رد: (الجفنة)من التقاليد الجزائرية الجميلة المنسية
19-12-2012, 03:07 PM
السلام عليكم و رحمة الله
الموضوع جميل جدا ,,,,,,,, و صاحبته المتميزة دائمة الذكر ,,,,,,,,, مشكورة عليه جزيل الشكر
في الحقيقة هناك الكثير من العادات و التقاليد التراثية الرائعة التي غابت عن أعراسنا و حفلاتنا,,,,,,,, حتى أصبحنا ننبش عنها في كل مكان ,,,,,,,,, علنا نجد شيئا يميزنا عن غيرنا,,,,,,,,, الجزائر الذي توصف بالبلد القارة ,,,,,,,,, بلد متنوع ثقافيا,,,,,,,,, ففي كل منطقة لديها ما يميزها عن منطقة أخرى
أعرف كما سبق و ذكرتم أن العروس تحزم صبيحة عرسها من طرف أمها أو أختها,,,,,,,, لكن طريقة التحزيم تختلف,,,,,,,,, فمثلا في البليدة تحزم العروس بفوطة شبيهة بالتي ترتديها المرأة القبائلية,,,,,,,,,, قديما كانت لإعتقاد سائد بين الناس ,,,,,,,, لكن اليوم صارت في حكم الحفاظ على العادة حتى لا تندثر فقط,,,,,,,,,,فمثلا زوجة عمي التي هي من سكان البليدة فعلت الشيء ذاته,,,,,, و السبب حتى تعرف بتقاليد منطقتها كون أهل زوجها من منطقة مختلفة,,,,,,,,, إذا الحفاظ على التقليد بعض تفريغه من الإعتقادات الخاطئة يصبح شيئا جميلا,,,,,,,,,,, أليس كذلك
إليكم الآن شيئا من تقاليد منطقتي يوم الزفاف,,,,,,,,,, في ولاية جيجل,,,,,,,
الكثير منها مع الأسف صار في خبر كان,,,,,,, فالعرس عندنا كان يدوم قديما ,,,,,,,, و حسب روايات جدتي ما يقارب الشهر,,,,,,,,,, من تحضيرات الكسكسي التي تعكف نسوة الدشرة على تجهيزه,,,,,,,,, أيضا يقوم الرجال بتحضير لوازم البارود التي يجب تكون بكثرة يوم الزفاف,,,,,,,,,بالإضافة للسهرات الكثيرة ,,,,,,,, التي كانت تميزها النكت و الحكايات المشوقة و المخيفة ,,,,,,,,, و الألعاب الشعبية كانت تفرض تواجدها بالقوة
على مدار أسبوع الزفاف ,,,,,,,, يلتم كل أهل الدشرة للغداء و العشاء في بيت أهل العريس,,,,,,, بالإضافة إلى إحضار الطبول و الزرنة و هذه العادة لا يستطيع أي بيت جيجلي الإستغناء عنها حتى اليوم,,,,,,,,, لأنها خاصة جدا و أي عرس من دون الطبول لا معنى له عندنا ,,,,,,,,,
يوم قبل الزفاف,,,,,,,,,,, تذهب النسوة ليلا إلى بيت العروس لوضع الحنة لها,,,,,,, و عندما أقول ليلا فأقصد بعد صلاة العشاء ,,,,,,,,,, و تخيلوا الأمر في الصيف,,,,,,, أي بعد العاشرة ليلا,,,,,,,,,,,و لا تستثنى أي فتاة تريد الذهاب إلى هذا المحفل,,,,,,,,,, هذا التقليد مع الأسف بدأ بالزوال نوعا ما,,,,,,, فالحنة اليوم أصبحت بالعرضة,,,,,, و تقام عصرا
كما أن حنة العروس,,,,,,,,, يجب أن تضعها كل فتاة عزباء بعدها من كلا العائلتين,,,,,,,,,,,, لسببين الأول للفال ,,,,,,,,, و الثاني للتخلص من فكرة أن الحنة مشبوهة
يوم العرس ,,,,,,,,,, هو يوم لكل المداشر الأخرى من دون إستثناء,,,,,,,,,, حيث يتم إحضار الطبول و الزرنة ,,,,,,,,, التي تبقى إلى وقت متأخر من ذلك اليوم ,,,,,,,حيث تمتزج نغماتها مع أصوات البارود المدوية,,,,,,,, و في هذا اليوم أيضا يقوم أهل العريس بالتوجه لإحضار العروس ليلا بعد صلاة العشاء,,,,,,,,,,و تستقبل عائلة العريس بتعليلة خاصة ترحيبية ........مع الأسف هذا التقليد غاب عن العديد من الأسر ,,,,,,,,,,خروج العروس من بيت والديها يكون برمي كميات من الحلوة وراءها على النسوة و الأطفال ,,,,,,,,, و تفعل الشيء نفسه عند وصولها لبيت زوجها,,,,,,,,,,,,
عند مدخل منزل العريس ,,,,,,,,, تستقبل العروس بشربها للحليب,,,,,,,و أكلها لحبة سكر من يدي أم العريس ,,,,,,,,,,, في هذه الأثناء تجتمع النسوة الكبار في السن اللاتي لم يذهبن في موكب العرس,,,,,,,و تصطف على طريقة رقصة الشاوية,,,,,,,,,و يستقبلن العروس بالتعليلة نفسها,,,,,,,,,, بعدها تصطف نسوة أهل العروس بنفس الطريقة (كارقصة الشاوية تماما,,,,, لكن عندنا لا يكون رقصا بل مشيا فقط) و تقمن بالرد على تعليلة أهل العريس ,,,,,,, في البداية تكون هذه التعليلة ترحيبية من كلا الجانبين,,,,,,,,, ثم تنتقل إلى مدح العروس من أهل العروسة ,,,,,,, و مدح العريس من أهله,,,,,,,,,,,
بعدها توضع الحنة للعريس,,,,,,,, و في تلك الأثناء يقوم أحد من أهل الدشرة يستطيع التبريح للم الأموال الخاصة بالحنة ( التبريح يكون بذكر المبلغ الممنوح و شكر صاحبه),,,,,,, هذه العادة إختفت (التبريح) فأصبحت أموال الحنة تجمع بوضع آنية من فضة تغطى و كل يضع حسب مقدوره بكل سترة,,,,,,,, و توزع بعدها المكسرات و الحلويات و المشروبات على جميع الحضور ,,,,,,,,, و تستمر السهرة طويلا
في اليوم الموالي ,,,,,,,,,,, يقوم أهل العروسة بتحضير البغرير في بيت أهل العريس,,,,,,, و هذه العادة إندثرت و لم تعد موجودة أصلا,,,,,,,,,, بعده تقوم العروسة بالتصديرة ,,,,,,,,,,, و بحضور بنات الدشرة ,,,,,,,,,
هذه بعض من تقاليد منطقتي ,,,,,,,, التي أغلبها غاب عنا ,,,,,,,,, لأننا أصبحنا نحتفل في قاعات مكيفة ,,,,,,,, نجلس لساعات على كراسي نأكل الحلوى و نشرب القهوة ثم نغادر و ينتهي العرس بذلك
أتمنى أنني لم أطل عليكم