اللعبة المكسورة
02-05-2018, 05:34 PM
من بعيد..من هناك..من فوق الغمام أتى ذلك الزائر المخيف أتى يمتطي قطع الليل المظلمة التي انسلخت من كبد السماء إيذانا منها بقدوم ذلك الصاعق الذي يرتجف الخوف في حضرته و ترتعد الخلائق عند لقاءه ..جاء إلى هنا و استقر به المقام في كوخ الطفل الصغير ..أتى ليقطف أحلامه بعدما أينعت..أتى ينتزعها من خلاف و يمزجها بماء الحزن.. يمزقها و ينثر أشلائها على حياته و يتركه يتجرع مرارة غربته ..أتى ليخطف ضحكته البريئة و يقبض قهقهات والده التي كانت ترسم بهجته و تدفئ لياليه الباردة..
رحل و لم يترك إلا الحقيقة..لم يترك وراءه إلا ذكرياته مع والده..
و هو يعيش مع أمه غارقا في وحدته يرتدي وشاحه الأسود المنسوج من خيوط الحزن التي غزلتها الأيام على رنين لحن أنينه..تعلق الطفل بخرقته و سكن حبها كل نقطة من سراديب قلبه الموحشة..
يطل عليهم زائر جديد يطرق باب أطلال حياتهم..يأخذ سنده منه..خانت الغالية ذكرى أبيه..يدعوه للعيش معهم يدعوه ولم يخجل بذلك..ليس الولد خائنا حتى يزف عندك مثلما قد فعلت ..هو يرضى أن ينكسر و لا ينحني أمام الزمان..
نعم..لقد انكسر الطفل الصغير كان اللعبة المكسورة التي يتقاذفها الزمان و المكان..
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحيم قال ; 03-05-2018 الساعة 07:18 AM