مشروع الاتحاد من أجل المتوسط: إتى أين؟
02-09-2008, 11:11 PM
إن الإقرار أن هناك "قواسم مشتركة كثيرة تجمع بين دول حوض المتوسط بضفتيه" يشبه كثيرا كلمة القاضي في استهلال محاكمة يلم بحيثياتها. لكن صاحبنا عبد الباري عطوان قد غفل شيئا هاما، وهو أن للمتوسط ثلاث ضفاف بمنظور صاحب المشروع، لا اثنتان، وهو بيت القصيد في كل الحكاية. وأنا بصفتي متوسطي لا أرى بيننا إلا قاسما مشتركا ثابتا لا يمحي ألا وهو الدمار بأحلك معانيه. فهل يعقل تتغير هذه المعاني بمجرد قرار فوقي يصدر من رجل هو نفسه يوحي بالدمار؟
إن الإعلان عن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط في الظروف الحالية ينم عن تجاهل خطير لخبايا النفوس. ذلك أنه تم دونما استشارة جدية لشعوب المنطقة وحكوماتها التي يعرف الجميع أن معظمها ليست مستعدة كي تنسى جروحا بعضها ما يزال يدمى. فبين اليونان وتركيا تاريخ من المآسي المتجددة ومنها ما ينتظر غدا. وبين هذه الأخيرة وفرنسا شجون لا تمحوها جلسة أو عدة جلسات. وبين صاحبة فكرة المشروع والجزائر حسابات لم تصف بعد. هذه الأخيرة تنتظر، ليس أقل من التوبة عن المجازر المرتكبة إبان مائة واثنان وثلاثين سنة من الاستدمار. وبين البلدان المغاربية تصفية حسابات تتراوح بين الخطيرة والطريفة معظمها بفعل بلدان الشمال كفرنسا وإسبانيا التي بقي لها أن تحدد موقفها من احتلال أراض مغربية، بالإضافة إلى مسألة الصحراء الغربية. أما المسألة الفلسطينية وهي أم المشكلات فلا حل لها خاصة أن ليبيا والجزائر غير مستعدتين للتعامل المباشر مع الكيان الصهيوني الذي يعتبر المحرك الرئيس للمشروع المتوسطي.
فدعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لزعماء خمس وثلاثين دولة لوضع أسس تكتل سياسي اقتصادي بزعامته بتزكية من ألمانيا نفسها له علاقة بموضوع إسرائيل، إن لم نقل هو الأساس. فلئن صرح رسميا "إن الهدف الرئيس من ورائه تعزيز العلاقات بين هذه الدول وفق رؤية جديدة"، فإن الملاحظين يرون في المشروع مطية لفك العزلة عن الكيان الصهيوني بتنشيط عملية التطبيع. أما نحن الجزائريين المطلعين على أسرار فرنسا فنحن على يقين أن هذه الأخيرة تسعى إلى استعادة دورها القديم في "المحيط المتوسطي العربي والإسلامي من خلال شمال إفريقيا. وهنا أتذكر أحداث 13 ماي 1958 لما رفع المعمرون شعار :"البحر الأبيض المتوسط نهر فرنسا" الذي حلم الفرنسيين منذ قرون.
ففرنسا تسعى من خلال هذا التجمع إذا كتب له النجاح، وهو في رينا، أمر مستحيل للأسباب التي ذكرتها آنفا، إلى الهيمنة على أسواق الجنوب الذي يزخر بالمواد الأولية والطاقة واليد العاملة بأسعار زهيدة.
لهذه الأسباب مجتمعة، الإضافة إلى عوامل تتعلق بالعلاقات الخارجية المرتبطة بالمصالح الإستراتيجية المتضاربة بما فيها المصالح الأمريكية والأوربية، من الأرجح أن يفشل هذا المشروع ولو لم يعلن عنه في حينه.
العيد دوان
إن الإعلان عن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط في الظروف الحالية ينم عن تجاهل خطير لخبايا النفوس. ذلك أنه تم دونما استشارة جدية لشعوب المنطقة وحكوماتها التي يعرف الجميع أن معظمها ليست مستعدة كي تنسى جروحا بعضها ما يزال يدمى. فبين اليونان وتركيا تاريخ من المآسي المتجددة ومنها ما ينتظر غدا. وبين هذه الأخيرة وفرنسا شجون لا تمحوها جلسة أو عدة جلسات. وبين صاحبة فكرة المشروع والجزائر حسابات لم تصف بعد. هذه الأخيرة تنتظر، ليس أقل من التوبة عن المجازر المرتكبة إبان مائة واثنان وثلاثين سنة من الاستدمار. وبين البلدان المغاربية تصفية حسابات تتراوح بين الخطيرة والطريفة معظمها بفعل بلدان الشمال كفرنسا وإسبانيا التي بقي لها أن تحدد موقفها من احتلال أراض مغربية، بالإضافة إلى مسألة الصحراء الغربية. أما المسألة الفلسطينية وهي أم المشكلات فلا حل لها خاصة أن ليبيا والجزائر غير مستعدتين للتعامل المباشر مع الكيان الصهيوني الذي يعتبر المحرك الرئيس للمشروع المتوسطي.
فدعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لزعماء خمس وثلاثين دولة لوضع أسس تكتل سياسي اقتصادي بزعامته بتزكية من ألمانيا نفسها له علاقة بموضوع إسرائيل، إن لم نقل هو الأساس. فلئن صرح رسميا "إن الهدف الرئيس من ورائه تعزيز العلاقات بين هذه الدول وفق رؤية جديدة"، فإن الملاحظين يرون في المشروع مطية لفك العزلة عن الكيان الصهيوني بتنشيط عملية التطبيع. أما نحن الجزائريين المطلعين على أسرار فرنسا فنحن على يقين أن هذه الأخيرة تسعى إلى استعادة دورها القديم في "المحيط المتوسطي العربي والإسلامي من خلال شمال إفريقيا. وهنا أتذكر أحداث 13 ماي 1958 لما رفع المعمرون شعار :"البحر الأبيض المتوسط نهر فرنسا" الذي حلم الفرنسيين منذ قرون.
ففرنسا تسعى من خلال هذا التجمع إذا كتب له النجاح، وهو في رينا، أمر مستحيل للأسباب التي ذكرتها آنفا، إلى الهيمنة على أسواق الجنوب الذي يزخر بالمواد الأولية والطاقة واليد العاملة بأسعار زهيدة.
لهذه الأسباب مجتمعة، الإضافة إلى عوامل تتعلق بالعلاقات الخارجية المرتبطة بالمصالح الإستراتيجية المتضاربة بما فيها المصالح الأمريكية والأوربية، من الأرجح أن يفشل هذا المشروع ولو لم يعلن عنه في حينه.
العيد دوان
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة