إرادة مُستّباحة ."*"
15-10-2017, 07:58 AM
لم يكلف عناء نفسه لسؤال ( ماذا فعلت)
وبدون أن يتردد، وكمن كان يتوقع مثل هذا السؤال، كانت إجابته حاضرة: "مثلك لا يُسأل".
يمطّ شفته السفلى أكثر مما هي متدلية، مما زاد من قبح فمه. أدرك بدون عناء ذهني، أنه لم يفهم قصده، فاستدرك: ( هل عرفت الجواب)
بدا وكأنه أمام مسألة رياضية عويصة الحل على تلميذ بليد. ارتسمت على وجهه الحيرة والذهول. نظر إليه بعينين برز منهما زهو الاستخفاف به، فأضاف:
"يفترض بمن كان بمثل سنك أن يكون قد أدرك الخطأ والصواب، وأن تكون له، أيضا، الإرادة في اتخاذ قراره، وله الحرية في الاختيار. وأظنك قد أخذت كل ذلك بنظر الاعتبار. أليس كذلك؟"
تبدت الحيرة على وجهه أكثر مما كانت عليه. بدا وكأنه يستمع إلى مفردات لغة لم تطرق سمعه من ذي قبل. ثم فجأة بدت إمارات التحفز على وجهه، وبصوت هو مزيج من الحشرجة والتوسل. قال: "إنك تضطهدني".
"وما وجه الاضطهاد في كلامي؟"
"إنك لا تتحمل أي تصرف مني، و..."
قاطعه قائلا باستخفاف: "ألمْ تسأل نفسك لماذا؟"
"لمْ أفعل شيئا أستحق عليه كل هذا. لا أظن أني أخطأت".
خامره شعور بالارتياح وهو يراه قد أنحشر كملاكم يكاد يُهزم في زاوية، فأجابه متحفزا: "أن لم تكن قد أخطأت، كما تقول، فلمَ اعتذرتَ فيما مضى مرتين؟"
"أنا، أ..."
لم يدعه يكمل، بل بادره: "لا يعتذر المرء عما لم يرتكبه من خطأ".
"لمْ يكن خطأ بل هفوة غير مقصودة".
"أود لو أسمع منك مبررا غير هذا الذي اعتدتَ تقديمه".
وددت لو قال له "هذا المبرر صار ملازما لك كبلادتك"، لكنه لم يرغب في إنهاء المنازلة بهذه السرعة. كان يتلذذ بضعف الآخر وراغبا في المزيد من كيل الضربات التي لن تسقطه أرضا. فآثر أن يقول له: "ليس هذا بالمبرر، وإنما هو ما..."
لم يكمل الجملة، ومرة أخرى، لم يرغب في أن يمنحه فسحة، فأكمل كلامه: "أنت..."
قاطعه والذل في عينيه باد: "حسنا، أنا مخطئ"، واستدار ليبتعد. أسقط نفسه قبل أن تكال له المزيد من الضربات.
وبدون أن يتردد، وكمن كان يتوقع مثل هذا السؤال، كانت إجابته حاضرة: "مثلك لا يُسأل".
يمطّ شفته السفلى أكثر مما هي متدلية، مما زاد من قبح فمه. أدرك بدون عناء ذهني، أنه لم يفهم قصده، فاستدرك: ( هل عرفت الجواب)
بدا وكأنه أمام مسألة رياضية عويصة الحل على تلميذ بليد. ارتسمت على وجهه الحيرة والذهول. نظر إليه بعينين برز منهما زهو الاستخفاف به، فأضاف:
"يفترض بمن كان بمثل سنك أن يكون قد أدرك الخطأ والصواب، وأن تكون له، أيضا، الإرادة في اتخاذ قراره، وله الحرية في الاختيار. وأظنك قد أخذت كل ذلك بنظر الاعتبار. أليس كذلك؟"
تبدت الحيرة على وجهه أكثر مما كانت عليه. بدا وكأنه يستمع إلى مفردات لغة لم تطرق سمعه من ذي قبل. ثم فجأة بدت إمارات التحفز على وجهه، وبصوت هو مزيج من الحشرجة والتوسل. قال: "إنك تضطهدني".
"وما وجه الاضطهاد في كلامي؟"
"إنك لا تتحمل أي تصرف مني، و..."
قاطعه قائلا باستخفاف: "ألمْ تسأل نفسك لماذا؟"
"لمْ أفعل شيئا أستحق عليه كل هذا. لا أظن أني أخطأت".
خامره شعور بالارتياح وهو يراه قد أنحشر كملاكم يكاد يُهزم في زاوية، فأجابه متحفزا: "أن لم تكن قد أخطأت، كما تقول، فلمَ اعتذرتَ فيما مضى مرتين؟"
"أنا، أ..."
لم يدعه يكمل، بل بادره: "لا يعتذر المرء عما لم يرتكبه من خطأ".
"لمْ يكن خطأ بل هفوة غير مقصودة".
"أود لو أسمع منك مبررا غير هذا الذي اعتدتَ تقديمه".
وددت لو قال له "هذا المبرر صار ملازما لك كبلادتك"، لكنه لم يرغب في إنهاء المنازلة بهذه السرعة. كان يتلذذ بضعف الآخر وراغبا في المزيد من كيل الضربات التي لن تسقطه أرضا. فآثر أن يقول له: "ليس هذا بالمبرر، وإنما هو ما..."
لم يكمل الجملة، ومرة أخرى، لم يرغب في أن يمنحه فسحة، فأكمل كلامه: "أنت..."
قاطعه والذل في عينيه باد: "حسنا، أنا مخطئ"، واستدار ليبتعد. أسقط نفسه قبل أن تكال له المزيد من الضربات.
إني اذوب في الجحيم صديقي أو ما أطلقته عنك الوتين ..أراني أنحدر في الهاوية أتمنى يا صديقي أن تغفر لي الندوب الظاهرة واللاظاهرة لم أتعمد إحداث كل هذه الكوارث العابرة لديك .
كنت تظن بانك تستطيع إخفاء الوجع لكنك مخطئ، مثلما أخطأُتُ_أنا_كثيرا يوم هربت و مازلت أهرب ظنّا مني أن ما نهرب منه لا يظهر على أجسادنا ، و أنه يمكننا أن نُخفي كل الثقوب بثوب أو قطعة قماش أو حتى كريم من كريمات التجميل القذرة.
من مواضيعي
0 رأس مُنفصل ..
0 إلى تلك الغائبة والحاضرة في قلبي
0 فواصلْ..
0 الوطنْ والشهداءُ لنا
0 حينَ يتقلّدون بمئازرَ النفاق !!
0 رُدلي قلبي
0 إلى تلك الغائبة والحاضرة في قلبي
0 فواصلْ..
0 الوطنْ والشهداءُ لنا
0 حينَ يتقلّدون بمئازرَ النفاق !!
0 رُدلي قلبي
التعديل الأخير تم بواسطة أبو اسامة ; 15-10-2017 الساعة 10:09 AM