تسجيل الدخول

رغم التحولات الحاصلة في المجتمع الجزائري، إلا أن الزوايا لا تزال تحظى بأهمية بالغة لدى الجزائريين لارتباطها بـ "حفظ القرآن" والشيخ "المرابط"، وإن ارتقت البعض منها إلى مؤسسات مدنية متفتحة على شريحة واسعة من المجتمع بتنظيمها للملتقيات والمحاضرات واعتمادها تقنية الأنترنت للتعريف بنفسها، وأخرى ابتعدت عن الانزواء والتعبد لتتحول إلى مجرد أوكار لترويج البدع والشرك والتبرك بالأضرحة. "الشروق" وقفت على حقائق عديدة في زوايا غرقت في التبرك المبالغ فيه بالأولياء، وتحولت إلى تجارة دينية تستمد ربحها بالاستخفاف بالعقول..

من الغرائب والعجائب أن تتحول العديد من الزوايا إلى مؤسسات دينية يقوم استمرارها على أخذ مبالغ مالية من الزوار مقابل قراءة حرفين من القرآن الكريم أو التنفس فقط في قارورة ماء!!.. وأخرى لزرع الخرافات في العقول.. ولطرد النحس وفك "الرباط" و"تزويج الفتيات" و"علاج الأمراض العقلية"!.. وزوايا تحولت إلى مخابئ تقبع فيها الفتيات الهاربات من البيت والزوجات المتمردات بحجة مدة العلاج ليجدن راحتهن في التدخين وشرب الخمر وحتى تعاطي الكيف أحيانا.

البداية كانت من زاوية تقع في إحدى الولايات الوسطى، شيخها ذاع صيته خلال مرحلة الاستعمار الفرنسي، وتعاظمت خدماته للدين والجزائر، ولكن اليوم غدت مزارا للتبرك ومأوى للشعوذة ودعم أصحاب النفوذ.

عندما دخلنا إليها كانت الساعة العاشرة صباحا، وجدنا غرفة مليئة بنسوة وفتيات يجلسن على الكراسي ينتظرن دورهن لدخول مكتب شيخ الزاوية، وأخريات حولن إلى غرفة أخرى تقع في جهة من باحة الحوش الكبير، بعد أن أتت إليهن سيدة تحمل في يدها قطعا من الرصاص تلفّ بيدها على رأس كل امرأة وهي تحمل القطعة من الرصاص الخاصة بها، سبع مرات.

عندما دخلنا مكتب صاحب الزاوية، في صفة زوار جئنا إليه للعلاج بالرقية، طلب منا بعض المعلومات الشخصية، وهمّ بكتابة بعض الطلاسم لحرز، بماء أصفر ثم نصحنا بأن نأتي إليه بماء البحر في المرة القادمة مع قائمة من العقاقير.

وخلال جولتنا داخل الزاوية وجدنا غرفة أشبه بمخبر لصهر المعادن حيث امتلأت بمواقد من الطين نصبت فوقها أوان حديدية وتجلس بالقرب منها أربع نساء، منحت كل واحدة منهم مبلغ 1000 دج لصاحب الزاوية، بعدما أعطى تفسيرا حسب أهوائه لكل واحدة منهن، عن دلالات شكل قطعة الرصاص بعد انصهارها على النار وتفريغها في بوتقة من نحاس مملوءة بماء البحر الذي أتت به كل واحدة منهن في قارورة. وأوهمهن بطرد مفعول السحر عنهن حيث يخرج من كل بوتقة خيوط محزومة وحزم وقطع من معادن وأسلاك حديدية صدئة يكون قد وضعها من قبل في هذه الأواني النحاسية.

