذين سبقوه أمثال ( سلفستر دي ساسي ، وتوماس يونج ، وبانكسBankes" ) ، وقادته إلى الإقتناع بفكرة أن الخط الهيروغليفي ( صور لها دلالات صوتية ) ، وبرهن على أن الخطوط المصرية الثلاثة من مشكاة واحدة وبمنظومة نحوية متجانسة ( الهيروغليفية(خط مقدس) ، الهيراطيقية (يستعمله الكهنة ) ، والديموطيقية(الخط الشعبي ) .
استفاد شامبليون من اكتشاف (حجر الرشيد ROSETTA STONE) الذي كتب بثلاث لغات ، اثنتان معلوماتان والثالثة مجهولة .
°°° حجر الرشيد ،
نسبة إلى بلدة الرشيد حيث تم العثور عليه من قبل العسكري (اكزافيه بوشار) إبان الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 ، ونقل العلماء الفرنسيون رسوماته وخطوطه ، أما الأصل فهو محفوظ في المتحف البريطاني بلندن .
حجر الرشيد .
وهذا الحجر من الصخر الجرانيتي الرمادي، كُتب في 196 ق/م من طرف الكهنة المصريين ونصه الثلاثي اللغة عبارة عن رسالة امتنان من الكهنة إلى الملك الشاب ( بطليموس الخامس ) ومكتوب بثلاثة خطوط (بالهيروغليفة ) ( ديموطيقية ) ، و(الإغريقية) ، واعتمادا على رسومات الكتابة التي أحضرت لفرنسا استطاع شامبليون بحكم ضلاعته ومعرفته للغتين القديمتين ( الديموطيقية والإغريقية ) أن يهتدي بذكائه إلى فك رموز الخط الهيروغليفي منبهرا صائحا في وجه أخيه ، وجدتها ؟ ! وجدتها ؟ ! وجدتها ؟ ! ، وكان ذلك حدثا بارزا أذن لميلاد علم (المصريات ) .
ولتعزيز اكتشافه وتأكيد صحة استخلاصاته، طاف بعديد المواقع التي تتوفر على الآثار المصرية ، فزار (تورينو ) و ( ليفورنيا) بإيطاليا ، وزار مصر على رأس بعثة علمية مشكلة من 12عضوا زمن السلطان ( محمد علي ) في سنة 1828م، وبقي بها أزيد من سنة ونصف السنة ، فاكتشف أكثر من خمسين موقعا أثريا ، و دوّن مستخلصاته في ست مجلدات عنونها ب( مذكرات عن مصر والنوبة ) ضمنها قراءته للأسماء التي رآها على التوابيت والأضرحة والمسلات ، أو على جداريات المعابد في الأقصر وأبو سنبل وأهرامات الجيزة .
المهم في الأمر أن قراءة النصوص الهيروغليفية لم يكن أثناء الحملة الفرنسية وإنما جاء بعد ها ، وبعد جهود بحثية مظنية ، ( فشمبليون ) فك شفرة الهيروغليفية عام 1822 أي بعد رحيل الفرنسيين عن مصر ب 21سنة . فاكتشافات شامبليون كانت من النتائج المتأخرة للحملة .
°°°تأثر شامبليون بمصر و آثارها وشعبها ، وسجل اعجابه في عديد المواقف ، فقد لبس لباسا مصريا ، ودخن الشيشة ، و تحدث العربية وله شنبات ، فهو صنو للرسام الفرنسي نصر الدين ديني الذي أحب بوسعادة وطاب به المقام فيها بعد إسلامه وحجه ، فالفرنسيون مولعون بحب البساطة والطبيعة الموحشة المتوحشة ، فقد مات شامبليون في سن الإربعينيات (42سنة) ، ودفن في مقبرة ( بير لا شيز ) الباريسية وعلى قبره نصبت مسلة مصرية عرفنا لجهوده في إزاحة الستار على أكثر الحضارات قدما في العالم .
ضريح شامبليون المزدان بالمسلة الفرعونية .
