كُليمات في علم العَرُوض.
21-02-2013, 05:59 PM
علم العَروض الذي أبدعه أعجوبة اللغة العربية الخليل بن أحمد الفراهيدي علمٌ وصفيّ ومعياريّ قائمٌ تامّ كلّ التمّام ، سيكولوجي، فيزيولوجي، وموسيقي...وصفيّ لأنه يصف ويكشفُ أوزان الشعر الذي كان ديوانَ العرب ومعياريّ في نفس الوقت لأنه يضع للأدب الشعري قواعد ومعايير يسير الشعراء عليها( ولو نظريًا لأن الشاعر الحقيقي لا ينظم شعره وتفعيلات البحور أمامه بل ينطلق لسانه ويراعه على سجيّته)، وهو علمٌ قائمٌ تامٌّ لأن بحور الفراهيدي تشمل كلّ ما يمكن أن تنتجه نفس الإنسان الشاعر من كلام عربي موزون متناغم بعضُه مع بعض، وهو علمٌ سيكولوجي لأن إنتاج الكلام الموزون والتعرُّف على نغماته من ملكات النفس البشرية التي لا يدرسُها ولا يحيط بها إلا فرع من فروع علم النفس أو مجال من مجالاته على الأقل، وهو علم فيزيولوجي لأن مَلَكة فطرية كملكة وزن الكلام وإدراك الجيّد منه والرديئ لابدّ لها من أن تكون متعلّقة بمنطقة وظيفية ما من الدماغ، فما أزهدنا في إحسان تقدير هذا التراث الفكري المنقطع النظير في مشارق الأرض ومغاربها كفتحٍ علميٍّ كبير وما أجحفنا في حقّ العبقري الفراهيدي رحمه الله.
{جزيلُ الشُكر للأستاذ حمبراوي}
{جزيلُ الشُكر للأستاذ حمبراوي}