غير بعيد عن هذه الزاوية، قصدنا زاوية أخرى تقع في منطقة شبه خالية، عبدت الطريق المؤدية إليها، عندما يدخلها أي شخص يخيل إليه أنه في ملهى أو وكر للفساد.. نساء شبه عاريات، فتيات يدخن ويضحكن بأعلى صوتهن، رغم أن منهن من تعاني أمراضا نفسية أو عقلية، إلا أن أغلبهن تعانين "الوسواس" والإيمان بالخرافات، وقد اصطف الرجال من ولايات قريبة في ساحة الزاوية ينتظرون الزردات ويختلسون النظر إلى نزيلات هذه الزاوية.



بن بريكة: تلقينا تقارير سوداء عن نشاط العديد من الزوايا

كشف الدكتور محمد بن بريكة، عضو الأكاديمية العالمية للتصوف بالقاهرة، عميد كلية أصول الدين في جامعة الجزائر، رئيس الاتحاد المغاربي للزوايا، لـ "الشروق"، عن مراسلة بعث بها إلى السلطات العليا بعد انتهاء الملتقى العالمي للطرق الصوفية بأدرار سنة 2000، حول استحداث مجلس أعلى للتصوف في الجزائر يسعى إلى توحيد الأمة وتوحيد نشاط الزوايا عبر الوطن وتفعيل دورها في تعليم القرآن ومناهج الفكر قصد رفع الضغط عن المدارس الرسمية. وقال الدكتور بن بريكة إن المشروع لقي استحسانا وباركته بعض الزوايا وعلماء الدين، لكنه لم يتحقق وسرق من طرف أشخاص سماهم "المسترزقة" كونوا جمعيات تحت شعار الدفاع عن الزوايا.

وأوضح الدكتور بن بريكة أن التعليم العصري يحتاج إلى دعم الزوايا، مشيدا بدور هذه الأخيرة، حيث أصبحت قطبا لعلماء الفكر والدين، والملتقيات الفكرية المهمة مثل زاوية البلقايدية بوهران، هذا الارتقاء الذي يراه بات يجلب الزوار من كل بلدان العالم.

لكن هناك زوايا، يقول بن بريكة، انتشرت فيها مظاهر الاختلاط وانتقلت من وظيفة تعليمية إلى دور علاجي مبالغ فيه يشوبه نوع من الخرافات والجهل، حيث أكد وصول عدة تقارير ضدها، وهذا حسبه لتسييرها من طرف أشخاص لا علاقة لهم بتسيير الزوايا، وصفهم بـ "المسترزقة" جعلوها وسيلة للظهور وتحصيل فتات دنيوي، و خدمة أصحاب النفوذ والمصالح.

"للأسف، النشاط الديني بصفة عامة وفي مختلف المجالات والمراكز وحتى لدى بعض علماء الدين تحول أصحابه إلى سماسرة يمارسون التجارة ويهتمون بمسائل لا تمت للدين بصلة" يقول عضو المجلس العالمي للتصوف.



جبهة الصحوة تعلن الحرب على مظاهر الشعوذة في الزوايا


أعلن الشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش، مسؤول جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية في الجزائر (غير معتمدة)، تطبيق خطة علمية للدعوة عن طريق زيارات دورية إلى مختلف ولايات الوطن لرصد مواقع الفساد والسعي حسبه إلى توعية الجزائريين وحثهم للتمسك بالدين والابتعاد عن الخرافات والمعتقدات التي لا تتعلق بديننا الحنيف.

وأكد الشيخ عبد الفتاح حمداش لـ "الشروق"، أن من بين الأماكن التي انتشر فيها الفساد والشرك بعض الزوايا التي وقف هو شخصيا على مظاهر لا يمكن السكوت عنها، حيث باتت مثل هذه الزوايا حسبه، تمارس أمورا بدعية وتصرفات شركية ومزارا للطواف حول أضرحة الأولياء الصالحين، ومأوى للمشعوذين، والزردات لدعم من لهم نفوذ، وخدمتهم في حملات انتخابية مستغلين أشخاصا ينقصهم الوعي والإيمان.

