تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
حاليلوزيتش
زائر
  • المشاركات : n/a
حاليلوزيتش
زائر
ابن باديس بين الآمال و المُنال.
17-04-2014, 02:10 PM

السلام عليكم ... رغم الاتفاق الظاهري حول شخص ابن باديس في الجزائر كعلامة له دور كبيرة في حماية الهوية الجزائرية و أصالتها ، إلا انه في الواقع وعلى مستوى التوصيف الدقيق لمشروع الرجل فالأمر مختلف عليه أشد الاختلاف ، فنحن نجد في الجزائر تيارات فكرية كثيرة تتصارع حول مشروع الرجل ، والجميع يحاول نسبه ونسب أعماله له ( سلفيين ، إصلاحيين ، إسلاميين ..الخ ) ، فلما يا ترى انتهى الحال بابن باديس إلى أن يدخل هذا المزاد العلني بين هذه التيارات ؟ ثم لماذا يصل الحال به لان يكون غامضا كل هذا الغموض ، بحيث لا يزال إلى الآن الصراع حول "إلى أي مدرسة فكرية ينتمي" قائما ؟ .

لو عدنا إلى التاريخ للإجابة على هذا السؤال فيمكن القول أن ابن باديس هو من يتحمل وزر هذا الأمر في جانب ما ، فابن باديس في مشروعه الفكري كان في الواقع متذبذبا بين الإقدام على الإصلاح ، وبين الخوف من الصد المجتمعي ، وعليه فقد ظهرت أفكاره كنوع مشوش من الرأي يمكن تأويله إلى أي جانب .
ويمكن عزو هذا الأمر إذا أردنا التحديد لتأثر أبن باديس بالإمام محمد عبده 1 ، فالإمام محمد عبده كان إصلاحيا إشكاليا ، فهو ذهب بمفهومه لإصلاح الموروث الديني إلى مرحلة بعيدة ، حيث أنكر مثلا المعجزات ، و أيضا محاولته إسقاط ما سماه "الخرافات في الإسلام " في نزعة إصلاحية عقلانية للدين 2، لكن في المقابل فابن باديس وفي مشروعه لم يبدُ أنه كان يمتلك الجرأة لفعل هذا الأمر في الجزائر ، وعليه فقد ركز في إصلاحه للموروث الديني على مسألة الطرقية وخرافتها فقط ، وعليه فيمكن القول هنا أن إبن باديس وبهذا التذبذب هو ما أدى للإشكالية في فهم دواعي هذا الهجوم منه على الطرقية ، فهو و بدل أن يبدو أنه يهدف إلى نقل الجزائريين من الخرافة إلى العقلانية كما نهج قودته محمد عبده ، قد بدى كأنما هو داعي لنشر المذهب الوهابي المناهض للطرقية . ومن هنا يمكننا فهم المدخل الذي يعتمده السلفية اليوم في نسب ابن باديس لهم ، فهم يرونه داعيا لنبذ الطرقية ، وعليه يعتبرونه منهم ، في المقابل يرى الإصلاحيون الجزائريون أن ابن باديس منهم أيضا ، وهذا من منطلق أنه داعي لتنقية الدين من الخرافة .

"إذن وكما نلاحظ فالتذبذب من ابن باديس في الكشف عن نواياه الإصلاحية ، هو ما أدى لهذا الالتباس وسوء الفهم لمشروعه من قبل الآخرين ، بحيث انتهى الحال إلى ما هو عليه الآن" .

لكن ومع هذا فيجب القول أن هذا التذبذب ليس هو السبب الوحيد للأمر ، فهنا يجب الإشارة إلى أن صديق دربه " محمد البشير الإبراهيمي" مسؤول أيضا ، فالإبراهيمي الذي تقلد منصب رئيس جمعية العلماء المسلمين بعد الإمام ، هو المعني الأول بتحوير مشروع إبن باديس من نقد الطرقية لتثبيت العقلانية ، لنقد الطرقية للتثبيت الوهابية ، وهذا لكون الرجل كان مفكرا أصوليا ، على عكس الإمام إبن باديس الذي كان مفكرا إصلاحيا ، وعليه فقد طفت تصوراته الأصولية و المحافظة على الجمعية ، بدل تصورات ابن باديس الإصلاحية التقدمية .

