تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عبد الرحيم قال
عبد الرحيم قال
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-03-2018
  • المشاركات : 370
  • معدل تقييم المستوى :

    7

  • عبد الرحيم قال is on a distinguished road
الصورة الرمزية عبد الرحيم قال
عبد الرحيم قال
شروقي
امرأة من فولاذ
06-05-2018, 11:06 AM
امرأة من فولاذ
أنت طالق..هيا اغربي عن وجهي يا وجه الشؤم..تلتحف المرأة خمارها و تفر من بيت الزوج القاسي الذي طردها من بيته في تلك الليلة الليلاء..و هي هائمة بين الأزقة تبحث عن ملجئ يؤويها حتى صباح اليوم التالي اهتدت في سعيها إلى التوجه عند شرطة المدينة و فعلا استقبلها الضابط المسؤول شكته زوجها و تصرفه معها..تأثر الضابط من كلامها كتب تقريره و أرسل أحد أعوانه ليذهب بها إلى المستشفى ليس لتعالج و لكن لتبيت ليلتها في أحد الأسرة الخاوية مع باقي المرضى فليس عند الشرطة مكان للمبيت..
ومع صباح اليوم التالي تتوجه المرأة إلى بيت أمها العجوز في تلك القرية البعيدة حاملة بذرة زواجها في بطنها ترتمي بين أحضان أمها و تقول لها آسفة يا أمي على ما حصل و على ما سوف يحصل..
تولد الطفلة من رحم المعاناة و تؤنس أمها و جدتها و تهب على حياتهم نسائم لطيفة من السرور..
و حين تبلغ الطفلة ستا من السنين يأتي رجل أرمل من القرية المجاورة يطلب أمها زوجة له..تتردد المرأة في القبول و لكن في الأخير ترضخ للأمر تحت ضغط الحاجة و رغبتها في تعليم طفلتها فقد يكون الرجل كريما و يساعدها..
تزوجت المرأة و تركت طفلتها وراءها تصارع قسوة الحياة و تشرب من كأس الشوق و الحنين لأمها التي تخلت عنها و عن تمشيط شعرها المنسدل..
تزف إلى بيت زوجها الجديد و تفاجئ برجل آخر في البيت.. من هو يا ترى..تدرك أخيرا أنه ابنه من زوجته المرحومة..
أحست المرأة بحقد الابن عليها و كرهه لها و توجست خيفة من سهام نظراته الحادة و المسمومة..و مع ولادة طفلها تبدأ فصول قصة مأساة أخرى كانت في انتظار الأم..
نعم..كيف لا و هي التي دمرت أحلام ابن زوجها في الاستحواذ على ثروة أبيه و كيف جاءت بهذا الطفل الغير مرحب به انه عدوه الأكبر..لم يقبله أبدا ولم يحمله بين ذراعيه قط فقد كان ينفر منه و يمقت البطن التي أنجبته..
أخذ الابن يفتعل المشكلات لزوجة أبيه حتى يطلقها و يتخلص منها و من ابنها المنبوذ..يضرب ابنها بلا سبب و بكل قسوة حتى أنه كان يمنعه من البكاء ..من سمح لك بالبكاء يا ابن الكلب! تتضرج أذن الطفل بالدماء من شدة وقع الضربات.. أنظر لقد تلطخت يداي من دمك النتن يا أيها الخنزير الصغير..
تكظم الأم غيضها و هي ترى فلذة كبدها يعاني الأمرين من طرف أخيه..لا تستطيع أن تفتح فمها فهي تعلم أن مصيرها سيكون أسوأ إن هي فعلت وفكرت في تخليص صغيرها من بين أنيابه الحادة..
في المساء..تضع المرأة صحن ابنها فوق مائدة زوجها و ابنه و تجلسه كرسيه الصغير فلم يكن يسمح لها ابن زوجها بتناول الطعام معهم..أرادت المرأة بفعلتها تلك أن تنتقم لابنها و تريه أنه سيصبح يوما ما رجلا مثله..لم يتقبل ذلك المتغطرس الأمر..قم يا ولد و تناول ذلك الكأس و اذهب نحو نبع الماء فأنا أريد الارتواء من ذلك الماء الرقراق حتى ينطفئ لهيب عطشي..يتناول الولد الكأس و يخرج مسرعا من البيت قاصدا نبع الماء الواقع في طرف الغابة..يخرج الولد حافي القدمين يرتجف من شدة الخوف و الرعب..لم تتماسك الأم نفسها تهرول وراء صغيرها تتبع خطواته الصغيرة التي تركت وراءها بقع الدم تسقي الأرض تلك الأرجل المجروحة جراء مشيه حافيا في الأحراش و الحجارة المسننة التي لاقته في الطريق..تضم الأم صغيرها و تدفئ جسده النحيل في ليلة قمرية باهتة النور..تضمه بكل حرارة..اصبر يا صغيري فالله معنا سيأتي الفرج أكاد أراه..
تعود بابنها إلى بيتها في تلك الليلة الظلماء..تعود به إلى جزيرة الوحوش..لم يزل الوحش يلتهم الطعام..لا تستطيع العودة إلى المائدة تذهب لتنام تستلقي فوق سريرها المتهالك و هي تستذكر ضحكات ابنتها التي نسيت شكلها و اشتاقت لها فهي لم ترها منذ سنين..لم تفكر أبدا في زيارتها فهي تعلم أنها إن فعلت فسيكون ذهاب دون رجعة..اصبري يا امرأة لأجل مستقبل صغيرك..تقلب مخدتها بعدما تبللت و شربت من دموعها الحارة المنهمرة من عيونها الحزينة..
و في لحظة فارقة و بعد أن بلغ السيل الزبى..كشرت اللبؤة عن أنيابها و انقضت بكل قوتها على الوحش..روت لزوجها حكايتها مع ولدها و أخيه و خيرته بينها و بين ابنه..هنا لم يستطع الأب اتخاذ قراره فمن جهة هو لا يريد أن يتيتم ولده الأكبر بعد فقدانه لأمه و من جهة أخرى لا يريد أيضا أن يفقد زوجته و ابنه الصغير..
حزمت الأم أغراضها و حملت طفلها..سنرحل يا ولدي سننجو بجلودنا..هنا خرج الزوج عن صمته..ابقي يا امرأة و أنت يا ابني الأكبر اخرج من حياتنا لا أريد أن أراك بعد فعلتك تلك مع أخيك الصغير..طرد الأب ابنه و قلبه يعتصر ألما على فقدانه..
بقيت الأم مع زوجها و صغيرها بعد أن طردوا ذلك الكابوس الذي كان جاثما على حياتهم..
ما أصعب أن تحيا المرأة مع ذكريات قاسية وأن تكون تملك ذاكرة تأبى النسيان..