وقال حمداش إن الزوايا فتحت في الأصل للخير والدعوة إلى التوحيد، وتحولت إلى نشر الوثنية والشرك، ونسيت دورها في تعليم القرآن الكريم وتنوير العقول. وأضاف أنه زار زاوية في وهران، وشاهد نساء يتبركن بالضريح ويتمسحن به، كما رأى بعينه شخصا يقدم خروفا قربانا لضريح، وغيرها من ممارسات الجهل.

وكشف الشيخ حمداش عن برامج ودعوات بطريقة علمية ستوجه كل أسبوع إلى ولاية معينة، مشيرا إلى الأخذ بعين الاعتبار لبعض المراسلات التي وصلته من جزائريين في مدن داخلية يستنكرون ما يشاهدونه في زوايا تحولت إلى أوكار فساد واسترزاق حتى بالعملات الأجنبية باستغلال نقص إيمان المهاجرين الذين يقصدونها بعد زيارة أهلهم في الجزائر.

وأبدى حمداش إيمانه القوي بالقضاء على مظاهر الشعوذة والوثنية في بعض الزوايا باعتبار جبهته تملك قاعدة جماهيرية قوية لاتباعه المنهج العقائدي الصحيح.



وزير الشؤون الدينية محمد عيسى يعترف:

يجب على الزوايا أن تعود إلى دورها في تربية المجتمع


دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، خلال زيارته الأخيرة إلى ولاية تيزي وزو، الزوايا إلى مواجهة التطرف الديني والحفاظ على السيادة الوطنية، مؤكدا أن هذه المؤسسة باتت مطالبة اليوم أكثر بأن تعود إلى دورها الأساسي لتمنع كل ما يمس بسيادة الجزائر.

وقال الوزير إن الزوايا مثل المساجد مدعوة إلى تجفيف منابع التطرف الديني والحفاظ على تعاليم الدين الحقيقية المتمثلة في التسامح والحب والروح الوطنية ومحاربة كل ما يهدد معتقدات الجزائريين. وجاء هذا التصريح ضمن افتتاح أشغال ملتقى حول الطريقة الرحمانية في الجزائر، حيث شدد لهجته تجاه دور الزوايا.

وقال الوزير محمد عيسى، تزامنا مع مناسبة عيد المرأة، إن كل الناشطين في المجال الديني ملزمون بالمسعى الوطني لتعليم الإسلام الحقيقي المستوحى من الكتاب والسنة ونشر مبادئه وسط المجتمع الجزائري دفاعا عن التلاحم الاجتماعي والوحدة الوطنية.

وأشاد بالدور الذي لعبته الزاوية في محاربة الاستعمار الفرنسي حيث دعاها اليوم إلى مواصلة مهمتها في التعليم ونشر قيم السلم وحب الوطن.



شيخ الزاوية اليعقوبية بوهران أحمد أبو أحمد:

الزاوية أصبحت "زردات" نفعية وأوكارا لممارسة الشعوذة

أبدى شيخ مدرسة الأمير عبد القادر للعلوم الشرعية التابعة للزاوية اليعقوبية بوهران، أحمد أبو أحمد بن قرن، في تصريح لـ "الشروق"، رأيه بصراحة في واقع الزوايا في الجزائر، معترفا بابتعاد الكثير منها عن دورها الاجتماعي والديني وتخليها عن الجهد الخاص بالتعليم القرآني والفكري.

وقال الشيخ بن قرن، وجود الكثير منها سياسي، يلعب دورا حاسما في الصراعات الواقعة في الكواليس وخدمة فئة معينة من خلال كسب أكبر شريحة من الجزائريين. "لقد تغلبت النفعية والمادية على دور الزوايا" يقول شيخ مدرسة الأمير عبد القادر بوهران، الذي استنكر ابتعادها عن دورها التربوي واهتمامها بالعلاقات الفردية كمؤسسة حكومية، بعيدا عن البعد الاجتماعي والديني.

وأكد الشيخ بن قرن أن وهران تحوي 30 زاوية أغلبها عبارة عن أنقاض وأوكار لممارسة الشعوذة والتبرك والأضرحة والزردات في المناسبات كيوم الجمعة.