وبخصوص هذا الأمر فيمكن عزو هذا لكون الإبراهيمي قد ارتبط بعلاقات بالنخبة الدينية المحافظة في المشرق (الوهابية ) 3، عدى طبعا علاقاته برواد الأصولية الدينية الإخوانية هناك كالغزالي و السيد قطب 4، وهؤلاء بلا شك هم من حرفوا مسار الجمعية من جمعية داعية للعقلانية ، إلى جمعية داعية للأصولية .

وهنا يمكننا الإضافة إلى أن نبد النظام الحاكم لجمعية العلماء المسلمين عقب الاستقلال قد ساهم في مفاقمة الوضع ، ففي ظل عدم وجود حماية ورعاية للمنهج العقلاني لابن باديس ، فقد سيطر المنهج الأصولي على الجمعية ، وهو ما انتهى إلى أن تحولت الجمعية لمعقل أصولي في الجزائر ، و للأسف فهذا التهاون لم يكن ليمر مرور الكرام على البلاد ، فالواقع أن حادثة تسلل الأصولية للجزائر و وقوعها ضحية للإرهاب ، كانت نتيجة مباشرة لهذا التهاون بمشروع الرجل ، فبعد إفراغ الوعاء الديني الجزائري من الطرقية المسالمة وتسلميه للأصولية الوهابية ، لم يكن من الغريب أن تنفجر الأوضاع في شكل إرهاب و تعصب في وجه الدولة المجتمع ، فبالأساس البذرة المفرخة للإرهاب قد زرعت مع تحول الجمعية إلى حاضنة لتفريخ الإرهاب و التطرف ، فهذه هي النتيجة الحتمية لاستبدال الطرقية بالوهابية 5.

إذن ومن هنا وكما نلاحظ فالمشروع الباديسي لا يزال يعاني من اللبس وعدم الاستيعاب ، لأنه للأسف من البداية لم يفهم ، فما يحصل مع ابن باديس اليوم أن الجميع يسقط عليه تصوراته الشخصية ، فالجزائريون يحتفلون به كرائد للعلم ، وقد كرموه بيوم العلم على ذكرى وفاته ، في المقابل السلفيون يرونه رائدا لمحاربة الشرك ونشر السلفية ، أما الإسلاميون فيرونه داعيا للحافظ على الهوية الإسلامية ، وبين كل هذه الرؤى المتناقضة يظل ابن باديس مغيبا .

(التهميش تجدونه في مدونتي ...شكرا
)

http://sunshine-dm.blogspot.com/2014...g-post_16.html
التعديل الأخير تم بواسطة حاليلوزيتش ; 17-04-2014 الساعة 02:46 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: ابن باديس بين الآمال و المُنال.
17-04-2014, 08:32 PM
شكرا على الموضوع لي عودة بحول الله
[SIGPIC][/SIGPIC]
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ضاد ابو نيف
ضاد ابو نيف
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 31-01-2014
  • المشاركات : 704
  • معدل تقييم المستوى :

    11

  • ضاد ابو نيف will become famous soon enough
الصورة الرمزية ضاد ابو نيف
ضاد ابو نيف
عضو متميز
رد: ابن باديس بين الآمال و المُنال.
17-04-2014, 10:02 PM
السّلام عليكم الأخ الفاضل واضع الموضوع..المحتوى كما تتبّعت معكم هنا و على رابط المدونة هو فعلا كما أشرتم به هناك جدال منذ البدء عند الإشهار و الإعلان على ميلاد الجمعية الإصلاحية و يرجع هذا لسببين أثنين حسب رأيي:

