تسجيل الدخول

ربما سيأتي يوما يدخل على قواعد اللغة قانون جديد قد يصير فيها الدال حرف جر ، بعدما تكاثرت عندنا الأسماء التي يجرها حرف الدال، فهل فعلا كل الدكاترة عندنا يستحقون أن يجر أسماءهم حرف الدال ؟ لقد هالني ما سمعت حين أعلمني أحدهم أن الأسماء ذات الدوال -ولا أقصد هنا بالدوال لا اللوغارتيمية ولا الأسية ولا غيرها من عالم الرياضيات كما يتوهمه البعض وإنما دوال من نوع خاص جدا انتشرت في بلادنا كالفطريات- أقول صدمني أن سمعت أحدهم يقول أنه يعمل على تحضير الكثير من رسائل الدكتوراه لأبناء الأكابر بمقابل معين ليصبحوا دكاترة وأسماء يجرها حرف الدال يحق أن تفخر بهم عائلاتهم أمام مجتمعهم الراقي ولا يهم أن جر الدال هنا حمارا أو بغلا حتى ولو كان من أصحاب الشهادات العالية ، لأن الشهادة صارت تباع أيضا وتشترى وسيأتي عليها يوما ستباع في سوق "الدلالة" وغيرها من الأسواق ما دام أنه حتى العضوية في البرلمان تباع حسب عدد الشكاير التي يدفعها صاحبها لمن يبيعه رأس القائمة الانتخابية وهذا هو النضال بعينه في بلادنا حين يشتري عضو البرلمان عضويته بشاكرة أو بشيء آخر ، وهذا هو العلم أيضا حين يصير الطلبة أصحاب المواهب وحتى الشباب الدكاترة الذين لم يجدوا مناصب عمل يحضرون شهادات دكتوراه لبعض المحظوظين جدا الذين يقضون أوقات جميلة في باريس بينما تحضر لهم شهادة الدكتوراه وينحت لهم حرف الدال هنا في الجزائر، ليأتي السادة في آخر العام يلقون رسالة التخرج ويضيفون دالا أمام اسمهم العائلي، على كل لا غرابة في الأمر بالمرة ما دام أن الشرف معروض للبيع والضمير صار ارخص من البطاطا، والمشاعر صارت مثلها مثل الأثاث القديم تباع في أسواق الخردة ومرحبا بكم في عالم الدوال وكل عام والأسماء مجرورة بحرف الدال وابشر يا سيبويه فقد صار الاسم مجرورا بحرف الدال وعلامة جره "الشكارة" المملوءة عن آخرها.

لم تعد للأشياء أي معنى و لا حروف الدال تلك، بل بات من إلتصقت بإسمه مكتوب على جبينه :هنا فارغا و أجوف...

تخيل حتى الحزن على الموتى صار يباع و يشترى ،فهناك من علية القوم من يستأجروا باكيات لساعات معينة ...حتى يبدوا للمعزين أن الميت كان عزيزا !!!

مع الأسف يا أمل كل شيء صار بلا معنى ، وكل شيء يباع ويشترى حتى الحب ، صار له ثمن ومن يدفع أكثر سيكون محبوبا أكثر، في هذا الزمان وهذه البلاد بالمال يمكن ان يشتري اللانسان اي شيء الشهادات والمشاعر والناس والكلاب و" والجياحة " والكرامة كل شيء كل شيء ، لذا ثمة من ينتحر لانه لم يستطيع ان يبيع كليته ليعيش أطفاله - غريب صح - والأغرب من يبيع المشاعر والأغرب من ذلك من يشتريها وهو يعلم انها بيعت له والبائع يعلم انه يبيع والشاري يعلم انه يشتري والامور تمشي عادية رغم انه لا شيء عادي اطلاقا

المشكلة ليست في حرف الدال ولا في شهادات الزور فما اكثر خريجينا الذين يفتقرون للكفائة..وضاهرة بيع الشهادات عالمية ولم تقتصر على هذا العصر فحتى في جامع قرطبة ايام ربيع الاندلس كان ابناء والوزراء يتحصلون على الاجازات العلمية بالمال..
المشكلة الحقيقة في مقدرت الخريج البسيط او الدكتور او ايايكن من مثقفى هذه البلاد ومتعلميها اكادمين كانو ام عصامين في مقدرتهم على التغير والانتاج والابداع ..كلهم عاجزون وكل الشهادات شهادات زور...
شمس المفكر او الاديب او العالم لا تشرق الى من الغرب ولا تسطع الا هناك..
عذرا ان حلقت قليلا خارج السرب..وشكرا

انه زمن الردة
انها الرداءة التي صارت عنوان الفاشلين
انه الشرف الممزق
انها الكرامة المهانة
انها قلة الحياء
انها كما سماها المفكر مالك بن نبي رحمه الله الامية الثقافية والقابلية للاستعمار، مجتمع ساير واقعا مفروضا دون فحص اودراية .
وياليت الامر متعلق بالشهادات فقط ، لأن كل شيئ يباع في زمن الردة والرداءة هذا.
كان من المفروض والمنطق ان تحارب السلبيات من طرف النخبة لكن الاية انقلبت رأسا على عقب؟!
حتى القوادة لم تعد عارا كما كانت يا للعار؟
قال الشاعر نزار قباني
كوني قوادة عن جدارة تستحقين الاستشارة
وربما الوزارة.
والحديث قياس.*

فعلا ان كان أمثال هؤلاء كلهم عاجزين فالافضل أن تستمر الأمور على حالها ، إطلاقا لم تحلق خارج السرب بل كنت السرب نفسه clap

إيييه يا صديقي يا بخالدي ما قلته صار شرفا ، بتسابق عليه الجميع ليصير البعض منهم الذين يحترفون ما ذكرت وزراء وديبتيات وسناتورات ، يصفق لهم الغلابى حين يمرون من حيهم وهم نادرا ما يمرون على الأحياء فما عاد لنا أحياء .