حرب ابادة غزة بين وقع الميدان و قادم الايام.
03-11-2023, 04:51 PM
ما تشهده غزة الفلسطينية ، اخلط لنا كل الاوراق.اذ كنا نعتقد بان القضية الفلسطينية برمتها هي قضيتنا جميعا كمسلمين و عرب بل كنا نجزم بانها قضية احرار العالم من دعاة للحق و السلام على هذا الكوكب - الارض -فجاء تاريخ ال 7 اكتوبر. جاء و في جعبته ما يكفي ان يقول لنا بملء فيه.. بان هذه القضية ليست قضية عرب او مسلمين و لا هي قضية احرار العالم بل هي رغبة لما تريده اسرائيل وتسانده امريكا عسكريا و لوجستيا و سياسيا و اعلاميا، وحين يكون الامر بيد اسرائيل و امريكا فعلى العالم ان يخرس، جنه و انسه.
و لما كانت الغاية تبرر الوسيلة فان حرب الابادة الجماعية لا مكان فيها لهدف دون غيره و كل ما يتحرك في غزة يرمى بمدفع او يقصف بطائرة ،مع جواز استعمال حتى ما هو محظور من الاسلحة... لمنطقة هي اصلا تحت حصار مسبقا و لما كانت الغاية تبرر الوسيلة فان مساندة امريكا المطلقة جزءا من الحرب و ليس مجرد مساندة و الغبي منا من يعتقد ان امريكا شيء و اسرائيل شيئا ءاخر.. اذن هذه الحرب الابادية هي حرب - امريكو اسرائيلية - بامتياز.
حرب تجعل من يتجول في شوارع غزة، مخير بين ان يموت في مجزرة او تحت حطام خلفته طائرة او امام دبابة اعدها العدو مفخرة، مخير لكيفية اغتياله دون دفن ففي غزة امتلات المقبرة.. و عند احسن الاحوال يموت جوعا او عطشا او متالما، لان اسرائيل و امريكا منعا دخول الدواء و الملح و الزيت و الاكل و الشرب و الماء و لو بيدهما امر الكون لمنعوا فيها التفنس من الهواء .حرب تجعل من يتجول في شوارع غزة يشاهد طفلا ميتا و في فمه رضاعة اذ لم يبلغ الفطام و هو هدفا لابادة النسل و قد يشاهد.. رجلا و في يده خبزا يحمله الي اهله و ابنائه. فيصبح هدفا لانه قد يورثهم نخوة الجهاد و المقاومة..و عليه اسال نفسك ان كان ما يحدث هو مجرد حرب او ابادة جماعية لغزة تليها لاحقا ابادة لبنان و سوريا و كل دول الطوق لان مشروع الصهاينة اضخم و اوسع مما يتصوره شخص ساذج التفكير.
متى تنتهي الحرب بهدف الابادة الجماعية؟ كيف تنتهي؟ هل تتحقق هذه الابادة؟ بمعنى، هل يتحقق جزء من اهداف الصهاينة الطويلة المدى،.. و التي هي غير معلنة .. هل على الاقل ينكسر الكيان الصهيوني و يعاد تشكيل المعادلة في الشرق الاوسط برمته؟ هل تتبدد طموحات امريكا الرامية الي شرق اوسط على مقاسها لا مكان فيه لمطبع او غير مطبع؟ الايام وحدها و التغيرات و جديد المعطيات هي من تجيب على تلك الاسئلة .. فلا احد يستقريء الغيب الا عمل من باب التحليل و الاستنباط و كل ذلك ليس من اختصاصنا... لكن ما نؤكده هو ان ما بعد الحرب ليس كما كان عليه قبله. وهذه مما صدق فيه السيد حسن نصر الله.. افرازات متتالية و متسارعة ستطفو على الساحة العالمية برمتها - منها ان بعض القواعد العسكرية و السفارات و الشركات الامريكية لن تكن في مامن و ذلك لان الراي العام العالمي تاكد بان امريكا و اسرائيل و جهان لعملة واحدة.. و ان الرعاية الامريكية لحقوق الانسان هي مجرد خدعة و ان القوانين العالمية و المحاكمات الدولية مستثنات منهما اسرائيل. وان امريكا و اسرائيل فوق كل القوانين و الاعراف الدولية.. بل ربما ستكون هناك دعوة لاعادة النظر في قوانين و لوائح مجلس الامن و الامم المتحدة.. بل ربما تكون هناك دعوة لاعادة النظر في مفهوم حق الفيتو لما يمارسه اصحابه من هيمنة و تاثير حتى على القرارات الانسانية و الاخلاقية خاصة عندما يتعلق الامر بالكيان الصهيوني .و ربما اعادة النظر في بعض التشكيلات العالمية .... و الله اعلم.
كلما ادبني الدهر اراني نقص عقلي
و كلما ازددت علما زادني علما بجهلي


امضاء الامام الشافعي