-1 الجزائري في ثلاثينيات القرن الماضي غيره المواطن الحالي..تصوّر الدّين أو التّديّن آنذاك عبارة عن ولاء وتبعية بِدْعاوية(1) على أثار ما تركه الأتراك ليس إلا ..الجماعة كانت عبارة عن المقدّم -الشّاوش..والمزوار..هم تقريبا من على غير المستعمر له الحلّ و الرّبط في أمور الجزائري زد عليه المعارضة المعلنة و المشجّعة من طرف المستعمر نفسه على إحداث الخلل وبعض الأحيان العنف بكلّ أنواع العنف ، و للعلم الإمام رحمه الله لم يردّ أوما ترك من يردّ على الاستفزازات ..أعرف مدينة كم مشهور أهلها إلى يومنا هذا استقبلته في وفده بالطّماطم ..وكلّ المقذوفات..لك الله يا سيّدي بن باديس ..

-2 التّأهيل التّعليمي و الاجتماعي عند أغلبية أهل الحضر وقتها لا يتكلّم أو يكتب إلا الفرنسية أو الأمازيغية..فكان الحوار نوعا ما أعسر والحوار أصعب..لكنّ الإمكانات المتوفِّرة لم تهبط عزيمته رحمه الله.. وأنجز بمعية شباب وعلماء سايروه وصدّقوه القضية فخرّجها للوجود تكاد تقول من العدم.. وباعتراف المعارضين أنفسهم الجمعية نجحت إلى حدِِّ ما..

..ومن النّقطتين السّابقتين و اسمحلي الأخ الفاضل لم أتطرّق للبعد السيّاسي الذي كان آنذاك لا يفترق ولا يمكنه أن يكون بعيدا بين كلّ ماهو عكس فرنسا- انديجان- مسلم فمهما كانت اللهجة أو المنطقة المنتمي إليها أي فرد جزائري تحت الاستعمار فهو مسلم عربي أمازيغي ..يبحث عن الانتماء والهوية المفروضة على الجميع ومنها و لله الحمد بزغت روح الوطن و ازداد الوعي أكثر فأكثر و ولد التّاريخ المعاصر والحرّية المنشودة..

أخي تركت لكم متعمّدا الصّبغة التّي يراها غير بن باديس عنه و إلى أيّة مدرسة ينتمي..معذرة أقول لكم بأنّ الرّجل سبق بكثير عصره كان يعيش حاضرنا ..أنا من النّاس الذّين ينسبون له ومعه مالك بن نبيّ رحمهما الله مدرسة لوحدهما مؤسّساتية إصلاحية مبدؤها الوسطية ،الاعتدال و الاستقامة تعتمد على المنطق والعلم المنير غير الظّلامي السّلفي و الذي أراك لمّحت إليه(الوهّابي)؟؟ ..(ولا المقبّل للأيدي..و لا الإمامة ولا المرابطين و العزاليق)..أهل الزّرد والنّشرة -الطّرقية-البدعية-المستغلّة من عديد الأعداء لهذا الوطن .

من هته المداخلة أردت فقط إضافة شيء ..يستعمل الأكثرية شهرة الجمعية سرقة لنيل أغراضهم لا غير ..أنظر كم من حزب نادى بها قبل تأسيسه وبعدها نسي أصله..كم من الحكّام مرّ على الدّولة ولم يعي معنا(ن) لجمعية الإصلاح ..

إلا رجالا كانوا بطانة لرئيسنا الرّاحل الهوّاري بو مدين رحمهم الله جميعا كانوا وما تزال دراساتهم تبشّر بالخير..لهذا العالم الجزائري الأصيل بن باديس المدرسة..رحمه الله وجازاه عن العلم و ألإسلام خير الجزاء..