أتمنى أن تكونوا قد استفدتم مما خربشنا .
شامبليون ومجال بحثه
بالرغم من قصر الوقت ،و التعب الذي ألم بي ، من كثرة التحديق ، أوالوقوف أمام المعروضات الجالبة للإنتباه ، غير أن استراحتي فوق (الكنبات ) المنتشرة على طول الأروقة يسرت لي فرص استرجاع اللياقة لمواصلة مشوار الزيارة لهذا المتحف الكبير ، ففضولي لمعرفة المزيد من الحقائق أمر لا يقاوم !
واصلت السير عبر أجنحة وممرات آثار ( مصر الفرعونية) وأسرتني لوحات (الخط الهيروغليفي ) التي تجمع حولها طلابُ العلم القادمين من أصقاع الدنيا ، أمام تلك اللوحات المشبعة بالرمزية التي لم أفهم منها شيئا سوى ما يقدمه دليل المتحف الإلكتروني ، فالكل هنا منشغل بفهم معاني تلك الصور والرموز الهيروغليفية ، وكثيرا ما تناهى إلى سمعي أسماء مختلفة تلوكها ألسن الزوار يبدوا أن لها علاقة بهذا الخط ، منها ( حملة نابليون على مصر ، حجرالرشيد ، وشامبليون ) ، معزوفة بأسماء ثلاثة يجب التوقف عندها لفهم لغز الخط الهيروغليفي المقدس .
صورة توضح نوذج الخط الهيروغليفي .
°°° قبل القرن التاسع عشرالميلادي ، لم نكن نعرف شيئا عن تاريخ مصر القديمة ، فقد كانت من الحضارات التي سادت ثم بادت ، بقي رمسها كشاهد ، وذهب خبرها في طي الكتمان ... إلا ما ورد في قصص القرآن الكريم في عهدي النبيين موسى و يوسف عليهما السلام ، أو ما تناقلته بعض المرويات المبهمة في كتاب العراقي ( ابن وحشية ) الموسوم ب ( شوق المستهام فى معرفة رموز الأقلام) ، ويبدوا أن ( الأديان الإبراهيمية ) قد ضيقت على اللغات القديمة و أفقدتها وعيها بأن جعلتها لغات الكفر والكفار .
قبل القرن التاسع عشر إذا..... كنا نجهل أخبار ما قد مضى عن قدامى المصريين ، فحتى أسماء فراعنتهم لا نعرف عنهم شيئا ؟؟؟ ، فلا نعرف تحتمس الأول ، ولا كليوباترا ، ........ ولا نعرف شيئا عن خفايا الأهرام وأبو الهول ، ولا شيء حتى عن الكرنك ولا عن مقبرة توت غنج أمون ...... ولا عن التقويم الفرعوني ، وتاريخ الأسر الفرعونية العريض ......، كل ذلك ( كان مجهولا ) تماما ولم تنشر صحائفه إلا بمجهود المستشرقين الذين اعتنوا بآثار مصر المكتشفة تصنيفا وترميما و قراءة ، ولعل من أكثر الفاعلين في قراءتها وفهمهما هو العالم ( شامبليون ) .
فمن هو شامبليون ؟ , وما علاقته بمصر ؟، وكيف استطاع قراءة الخط الهيروغليفي؟ ،
وما التأثيرات المترتبة عن فك طلاسم هذا الخط المقدس والعجيب ؟
°°°شامبليون العبقري ...........
اسمه الكامل [Jean-François Champollion ] عندما احتل نابليون مصرسنة 1798 كان عمره ثمان سنوات ( 8 ) ، ظهرت لديه علامات النبوغ مبكرا ، فقد تفوق على أترابه في دراسة اللغات القديمة ، فكان ضليعا في اللغات القديمة ( العربية و الكلدانية و السريانية اللاتينية و العبرية ).وأتقن فيما بعد اللغة القبطية تحت إشراف أخيه الأكبر ،
استفاد ( شامبليون) من تجارب الذين سبقوه أمثال ( سلفستر دي ساسي ، وتوماس يونج ، وبانكسBankes" ) ، وقادته إلى الإقتناع بفكرة أن الخط الهيروغليفي ( صور لها دلالات صوتية ) ، وبرهن على أن الخطوط المصرية الثلاثة من مشكاة واحدة وبمنظومة نحوية متجانسة ( الهيروغليفية(خط مقدس) ، الهيراطيقية (يستعمله الكهنة ) ، والديموطيقية(الخط الشعبي ) .