إلى اللقاء يا أصدقاء مع قصة جديدة..موعدكم مع قصة **خطأ في العنوان**
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحيم قال ; 06-05-2018 الساعة 02:28 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبوهبة
أبوهبة
مشرف ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 28-03-2012
  • الدولة : وهران
  • المشاركات : 3,073
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • أبوهبة will become famous soon enough
الصورة الرمزية أبوهبة
أبوهبة
مشرف ( سابق )
رد: امرأة من فولاذ
06-05-2018, 11:30 AM
السلام عليكم
قصة رائعة بأسلوب متميز ،إلا أن عنوانها فيه نظر ،حيث دور المرأة لم يكن فولادي مائة بالمائة لأنها تخلت عن إبنتها وهربت من مسؤوليتها ،كان من المفروض تبحث عن عمل لتربيها تربية حسنة، ولا تدخل في هموم أخرى لا تعرف نهايتها.
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عبد الرحيم قال
عبد الرحيم قال
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-03-2018
  • المشاركات : 370
  • معدل تقييم المستوى :

    7

  • عبد الرحيم قال is on a distinguished road
الصورة الرمزية عبد الرحيم قال
عبد الرحيم قال
شروقي
رد: امرأة من فولاذ
07-05-2018, 11:04 AM
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
اخي الكريم..شكرا لك على اهتمامك..
الفولاذ قوي..أليس كذلك..قوي لأنه يتحمل الضربات القوية..أنا اعتقد أن الإنسان الذي يستطيع احتمال الضربات المتتالية و يبقى صامدا صابرا هو الإنسان القوي و ليس ذلك الذي يوجه الضربات فهو بالنسبة إلي شخص جبان..
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحيم قال ; 07-05-2018 الساعة 11:06 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبوهبة
أبوهبة
مشرف ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 28-03-2012
  • الدولة : وهران
  • المشاركات : 3,073
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • أبوهبة will become famous soon enough
الصورة الرمزية أبوهبة
أبوهبة
مشرف ( سابق )
رد: امرأة من فولاذ
07-05-2018, 11:39 AM
شكرا أخي ... ويبقى الإنسان العاقل يعيش في النار ولا يحترق ، والله يجعلنا لا ضاربين ولا مضروبين بل ناصحين ومساندين مع كلمة حق نقولها بكل جرأة ولو كره الظالمون وهذه هي الشجاعة الحقيقة يا أخي .
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم .
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:32 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى