[حُلم ثَائر]
29-03-2013, 10:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للأمانة: النص من تأليف صديقة عزيزة من غزة
حُلم ثَائر
انحدار شغل حيز التفكير, لست أنا وحدي فما زال لدي رصيد من الأشخاص ليكتبوا على عتبات قبري مات وحيدا...
وأي وحدة تشبه ما أعيش.... إن الحياة التى أكنها بين دفتي قلبي تشبه الحياة التي رأيتها في منامي تلك الليلة...
إنه كابوس مجرم قتل ابتسامتي وأحرق أمل غدي ولا يزال يلاحقني حتى في لحظات همي.
ماذا ستكتب حروفي ولمن سترسل ؟..
سأعلن انتصار كابوسي على نقاط ضعفي .. إنه انتصار مهزوم.... سطر أفظع العذابات وأعلن انتهاس؟ المتاهات لندخل فى دوامة ليس لها قرار، ثم نتبع انحباس أنفاسنا بانزلاق الروح إلى قاعدة ليس لها عنوان
من أنت ومن صاحب تلك اللعنة
تمتمات تعانق ذاكرة البقاء واقتباسات تحدد مسارا جديدا وإعادة برمجية تحدد أهدافا عصيبة.. سننقش على أعتاب المستحيل صمودا لا ينتهي ونحفر تحت عيون القادم خلف التخوم بقاء لا يمل.
سنكسر حاجز الصمت القديم ونبني حاجزا للصمت يحمل من الكلمات ما يكفى لتعليل أسباب هذا الصمت.
فأنا من قال : أكتب على جدران ذاكرتي حقدا مريرا وأقتل حروفي على مسارح العشق القديم وأرسم بنود حاضرك الذليل على معارض التهديد.
فالعشق للعاشق سلاح لا ينحني
فاكتب على جدران حقدك:عاش محبا للحياة ومات عاشقا للموت نعم ،
عاش محبا للحياة ومات عاشقا للموت
الكابوس الذى نسجته طائرات المرتفع على أكف الانحناء اغتالت أجمل تفاصيل حياتي لكنها زرعت بداخلي حب الانتقام بعزم من حديد
رغم سقوف الردم التي سقطت على أنفاض حياتي إلا أن الصبر لأجل الثأر
أعاد بناءها وأضاف لأساسها عنصر البقاء
نعم إن هذا البقاء من أقام بداخلي مملكة للثأر من أجل البقاء
إليكم تفاصيل كابوسي
أرقد بين الحياة والموت في داخل غرفتي الواقعة بين حضن أمي وقصف الطائرات.. نعم ، أمي.. صاحبة الحضن الآمن في ذاك الحين ..
خلال ثمانية أيام تعانق فيها حجارة السجيل آلام الشعب.
كنا نحاور الحياة بكل أسلوب لأجل العيش فنجلس خلال النهار نعانق ذكريات طفولتنا لكن أزيز الطائرات يشق علينا طريق الأمنيات ليزرع على أطرافه رعبا وخيما..
اسمي ثائر أبلغ من العمر خمسة عشر عاماً.
أعيش في أسرة تحمل من الحب ما يكفي لإنبات حقل كامل من السعادة .فأعشق اجتماع القلوب حين يفرض الليل سكونه ويرمي بساط الظلام على أحياء مدينتنا، لنرسم أحلامنا على لوحة جماعية تبقى في معارض التخليد حتى النهاية.
فى اليوم السادس من أيام حكاية الحجارة استيقظنا من سراب النوم لنجمع أحلامنا ونبادلها أحاديثنا المملوءة بأمل في حياة أفضل.
كالعادة تفتح والدتي نوافذ البيت لترسل دعواتها لبدء يوم يحمل لنا من الخير ما يحمي أطفالها ثم تعانق تراتيل الصباح لتحضر لنا فطورا على شاكلة تختلف تماما عن سابقتها من الأيام.
جهزت مكونات بسيطة من مقبلات لأجل وجبة الإفطار إلا أن أرغفة الخبز غادرت بيتنا منذ يومين .
فترجلت بصوتها:ثائر أيمكنك الذهاب إلى المخبز لإحضار اليسير من الخبز بني؟
فقابلتها بابتسامه تحمل الأمنيات، تعانق خوفنا وتمزجه بحنانها الارتجالي
أجبتها بكل تأكيد.. أمي.
فصارعت كل الأصوات المتهافتة خلفي ثم انطلقت إلى المخبز فأحضرت من الخبز مايكفينا لقضاء وجبة الفطور التي لطالما شعرنا بأنها وليمة فى حفل ختامي.
لكن أرغفة الخبز رسمت على وجهها ألما يصارعني حتى وصلت إلى باب البيت الذي أذكر أنني خرجت منه قبل حوالي خمس دقائق.
إنه ركام يعانق أصوات الإسعاف وسيارات الإطفاء فعدت أبحت عن نوافذ البيت التى أشارت لي عند مغادرتى حيز الأمان الذي أعيشه طويلا،
إلا أن نظرات الجميع إلي قتلت شكوكي وبت أبحت عن بقايا أجساد لطالما عانقتها طويلا... نعم إنه بيتي!
أصبحت أنظر في كل زاوية من زوايا الركام .. أين أنتم؟ّ!
لقد انتظرتم أرغفة الخبز.. انتظرتم تبادل الأحلام
أين أنتم ؟؟
صرختها بصوت جعل أجناس البشر من حولي يشعروني بأمل في البقاء.
عندها استيقظت من كابوس أدخلني لكابوس أعظم
أمى... أمى .. أين أنتِ لقد أحضرت أرغفة الخبز..
ألم تنتظرينى أمي ؟... صرختها بصوت باك
فقطع هذا المشهد يد تحت الركام تعانق أحجار السماء .. بسرعة البرق وصلت إلى تفاصيل هذه اليد .. إنها يد أمي .. نعم ! لا زالت ترتدي خاتما ..
هذا الخاتم الذي أهديتها في يوم العيد .. أصدرت أمرا لذاكرتي بأن عودي إلى أدراج الذكرى يوم العيد وكنت أكملت ربيعي الخامس عشر ..
دخلت عليها صومعة الطبخ فقابلتني بقبل تحمل الأمنيات تتمنى لي طول العمر .. فقلت لها هاك خاتم اليوم السعيد يا أمي..
دهشت وقالت وعيونها تحمل أطنانا من الحب :
المفروض أن أكون أنا من يجلب لك الهدية بني.
قلت لها: أنت أجمل هدية في كوني ..
لذلك أحضرت لك هذا الخاتم ،
أحتفل بوجودك الخامس عشر فى حياتى.
فضمتنى لصدرها بقوة جعلتني أفقد سيطرتي .. فبكيت دموعا تحمل حروفها.
فجأة قطع صوت بكائي صوت أنين قادم من هناك ...
إنها أختي سارة ! ..
أرجوكم أرفعوها إنها تئن ..
فما زالت تحمل من الأنفاس ما يكفي لنجاتها..
.
رُفعت أجساد أحلامي لتعانق ثلاجات الموتى ،
لتخلد في نومها الأبدي ..
لم يتخلف عن الركب سوى سارة وأنا .. لقد ماتت أمي وأخذت معها أطفالها وهي تحميهم بحضنها, و
كان والدي قبلها قد أستشهد فى معركة الفرقاء.
بهذا أكون قد فقدت حجارة الأساس لحياتى ..
لكنني أقسمت أن أجعل ركام البيت حجارة لتشييد مملكة الإنتقام فى صدري
لقد أخذ مني القصف حياتي , لكنه لم يأخذ رصيد البقاء لدي
فالحياة أصبحت هنا داخلي معركة تتأجج في صدري
أكتب على جدران ذاكرته انحباس المطر إلا من قطرات تحمل اسمي وعنوان بقائي فأنا
عاشق للأرض حامل للسلاح قارئ للأحلام في بيت تحت الركام
كتبته: محبة الشهادة
كتبته: محبة الشهادة
التعديل الأخير تم بواسطة أَنْفَاسُ الإِيمَانْ ; 29-03-2013 الساعة 10:02 PM