..ضاد أبو نيف..
علّمتني الأيّام بأنّه لا وجود للمستحيل بل هناك العزيمة لتحقيق الذات: بالإرادة ،بسلطان الفكر و التّمرين على نيل الخَبرات بالعمل تهون القمم الشّــامخات..يا ما من قاصرِِ، عجوز و ربّما كفيف أعرج نال التقديرات.

التعديل الأخير تم بواسطة ضاد ابو نيف ; 17-04-2014 الساعة 10:15 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية zoulikha2
zoulikha2
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 11-04-2009
  • الدولة : وهران
  • المشاركات : 384
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • zoulikha2 is on a distinguished road
الصورة الرمزية zoulikha2
zoulikha2
عضو فعال
رد: ابن باديس بين الآمال و المُنال.
29-04-2014, 09:46 AM
ان النقد المفيد يقدم للأمة مفهوما بهيدا عن التكتل والتجمع المعتمد على اوهام دينية او ايديولوجية او وطنية وإنما التجمع المعقول يكمن في الدعوة الى نبذ كل نزوع سلبى وينادى بالوحدة التى تتجاوز الجهوية والطائفية والانتماءات الهدامة....ونحن عندما ننقد العلماء يجب ان نراعي الظروف والملابسات والمؤثرات القاهرة التى وجهت رؤية ذلك المفكر او ذاك يجب ان نتخذ الأحكام الكلية من القصص القرآنية فى قضايانا الوطنية والاجتماعية في فلسفة النقد كما يرى المفكرون المخلصون .
ان الفكر فى أي فترة ليس ثابتا لأنه من انتاج البشر... و هو اجتهادات تأثرت بالحياة الاجتماعية الواقعية التاريخية التى صنعته... وهو يخضع للنقد والإضافة... يقول الامام ابو حنيفة : "أن الدين واحد – هو التوحيد - والشرائع مختلفة " و هذا لا يسمح لنا بإلغاء التجارب السابقة... حقا يمكن ان يتعرض الفكر القديم الى عملية ثورة معرفية! يعنى تكون متأثرة بما جد على الصعيد العلمى والروحى... ولكن ذلك الفكر يظل كنزا نستمد منه الشعاع الذي يضيء طريقنا وهو التراكم الذى نستفيد من اضوائه في مستقبلنا لأنه جزء من تفكير تراثنا العلمى الانسانى الذى صدر عن مفكرين مجتهدين أضاءوا للمسلم طريقه في عصره ... وأسسوا له نظاما اجتماعيا وبسطوا له طريق الوحي... كما قدموا للأمة تجربة جماعية في اجماع الأمة وتجربة فردية في الاجتهاد الشخصي... وهذا السلوك هو الذى يجب ان نفكر فيه لنخدم عصرنا وحياتنا...
zoulikha
ربنا زدنا علما وعملا بما علمتنا
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: ابن باديس بين الآمال و المُنال.
16-09-2014, 02:43 PM
تحية للاخ حليلوزيتش عساك بخير مكانك شاغر اخي الفاضل
[SIGPIC][/SIGPIC]
  • ملف العضو
  • معلومات
حاليلوزيتش
زائر
  • المشاركات : n/a
حاليلوزيتش
زائر
رد: ابن باديس بين الآمال و المُنال.
17-09-2014, 01:52 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماني أريس مشاهدة المشاركة
تحية للاخ حليلوزيتش عساك بخير مكانك شاغر اخي الفاضل

تحية الاخت اماني وتشكري على سؤالك علي ،..

بالنسبة لي فانا بخير ، اما بخصوص المنتدى فانا خففت الزيارة له لا اكثر .