استفاد شامبليون من اكتشاف (حجر الرشيد ROSETTA STONE) الذي كتب بثلاث لغات ، اثنتان معلوماتان والثالثة مجهولة .
°°° حجر الرشيد ،
نسبة إلى بلدة الرشيد حيث تم العثور عليه من قبل العسكري (اكزافيه بوشار) إبان الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 ، ونقل العلماء الفرنسيون رسوماته وخطوطه ، أما الأصل فهو محفوظ في المتحف البريطاني بلندن .
حجر الرشيد .
وهذا الحجر من الصخر الجرانيتي الرمادي، كُتب في 196 ق/م من طرف الكهنة المصريين ونصه الثلاثي اللغة عبارة عن رسالة امتنان من الكهنة إلى الملك الشاب ( بطليموس الخامس ) ومكتوب بثلاثة خطوط (بالهيروغليفة ) ( ديموطيقية ) ، و(الإغريقية) ، واعتمادا على رسومات الكتابة التي أحضرت لفرنسا استطاع شامبليون بحكم ضلاعته ومعرفته للغتين القديمتين ( الديموطيقية والإغريقية ) أن يهتدي بذكائه إلى فك رموز الخط الهيروغليفي منبهرا صائحا في وجه أخيه ، وجدتها ؟ ! وجدتها ؟ ! وجدتها ؟ ! ، وكان ذلك حدثا بارزا أذن لميلاد علم (المصريات ) .
ولتعزيز اكتشافه وتأكيد صحة استخلاصاته، طاف بعديد المواقع التي تتوفر على الآثار المصرية ، فزار (تورينو ) و ( ليفورنيا) بإيطاليا ، وزار مصر على رأس بعثة علمية مشكلة من 12عضوا زمن السلطان ( محمد علي ) في سنة 1828م، وبقي بها أزيد من سنة ونصف السنة ، فاكتشف أكثر من خمسين موقعا أثريا ، و دوّن مستخلصاته في ست مجلدات عنونها ب( مذكرات عن مصر والنوبة ) ضمنها قراءته للأسماء التي رآها على التوابيت والأضرحة والمسلات ، أو على جداريات المعابد في الأقصر وأبو سنبل وأهرامات الجيزة .
المهم في الأمر أن قراءة النصوص الهيروغليفية لم يكن أثناء الحملة الفرنسية وإنما جاء بعد ها ، وبعد جهود بحثية مظنية ، ( فشمبليون ) فك شفرة الهيروغليفية عام 1822 أي بعد رحيل الفرنسيين عن مصر ب 21سنة . فاكتشافات شامبليون كانت من النتائج المتأخرة للحملة .
°°°تأثر شامبليون بمصر و آثارها وشعبها ، وسجل اعجابه في عديد المواقف ، فقد لبس لباسا مصريا ، ودخن الشيشة ، و تحدث العربية وله شنبات ، فهو صنو للرسام الفرنسي نصر الدين ديني الذي أحب بوسعادة وطاب به المقام فيها بعد إسلامه وحجه ، فالفرنسيون مولعون بحب البساطة والطبيعة الموحشة المتوحشة ، فقد مات شامبليون في سن الإربعينيات (42سنة) ، ودفن في مقبرة ( بير لا شيز ) الباريسية وعلى قبره نصبت مسلة مصرية عرفنا لجهوده في إزاحة الستار على أكثر الحضارات قدما في العالم .
ضريح شامبليون المزدان بالمسلة الفرعونية .
أتمنى أن تكونوا قد استفدتم مما خربشنا .