رئيس مكتب متابعة الزوايا لولايات الغرب:

معتقدات خرافية ظهرت في الزوايا بعد العشرية السوداء

يرى الأستاذ المختص في علم الاقتصاد، مسير مكتب الزاوية اليعقوبية بوهران، رئيس مكتب الزوايا بالغرب، فؤاد بن حدو، أن مرحلة العشرية السوداء وما اقترفته الجماعات الإرهابية من جرائم في حق الأضرحة والزوايا وقتل وقطع لرؤوس المشايخ الصالحين، أثر سلبا في دور الزوايا، حيث أفرزت هذه المرحلة حسبه أشياء غريبة ومعتقدات خرافية وسلوكات غير سوية برزت بقوة في زوايا أسندت إدارتها إلى أشخاص لا يتميزون بالوعي الديني والعقائدي وغير مشبعين بتكوين ديني وفكري وليس لديهم ميزة التقوى. وقال إن الزوايا في أغلبها ابتعدت عن دورها في ترميم التصدعات الحاصلة في المجتمع الجزائري، واكتفت باستغلال ظروف ضعاف النفوس بالشعوذة، والطقوس الشيطانية.

وناشد الجهات المسؤولة على الزوايا بإنشاء لجنة رقابة لتنظيم خرجات دورية إلى الزوايا وكتابة تقارير ضد التي لا تقوم بدورها الديني والتوعوي وإرسالها إلى الجهة المخولة بمعاقبة مسيريها.

ان الحرب الحقيقية التي يجب الاعلان عنها
هي
مكافحة مظاهر البدع و الشرك المرتبطة بوجود هذه الزوايا
لا يمكن اعطاء وصفة الدواء للداء من دون تشخيص المرض

حديث هؤلاء الذين ظهروا في هذا البحث
ما هو الا استخفاف بعقول الناس
فمن يريد أن ينهض بالأمة الى الرقي و الازدهار
عليه أن يتخلى عن العادات السيئة الموروثة من الاستعمار الفرنسي
بالتخلص النهائي من تعظيم القبور و بناء الاضرحة و القباب المنهي عنها شرعاً

ماذا يعني في الاسلام الطريقة القادرية و الطريقة الشاذلية و التيجانية و الى ما ذالك من مسميات من صنع البشر ...لا شيئ ...فلماذا الدولة الجزائرية تتمسك بها و تصرف عليها الملايير من قوت الشعب الجزائري سنوياً ؟؟؟

المساجد تهمش و يغيب دورها عن عمد مع سابق الاصرار و الترصد مع قوانين صارمة في حق الخطباء و الأئمة الذين لا تتماشى رؤيتهم مع رؤية السياسة الداخلية للدولة ،بينما تلك الزوايا يفتح لها المجال واسعاً على مصراعيه أمام جميع مظاهر الشرك و البدع لمزيد من تجهيل المجتمع و تركه غارقاً قي وحل الضلالات للانفراد به

ثم يأتيك هؤلاء الذين تم ذكرهم في هذا البحث من أمثال بن بريكة و حمداش و وزير الشؤون الدينية بمظهر التقوى و الورع يتحدثون عن انحراف بعض الزوايا عن طريقها الاصلي للتعمية و التعتيم عن انحراف الزوايا و الطرقية المرتبطة ببعضها البعض الارتباط الوثيق في الاصل
فاذا لم تكن لديهم الشجاعة لقول الحقيقة في شأن هذه الانحرافات عن الاسلام التي اضلت الكثير من خلق الله باللجوء اليها و التبرك بما هو موجود من اضرحة داخلها و تعظيمها و استغلال ذالك من قبل القيميين عليها لمصالحهم الدنيوية
عليهم أن ينأوا بأنفسهم عن الشأن العام باسم الإسلام فإن ذلك أسلم لهم وأصلح لغيرهم