تحياتي لك
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: ابن باديس بين الآمال و المُنال.
17-09-2014, 02:46 PM
ما يعجبني في مواضيع الأخ (حاليلوزيتش ) الإبداعية ، وعمق التحليل ، وصراحة القول ، والعقلانية في استنباط الآراء ، وهي أمور تكسر الروتين وتبعث على الإبحار في المجاهيل لإكتشاف حقائق الأشياء الغائبة .
فموضوع ( حاليولوزيتش ) اليوم جدير بالتفحص والقراءة المتأنية ، لأنه يحمل في طياته مفاصل الكلام ودقة الفهم النظري ، فكانت تصنيفاته لرائد الإصلاح في الجزائر في غاية الفهم الرصين ، وهي مبنية على قراءة واسعة لتراث الرجل البنيوي .
فزيادة عن الحيرة في كون ابن باديس (أصوليا ؟) هو أم (إصلاحيا؟ ) وتصارع التيارات لكسبه لصالحها لزيادة ريعها في سوق الأسهم الوطنية ، فقد امتطى كذلك ( العروبيون) حذوته وجعلوا من بيت شعر قاله لأسباب ما ( عروبي بامتياز) فيجدر هاهنا التساؤل بوجه آخر ، هل ابن باديس كان ( قوميا عروبيا ) ؟؟ أم أنه من ( مدرسة الإخوان ) التي أسسها حسن البنا ؟؟ ، التي كان فيها
(الفضيل الورثلاني ) علامة مميزة في النشاط الإخواني عبر العالم من مصر إلى اليمن ألى اندونيسيا ....
وأكثر القناعات التي ترسخت في (عقلي الصغير) أن الرجل تأثر بالفكر الإصلاحي ( لمحمد عبده وجمال الدين الأفغاني ) الذي هو فكر تنويري عقلاني أكثر من تأثره بالفكر الأ صولي المنتمي لمدرسة محمد بن عبد الوهاب النجدي .

ثنميرث يا حاليلوزيتش .
  • ملف العضو
  • معلومات
حاليلوزيتش
زائر
  • المشاركات : n/a
حاليلوزيتش
زائر
رد: ابن باديس بين الآمال و المُنال.
19-09-2014, 03:50 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأمازيغي52 مشاهدة المشاركة
ما يعجبني في مواضيع الأخ (حاليلوزيتش ) الإبداعية ، وعمق التحليل ، وصراحة القول ، والعقلانية في استنباط الآراء ، وهي أمور تكسر الروتين وتبعث على الإبحار في المجاهيل لإكتشاف حقائق الأشياء الغائبة .
فموضوع ( حاليولوزيتش ) اليوم جدير بالتفحص والقراءة المتأنية ، لأنه يحمل في طياته مفاصل الكلام ودقة الفهم النظري ، فكانت تصنيفاته لرائد الإصلاح في الجزائر في غاية الفهم الرصين ، وهي مبنية على قراءة واسعة لتراث الرجل البنيوي .
فزيادة عن الحيرة في كون ابن باديس (أصوليا ؟) هو أم (إصلاحيا؟ ) وتصارع التيارات لكسبه لصالحها لزيادة ريعها في سوق الأسهم الوطنية ، فقد امتطى كذلك ( العروبيون) حذوته وجعلوا من بيت شعر قاله لأسباب ما ( عروبي بامتياز) فيجدر هاهنا التساؤل بوجه آخر ، هل ابن باديس كان ( قوميا عروبيا ) ؟؟ أم أنه من ( مدرسة الإخوان ) التي أسسها حسن البنا ؟؟ ، التي كان فيها
(الفضيل الورثلاني ) علامة مميزة في النشاط الإخواني عبر العالم من مصر إلى اليمن ألى اندونيسيا ....
وأكثر القناعات التي ترسخت في (عقلي الصغير) أن الرجل تأثر بالفكر الإصلاحي ( لمحمد عبده وجمال الدين الأفغاني ) الذي هو فكر تنويري عقلاني أكثر من تأثره بالفكر الأ صولي المنتمي لمدرسة محمد بن عبد الوهاب النجدي .

ثنميرث يا حاليلوزيتش .
تحية الاخ الكريم الامازيغي .

بداية تشكر على كلمات الثناء التي خصصتني بها ، لانها حقيقة وسام على صدري ، وانا سعيد بها

اما بخصوص مشاركتك وسؤالك حول ابن باديس والعروبة ، فللامانة انا فاتني ذالك الجانب ، ولم اركز عليه ، لاني اهتممت بالقضية الدينية اكثر ، لكن عموما رايي الشخصي ان ابن باديس نعم كان عروبيا لكن ليس عروبيا بالمعني الايدلوجي ، و المعنى من هذا ان ابن باديس غالبا قد يكون دعم التصورات حول وحدة عربية تجعل لمجتمعاتنا قطبا يواجهون به العالم ، لكن ليس معنى دعم هذا التوجه ، ان يكون ابن باديس معاديا لاي هويات اخرى داخل هذا الاطار ، وبنظري وحتى تكل اللحظة لا اعتقد انه كان هناك حساسية من هذا الطرح لانه كان طرحا بلا تاريخ شمولي ، ولم تبدا المشاكل مع هذا الامر الا حين تحول هذا اطرح الى ايدلوجية شمولية تقصي جميع من ليس عربيا ، وهنا بدات الازمة

وبخصوص هذا الامر فما يجعلني ارى هذا الموقف فهو بعض الاراء لابن باديس التي توضح لنا انه لم يكن متعصبا اتجاه الاعراق والافكار ، وهذه نماذج ...


(الآثار:4/44): (( احذر من التعصب الجنسي ( يقصد العرقي ) الممقوت فانه أكبر علامة من علامات الهمجية والانحطاط، كن أخا للإنسانية لكل جنس من أجناس البشر وخصوصا ابن جلدتك المتجنس بجنسية أخرى، فهو أخوك في الدم الأصلي على كل حال، كن محسنا لكل أحد من كل جنس ودين فدينك الشريف يأمرك بالإحسان)) وهنا واضح مقت ابن باديس لفكرة التعصب العرقي ، ويضف ايضا كلاما اخر من نفس النوع لكن اتجاه التنوع الديني حيث يقول (الآثار:6/321): (( نحن-كمسلمين-لا يضيق صدرنا بأن نرى أهل كل دين يحتفلون بطقوس دينهم، ويظهرون تمسكهم بعقيدتهم، ويدعون إليه بكل شيء شريف نزيه، بل نود أن يقع التفاهم على نشر أصول الخير والإحسان التي تنفق عليها جميع الملل، وعلى مقاومة الشر والظلم والإلحاد المحرمة عن الجميع..)) ويضيف ايضا و تأكيدا لكلامه حيث يقول في (الآثار:4/110-111): ((ونحن لما نظرنا في الإسلام وحدنا والدين الذي يحترم الإنسانية في جميع أجناسها فيقول"ولقد كرمنا بني آدم".ويقرر الشقاوة والأخوة بين جميع تلك الأجناس، ويبين أنهم كانوا أجناساً للتمييز لا للتفضيل وأن التفاضل بالأعمال الصالحة فقط فيقول:"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم".ويدعو تلك الأجناس كلها إلى التعاطف والتراحم بما يجمعها من وحدة الأصل ووشائج القرابة القريبة والبعيدة فيقول:"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام". ويقرر التضامن الإنساني العام بأن الإحسان إلى واحد إحسان إلى الجميع،والإساءة إلى واحد أساء إلى الجميع فيقول:"من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".ويعترف بالأديان الأخرى ويحترمها ويسلم أمر التصرف فيها لأهلها فيقول:"لكم دينكم ولي دين)).

وكما نلاحظ هنا فإبن باديس كان الى حد كبير حداثيا في طرحه الديني ، وهذا ما نوهنا له في مقالنا سابقا ، ان ابن باديس نعم كان رجل دين ، لكن ليس الدين بالمفهوم الاصولي المنافي للحياة ، لكنه كان تقدميا يدعم التعايش السلمي ، و الديمقراطية .

شكرا
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 05:37 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى